الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / دراسة فى علم السيكوباثولوجى : الحلقة (30): القط النمر بداخلنا (2 من 3) واستخوْنكم، واتعرّى يمكن أطفّشكم!

دراسة فى علم السيكوباثولوجى : الحلقة (30): القط النمر بداخلنا (2 من 3) واستخوْنكم، واتعرّى يمكن أطفّشكم!

نشرة “الإنسان والتطور”

16-9-2009

السنة الثالثة

 العدد: 747

 

الباب الثانى

الحالة‏ ‏(3)

image002

 

 الحلقة (30)

القط النمر بداخلنا (2 من 3)

واستخوْنكم، واتعرّى يمكن أطفّشكم!

 

أنا‏ ‏قاعـِد‏ْْ ‏راضى ‏بْخوفِى ‏المِـشْ‏ ‏راَضـِى‏.‏

أنا‏ ‏قاعد‏ ‏لامِمْ‏ ‏أغـْراَضـِى‏.‏

قاعد‏ ‏اتْـصنـَّتْ‏، فاتح وعْيى الجوّانى

 ‏على ‏همس‏ ‏السِّت‏ْ ‏المِـشْ‏ ‏شايفانى،‏

وأسَهّيها‏،

 ‏واتمَسّح‏ ‏فِ‏ ‏كْـعوب‏ ‏رجليها‏.‏

‏ ‏تـتـْمـَلـْمـِلْ‏،‏

أخطف‏ ‏همسة‏ْْ “‏أَيـْوَه‏ْْ”، ‏أو‏ ‏لـَمـِسـَة‏ “‏يـِمـْكـِن‏ْْ”.‏

واجرى ‏اتدفَّى ‏بْـ‏ “‏يَعْنِى‏”،

 ‏وانسى ‏الـ‏ “‏مـِشْ‏ ‏مـُمْكـِن‏”.‏

شرحنا أمس كيف أن هذا التشكيل، يغلب عليه محاولة حقيقية للاقتراب الحذر، ونحن نبدأ هذا الجزء الثانى من مفاجأة أن هذا الشخص بدأ يتحسس سبيله إلى “علاقة” ما، لكنه كان قد اتخذ موقف “الانتظار”، أكثر من استعداده لمواصلة برنامج “الدخول والخروج”، الذى أشرنا إليه فى الحالة السابقة (السويقة) نشرة 8-9-2009 حركية استحالة العلاقة الممكنة بين البشر (1 من 2)، وأيضا هو يختبر هذه الخطوة الجديدة تجنبا للانسحاب الذى يغرى بأن يعفيه من مواصلة استجداء الرؤية تبادلا مع أشواك التحفز.

موقف الانتظار هذا يتجسد فى هذا التشكيل كنوع من “الرضا النِزق بالبقاء على مسافة”، حتى لو ظل الخوف يلازمه. تجسيده للخوف هنا ككيان مستقل يشير إلى رفض موقف الانتظار هذا. الخوف هنا قد تملكه الضجر حتى أصبح حالة لا تطاق مهما كانت مبررات تطويل موقف الانتظار (راضى بخوفى المشْ راضى).

هذا المقطع يظهر أنه مهما أعلن صاحب هذا الموقف رغبته فى الاقتراب، ومهما حاول بداية مشواره نحو تقليل المسافة بينه وبين الآخر، ومهما رضى بالقليل من الاعتراف به، أو سرقة بعض الدفء العاطفى حتى من وراء صاحبه أو صاحبته، فإنه يبدو كما لو كان لا يرحب بالتمادى فى هذا الموقف. إنه يتبين –حقيقة أم توجسا- أن ما يصله غير كاف، بل غير خالص، وسواء كان ما يصله أصيلا أو تفضلا زائدا، فإنه سرعان ما يفترض أنه عطاء مشكوك فيه، مغلف بضجر يبطل احتمال أية علاقة حقيقية (وأسَهّيها‏، ‏واتمَسّح‏ ‏فِ‏ ‏كْـعوب‏ ‏رجليها‏.‏ ‏تـتـْمـَلـْمـِلْ‏)‏،

أغلب الظن أن كل هذه المشاعر هى استقباله هو، أكثر منها حقيقة الحادث خارجه، إنه هو الذى يتصور أنه غير مرغوب فيه لهذه الدرجة، وذلك استكمالا لموقفه التوجسى الذى شرحناه أمس، وهو أيضا امتداد لموقف خطف العواطف، وسرقة بعض الدفء. إن كل ذلك إنما يؤكد أن الثابت فى قاع وعيه هو أنه “مستحيل أن يّرى، أن يُقبل، أن يعترف به،

يحتاج اضطراد النمو، إلى المغامرة بقبول الاعتراف بأن ثم مصدرا للحب موجود كموضوع حقيقى يشجع حفز التقدم، الذى يحدث هنا هو غير ذلك تماما، بل هو عكس ذلك، إذْ سرعان ما تقفز ردّة حادة بشكل أكثر توجسا، وأحدّ شكا، والأرجح أن هذه الردة بهذا العنف هى نتيجة أنه سمح لنفسه ببعض التصديق الذى سرّب إليه الدفء هكذا،(الفقرة السابقة)، ولعل هذا يقابل ما جاء فى قصيدة ديوان سر اللعبة، (جلد بالمقلوب).

وبقدر‏ ‏شعورى ‏بحنانك‏: ‏

سوف‏ ‏يكون‏ ‏هجومى ‏لأشوه‏ ‏كل‏ ‏الحب‏ ‏وكل‏ ‏الصدق، ‏

فلتحذرْ ‏

إذ‏ ‏فى ‏الداخلْ‏ ‏

وحش‏ ‏سلبى ‏متحفزْ‏ ‏

فى ‏صورة‏ ‏طفل‏ ‏جوعان‏ ‏

وكفى ‏إغراء

وحذار‏ ‏فقد‏ ‏أطمع‏ ‏يوما‏ ‏فى ‏حقى ‏أن‏ ‏أحيا‏ ‏مثل‏ ‏الناس‏ ‏

فى ‏حقى ‏فى ‏الحب‏

‏ الأمر هنا فى هذه القصيدة مختلف برغم أننا مازلنا فى نفس الموقف (البارنوى) من حيث أن هذا الجائع إلى الحب والاعتراف، هو هو الذى اقترب، هو الذى يتحسس طريقه، هو الذى يخطف أية بارقة حنان، هو المستعد أن يرضى بأقل القليل حتى توهما، لكنه لا يكاد يقر أن ثمََّ آخر، يعطى دفءًا ما، حتى يرتد على عقبيه فيدور مائة وثمانين درجة وهات يا توجس، وهات يا شك، وهات يا استخوان، وهات يا دفع بعيدا، ومن ثم الهجوم، والتهديد، والعدوان، بلا تردد، ولا هوادة. لم يمس أحدٌ له طرفا، لكنه ما كاد يصدق أن احتمال الحب والرؤيه والاعتراف وارد، حتى فزع ورفض ودفع وتنمر، ربما هذا ما يقابل ما جاء فى قصيدة “جلد بالمقلوب” حيث يحتد التوجس والهجوم والهرب، بالتحذير من الاغراء بالتلويح بالحب أو بالحنان (يا‏ ‏من‏ ‏تغرينى ‏بحنان‏ ‏صادق‏ .. ‏فلتحذر إذ‏ ‏فى ‏الداخل‏: وحش‏ ‏سلبى ‏متحفز‏) ‏

….. الخوف من الاقتراب هو خوف من الحب، مع أن القصيدة هنا كلها تعلن، ومنذ البداية، أن السعى كل السعى بدا أنه محاولة لطرق احتمال قبول جرعة ما من الاعتراف، والرؤية، والقبول.

كيف يمكن فهم هذا التناقض الظاهر؟

فى الموقف العلاجى (والنمائى) يبدو أن هذا هو الذى يجرى بدرجات مختلفة من عمق معين:

بمجرد أن تلوح علاقة حقيقية، يقفز دفاع التوجسن فالعدوان، والتهديد، والتربص، والدفع.

هذا المقطع بالذات يذكرنا بشدة بالفرض القائل إن هذه المواقف المتتالية، ليست فقط مترتبة على علاقة الأم بطفلها فى مراحله الباكرة، بل إنها برامج منزرعة فى الإنسان نتيجة أنه يحمل فى تكوينه – بفضل الحق تبارك وتعالى– كل تاريخ تطور الحياة البيولوجية حتى مرحلة الإنسان، وبالتالى فإن دور الأم يكون بمثابة “المطلِق” releaser  يبسط unfold  هذه البرامج بناء على فرض القانون الحيوى biogenic law  (= نظرية الاستعادة recapitulation theory)، ثم تستكمل الأم دورها بتدعيم هذا الموقف أو ذاك، حسب طريقة تربيتها له، وأيضا حسب تكوينها هى فى نفس الوقت.

هذه الفقرة من القصيدة تعرّى هذه الردّة الحادة بشكل صارخ

وأُبصّ‏ ‏لْكم‏ْْ ‏مِن‏ ‏تَـحْـتِ‏ ‏لـْتَـحْـت‏،‏

                          واستَـخـْوِنـْكُـم‏ْْ، ‏واتعرّى ‏يـِمـْكـِنَ‏ ‏اطـَفـَّشـْكُـمْ‏، ‏

وأبويَا‏ ‏النِّمر‏ ‏يفكّركم‏ْ:‏

زى ‏ما‏ ‏هوَّه‏ ‏بياكل‏ ‏التعلبْ‏،‏

أنا‏ ‏باكل‏ ‏الفارْ‏.‏

لكنى ‏لمّا‏ ‏بقيت‏ ‏إنسانْ‏، ‏باكل‏ ‏الأطفالْ‏، ‏

والنسوانْ‏ ‏المِـلْـــكْ‏.‏

 

هذا الموقف “الكر- فر” البارنوى لا يتميز فقط بالشك والتوجس، ثم الهجوم والهرب، لكنه يتميز أيضا باللجوء إلى طرق أخطر لإلغاء الآخر دون محوه، ليس بالرجوع إلى الموقف الشيزيدى (العودة إلى الرحم)، وإنما بإلغاء الآخر باحتوائه بداخله، إن جوع البارانوى إلى الحب، وفى نفس الوقت خوفه الشديد من الحب، أو بألفاظ أخرى: إن مغامرة البارنوى، وهو حريص كل الحرص على الاحتفاظ بالآخر (الموضوع) حتى لا يرتد هو إلى قوقعته وحيدا، تجعله يلجأ إلى آلية الاحتواء، التى تظهر غالبا فى الاندفاع نحو التملك المطلق حتى الالتهام. هذا ما يشير إليه هذا المقطع من هذا التشكيل: (لكنى ‏لمّا‏ ‏بقيت‏ ‏إنسانْ‏، ‏باكل‏ ‏الأطفالْ‏، ‏والنسوانْ‏ ‏المِـلْـــكْ)‏.‏

image004

الموقف الالتهامى هنا، وهو أحد تجليات هذا الموقف البارنوى، يمكن ربطه بما ذكرناه فى الحالة السابقة “السويقة” نشرة 8-9-20
09 حركية استحالة العلاقة الممكنة بين البشر (1 من 2)
من أن الإنسان المعاصر عامة، مازال يمارس معظم أشكال سلوكه من خلال هذا الموقف البارنوى، وأن هذا الموقف هو الذى يفسر الحروب والتنافس وسياسة السوق، ونضيف هنا: إنه يفسر أيضا التهام الكبير للصغير، ومعظم صنوف الاستغلال والاستعمال الظالم، والإبادة للمختلف، عرقيا أو دينيا أو مذهبيا (أيديولوجيا).

ومع هذه الردة إلى عنف آلية الكر والفر، يتواصل  الطرد، والإبعاد (التطفيش)، وهو هو موقف “لا تقتربوا أكثر” الذى جاء فى قصيدة “جلد بالمقلوب”.

تتنوع آليات الطرد هنا يختلف عن ما جاء فى محاولة الطرد والدفع فى القصيدة السابقة (بالفصحى)، هو ملىء بالتنفير والتشكيك، والضجر، والإملال.

ما‏ ‏تخافُوا‏ ‏بقى ‏منَّى ‏وتتفضّوا‏ ‏

مِنـتــِظْرينْ‏ ‏إيه؟

‏.. ‏لسّه‏ ‏الحدوتة‏ْ ‏ما‏ ‏خُــلـْصـِتْـشِى؟

‏”‏ما‏ ‏لْهاش‏ ‏آخر‏”‏؟

‏{‏طب‏ ‏قولىّ ‏كان‏ ‏فين‏ ‏أولها‏ ‏؟‏…،‏

أو‏ ‏مين‏ ‏كان‏ ‏أصـْله ‏اللى ‏قايلها‏؟‏}‏

ثم تعود التساؤلات وكأنها تهدئ من تسارع التراجع، تساؤلات تكمل محاولة التحمل وإعلان الحرص على مواصلة المحاولة:

أنا ‏نفسى ‏أصدّقْ‏:‏

إنى ‏مـِتـْعـَازْ‏.‏

مِـتـْعـِاَز‏ْْ ‏وخلاَصْ‏. ‏

إنشالله‏ ‏كَـلاَمْ‏!!‏

عايـْزِنـِّى ‏ازاى؟

عايـزنـى ‏كما‏ ‏الـوَحـْشِ‏ ‏الكَـاسـِرْ‏،‏

ولا‏ ‏مكـسُورِ‏ ‏القـَلـْب‏ ‏ذليلْ‏؟

دانا‏ ‏حِمْلى ‏تقيلْ‏.‏

مـوَّالِى ‏طويلْ‏.‏

والناس‏ْْ ‏مـَلـْـهَّيـةْ‏.‏

إنما‏ ‏حـَاعـْمـِلـْها‏….‏

لسّه‏ ‏حوالىّ ‏ماحدّش‏ ‏خاف‏، ‏ولاَ‏ ‏كدّبنى؟

طب‏ ‏هِه‏ْ: ‏

راح‏ ‏اسيبْ‏. ‏

‏من أخطر المواقف التى قد يمر بها المريض البارنوى (أو أى إنسان يمر بحدة فى مرحلة الموقف البارنوى) هو أن يتخلى عن دفاعات الكر والفر، والتوجس والتآمر، وبالتالى أن يترك نفسه مطمئنا (جدا أو فجأة!!)، أو بتعبير أدق، أن يجرب خبرة الطمأنينة، قبل أوانها، الخطورة تأتى من أنه ينقلب فجأة إلى كائن طيب، رخو، هلامى يكاد يكون بلا دفاعات، ومن ثم بلا حول ولا قوة. من الناحية النظرية يمكن أن نتصور أن هذه التجربة يمكن أن تعتبر فرصة رائعة يتخلص بها من احتمال وقفته فى هذا الموقف بقية عمره، على اعتبار أنه بهذا التخلى قد تتاح له فرصة جديدة لبداية مختلفة لمسار أكثر تدرجا، ودعما، لكن من واقع خبرتى: الشخصية والمهنية، لا يسير الأمر هكذا، لأن هذا التنازل عن الدفاعات فى غير أوانها، يجعله نهبا لنفس الهواجس (أو الحقائق) وهو بلا حول ولا قوة، فيعانى أقسى المعاناة وأرعبها وهو يحاول أن يلملم نفسه أمام نفس القوى المغيرة (حقيقة أو تخيلا) وهو يتصور ساعتها أنها انتهزت فرصة تنازله عن دفاعاته فانقضت عليه .

اكتشفت أننى صورت هذا الموقف من قبل فى ديوانى سر اللعبة بالفصحى فى قصيدة أخرى هى “جبل الرحمات”

أختم يومية اليوم بإثبات نص المقطعين من الديوانين بالفصحى والعامية تمهيدا لمناقشة هذا الموقف الصعب فى حلقة الثلاثاء القادم.

أولا: من قصيدة “جبل الرحمات” “ديوان سر اللعبة”

………..

..للضعف الصادق، فى ظل حنان الناس، دور أقوى

………..

وتساقط‏ ‏دمعى ‏أكثر‏ ‏

والتف‏ ‏الكل‏ ‏حوالى،  ‏

يغمرنى ‏بحنان‏ ‏صادق، ‏

هدهدة‏ ‏حلوة، ‏

وتكورّ‏ ‏جسدى ‏مؤتنسا، ‏

فى ‏حضن‏ ‏الودّ‏ ‏ودغدغدته، ‏

واهتز‏ ‏كيانى ‏بالفرحة، ‏

ليست‏ ‏فرحة، ‏

بل‏ ‏شيئا‏ ‏آخر‏ ‏لا‏ ‏يوصف، ‏

إحساس‏ ‏مثل‏ ‏البسمة، ‏

أو‏ ‏مثل‏ ‏النسمة‏ ‏فى ‏يوم‏ ‏قائظ، ‏

أو‏ ‏مثل‏ ‏الموج‏ ‏الهادئ ‏حين‏ ‏يداعب‏ ‏سمكة،‏

أو‏ ‏مثل‏ ‏سحابة‏ ‏صيف‏ ‏تلثم‏ ‏بََرد‏ ‏القمة، ‏

أو‏ ‏مثل‏ ‏سوائل‏ ‏بطن‏ ‏الأم‏ ‏تحتضن‏ ‏جنينا‏ ‏لم‏ ‏يتشكل‏ ‏

أى ‏مثل‏ ‏الحب‏..، ‏

بل‏ ‏قبل‏ ‏الحب‏ ‏وبعد‏ ‏الحب، ‏

شئ ‏يتكور‏ ‏فى ‏جوفى ‏لا‏ ‏فى ‏عقلى ‏أو‏ ‏فى ‏قلبى،  ‏

وكأن‏ ‏الحبل‏ ‏السرى ‏يعود‏ ‏يوصلنى ‏لحقيقة‏ ‏ذاتى .. ‏

هو‏ ‏نبض‏ ‏الكون‏ ‏

هو‏ ‏الروح‏ ‏القدسى ‏

أو‏ ‏الله‏.‏

‏-13-‏

‏.. .. ‏واستسلمت، ‏

لكن‏ ..، ‏لكن‏…، ‏ماذا‏ ‏يجرى؟؟‏ ‏

وتزيد‏ ‏الهدهدة‏ ‏علوا‏ … ‏

ماذا‏ ‏يجرى؟‏ ‏

تعلو ‏أكثر‏ ‏

ليس‏ ‏كذلك‏… ‏

تعلو‏ ‏أكثر‏

 ‏ليست‏ ‏هدهدة‏ ‏”بل‏ ‏صفعا‏”‏

تعلو‏ ‏أكثر‏ ‏

بل‏ ‏ركلاً‏ ‏ضربا‏ً ‏طحنا‏َ ‏

تعلو‏ ‏أكثر‏ ‏

أنياب‏ ‏تنهش‏ ‏لحمى ‏

الكلب‏ ‏الذئب‏ ‏انتهز‏ ‏الفرصة‏ ‏

اغتنم‏ ‏الضعف‏ ‏وأنى ‏ألقيت‏ ‏سلاحى

…………..

………….

*****

ثانيا:

أما المتن المقابل فى القصيدة الحالية فهو كما يلى:

 

لسّه‏ ‏حوالىّ ‏ماحدّش‏ ‏خاف‏، ‏ولاَ‏ ‏كدّبنى؟

طب‏ ‏هِه‏ْ: ‏

راح‏ ‏اسيبْ‏. ‏

أنا‏ ‏جِسمى ‏اتبعزقْ‏،‏

زىّ ‏فطيرة‏ ‏مشلتتة‏ ‏لسّهْ‏ ‏ما‏ ‏دخلتشِى ‏الفرنْ‏.‏

ولا‏ ‏عادْ‏ ‏لى ‏إيد‏ْْ ‏ولاَ‏ ‏رِجْل‏،‏

ولا‏ ‏قادر‏ ‏اتـْـلَـمْ‏..‏

‏…‏

ياحلاوةِ‏ ‏دَقةْ‏ ‏قلبى ‏وهىَّ ‏بْـتِـحويكُم‏ْْ.‏

يا‏ ‏حلاوة‏ ‏نَفَسىِ ‏الطـَّاِلع‏ْْ ‏داخلْ‏ ‏وسْطــيكُمْ‏.‏

طايرْ‏ ‏نواحيكمْ‏.‏

ناحيةْ‏ ‏ربنا‏ ‏فيكُـمْ‏.‏

يا‏ ‏حلاوة‏ٍٍ ‏الحنّيةْ‏ ‏الهاديةْ‏ ‏الناديةْ‏:‏

لا‏ ‏بْتسأل‏ْْ ‏مينْ‏ ‏ولا‏ ‏ليهْ‏!!‏

وانا‏ ‏برضه‏ ‏نسيت‏ ‏أنا‏ ‏مين‏، ‏وانا‏ ‏إيهْ؟

ولا‏ ‏عاد‏ْْ ‏لى ‏إيد‏ْْ ‏ولا‏ ‏رجلْ

ولا‏ ‏عارف‏ ‏اتـــلم‏ْْ.‏

‏(7)‏

ولإمتى ‏كده‏؟؟

لأ‏ ‏مش‏ ‏قادِرْ‏.‏

أصـْل‏ ‏انـَا‏ ‏خايفْ

أنا‏ ‏خايفْ‏ ‏موتْ‏،‏

إخص‏ ‏عَــلىَّ،‏

خايف‏ ‏من‏ ‏إيه‏‏؟

من‏ ‏لمس‏ ‏أْيدين‏ ‏أيها‏ ‏صَاحــىِ‏.‏

‏….

‏أهى ‏كِـدا‏ ‏باظتْ‏،‏

‏ ‏باظت‏ ‏منّى، ‏رِجعتْ‏ “‏لكـنْ‏”:‏

خايف‏ ‏تِـفْـعـَصـْنـِى ‏انـْتَ‏ ‏وهـُوَّه‏ْْ، ‏وتقولوا‏ ‏بـِنـْحـِب‏ْْ.‏

إيش‏ ‏عرّفكمْ‏ ‏باللِّى ‏ما‏ ‏كانشِى،‏

باللِّى ‏ما‏ ‏لُوهشِى،‏

باللِّى ‏ما‏ ‏بانْــشىِ‏.‏

عمّال‏ ‏باحـْسب‏ْْ ‏هـَمـْس‏ ‏حـَفِيفـْكـُمْ‏.‏

باحـْسـِبْ‏ ‏خوْفكُـمْ.‏

‏ ‏خوفـِى ‏مـِنْـكُـم‏ْْ.‏

مخّى ‏مصـَهـْللِ‏، ‏وبـْيـِتـفرّج‏،‏

ولا‏ ‏فيش‏ ‏فايدة‏.‏

‏(8)‏

نـطـّ‏ ‏منّى، ‏غصب‏ ‏عنّى، ‏

‏ ‏جوعه‏ ‏مسعور‏ْ، ‏ويعايرنـِى‏.‏

‏…………‏

شككنى ‏فى ‏الكُـلْ‏ ‏كليـِلهْ‏.‏

رجّعنى ‏للوِحدة‏ ‏النيلة‏!‏

لمَّيـْتـنِى، ‏وياريتْنِى ‏لقيتْنى‏. ‏.‏

*****

وحتى نلتقى الأسبوع القادم أرجو أن تخرجوا معى بعيدا عن هذا الموقف الصعب، ولو بعض الوقت.

ربنا يسهل…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *