الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فقه العلاقات البشرية : دراسة فى علم السيكوباثولوجى : حوار حول هذا العمل، خارج حوار الجمعة

فقه العلاقات البشرية : دراسة فى علم السيكوباثولوجى : حوار حول هذا العمل، خارج حوار الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

4-11-2009

السنة الثالثة

العدد: 796

image002

حوار حول هذا العمل، خارج حوار الجمعة

مقدمة

الله يسامحك يا جمال ويبارك فيك وينفع بك، تصور يا جمال أننى لأول مرة أحمد الله أن فكرة “المنتدى” حول هذه النشرة (الإنسان والتطور) وهى الفكرة التى خطرت لك منذ أكثر من عامين وكنت “تأمل أن تنشط حركية التواصل فيما بيننا من خلال ما ننشر ونفترض ونقترح”، تصور أننى لأول مرة أحمد الله أنها لم تنجح وذلك بعد أن عشت اليوم تجربة الحوار الأعمق والجاد فى هذا الحوار المستقل عن حوار الجمعة !!!!!

فوجئت بصعوبة الوفاء بحق المشاركين فى الحوار حين  ينشط بعضهم جادين لمناقشة نشرة أو اثنتين فإذا بالمسألة تتشعب، وتتعمق حتى لا أكاد ألاحقها.

ما إن وصلت دعوتك يا جمال إلى الدكتور صادق السامرائى، وما أن نشرت الصديقة أمل حمود تعقيبها الجاد حول النشرة الأخيرة فى هذا العمل (فقه العلاقات البشرية) حتى وجدت أن متابعة ما وصلنى من حوارات حول نشرة واحدة أكبر من قدرتى على ملاحقته بالمسئولية التى يستحقها.

بصراحة فرحت لبداية مشاركة أ.د. صادق السامرائى، كما أنست بردود د. مدحت منصور، د.محمد أحمد الرخاوى على الصديقة أمل محمود، وكانت لى آراء وردود وتعليقات فى كل ذلك، غير الإشارة لما سبق نشره،  فكرت فى الاستجابة لاقتراحك يا جمال بأن أخصص نشرة مستقلة واحدة فى الشهر لمناقشة هذا العمل، لكننى وجدت حلا أسرع وهو ما ما أمارسه الآن: هو  تخصيص يوم واحد أسبوعيا لحوار هذه السلسلة ، بدءا باليوم، بعيدا عن حوار الجمعة، وليكن يوم الخميس الذى سوف يخلو ابتداء من الأسبوع القادم نظرا لانتهائى من  نقد كل أحلام فترة النقاهة (نجيب محفوظ) هذا الأسبوع (غدا)

وقفة للمراجعة

نشرة اليوم هى وقفة للمراجعة، ودعوة للمشاركة فى هذا الحوار الخاص بهذا العمل بل بنشرة واحدة وبعض أخرى، وقد تسلسل التفكير فى هذا الأمر تجاوبا مع اقتراحك يا  جمال ، وسوف أكتفى بتقديم ما يلى :  

  1. تعليق د. جمال التركى على هذا العمل تحديدا ، مع إيراد ما اقتطفه للزملاء تحميسا لهم ودعوة للمشاركة.
  2. استجابة د. صادق السامرائى للدعوة ورد د. يحيى عليه
  3. إسهامد. صادق السامرائى وتفضله بملاحظاته على النشرة ، وربما على النشرات عموما.
  4. تعليق د. مدحت منصور على تعقيب أ. أمل محمود على اليومية الأخيرة من هذه النشرة مع إشارة برابط إلى ن تعقيبها
  5. تعليق د.محمد أ. الرخاوى على نفس التعقيب (أ. أمل محمود)

أما مداخلاتى أنا فى كل ذلك، فيما عدا حوارى مع د. صادق السامرائى، فقد أجلتها لخميس القادم

دعوة

وقبل أن أعرض تفاصيل ما سبق من عناوين، أدعو كل من يهمه الأمر أن يشارك بالرأى فى هذا اليوم المستقل حول هذا العمل من حيث:

1)     أى تعليق خاص بالنشرة الأخيرة بالذات، بعد قراءة التعليقات المنشورة اليوم، بعد الرجوع إلى التعليق أ. أمل محمود، وتعقيب د. مدحت، د.محمد أ. الرخاوى، وربما الإشارات إلى ما سبق الإشارة من نشرات سابقة الأسبوع الماضى. 

2)   أى تعليق عن كل ما سبق نشره فى هذا الباب تحديدا حتى الآن سواء

3)        أى اقتراحات مناسبة لتيسير التواصل، وتعديل التحرير

******

أولا: د. جمال التركى

قراءة فى يومية 23/10/2009حوار/بريد الجمعة

المقتطف: أننى أبذل فى هذا الشرح الذى أقوم به، جهداً أكبر من أى نشرة يوم آخر، ومع ذلك لا يأتينى عنه ما أنتظر من تعليق، لا أدرى لماذا لا يعلق الأصدقاء؟

كان قد وصلنى ذلك قبل أن تخطه يمينك… وصلنى كم الجهد المبذول منكم دون تردد أو انقطاع… دون استراحة المحارب (وهى من حقه)… رغم دعوات صادقة، حبا لك وخشية عليك وأملا فيك…،

حبا لك لما تمثله من وجه مشرق للإنسان المكرم الكادح لوجهه تعالى،

وخشية عليك، لما قد يسببه لك هذا الجهد من إنهاك وإرهاق وعنت، قد لا يتحمله جسدك المثقل بكدح سبع عقود لوجه الحق

و أملا فيك، أن تبقى بيننا/فينا إلى ما شاء الله، نورا تنير بصيرتنا بما أنعم الله به عليك…

 أملا فيك أن تكون بنا و نكون بك … تكون بنا منارة و نورا نهتدى بهديها…ونكون بك ‘كتابا مفتوحا’ تقرأه مفككا شيفرته، فتعرّفنا على أنفسنا/الإنسان فينا، فنعرف ذواتنا كدحا إليه إلى أن يأتينا اليقين.  أما وقد أعلنت:

 “أننى أبذل فى هذا الشرح الذى أقوم به، جهداً أكبر من أى نشرة يوم آخر”

فاسمح لى بإجابة خاصة بشخصى ( أما الأصدقاء فلست مخولا الإجابة عنهم…

: إنى أطالع النشرة المتعلقة بـ. ” دراسة فى علم السيكوباثولوجى ( الكتاب 2)” أحيانا يوم صدورها وأخرى بعد أيام قليلة، فلا يصلنى منها ى قراءتى الأولى إلا النزر اليسير لثراء النص وعمق المعانى الكامنة إضافة لعدم تمكنى من العامية المصرية، فأعود لها ثانية و ثالثة (أحيانا أكثر)، وفى كل منها يصلنى ما لم يصلنى فى قراءة سابقة… فيتابعنى ما وصلنى فى وعيى و يبقى فكرى فى تفاعل معه… منه ما أقبله، فيصبح جزءا من منظومتى الفكرية ( اثراء لها ) ومنه ما أتردد فى قبوله إلى مزيد المراجعة والتأمل و منه ما يحول بينه وبينى حاجزا، فيرفع فكرى “فيتو” تجاهه.

 – أما ما قبلته فلا حاجة لى عادة للتعليق عليه…

 – أما ما أتردد فى قبوله أكون فى حاجة أحيانا إلى التعليق عليه لمزيد تسليط الضوء وضوحا للرؤية…

 – أما من يوجه ذهنى فى حقه “فيتو” فهو ما أكون بحاجة فعلا للتعليق عليه… لكنى أحيانا أفعل وأكثرها أمسك… فإن فعلت، أكون بحاجة إلى فترة زمنية لصياغة ردى وعند صياغته، أبقى أراجعه المرة تلوى الأخرى إلى أن أطمئن نهائيا إليه فأرسله (وهذا يتطلب منى عادة من ثلاث إلى أربع أسابيع). وإن أمسكت عن التعليق فلا لرغبة مني… لكن عقارب الزمن المتسارعة تلاحقنى فلا أجد المساحة الزمنية الكافية لصياغة رأيي….

 انطلاقا من تجربتى الشخصية، أقترح عليكم أن تخصصوا بريد “آخر لجمعة من كل شهر” للرد على قراءات الأصدقاء نشره ” دراسة فى علم السيكوباثولوجي” وهكذا تسمح لنا بفسحة من الزمن للإطلاع والقراءة والتفكير ثمالتعقيب عليها لاحقا… تسمح لنا تقدير ثمار جهدكم بما هو أهل له واستيعاب ما جاء فيه للتفاعل به/ معه لاحقا.

مقتطفات د. جمال التركى

نشرة “الإنسان والتطور” – السنة الثالثة، 14-10-2009 / العدد: 775

دراسة في علم السيكوباثولوجي ( الكتاب 2)”

شرح على المتن: ديوان أغوار النفس

الشغل فى المستحيل

أن يحب أحدنا الآخر بما يليق بالكائن البشرى المعاصر

مـقـتـطـفـــات

  تأملت – من جديد – المأزق الذى وجدت نفسى فيه  مؤخرا (كما هو حال أغلب الناس ممن ينتمون إلى ما يسمى “الإنسان المعاصر”، وليس “الإنسان العصرى”) فوجدت أنه يتأرجح بين تناول العلاقات البشرية بعد أن بلغ هذا الكائن الحى الشقى الرائع:  هذه الدرجة من الوعى بنفسه، وبضرورة الآخر شرطا لتواجده بشرا سوياً، أو ما يسمى عادة الحب ، وبين ما أسميه جدل الموت والحياة، وكلتا القضيتين متعلقتين بدرجة الوعى/الأمانة التى تورط فيه هذا الكائن الخاص جدا المسمى الإنسان

*******

أن أعمال الكاتب تكمل بعضها بعضا، فإذا وصلت رسالة مثل الرسالة الحالية بها هذا القدر من التعرية لدرجة التلويح باليأس أو الاستحالة، فهى ليست فصل الخطاب، ومثل حروف وأرقام الشفرة (الكلمة المفتاح فى بريدك الالكترونى “مِيِلَكْ” مثلا) لا يمكن أن تفتح الشفرة إلا باكتمال إدخال الكلمة المفتاح حَرْفا رقماً.

*******

إن ما أحاول توصيله لا ينتهى بحكمٍ يحتاج إلى تعليق (تعليق الحكم) بقدر ما هو دعوة لتحريك الوعى فى اتجاه أرى أنه يصلح أن يجمعنا معا كلما مضينا قدماً أكثر فأكثر،   وعندى يقين بأننا نلتقى حين نسعى إلى أن نلتقى، لا حين نلتقى فعلا (أنظر بعد):

*******

 إن أى علاقة بين إنسان وإنسان هى علاقة بين عدة أناس، وعدة أناس أُخرْ، بداخلنا معا:

فهى علاقة متشابكة متداخلة، بها من التنافس (والمناورات والمخاوف بين الذوات داخلنا) بقدر ما بها من التكامل والجدل،

*******

وعلى الإنسان العصرى أن يعيش شرف محنة قصوره عن معايشتها بما تستحق، بما يلزمه بمواصلة السعى

*******

 …ثم تمتد بنا العلاقة إلى مستويات أعلى فأعلى من الوعى المشتمل، فنجد أنفسنا نعزف اللحن الأرحب مع الطبيعة المنفتحة إلى الوعى الكونى المفتوح النهاية إلى وجه الحق تعالى.

*******

 (غنى عن البيان أن  هذا التصعيد ليس خطا مستقيما أو درجة بعد درجة، بقدر ما هو دورات معادة تتقدم مع كل دورة إلى ما تيسر من إمكانية تجعل المستحيل ممكنا مع استمرار الدورات حسب كفاءة الإيقاع الحيوى المفتوح النهاية)

*******

 وأنا أتناول القضية تلو الأخرى بوصف الاستحالة، ثم أصر على أن نقتحم الاستحالة لنقلبها إمكانية، هو ما أصفه أحيانا بـ “إمكانية المستحيل” وهو شرف الكفاح لنكون بشرا،

*******

نحن نتعامل مع:

عدل مستحيل (تخنقه، وفى نفس الوقت  تحقق ما تيسر منه:  قوانين مكتوبة خانقة مختنقة،  مع أنها خطوة اضطرارية على الطريق إليه)

حرية مستحيلة ( تزيفها وتطمسها ديمقراطية عاجزة أو زائفة مع أنها خطوة اضطرارية على الطريق إليها)

حب مستحيل ( يزيحه ويحل محله المستويات “الثلاثة الأولى  + واحد”،  مع أنها خطوة اضطرارية على الطريق إليه)

*******

لم تعد القيمة المجردة تهمنى، بقدر ما أريد التأكيد على  العملية الجارية فيها وبها وحولها

  • لا يوجد شىء اسمه “حرية”، وإنما يوجد سعى دائم لزيادة جرعة ما تيسر من الحرية
  • لا يوجد شىء اسمه “الإنسان”، وإنما يوجد تطور مفتوح النهاية نحو ما يمكن أن يكون إنسانا
  • لا يوجد شىء اسمه “العدل” ، وإنما توجد معادلة متحركة لتحقيق أكبر قدر ما التوازن بين وحدات الوجود المتكافلة لتعود على الجميع بما يحافظ عليها وينميها معا
  • بل إن الحق تبارك وتعالى لا نؤمن به إلى حالة كوننا نتعرف عليه بتحريك” الكدح” إليه
  • لا يوجد شىء اسمه الحب، وإنما يوجد شغل طول الوقت لتحقيق تصعيد جدلى خلاق بين أفراد البشر وجماعاتهم لتتلاحق مستويات التواصل فيما بينهم ما أمكن ذلك، إلى إمكانية المستحيل.

مع دعوة لحوح أن يشاركنا القارئ الصديق الصعوبة قبل أن نقدم على التعرية القاسية (للمستويات الأولى على الأكثر) لما هو التواصل البشرى البدئى

******    *****    *****

نشرة “الإنسان والتطور” – السنة الثالثة، 21-10-2009 العدد: 782

دراسة في علم السيكوباثولوجي ( الكتاب 2)”

شرح على المتن: ديوان أغوار النفس

“السدود” على طريق “جدل الحب” والنمو

مـقـتـطـفـــات

الحب بقدر ما فيه قرب، فيه قدر مساو، وأحيانا أزيد من الخوف من القرب.

 يسرى ذلك على من يقترب، وعلى من يستجيب لمحاولة الاقتراب

*******

 وبمزيد من الإغراء بالاستكفاء بظاهر الجذب فالانجذاب، وهما ليسا إلا بديلا عن حقيقة العلاقة وعمقها، ومن ثم نفهم كيف أن هذا الإبدال أو التوقف ليس إلا:  “غيامة كدب وتغطيّة، ومؤامرة غش”

*******

  إن علاقة الحب الحقيقية هى حب لكل المستويات، بكل المستويات، بما فى ذلك حب الغاوية السطحية، ولو بابا إلى العمق، ولكن ليس على حسابها،

*******

إن العلاقات (العلاجات) المطروحة على مستوى الاقتصار على الإيحاء والطمأنة والتسكين (بالعقاقير أو بدونها) هو أقرب إلى مستوى الغواية والجذب والانجذاب

*******

تواصل العلاج النفسى الأعمق الذى قد يرتقى بالعلاقة إلى هذا التحاور على هذا المستوى، هو الذى يحفز النمو ويطلق جدل التطور بحيث يتم إعادة التكشيل من خلال أزمة المرض ما أمكن ذلك

*******

لا يوجد علاج حقيقى فيه إطلاق نمو أو إعادة تشكيل إلا ويمر المريض فيه بما نسميه “مأزق التغيير” بكل مخاطره وصعوباته والتهديد بمضاعفاته، من هنا، وبالذات فى العلاج الجمعى

*******

إن العلاقات البشرية تنبنى على أساس سلامة لبِنَات التواصل الأولى التى توضع فى محلها، منذ الطفولة توضع فى وقتها، لغرضها، وهى التى يبنى بها بيت الثقة الأساسية فالكيان النابض النامى.

*******

إن التى (أو الذى)  تستطيع أن تطلق داخلها ليشارك فى (لا ليستقلّ بـ) عملية الحب، لا بد أن تكون قد اطمأنت طفلةً (ثم بعد ذلك فى أى ولادة جديدة فى أزمات النمو) إلى أنها ليست وحيدة، إلى أنها جزء من آخرين يريدونها ويعترفون بها فتريدهم وتعترف بهم

*******

 لكن هل يعقل أن يبنى طفلا ذاته (بيته) دون أن “ينتمى” أصلا؟

*******

… فحالت فعلا منذ البداية، بل قبل البداية، دون إلقاء بذرة الحب التى يمكن أن تؤتى أكلها كل حين “حبا حقيقيا متجددا” ؟  ذلك الحب المتعدد المستويات التى حيل بينه وبين أن يتنامى بواسطة تلك التى أدت إلى الميكانزمات  الاستغناء عنه بإقامة السدود، ليس فقط سد الغواية البرانية البديلة عن العلاقة، وإنما  السد الجوانى التانى، وهو الذى يشير إلى عدم الأمان الأولى

*******

 إذن: فالحاجز الذى تقيمه من الغواية الآن ليحول دون العلاقة المتكاملة  ليس هو السبب الاساسى فى الإعاقة الحالية، وإنما يرجع السبب إلى الحاجز القديم “السد الجوانى التانى 

*******

يبدو أن  من يريد أن يحب، ولا يكتفى بأن “يلعب حبا”، عليه أن يغامر بأن يعطى ويأخذ “قلب الخساية، ولايكتفى بأوراقها  أو رأسها.

*******

ولكن هل يكون للخساية قلب إلا إذا أحاطته كل هذه الأوراق التى ذبلت وجفت من فرط قيامها بدورها الرائع فى الحماية والدفاعات؟

 إن من  يريد أن يلقى بهذه الأوراق الصلبة ليكتفى بقلب الخساية هو أيضا ليس محبا، وإنما هو قناص مستسهل.

*******

حتى لو لم يكن لدينا بديلا: “نستعمل الواقع (الخطأ)، لا نستسلم له، ونرفضه حتى نغيره”.

*******

 وإذا لم نستطع فهل يمكن أن نرضى بالموجود باعتباره النقص الواجب الدافع للتحريك، أم نستسلم له باعتباره البديل الدائم طالما لا يوجد غيره.

تـُرى هل أصبحتْ المسألة أسهل أم أصعب؟

هل نشتغل فى المستحيل ليكون ممكنا،

 أم نستسلم للمكن ليصبح مستحيلا

 

******    *****    ***** 

بــدون تعليــــق

أننى أبذل فى هذا الشرح الذى أقوم به، جهداً أكبر من أى نشرة يوم آخر، ومع ذلك لا يأتينى عنه ما أنتظر من تعليق،   لا أدرى لماذا لا يعلق الأصدقاء؟

يحيى الرخاوي

حوار/بريد الجمعة 23/10/2009

******

ثانيا: استجابة د. صادق السامرائى

تحية طيبة

بودى أن اساهم بالرأى والحوار الفكري العلمي المتطور للدكتور الرخاوى…لكني أجد صعوبة …هل لديكم عنوان بريدي  -إيميل آخر- يمكن التواصل من خلاله

د. يحيى:

الأخ الكريم أ.د. صادق السامرائى
أشكرك على كريم اهتمامك، ورقة مشاعرك
أنا أفضل أن يكون التعليق أو الحوار عن طريق بريد النشرة فى الموقع أولا بأول، حتى يستفيد الجميع،
شكرا مرة أخرى لك وللصديق الكريم صاحب الفضل المتجدد أ.د. جمال التركى ، كل دفعة منه برسالة واحدة تكفينى  يا د. صادق  لمواصلة المحاولة عاما بأكمله، فما بالك وهو يدعو مثلك إلى مأدبة التواصل
شكرا
الحمد لله
وعليك السلام

ثالثا: مشاركة د. صادق السامرائى، ومداخلاتى معه

الأستاذ الدكتور يحيى الرخاوى المحترم

مودتى وتقديرى وتحيتى لهذا التوقد الفكرى المنير

وودت أن أتفاعل مع أفكارك بهذه البداية المتواضعة.:

الإبحار فى عالم الإنسان رحلة ممتعة وشائكة ومذهلة , فما أن تعرفه حتى تزداد جهلا به , وتبقى متحيرا أمام لغة الكون الصغير الذى يكتنز أكوانا بلا حدود.

د. يحيى:

أهلا بك يا د. صادق

أخيرا وجدنا من يأخذنا مأخذ الجد بفضل صبر وترحيب ودعوة الإبن جمال التركى.

ثم دعنى أقر وأعترف بالصعوبة، وأتحمل نصيبى فى مسئولية ضعف التواصل وعسير الحوار، وآمل أن يكون تخصيص يوم أسبوعيا لمواصلة هذا الحوار الخاص سبيلا لإعادة تحرير العمل بما يسهل الأمر ولو قليلا حتى إذا صدر مكتملا – فى صورة ورقية أو إلكترونية – قد يكون أوضح وأكثر فائدة.

د. صادق السامرائي

يبدو أن هذا المخلوق (الإنسان) قد أصبح فى مأزق معرفته لنفسه وتشابك آليات فعله وقوانين سلوكه. ففى القرن العشرين عرفنا عن أنفسنا ما لم نعرفه فى القرون التى سبقته ,

د. يحيى:

أعتقد أننا عرفنا أنفسنا أكثر وأروع فعلا، ولكننا استعملنا فى ذلك بفرحة مشروعة، العقل الحسابى الأحدث جدا، تمَّ ذلك على حساب عقول أخرى نحملها أيضا من تاريخنا التطورى، وهنا تجسَّد لى المأزق أصعب وأعمق أنظر نشرة أنواع العقول

د. صادق السامرائي

هذه المعرفة شأنها كغيرها من المعارف تستخدم لأغراض متضادة مع بعضها.

د. يحيى:

أنا أقر أن استعمال المعارف له بعد أخلاقى ونفعىّ مهم، وهذا قد يقلب المعرفة إلى غير ما جعلت له، والمثل الأشهر هومعرفة سر تفجير الذرة الذى استعمل للتدمير والإبادة، كما استعمل للتطوير وتوفير الطافة

لكننى لا أكتفى بهذا التحذير فحسب، لأن منهج المعرفة نفسه قد يكون اغترابيا إذا كان محتكرا أو منفصلاً عن بقية المناهج المكملة له وربما الأعمق والأصدق منه.

د. صادق السامرائي

عندما نتأمل المحبة , نرى أن المعارف والحاجات والتفاعلات والظروف المتغيرة بسرعة ، قد منحتها أشكالا وصياغات غير معهودة وكذلك تفسيرات وتعزيزات غير مألوفة. وهذا يدفع إلى الشعور بغيابها وسيادة ضدها الذى تقف بوجهه سدا يمنعه من الفيضان والإجتياح الأليم.

د. يحيى:

استعمالك يا د. صادق لكلمة المحبة، ربما يكون مفيدا بعد أن التبس الأمر من فرط استعمال وسوء استعمال كلمة “الحب“، وأنا مازلت أذكر كلمة التى استعملها ديستويفسكى فى الأخوة كارامازوف، أظن أن ديستويفسكى استعملها قاصدا ليصف نوعا خاصا من الحب الإنسانى الإيمانى، وقد اختلفت الآراء حول ترجمة هذه الكلمة (وهى كلمة Agape )، حيث فضلت بعضها تعريبها “أجابيه” حتى لا تختلط بما شاع عن الحب فى حين ترجمها آخرون إلى “المحبة“، وهى الكلمة التى استعملتها أنت هنا.

أما رأيك فيما ما لحق بكلمة المحبة، وقبلها وبعدها ما لحق كلمة على من تفسيرات وتعزيزات غير مألوفة فهو ما نحاول مناقشته فى هذا العمل وغيره، ربما امتداد لمحاولات سابقة وبالذات لإريك فروم فى كتابه “فن الحب”…إلخ.

د. صادق السامرائي

ويظهر أن هناك معادلة أرضية قاسية تخضع لها جميع المخلوقات فوقها ولا يمكنها الخلاص منها , وكأن الجاذبية تؤكدها وتحقق نتائجها. وضمن هذه المعادلة تظهر رؤانا وتتضح معالم إدراكنا للمنبهات والاستجابات من حولنا وفينا. فكل متناقض أو متضادٍ موجود ومتفاعل “والضد يُظهر حسنه الضد”.

د. يحيى:

أما أن هناك معادلة، فهناك معادلة، وأتصور أنها برامج البقاء والتطور التى احتواها التاريخ البشرى وهى مازالت قابعة فينا حتى هذه اللحظة.

أما أنها قاسية فهى قاسية رائعة واعده.

أما أن جميع المخلوقات تخضع لها، فأرى أن الخضوع ليس كاملا،ذلك لأن البشر يساهمون فى تطويرها بقدر ما يخضعون لها، وبالتالى فهم يمكنهم الخلاص منها باحتوائها فيما يخلقون به أنفسهم انطلاقا للخطوة التالية.

ولا أعتقد أن استعمال “كلمة الجاذبية” هنا هو الأنسب، وأنا أتصور أنك لا تعنى ما تفيده الكلمة فى الاستعمال العادى ربما تعنى برنامجا أشمل وأكثر إحاطة وامتدادا،  دعنا نبحث عن اسم له.

وأخيرا، دعنى أختم ردى شاكرا وأنا أقول: إن انتمائى إلى الجدل الخلاق و الذى يجعلنى  أتحفظ على القول “بأن الضد يظهر حسنه الضد” أنا أرى أن “الضد يتخلق جدلا مع ضده، فيتجلى جمال الآتى”،

وهكذا

*****

رابعا

تعقيب الأصدقاء على تعقيب أ. أمل محمود

النص الأصلى نشر كاملا فى بريد الجمعة نشرة الأسبوع الماضى ، دون رد تفصيلى، وقد جاءت الفرصة لنستمع إلى ما وصلنا ثم ندعو الأصدقاء لإعادة قراءته ليدلى من شاء بدلوه،

وأعد بأن أقوم بالرد على الجميع الخميس القادم ما أمكن ذلك.

*****

د. مدحت منصور

بريد الجمعة 30 – 10 التعليق على مقال أ. أمل محمود

 و الخبز يحتاجه البشر , إن أصغر ما وجد معبرا عن المادة هو الذرة و التي تحتوي على نواة تحوي شحنات موجبة يدور في فلكها الشحنات السالبة و رغم أن رنين كلمة موجب تعبر عن القوة في إدراكنا كما أن رنين كلمة سالب تعبر عن العكس وصلنا من العلم أن الاثنان ضروريان لتستقر الذرة و تصبح متعادلة الشحنة متناغمة مع وظيفتها , إن أول ما عبر عن كائن حي هو الخلية و نواتها و التي تشتمل كروموسومات ذات قواعد نيتروجينية تكمل بعضها البعض يمكن تجاوزا اعتبار أن لكل سالب موجب يكمله فيما عدا كروموسوم  y المحدد للجنس الذكري يكمله كروموسوم x الأنثوي  و الذي نعتبره سالبا ليكون تركيب المرأة المحدد للجنس xx مقابل xy في الذكر ، آسف لذكر معلومات تعلمونها جميعا و لكن إذا كان التركيب الجيني ليس واحدا هكذا خلقه الله و كذلك وظيفة الإنجاب فلماذا نتحدث دائما عن مساواة بالمعنى الحسابي و ليس المساواة بالمعنى التكاملي التناغمي , المفترض في الرجل أنه أقوى عضليا و أعلى حنجرة فوجد نفسه مؤهلا للصيد و أظن أن النساء في الكهف كن يقمن بأعمال تتناسب مع القوة الأقل و الدقة الأكثر كسن النصل مثلا. نأتي لرحلة آدم و حواء و التي بدأت بالمعرفة و كان أول ما عرفاه الجنس أظن لضرورته في إعمار الأرض و الذي هو جزء من عبادة أولاد آدم لله إن لم يكن الكل ثم جاءت أول جريمة على الأرض من صنع الرجال ليعرف الإنسان الذنب كما تخبرنا الأديان و تكون رحلته إلى البحث عن العدل و يصبح الرجل قاضياو نبيا كما بدأ مجرما ، لقد قتل قابيل أخاه قبل ظهور قوانين أو أعراف فكيف يمكن القول بأن الشعور بالذنب مكتسب؟  لقد استشرى العدوان و القتل و السبي مع ظهور الجماعات المتشرذمة و التي نمت لتصبح قبائلا فشعوبا ،بدأت درءا للعدوان و طلبا للحماية إلى أن زاد الإحساس بالقوة كإحدى السلبيات للتكافل الاجتماعي, نأتي لمنطقة الجنس فالتقسيم إلى جنس لذي و جنس تواصلي و جنس إبداعي هي عملية معرفية تسهل علينا الفهم و الدراسة أما في أثنائها يحدث كل ذلك و قد تتحول العملية في أي لحظة بين هذا و ذاك و حتى لو أن ذلك لم يكن ماثلا في الوعي مسبقا و قد يحدث هذا حتى في علاقة عابرة أو مؤقته ، فهل ننكر استمتاع المرأة بالجنس عبر التاريخ و قبل ظهور منظومة الأديان ثم فرض رموزها بعد ذلك سطوتهم على المجتمع في كافة مظاهر الحياة بما في ذلك الجنس ، كان الملك يمتلك عددا من الجواري تتفنن في إرضائه فلماذا يحب جارية دون غيرها فيتزوجها , هل تذكرين كيف أعادت راحيل شعبها بأكمله من المنفى ، أما كان يكفيه ما عنده من جواري, لقد أحب ملك فارس جاريته، ربما اختلف التعبير عن الحب، اما الحب فأظن أنه كان موجودا غريزيا أي جينيا في بني البشر.

المشكلة أننا لن نستطيع أن نخبئ ذلك الشعور الطبيعي أو ننكره و نصبر أنفسنا بأنه سيأتي يوم لا تصبح المرأة مثيرة للرجل و بالتالي لن يصبح الرجل مثيرا للمرأة و يتم التقارب بشكل لا يعتمد على كيمياء التقارب على الأقلكبداية  و لكن سيتم بالتقييم بشكل أو بآخر ثم من قال أن نظرة المجتمع على عمومه تدين المرأة المغتصبة مع أنك تبدين من مقالاتك أعلى ثقافة من كاتب تلك السطور و تعلمين أبعد من ذلك. أما عن علاقة الرجل بالمرأة و علاقة الاثنين بالحب فهل ينفي كون الحب فعلا أن يكون في نفس الوقت احتياجا، الاعتراف فعل و هو في نفس الوقت احتياج و كذلك الرؤية ثم النظافة الشخصية و العامة و إعداد الطعام و هكذا , لقد عبرت المقالة عن منطلق رائع (الحب تتوافق رغبتى ورغبه زوجتى فى الاقتراب سويا. …….. .. …  الحب هو العدل بأبسط معانية) ألا و هو أن تظهر صفوة من المجتمع تعبر الموقف البارانوي و الذي اتفقنا أنه السائد  إلى الموقف الاكتئابي و برنامج الدخول و الخروج  لتعطي مثلا و تربي أجيالا على ذلك لتتسع الدوائر أكثر فأكثر أما أن نقف موقف المتفرج أو موقف اليائس لنتفرج في حسرة أو إحباط فلن نفعل شيئا للأمام إذن منتظرين أن يفعل الآخرون , مسألة علاقة الرجل و المرأة بالحب لن يحلها نبكي أو نتباكى على ملايين  النساء و اللواتي ظلمن في الماضي و لن يحلها أن نعمم حكم على علاقات الحب و الزواج بأنها علاقات صفقاتية أو تجارية انتفاعية أو طفيلية فمن خلال هذه العلاقات ستظهر أنماطا أخرى على نهج التطور فالتطور لن يأتي من فراغ و لكن سيأتي من الموجود المتاح , لابد و أن نمضي قدما على درب التطور خطوة خطوة و أن تحدث محاولات مجهضة و لكنها سوف تضيف للوعي الجمعي و الذي سوف يتراكم بإذن الله العدللتحدث تلك الطفرة التطورية .

****

د. محمد أحمد الرخاوى

والله قلبتي علينا المواجع وهيجتي علينا قضيتنا المحورية

قضية الحب الحقيقي وما هيته وادواته وعلاماته وما نعيشه اليوم في هذه المرحلة التطورية الانقراضية من عمر البشر

وعلاقة كل هذا بماهية زيف ما يسمي الحضارة الغربية الحالية كاحد وجوه العملة ونفاق وغباء ما يسمي عكس الحضارة الغربية في الوجه الآخر للعملة

في الغرب حيث اعيش لا يوجد ما يسمي حب اصلا وهذا شبه مكتوب في دستورهم الغير مكتوب!!!!!!

احبك بامارة ايه!!!!!!

حاجة كدة زي عبد الوهاب لما قالها وازعل منك ليه مانتي بنت قحبة واطية!!!!!!!

يختنق الناس في الغرب في اليوم الواحد ملايين المرات بسبب هذا الجفاء الصارخ –دون ان يعترفوا به– فيظهر في موجات العنف والتفسخ الاجتماعي والشذوذ الذي (اعترف به وجودا اساسيا)

ينخر سوس الغباء والانانية والغطرسة وتقنين العدم   ( عكس الفطرة التي هي الحركة المركزية اليها)) في هذا المسخ فسينهار حتما قريبا ولو بعد مئات السنين

ملحوظة :- يموت كثير من الناس في بيوتهم فلا يعلم احد بموتهم الا بعد ان تتعفن الجثث وتنبعث ريحة الجيف!!!!!!!!!!!!

علي الوجه الآخر من الوجود تكثر التشويهات الصارخة للعلاقات بين البشر بما فيا من رياء ونفاق وبالتالي جفاف حتي لو كان الناس في ظاهرهم مجتمعون

الامثلة النادرة في التكافل الحق والحب الحق هنا وهناك للاسف لا تكفي لاستمرار هذا الكائن الرائع الظالم الجاهل

اذن ماذا

اكرر ما ذكرته في البريد الماضي انه اذا لم يتولد وعي جمعي حتمي فعلي العصر اللعنة والطوفان قريب

والله اعلم

أخيرا يا سيدة امل محمود لا تجزعي واعبدي ربك حتي يأتيكي اليقين واليقين قد يكون  هو الموت

ولكن  اليقين اليقين هو ما يتخلق داخلنا  مستمدا من خالق اليقين !!!!

****

د. يحيى:

وفى انتظار إسهامات أخرى، آملين أن تكون مختصرة ما أمكن، بما ذلك إسهامات الصديقة التى أثارت كل ذلك الحوار

شكرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *