الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الإشراف على العلاج النفسى (61) حساسية التفاهم بالجسد فى العلاج

الإشراف على العلاج النفسى (61) حساسية التفاهم بالجسد فى العلاج

نشرة “الإنسان والتطور”

13-10-2009

السنة الثالثة

العدد: 774 

التدريب عن بعد:

الإشراف على العلاج النفسى (61)

حساسية التفاهم بالجسد فى العلاج،

وأهمية الاستمرار

د.مروة : هي بنت عندها 16 سنه حضرتك حولتها لى من حوالى سنه وكام شهر، هى فى مدرسه لغات من الغاليين قوى،  وكنت أنا قدمتها هنا فى الإشراف أكتر من مرة، هى والدتها كانت جايباها على أساس علاقة ما حصلت بينها وبين بنت زميلتها في المدرسة

د.يحيي: هى في سنه كام ؟

د.مروة: ما يوازى أولى ثانوى

د.يحيي: ووالدتها جابتها عشان العلاقة دى بس؟  

د.مروة: كان فيه أعراض تانية كتير: إنها بتعوّر نفسها ومحاولات زى محاولات انتحار كده، تهديد أكتر، وبرضه كل شوية تقول عيانة بكذا وكذا،  يعنى  فيه زى أدعاء مرض

د.يحيي: سميته ادعاء مرض ليه؟ ما هو ده مرض برضه

د.مروة: آه يعنى،  كانت تقعد تقول للبنات مثلاً فى الفصل إنها عيانة، وكانت يغمى عليها، أو تعمل إنها بيغمى عليها وحاجات زى كده، كانت الأعراض كتيرة فى البداية، يعنى، وكانت بتعور نفسها، المهم إحنا مشينا واحدة واحدة فى الحاجات دى كلها

د.يحيي: هي منتظمة فى الحضور؟

د.مروة: أيوه،  منتظمة جداً

د.يحيي: منتظمة بنفسها ولا علشان أمها هى اللى بتخليها منتظمة؟

د.مروة: في الأول علشان والدتها، بس أعتقد يعنى من حوالى خمس شهور كده بقى فيه علاقة معايا، وكانت هى اللى بتعوز تييجى،  هى في الأول كانت رافضة خالص إنها  تدى معلومات عن أحداث معينة فى حياتها حتى فى تفاصيل علاقتها بالبنت دى نفسها،  لكن مع الوقت ابتدت تفتح شوية،  وما زالت محتفظة ببعض الحاجات وهى واضحة في ده،  يعنى بتقعد تقول فيه حاجة أنا مش قايلالك عليها، وأنا عندى شك إن الحاجة دى هى علاقتها بوالدها، هى علاقة  سيئة جداً طول الوقت فيه خناقات معاه، ورافضاه رفض فظيع جداً

د.يحيي: وعلاقتها بالبنت دى صديقتها أخبارها إيه؟ كانت صلت لإيه؟

د.مروة: كان فيها مداعبات جامدة، وأمها اكتشفت الحكاية من إن فيه سى دى مصورين بعض عريانين وكده

د.يحيي: وهل فيه حد غير أمها عرف الحكايات دى

د.مروة: هما في البداية أهل البنت التانية عرفوا واشتكوا في المدرسة، وعملوا زى تحقيق يعنى مدرسى، وجابوا أهل دى وأهل دى، وتم الاتفاق أن البنتين يبعدوا عن بعض بإشراف الأهل وكده.

د.يحيي: وانتهت العلاقة على كده؟

د.مروة: إنتهت ظاهرياً، بس فضلت  الاتصالات  بينهم من بعيد لبعيد، يعنى  فضل بس التليفونات وبعض التلكيكات كده، ولسه  بيتواصلوا مع بعض لغاية دلوقتى

د.يحيي: التليفونات دى يا بنتى ساعات بيحصل فيها بلاوى، وساعات بتطوّل  3 أو 4 ساعات وحاجات كده ، إيه اللى بيحصل بالظبط؟

د.مروة: لأ مش أربع ساعات ولا حاجة، يعنى تليفونات عادية، يعنى زى إبعدى أحسن، لأ خليكى،  يعنى حاجات زى كده

د.يحيي: السؤال بقى ؟؟؟

د.مروة: السؤال هو من حوالى مثلاً 3 أو 4 شهور موضوع تعوير نفسها كان وقف .

د.يحيي: اختفى فجأة؟ مرة واحدة؟

د.مروة: قلّ بالتدريج، وبعدين اختفى

د.يحيي: وبعدين؟

د.مروة: بعد ما وقفت حكاية تعوير نفسها من 3 شهور بدأت حكاية فكرة التحويل من المدرسة، وكنت دخلت لحضرتك بيها فى العيادة عشان كانت عاوزه تحول من المدرسة،  واحنا كنا بنقول لأ لازم تكمل عشان ماتتعلمشى تحل المواقف بالهرب من دلوقتى فى السن دى، لكن هى كانت مصممة وزى ما تكون أقنعت حضرتك فى النهاية  

د.يحيي: ما أظنش، لأن ده موقف عام عندى أنا ما باحبشى أغير اللى بره، إلا لما أضمن إن اللى جوه اتغير، أو على الأقل مستعد كفاية إنه يتغير، عشان المسألة ماتبقاش هرب.

د.مروة: يمكن حضرتك وافقت على تغيير المدرسة عشان تقلل فرص التعرض للرجوع للبنت صاحبتها دى

د.يحيي: مش متأكد، مش فاكر

د.مروة: المهم، فى الآخر لما وافقنا، لما دخلت بيها لحضرتك تانى وحضرتك وافقت إن هى تحول، فى نفس اللحظة راحت هى قايله لحضرتك أنا خلاص أنا حاقعد،  وبعد لما خرجت من عند حضرتك رجعت تانى فى كلامها، بس هى فى الآخر حولت فعلا لمدرسة جديدة،  المدرسة الجديدة أصعب كتير، وهى من الاول عندها خوف شديد إنها مش حاتقدر تلحقهم، لأن هما سبقوها بمسافة

د.يحيي: السؤال بقى ؟

د.مروة: من أسبوع والدتها بدأت تشتكى أن هى رجعت تانى تقعد  على الكمبيوتر أكتر من اتفاقنا، وبدأت تتخانق معاها، وإنها فوجئت بيها في البيت وهى محتفظة بمطوه، بتعور نفسها بيها أحيانا خفيف خفيف.  

د.يحيي: وأمها عملت إيه ؟

د.مروة: سحبت المطوه

د.يحيي: طب ما هي حاتشترى مطوه تانية

د.مروة: لأه، ما هى تانى يوم الصبح إدتها لها

د.يحيي: إيه ؟؟!

د.مروة: راحت لها البنت وقالت لها إن هى حاتحتفظ بيها،  لكن مش حاتعمل فى نفسها حاجة، فالام أدتها لها.

د.يحيي: إستنى إستنى هما البنات دلوقتى بيشيلوا مطاوى كده عادى  في السن دى

د.مروة: هى بتقول أن هي ليها ذكرى عندها المطوه دى، وهى محتفظة بيها من فترة طويلة ومابتسيبهاش خالص، الكلام ده كان ما بينى وما بين والدتها فى مكالمة تليفونية، والدتها قالت لى على الموقف ده فى مكالمة تليفونية، فيعنى أنا رفضت اللى حصل، وإن هى تديها المطوه تانى، بس الأم الظاهر ماقدرتشى ترجع فى كلامها

 د.يحيي: يعنى، وبعدين؟

 د.مروة: الجلسة اللى فاتت الأم بعتت لى ورقة مع التمرجى إن البنت عندها امتحان الأسبوع ده،  وإنها  رافضة تروحه،  البنت أول ما دخلت عليه أنا حسيت إن هي فيها حاجة متغيرة وهي راحت باصّه لى،  والظاهر هى برضه حست باللى انا حسيت بيه، يعنى هى زى ما تكون شافت أنى فيّا حاجة متغيرة

د.يحيي: عرفتى إزاى؟

د.مروة:  قالت لى مالك فيه أيه؟  فأنا حاولت إن هى اللى  تبدأ الكلام يعنى فالاول قعدت ماتتكلمش، بعد شوية بدأت تتكلم، تحكى، المهم أنا فى بالى حكاية الامتحان، لكن هى راحت حاكية لى قصة المطوه، فأنا سألتها المطوه فين دلوقتى ففوجئت إنها معاها فى جيبها،  فطلبت منها إن هى تديها لى، فهي رفضت، فأنا ألحيت وأصريت على على ده

د.يحيي: ألحتى وأصريتى فعملت هى إيه ؟

د.مروة: هي أصرت على الرفض فأنا طلبت منها إنها تنده والدتها،  وقمت انا اتحركت من وراء المكتب، وطبطبت عليها وأصريت إن هى تدينى المطوه، وقلت لها مش حاتخرجى من المكتب والمطوه فى جيبك، هى لما أصرت على الرفض أنا حضنتها ومسكتها جامد يعنى ومسكت أديها، فاستمر الموقف ده مثلاً 5 أو 6 دقائق هي فى حضنى، ورافضة إنها تدينى المطوه وأنا مصره ، ومامتها خدت المطوه من جيبها،  البنت طبعاً بدأت تعيط وتقول إنها مش عاوزه تشوفنى تانى، ومش حاتيجى العيادة أبداً تانى، وإن خلاص المطوه أهي ختوها إشبعوا بيها

د.يحيي: إنت اللى  ندهتى لوالدتها

د.مروة: أنا قلت لها إندهى والدتك

د.يحيي: الـ6 دقائق دول قبل ما والدتها تخش

د.مروة: لأ ووالدتها موجوده

د.يحيي: طيب والدتها خادت  المطوة إديتها لك؟

د.مروة: والدتها قالت أنا عاوزه أحتفظ بيها

د.يحيي: طيب السؤال بقى ؟

د.مروة: السؤال أنا حاسة إن الموقف كله ده غلط، إنى  أنا غلطانه فى الموقف كله

د.يحيي: مش احنا اتفقنا إن مسموح الواحد يغلط زى ما هو عايز ما دام بنقابل بعض ونتعلم؟  إنت عارفة إنى أنا لسه باغلط لحد دلوقتى ولا لأه؟

د.مروة: يعنى مش قوى

د.يحيي: طيب فيه سؤال  تانى؟

د.مروة: السؤال الثانى أكمل إزاى معاها ؟

د.يحيي: بصراحة الحاجات دى ماتتاخدشى من بره بره كده، أن ماعنديش معلومات  كافية عن السن ده، فى الطبقة دى، يعنى بابقى محتار لما باسمع حكاوى جديدة علىّ، يعنى مثلا أنا مش عارف  كام فى الميه عندهم 16 سنة فى مصر، وفى الطبقة الاجتماعية دى معاهم مطاوى، عادى يعنى، ولا حتى كام فى الميه من الاولاد معاهم مطاوى، وبعدين معنى المطوة بيختلف، أنا مثلا غاوى مطاوى وخناجر وعصيان، وكل ما حد من اولادى أو أحفادى يسافر يجيب لى يا مطوة سويسرية، يا لعبة، ساعات افرح بالمطوة أكتر لما يكون فيها حركات، أنا ما اعرفشى ده عندى يمثل إيه، فأى حاجة بتبقى لها عند صاحبها معنى ظاهر، ودلالة غامضة، ساعات أقول لنفسى أنا غاوى مطاوى لأسباب رحلاتيه، لكن بصراحة أنا عندى مطاوى كفاية تكفى ميت رحلة، يبقى لها معنى تانى، فاحنا لازم نتعرف على المجتمع ده، والطبقة دى، إذا  كان بيشيلوا مطاوى فى السن دى عادى يعنى ولا إيه، وبعدين نتعرف على البنت واحدة واحدة، وعن معنى المطوى عندها، خصوصا إنها مش بتعور نفسها بيها أو بتهدد بكده عمال على بطال، وبرضه نشوف نوع المطوه وحدّتها وطريقة استعمالها وخطورتها، ثم إن أخد المطوة كده وبس مش هوه الحل، ما هى ممكن حاتنزل بعد خمس دقائق تشترى مطوه تانية، يبقى عملنا إيه؟ المفروض نشتغل فى علاقتها بالمطوة، مش فى المطوة نفسها وبس، وبعدين الحكاية مش حكاية مطوة هى اللى بتعور، ما هو عندها  السكاكين  في المطبخ وحاجات ألعن  من المطوة فإذا انت ركزت على  المطوة وخلاص، يبقى عملتى زى امها، ويمكن أقل سماح من أمها وأقل ثقة فيها، وبعدين التفاعل الجسدى ده مش سهل، ومسئولية زى ما قلنا، حتى لو هى بنت، لأه، ماتنسيش إن علاقتها ومشكلتها هى مع بنت، إنت اللى عملتيه ده أخد مدة طويلة  قوى، هوا على فكره الحضن العادى بياخد قد إيه؟  25 ثانية مثلا؟  ولا أنتى نسيتى،  بيتهيألى كفاية أوى 25 ثانية، عـِدّى كده 25 ثانية، أو بصى فى الساعة وشوفى الوقت، أنا شايف إن  6 دقائق حضن ده كتير أوى

د.مروة: لأه أنا كنت ماسكة إديها، وجنبها

د.يحيي: أنا متصور كده، يعنى تبدأ الحكاية حضن خفيف خفيف، وبعدين تقفى جنبها ماسكة إيدها، ماعلشى، إنما حضن ست دقايق ماينفعشى، وحتى مسَكان الإيد بعد الحضن الخفيف له أصول، ومش سهل، يعنى بصراحة المفروض ما نعملوش إلا لما يكون ضرورى قوى، أو العلاقة العلاجية نضجت أوى، غير كده ممكن يوصل رسايل مش حلوة، أو على الأقل  يعنى رسايل غامضة، ومش مهم نوع العيان، يعنى الحكاية دى هى هى  حتى لو الحضن بين راجل وراجل، بنت وبنت، كده، أنا شايف إن لازم نعرف إن دى مسئولية، ولو حصلت نشوف بهدوء ونتعلم هوا احنا طلعنا منه بإيه، وكده، ونشتغل فى نتيجته، من ناحية نتعلم، ومن ناحية نستثمره، إنتِ الحضن ده مثلا كان فيه شوية قهر عشان تاخدى منها المطوة بالعافية، ودى مسئولية مش قليلة،  وحتى لو ماكنش قهر، ما هو الحضن ممكن يقلبك “أم” أكتر من صاحبة معالجة،  وهى علاقتها بأمها مش هى المناسبة لإحداث التغيير، حاتروح ضمّاكى لأمها مع فرقه اللى بيقولوا لها لأه وآه، وكلام من ده، يبقى عملنا إيه؟!

 ثم إن  هي أصلاً كان عندها العلاقة الخاصة مع صاحبتها زى ما قلتى، يبقى إنت حاتحلى محل صاحبتها، ولا محل أمها؟ هى محتاجة إيه أكتر فى المرحلة دى؟  إحنا وظيفتنا في العلاج إننا نقوم بأكتر من دور، ونتحول من دور لدور مع تغيرات العيان، مش وظيفتنا  هات المطوة وخد المطوة، إحنا بنستحمل عشان نتجاوز الخناقات الفرعية عشان نوصل لحاجة غير اللى أمها بتعملها، يعنى  غير الحضن وغير الخناقة وغير الضرب وهات المطوة وخد المطوة، هي أظن عاوزة واحدة مطرح  صاحبتها أكتر ما  هى عايزة واحدة زى أمها، عايزة واحدة تكبر معاها، جنبها، واضح إنها لسه محتاجة صاحبتها والتليفونات لسه شغالة زى ما بتقولى وكلام من ده، كل ده سلسلة من الأخطاء الجيدة اللى أنتى بتتعلمى منها، الميزه بقى اللى انت عملتيها إنك نجحت تحافظى على العلاقة سنة وتلات شهور، وده مش شوية، سنة وتلات تشهر دى ثروة حقيقية،

بعد كده وقبل كده لازم تقدرى وتحسبى نوع الإيذاء اللى هى بيتأذيه لنفسها، بالمطوة، وباللى زى المطوة،  هوه إيذاء له آثار فى  الأماكن الظاهرة مثلا عشان  يلفت الانتباه ولا إيه؟،  هل هو فى الأماكن الحساسة بدلالات خاصة؟ هل له  عمق ولاّ خربشة؟

وخلى بالك برضه إننا  إذا منعنا الإيذاء بالمطوة،  حايبقى فيه احتملات الإيذاء بأى حاجة تانية مش بس بسكاكين، ثم إن الخوف إن يحل محل الإيذاء المادى الظاهر ده، إيذاء  معنوى وإيذاء نفسى خفى أو ظاهر، وده يمكن يكون أخطر جداً يعنى، يعنى  إهانة نفسها،  المذلة لصاحبتها، وكلام كتير لا بد إنت وصلتى له معاها بعد سنة وتلات تشهر، أنا شايف إنك  محتاجة إعادة فحص، وإنك تهدى إصدار الأحكام والتدخل السريع،  طول ما هي بتيجى يبقى فيه علاقة

فيه نقطة تانية حكاية إن أمها تديكى ورقة من وراها، بصراحة بعد المدة الطويلة دى أنا مش شايف إن ده كويس، أنا ساعات من الأول باقول للأهل إنى أنا فتّان، وحاقول لابنكم أو بنتكم على اللى فى الورقة، أو على اللى بتقولوه لى من وراهم، أنا مابانصحكيش تعملى كده ، بس لازم تحافظى على ثقة البنت بيكى بأى شكل، البنت تتكلم من ورا أمها آه، إنما أمها ماتتكلمشى من وراها، حاتخبى عليها إيه؟ طبعا فيه استثناءات نادرة تتحكم بحكمها.

د.مروة: طيب ومسألة الامتحان؟

د.يحيى: إنت عارفة، أن دخول الامتحان  عندى هنا في مصر أو عدم دخول الإمتحان علامة خطيرة جداً،  باخدها بمنتهى الصرامة والجدية، يعنى هنا أمها  مدخـّله ورقة بتقول فيها إنها مش  حاتخش الامتحان ، أنا شايف إن ده موضوع بعيد عن صاحبتها، وعن المطوة والكلام ده، إنما هو مهم جدا، مش عشان تخش وتنجح، لأه، فى مصر دخول الامتحانات عندى  عادة  بيقى معناه إن علامات الواقع وإشارات المحطات مستمرة ومنتظمة، وأى تفويت هنا بيعمل زى فجوة تسمح بتسرب اللى احنا بنبنيه، يعنى البنيّة دى  بعد ما حولت لمدرسة تانية ودى عندها 16  سنة يادوب، تبتدى تتعلم تتجنب المواقف الصعبة المفروضة ليه؟ إحنا دلوقتى بالنسبة للنقطة دى حانعمل إيه؟ حانعتذر بشهادة؟  حانضغط عليها تروح الامتحان زى ما ضغطنا عليها وخدنا المطوة؟ حانقول لها أمك قالت وما قالتشى؟ بصراحة أنا رأيى إنها تخش الامتحان، وده اللى باصمم عليه مع معظم الطلبة، وساعات أعتبره جزء من العلاقة، واصر على دخول الامتحان حتى لو الواحد منهم سقط، ما هو السقوط برضه جزء من الواقع، وباقول للبنات دول والأولاد، تطلع من الامتحان تيجى لى على العيادة على طول قبل ما تروح البيت، مش عشان أشوف إنت عملت كويس ولا لأه، عشان أشوفك انت، عشان نكمل اللى احنا بنعمله، بغض النظر عن الامتحان، وكتير قوى بيصدقونى، وبيبقى دخول الامتحان بالشكل ده أصبح له وظيفة تانية غير إنه يقيم هوه حفظ قد إيه وحاينجح ولا لأه، وده طبعا بيعتمد على نوع العلاقة العلاجية، وهى وصلت لحد فين، وانتِ الحمد لله بقالك سنة وتلات تشهر، والبنت منتظمة باسم الله ماشاء الله، فتقدرى تعملى حاجة فى المنطقة دى فى الوقت ده.

د.مروة: وده حاعمله ازاى، أوصل ده كله ازاى من غير قهر

  د.يحيى: بصراحة أنا عشان كبير شويتين، والعيانين بتوعى غلابة وبيستحملونى، باقدر أوصل الحاجات دى بشكل مباشر، وقوى، وبيصدقونى، الأمور طبعا تختلف معاكى، الشريحة الاجتماعية مختلفة مع البنت بتاعة مدرسة المش عارف إيه دى، لازم تعملى حساب الثقافة الخاصة اللى هى منها،  وتحسبيها بلغاتهم، من غير ما يستدرجوكى قوى لقيمهم، أنا مش عارف مثلا الامتحان عند عيلة البنت دى معناه إيه غير النجاح، ويا ترى التفوق له قيمة كبيرة زى عند الطبقة الوسطى المكافحة اللى بتتصور إن التفوق حايعوضهم كل حرمانهم ؟ يا ترى أهل البنت دى كانوا بيعاملوها ازاى فى مسألة دخول الامتحان فى السنين اللى قبل ما تعرفيها وتعالجيها؟  يا ترى …يا ترى …، كل ده محتاج شغل، بس انت بتقولى إن الامتحان الأسبوع ده، يبقى لازم قرار وحسم، وانا شايف إنك تستلفى منى القرار المرة دى، وتحسبيها على مهلك بعدين.

د.مروة: يعنى ممكن أستعمل اسم حضرتك؟

د.يحيى: طبعا، مش انا اللى محولها لك، وممكن برضه تخلينى أقابلها معاكى، وأنا اللى أبلغها الأمر ده، من غير ما أهز سلطتك قدامها، ما تنسيش إنك بقالك معاها  سنه وثلاث أشهر يبقى لازم إنت ماشيه صح، وبرغم كل الصعوبات اللى احنا اتكلمنا فيها، والتحذيرات والكلام ده، فإنتِ لازم تعرفى إن المده فى حد ذاتها دليل على إن هناك حاجة صح بتحصل، إفرضى إنت غلطتى لما شبعتى غلط، البنت لسه بتيجى،  يبقى الصح غالب، عشان كده إحنا بنأكد إن من أهم مقاييس العلاج النفسى انتظام العيان فى الحضور من غير مضاعفات حتى لو ما حسيناش بتقدم مبهر قوى، ما دام العيانة حريصة إنها تيجى بنفسها، وما دام الأمور العادية ماشية زى النوم والمدرسة، يبقى مش ضرورى فرقعات تحسُّن عشان نعرف إحنا صح ولا غلط، بس انا برضه أنا لسه مش متأكد، يعنى مش واضح عندى نوع ومدى علاقتها بصاحبتها دلوقتى.

د.مروة: يعنى !!، المكالمات التليفونية لسه مستمرة، بس بتقل شوية شوية 

د.يحيى: أنا مش مستعجل، بس  استمرار المكالمات التليفونيه مش حلو قوى، أظن لو مكالمات بديلة مع واحدة صاحبة جديدة، وفى نفس الوقت دى تبقى مستمرة مع دى ، تبقى الأمور مطمئنة أكتر، أعتقد إن آن الأون تشتغلى فى علاقتها مع زميلاتها وزملاءها أكتر شويتين

د.مروة: هى بتقطع المكالمات مع صاحبتها دى ساعات لفترات

د.يحيى: خلى بالك لما  تقطع المكالمات فترات يمكن الخيال يشتغل أكتر أثناء القطع ده، ما دام ما فيش مكالمات مع صاحبات تانية، يعنى ما نحسبهاش بعدد المرات، ووقت المكالمة وكده، لازم ندخل عوامل تانية مش قليلة، لازم نخش فى تفاصيل نموها وتحول علاقاتها. إنتِ لازم تحسبى علاقة المكالمات دى بعلاقتك بيها، بعلاقتها بأمها، بعلاقاتها باصحابها، ياترى المكالمات دى مع صاحبتها لسه أساسية فى حياتها لدرجة  مبوظة الدنيا، مبوظة علاقتك بيها، مبوظة علاقتها بأمها، مبوظة علاقتها بنفسها، خلى بالك إن المكالمات التليفونية الطويلة ساعات بتكون  أخطر من المقابلات وجها لوجه، لأنها بتسمح للخيال ياخد مساحة أكبر،  ساعات المقابلة تخلينى أعرف أنا باحب مين لحم ودم، يمكن يطلع مش هوه، لكن التليفون بيسمح لى أحب اللى فى مخى، وبالتالى بيقوم بوظيفة ماهياش ثانوية،  دى مش قاعدة على كل حال، إنت أدرى ما دام هى بتيجى بانتظام

د.مروة: بصراحة، هى أعلنت قريب لأمها إنها مش عايزة تكمل علاج، لكن والدتها رفضت تقريبا.  

د.يحيى: ده وارد طبعا، ومش دليل فشل ولا حاجة، دى فترات مقاومة متوقعة، خصوصا واحنا بنضغط عليها عشان الامتحان وتنظيم النِّـتْ والكلام ده، واحنا ما قدامناش حاجة غير إن احنا نستنى المعاد اللى جى، وحكاية الامتحان، ونشوف، بس أنا واثق إنها عملت معاكى علاقة جيدة، وإنت عملت اللى عليكى، وبتعملى اللى عليكى، وربنا يسهل

د.مروة: لمانشوف، متشكرة.

  المقالة التالية المقالة السابقة  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *