الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة 28: حركية استحالة العلاقة الممكنة بين البشر (2 من 2)

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة 28: حركية استحالة العلاقة الممكنة بين البشر (2 من 2)

نشرة “الإنسان والتطور”

9-9-2009

السنة الثانية

 العدد: 740

 

العين الثانية (2)

 

image002

الحلقة (28)

 

حركية استحالة العلاقة الممكنة بين البشر (2 من 2)

 

قبل النص

نبهنى صديق ناقد إلى فقرة جاءت فى نشرة أمس، فهم منها أننى آخذ على صلاح جاهين أنه وصف الحزن الذى يطل فى عيون الناس ليبرر له أن نفسه متنكده مع أن حظها بيضحك، آخذ عليه أنه وصف حزنا ذا بعد واحد، وقد وصل احتجاج الصديق إلى أنه تصور أننى حاولت أن أبين أن شخصى قادر على وصف لغة العيون بالتكثيف الذى جاء فى نص قصيدتى، بطريقة أفضل!!

وبرغم استحالة ذلك، إلا أننى وجدت أن من واجبى أن أقدم هذا التنويه الحالى، ليس اعتذارا وإنما توضيحا واحتراما للناقد والشاعر معا.

لقد تعلمت من صلاح جاهين عن النفس البشرية مثلما تعلمت من ديستويفسكى ونجيب محفوظ وصلاح عبد الصبور، فكيف يخطر على بال أحد أننى أكثر من تلميذ مجتهد.

تصحيحا لما وصل للناس، أو لما أسأتُ التعبير عنه، أرجو لمن يهتم أن يرجع إلى دراسة متكاملة قمت بها مقارنة بين رباعيات صلاح جاهين ونجيب سرور وعمر الخيام، ظهرت فى كتاب كامل بعنوان “رباعيات ورباعيات” ليعرف قيمة هذا العبقرى عندى، وكيف علمنى (الكتاب موجود بالموقع “كتاب رباعيات ورباعيات”)

ثم أكتفى هنا بأن أورد رباعيات أخرى لجاهين – بدءا برباعية أمس- دون تعليق، حتى نعرف كم أحاط هذا العبقرى الجميل بلغة العيون إحاطة غائرة وغامرة طول الوقت

عذرا يا أبا بهاء

أوحشتنى

إيش تطلبى يا نفس فوق كلّ ده

حظك بيضحك وانتى متنكدة

ردت قالت لى النفس: قول للبَشَر

مايبصوليش بعيون حزينة كده

****

أعرف عيون هى الجمال والحسن

وأعرف عيون تأخذ القلوب بالحضن

وعيون مخيفة وقاسية وعيون كتير

وباحسّ فيهم كلهم بالحزن

****

أهوى الهوى وهمس الهوى فى العيون

وبسمة المغرم .. ودمعة الحنون

وزلزلات الحب نهد الصبا

أكون أنا المحبوب .. أو لا أكون

****

ورا كل شباك ألف عين مفتوحين

وأنا وانتى ماشين يا غرامى الحزين

لو التصقنا نموت بضربة حجر

ولو افترقانا نموت متحسّرين

****

قطى العزيز راقد على الكنبات

فى نوم لذيذ .. وبيلحس الشنبات

وانا كلّ عين فنجان مدلدق قلق

صدق اللى قال إن الحياة منابات

****

والآن هل تسمح لى يا صلاح أن ألحق بكل هذا الجمال النابض نص قصيدة “السويقة” مكتملة وأنا واثق من أنها سوف أن تتوارى وراء شمس إبداعك؟

أوحشتنى يا رجل!!

السويقة

والنظرةْ‏ ‏ْْالصاحية الواسعة ‏الزحمهْ، ‏

زىّ ‏سويقةْ‏ ‏السبتْ‏، ‏فى ‏بلدنا‏.‏

زى ‏القفف‏ ‏المليانة‏ ‏حاجات‏ْْ ‏وحاجاتْ‏،‏

محطوطه‏ْْ ‏بالذاتْ‏،‏

‏ ‏على ‏قلب‏ ‏شريط‏ْْ ‏قطر‏ ‏الدَّلتا‏.‏

كلّ‏ ‏ما‏ ‏القطر‏ ‏يصفَّر‏، ‏بتلاقى ‏الزحمة‏ ‏اتفضتْ‏.‏

والقفف‏ ‏السودا‏ ‏الَّنسْوان‏ْْ، ‏

بتشيل‏ ‏القفف‏ ‏البيضاَ‏ ‏الملْيَانهَ‏ ‏‏حاجات‏ ‏وحاجات‏.‏

 

وَمَّا‏ ‏القطر‏ ‏يعدى:

‏ترجع‏ْْ ‏كومْة‏ ‏القففِ‏ ‏النسوانْ‏، ‏القفف‏ِِ ‏النسوانْ‏:‏

تتلخبط‏ ‏على ‏بعض‏، ‏كما‏ ‏دقن‏ ‏الشايب‏.

أهى نظرة عينه زى سويقة السبت،

فيها كل كلام الدنيا، وفْ نفس الوقت

فيها‏”‏رغبهْ‏” ‏على ‏”‏دعوه‏ْْ”، ‏على ‏”‏إشمعنَى‏”، ‏على‏”‏رعشِةْ‏ ‏خوفْ‏”،‏

على “‏صرخة‏ ‏طفلْ‏”، ‏على ‏حَـلَمةْ‏ ‏بزْ‏،‏

على “‏عايزه‏ ‏اختارْ‏”،

‏و‏”‏انا‏ ‏مالى ‏ياعمْ‏”،‏

‏”‏مش‏ ‏عايزه‏ ‏ألمْ‏”،‏

على “‏نِفْسِى ‏أعيش‏”، “‏بس‏ ‏ما‏ ‏تمشيشْ‏”،‏

‏”‏خلينى ‏معاكْ‏”، “‏خلينى ‏ْبعيدْ‏”،‏

‏وِاذَا‏ ‏قلت‏ ‏أنا‏ ‏أههْ‏، ‏أنا‏ ‏جىْ،‏

يسمعنى ‏كَمَا‏ ‏صُفارة‏ ‏القطر‏، ‏ويْخَافْ‏.‏

‏وينط‏ ‏كلام‏ ‏العين‏ ‏جُوَّهْ‏: ‏فى ‏البطنْ‏، ‏

أو‏ ‏تحت‏ ‏الأرضْ‏.‏

وتْلاقى ‏سوادْها‏ ‏وِبَياضها‏ ‏بيجرُوا‏ ‏ورا‏ ‏بعض‏،‏

زى ‏النسوان‏ ‏اللى ‏بتجرى ‏بقففها‏.‏

‏ ‏وامّا‏ ‏ابعد‏ ‏تانى،‏

ترجع‏ ‏كل‏ ‏الكلمات‏ ‏الساكته‏ ‏المليانه‏ ‏ألم‏ ‏وحاجات‏،‏

image004

و‏ “‏تعالَى‏” ‏و‏ “‏رُوح‏ْ” ‏و‏ “‏قوام‏ْْ” ‏و‏ “‏استنَّى‏”،‏

‏”‏وانَا‏ ‏نِفسى ‏تْقَـرّب‏ .. ‏إٍلا‏ ‏شويةْ‏”.

 “‏طبْ‏ ‏حبّه‏ ‏كمانْ‏” ‏

‏”‏يانهار‏ ‏مش‏ ‏فايت‏ْْ !!، ‏أنا‏ ‏خايفَهْ‏”،‏

‏”‏أنا‏ ‏ماشْيهْ‏”.‏

(3)‏

والقفف‏ ‏المليانهْ‏ ‏الغلّهْ‏ ‏الكوسه‏ْْ ‏البادنجانْ‏،‏

الحُـبّ‏ ‏العطف‏ْْ ‏الخوفْ‏ ‏العَوَزَانْ‏،‏

‏ ‏تِفْضَى ‏من‏ ‏كله‏ْْ.‏

ولا‏ ‏يفضل‏ْْ ‏غير‏ ‏قضبان‏ ‏القطر‏.‏

زىّ ‏التعبان‏ ‏الميتْ‏.‏

مستنيَّه‏ ‏السبت‏ ‏الجىْ،‏

‏ ‏اللَّى ‏ما‏ ‏بــيــجيش‏ْْ.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *