الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / لعبة الكلام الحالة (1) تكملة: أنا ماشى سريع حوالين نفسى (2من2)

لعبة الكلام الحالة (1) تكملة: أنا ماشى سريع حوالين نفسى (2من2)

نشرة الإنسان والتطور

بقلم : يحيى الرخاوى

 2001-1980

نشرة يومية من مقالات وآراء ومواقف

 تعتبر امتداداً محدوداً لمجلة الإنسان والتطور

15-7-2009

السنة الثانية

العدد: 684

 

الفصل الأول: لعبة الكلام

الحالة (1) تكملة:

أنا ماشى سريع حوالين نفسى (2من2)

image004

نشرنا أمس الجزء الأول من هذه الحالة، وبينا فيه أن ثمة خدعة قد تتم، عادة دون وعى كامل،وذلك حين نتصور أن “الكلام هو الحل”، سواء استعملنا تعبير  “التحليل النفسى“، أم “فك العقد“، أم “أطّع للى جوايا“، أم “أفضفض“، ..، وقد بينا – بسخرية قاسية – كيف أن التحليل النفسى قد يستمر سنين ولا يحقق إلا تثبيت ما هو موجود، مع قدر يسير من الرضا به، دون تغيير حقيقى.

فى هذه الحلقة سوف نكمل نفس التأكيد على أن مجرد الكلام ، قد يكون وسيلة لتنمية بصيرة معقلنة، ليست أكثر من استبصار ذاتى مع وقف التغيير، مما قد يكون هو السبب فى إعاقة النضج

المتن

(3)‏

أنــا‏ ‏ماشى ‏”‏سريع‏”‏ حوالين‏ ‏نفسى،‏

وباصبّح‏ ‏زىْ ‏ما‏ ‏بامَسِّى،‏

وان‏ ‏كان‏ ‏لازم‏ ‏إنى ‏أَعدّى: ‏

رَاحَ‏ ‏اعدّى ‏مِنْ‏ ‏شَطّىْ ‏لـشَطِّىْ،

‏هوَّا‏ ‏دَا‏ ‏شَرْطى‏.‏

من أبطل الإشاعات ‏التى ‏روج‏ ‏لها‏ ‏بعض‏ ‏ما شاع عن‏ ‏التحليل‏ ‏الفسى، وعموما، هى مقولة ‏ ‏أنه:‏ ‘‏إذا‏ ‏عـُرف‏ ‏السبب‏ ‏بطل‏ ‏العجب‏’،

 ‏وبالقياس نقول إنه قد يكون باطلا كذلك قولنا: ‏ ‘‏إذا‏ ‏فـُـسـِّـرَ‏ ‏العرض‏ ‏بطـُلَ‏ ‏المرض‏’،

‏حتى ‏إذا‏ ‏انتقلت‏ ‘‏المعرفة‏’ ‏إلى ‘‏رؤية‏’ ‏ومواجهة‏ ‏و”انتقلت‏” ‏الرؤية‏ ‏إلى “‏كشف”  وتعرية أعماق الأعماق‏ ‏، ‏فإنها‏ ‏وحدها‏ ‏لاتكفى ‏للنمو‏ ‏النفسى ‏(التطور لذاتى)‏.

ولكن بما أن الحياة هى الحركة، وبالتالى لا يمكن إيقافها إلا بالموت الجسدى، فإن التوقف عادة لا يكون توقفا بمعنى الوقوف فى الموقع أو اللاحراك، وإنما بمعنى الحركة فى المحل، “محلك سر“، بل أحيانا ما تكون ثمة حركة نتاجها سلبى، كما سبق أن ذكرنا فى “المقدمة” (سرْ بضهرك).

ثمة حركة قد تتم بحماس شديد، لكنها تحمل مقومات إلغاء ناتجها بنفس الحماس، ذلك لأنه قد يثبت أنه حماس مشروط بوقف التنفيذ، المريض هنا، وأحيانا المحلل أو الطبيب قد يعلن القبول – بل وضرورة القبول –  بفكرة التغيير، وهو لا يأل جهدا ظاهرا فى السير فى هذا الاتجاه، لكن يبدو أن المريض عادة ما يفعل ذلك بناء عن ضمان سرى أنه فى النهاية يملك آلية محو كل ما تغير أولا بأول، ليبدأ من جديد نفس المحاولة وإن تغيرت تفاصيلها، وهو يتنتهى إلى نفس النقطة وهكذا، وقد يسمى هذا أحيانا “تكرار النص” repetition of script

إن نظرية الاستعادة recapitulation theory  وهى أساس التطور برغم النقد الشديد الذى لقيته وتلقاه مؤخراً، تقول بتكرار النص (الانتوجينا تعيد نص الفيلوجينيا ..إلخ)، لكن التكرار فى نظرية الاستعادة لا ينتهى إلى نفس النهاية بعد كل دورة، وإلا مات التطور من بدايته، إن الاستعادة، غير الإعادة، لأنها تنتهى إلى إضافة – مهما كانت ضئيلة- إلى ما كان عند البدء، أو هى تنتهى فى كل دورة فى نقطة غير نقطة البدء ، أو هى تنتهى بتغير نوعى – مهما كان ضئيلا، لكنه تغيِّر مَا، أما إذا انتهت إلى حيث بدأت (موقعا وكما)، وبنفس المواصفات التى بدأت بها (كيفا) ، فإنها تكون معطلة للنمو (العلاج)، بل وتكون خدعة مغتربة.

هذا هو الشرط الذى يعلنه المتن هنا، وهو ينطلق من داخل داخل المريض وليس من ظاهر حماسه، “وان كان لازم إنى أعدّى، راح اعدى من شطى لشطى، هوّا ده شرطى”

طبعا مثل هذا الشرط لا يعلن صراحة، وبالذات لا يعلنه المريض لنفسه، فهو لا يصل إلى وعيه، ولكن على الطبيب أو المحلل أن ينتبه إلى احتمال أن يكون اطمئنان المريض إلى أنه “مهما تحرك، لن يتغير”، هو الذى يدفعه لتجاوب كاذب مع المعالج، لأنه ضامن – فى النهاية – أنه فى موقعه لا يتزحزح، مهما نشط.

كل هذا يكاد يشير إلى عكس ما يبدو أن المريض جاء من أجله، وكأن هدف المريض الأساسى هو ألا يشفى، فكيف ذلك وهو الذى سعى للعلاج؟ وطلب العون؟ ودفع الثمن (مادة أو وشما أو غير ذلك)؟

هذا كله محتمل أن يكون جانبا من الموقف أو الحقيقة، لكنه ليس كل الحقيقة، هو فقط ينبه إلى أنه ينبغى علينا ألا نـُـستدرج إلى تغير مؤقت نرضى به وهو ليس تغيرا أصلا، وأيضا هو ينبه من جانب آخر أن نفهم كيف أن الشفاء هو مطلب رائع ظاهر، ولكن وراءه فى العمق قرار أسبق هو ما نسميه “اختيار الحل المرضى” وهو اختيار على مستوى آخر من مستويات الوعى، وبالتالى فهو (المريض) فى هذا المستوى الأول غير مستعد أن يتنازل عن اختياره الحل المرضى بسهولة، فهو يقاوم كل الضمانات التى تغريه بالتغيير باعتبارها غير مضمونة، ومن ثم التمسك باللاتغيير هكذا.

مهمة المعالج هى  استيعاب كل ذلك (مع المريض)، واختراقه، فتجاوزه.

‏ ‏ ‘‏التغيير‏ ‏الكاذب‏’ ‏وارد أيضا، وكثيرا، ونعنى به  ‏أن‏ ‏نوع‏ ‏الوجود‏ ‏لايختلف، وحركية النمو لا تنطلق، ‏ ‏ولكن‏ ‏يتغير‏ ‏الشكل من الظاهر ‏ ‏فحسب‏، ومثال ذلك

  • أن يحل‏ ‏عرض‏ ‏(أخفى) محل‏ ‏عرض‏ (أكثر إزعاجا)، (مثل: ‏أن تحل اللامبالاة‏ ‏الدمثة محل‏ ‏الانفعال‏ ‏الطفلى ‏الفج‏)
  • أو‏ ‏تحل‏ ‏بصيرة‏ مزيفة ‏مرضية‏ (أنا فعلا متحوصل حول ذاتى) ‏‏محل‏ ‏إنكار ما هو كذلك (بالعكس: أنا أحب كل الناس)، ثم لا حراك فى الحالين.‏

 ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏مجرد‏ ‏إحلال‏ ‏وإبدال‏ ‏وليس‏ ‏تغييرا‏

 ‏كثير من  ‏المرضى ‏حين‏ ‏يمرون‏ ‏بهذا المأزق‏ ‏يصطنعون‏ (‏لأنفسهم‏ ‏وللمعالج‏ ‏وللآخرين‏) ‏موقفا‏ ‏كأنه‏ ‏التغيير‏ ‏ذاته‏، ‏ولكنه‏ ‏فى ‏الحقيقة‏ ‏خدعة‏ ‏تكشفها‏ ‏ضعف‏ ‏المعاناة‏، ‏وانتفاء الألم أو الخوف الذى يصاحب البصيرة الفاعلة الموضوعية، وقد يعلن ذلك بألفاظ رنانة، وفرحة تسكينية، وكأن ثم تغيير قد تم بفضل العلاج وحسن النية، لكن اختبار نوعية التحول تثبت أنه تغيير اللون الظاهرى كما ذكرنا، أو هو إعادة نفس النص للوصول إلى نقطة نهاية هى هى نقطة البداية.

فهى الدائرة المغلقة برغم كل صخب الحركة الخادعة.

مرة أخرى “راحَ عدّى من شطى لشطى، هوا دا شرطى“.

يا ترى لماذا كل هذه المقاومة ؟

‏كل‏ ‏هذه‏ الشروط، والمهارب‏ ‏والمناورات‏ ‏إنما‏ ‏تنبع‏ ‏من‏ ‏الخوف‏ ‏الأزلى من النقلة النوعية التى هى علامة التطور الحقيقية.

 النقلة فى العلاج النفسى – وأثناء النمو- ليست بالضرورة قفزة فى الخلاء دون تدريب أو إعداد، لكن طالما أنها نوعية بالضرورة، فثم خوف يحيط بها، وثمة جسارة تحتاجها، مهما بلغ الإعداد والاستعداد.

o       ثمَّ  خوف بدئىّ يقال  إنه موجود من صدمة الميلاد، منذ الخروج من الرحم إلى الناس.

o       ثمَّ  خوف من العودة إلى الرحم دون ناس (الموقف الشيزيى)

o       ثمَّ  خوف‏ من العلاقة ب‏الآخر‏ ‏(الموضوع) باعتباره مصدر الخطر لأنه مصدر الاختلاف (الموقف البارنوى)

وحين نكبر أكبر، تتربص بنا مخاوف من مقدسات نسعى إليها حثيثا ونحن نخاف منها جدا:

o       ثمَّ  خوف ‏ ‏من‏ ‏الحرية‏ (‏إريك‏ ‏فروم‏) ‏، حتى لا ندرك مدى مسئوليتنا عن كل ما يصيبنا.

o       ثمَّ  خوف‏ ‏من‏ ‏الإيمان‏ (أن نذوب فى الكون دون رجعة)

العلاج النفسى النمائى يضع ذلك كله فى الاعتبار، لا ينكره، ولا يخضع لشروطه أو مبالغاته، وهذا يحتاج من المعالج أن يمارس هو نفسه مواجهة مخاوفه الحقيقية ربما بنفس حجم مخاوف مريضه إن كان صادقا فى محاولة مواصلة نموه.

‏ ‏العلاج‏ ‏النفسى ‏التسكينى  ‏أحيانا‏ يكون دوره هو أن يبرر هذا الخوف، ويعترف به ويفسره ‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يكسره‏، ‏فيصبح‏ ‏ملطـِّفا‏ ‏لحدته‏ ‏، ومسكنا لإرعابه.

المتن‏

 (4)

ولحد‏ّّ ‏ما‏ ‏يهدَى ‏الموج‏،‏

واشترى ‏عوّامة‏ ‏واربطها‏ ‏على ‏سارى ‏الخوف‏،‏

ياللا‏ ‏نقول‏ “‏ليهْ‏ْ”‏؟‏

‏و‏”‏ازاىْ؟‏”‏

‏”‏كان‏ ‏إمتَى‏”‏؟‏

“‏يا‏ ‏سَلاْمْ‏”!

“‏يْبقَى ‏انَا‏ ‏مَظْلومْ‏”.‏!!!!

‏ ‏شكر‏ ‏الله‏ ‏سعيك‏!!‏

‏قد يكون من باب احترام الواقع الموضوعى، وضبط الجرعة أن نرضى مرحليا بالعلاج التسكينى، فنسمح  للعلاج النفسى أن يقوم بدور المرفأ الذى يلجأ إليه الخائف حتى يهدأ موج التهديد بالغرق فى محيط المجهول،  بل قد نرضى أن نوظفه بوعى ليحقق ذلك…، (واشترى عوامة واربطها على سارى الخوف

إذن فهو التأجيل! ليكن.

ولكن…: إلى متى؟

  هذا هو فن التطبيب والعلاج.

الحاصل فى أغلب الأحوال (والحالات) أن يتوقف العلاج عند هذه المرحلة، ليصبح التأجيل المتكرر هو نهاية المطاف، يتم ذلك حين يستدرجنا الكلام إلى الفرحة بالتفسير والتبرير، والرضا بالشفقة (دون التعاطف والمواجدة) وبالدعم الظاهرى، حتى يختفى الخوف، أو يقل، لكن فى نفس الوقت يتم تزيف الحركة أو تنغلق الدائرة.

وسط‏ ‏هذا‏ ‏الإعصار‏ ‏من‏ ‏التهديد‏ ‏بالتغيير‏، ‏بما يشمل من تضخيم – لا شعورى- فى مخاطر المغامرة به، ‏ ‏تمر جلسات العلاج ‏ ‏تلو‏ ‏الجلسات‏ ‏فى ‏البحث‏ ‏عن‏ ‏الأسباب‏ ‏وكيفية‏ ‏حدوث‏ ‏ما‏ ‏حدث‏، ‏ خاصة فى فترة الطفولة!!!!، مع ما تيسر من علامات التعجب ومظاهر المشاركة،

ياللا‏ ‏نقول‏ “‏ليهْ‏ْ”‏؟‏

و‏”‏ازاىْ؟‏”‏،

 “‏كان‏ ‏إمتَى‏”‏؟‏

 “‏يا‏ ‏سَلاْمْ‏”! )‏

.. ‏وقد يتوقف العلاج عند هذه المرحلة، فيستمر ‏ ‏تأجيل‏ ‏التغيير‏ ‏إلى ‏أجل‏ ‏غير‏ ‏مسمى. (ليصبح هذا الأجل غاية الممكن الآن (مرة أخرى حركة نشطة، لكن فى المحل).

لا بد أن نعترف، أن هذه المرحلة (التى لم تعد مرحلة، بل نهاية للمطاف كما ذكرنا)، هى الغالبة فى كثير مما يسمى التحليل النفسى، بل والعلاج النفسى أحيانا،

لا بد أن نعترف أن هذا هو علاج نفسى حقيقى ومفيد، لكنه ليس ما نريد تقديمه هنا، ولا هو ما نأمل فيه لكل الحالات فى كل الظروف، إذ قد يترتب على التوقف عند هذه المرحلة كنهاية للمطاف ألا يخرج المريض إلا بمبرر لمرضه، حتى لو سمى تفسيرا أو تأويلا

يبقى انا مظلوم، شكر الله سعيك“.

هذا موقف‏ ‏تبريرى ‏قح‏ .. قد ‏يقوم‏ ‏به‏ ‏العلاج‏ ‏النفسى ‏تحت‏ ‏أوهام‏ ‏الشائع‏ ‏عن‏ ‏التحليل‏، (يمكن الرجوع إلى لعبة يوم الأحد الماضى: “ياه دى طلعت صعبة بشاااكل….، ولكن….”، وملاحظة كيف لعبها أكمل مع د. يحيى بوجه خاص ).

يدعم هذا الموقف التبريرى كهدف خفى للسعى للعلاج النفسى غلبة التركيز على “الأسباب“، بما يرتبط جزئيا بما يسمى الحتمية السببية، دون الحتمية الغائية، وهذا عكس الغالب فى العلاج النفسى الجمعى مثلا حيث التركيز يكاد يكون مطلقا فى “هنا والآن”.

هذه النقطة بالذات لها أهمية خاصة فى ثقافتنا الخاصة، حيث يغلب عندنا لوم الآخرين بديلا عن النقد الذاتى، وكذلك نحن نميل إلى تبرير الذى جرى بديلا عن الانطلاق منه..إلخ

إن الانطلاق من أن المرض – حتى الجنون –  هو اختيار بدا أنه الحل فى وقت ما – (ومهما ثبت فشله بعد ذلك) هو الذى يسمح لنا بالحوار على هذا المستوى الأعمق لإثبات أنه “ليس حلا” أصلا، ومن ثم فإنّ تقديم بديل آخر وهو اختيار الصحة من خلال العلاج هو وظيفة العلاج الأساسية.

صحيح أن على الطبيب أن يتلمس لمريضه العذر، لكن ليس لكى يتوقف عنده، وإنما لكى ينطلق منه فى ظروف أفضل هى إتاحة فرصة العلاج الحقيقى، ‏بمعنى ‏أنه‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏المرض‏ ‏قد‏ ‏حدث‏ ‏(حين اختاره المريض حلا) فى ‏ظروف‏ ‏قاهرة‏ ‏وضاغطة‏ ‏فإن‏ ‏وظيفة‏ ‏العلاج هى‏ ‏أن‏ ‏يعرض‏ ‏اختيارا‏ ‏بديلا‏ ‏بعد‏ ‏استنهاض‏ ‏إيجابيات‏ ‏المريض‏، ‏ولا مانع من التماس ‏ ‏العذر‏ ‏للمريض‏ ‏بعض‏ ‏الوقت‏، لكن أن يكون هذا هو نهاية المطاف فهى الوقفة حتى الركود الساكن، ضد الحياة،

وأخيراً: نحن نعرف هذا التعبير الذى نقوله للمعزين شكرا لهم على مواساتهم لنا فى المأتم “‏‏شكر‏ ‏الله‏ ‏سعيك‏”.‏

وهذا هو ما انتهى به المتن فى هذه الحالة.

وربما هو أقرب إلى العنوان القديم لهذه الحالة، الذى قد نعود إليه ، وهو “الجنازة الأولى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *