الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس فى الطب النفسى الواحدية‏ ‏والذات‏ ‏والجسد‏، ووظائف الأنا اختراق فى المنهج: من قديم!

الأساس فى الطب النفسى الواحدية‏ ‏والذات‏ ‏والجسد‏، ووظائف الأنا اختراق فى المنهج: من قديم!

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 9-1-2016

السنة التاسعة

 العدد:  3053

 الأساس فى الطب النفسى 

 الافتراضات الأساسية الفصل السابع: 

ملف الاضطرابات الجامعة (21)

الواحدية‏ ‏والذات‏ ‏والجسد‏، ووظائف الأنا

اختراق فى المنهج: من قديم!

إعادة احترام أولوية المنهج الإكلينيكى

مقدمة

تفضل أ.د. رفعت محفوظ فأرسل لى رسالته للدكتوراه التى افتقدتها الأسبوع الماضى، وقد ذكرنى أننى كنت مشرفا على هذه الرسالة مع أستاذنا أ.د. عبد العزيز عسكر حتى انتقل إلى رحمة الله فأكملت الإشراف وحدى، حين تسلمت منه الرسالة تذكرت كل شئ (1981)، وحين قرأت المنهج الذى أجرينا به البحث عن “اضطراب وظائف الذات فى الفصام”، فرحت لأننى منذ ذلك الحين وحتى الآن أبحث عن منهج بديل عن حكاية “نعم” “لا”،

 لا يوجد فى الكون شىء هو: إما “نعم” وإما “لا”!!.

 ما علينا، اكتشفت أننى اقترحت على الباحث منهجا إكلينيكيا صرفا، وحتى نفحم المناقشين ونحصل على عدد من الأرقام تصلح للإحصاء فالمناقشة: قررنا أن يقوم بالتقييم الإكلينيكى أكثر من محكمِّ إكلينيكى يحضر المقابلة، ثم يعطى كل منهم تقييما من واحد إلى عشرة، عن كل وظيفة، ثم نجمع ونراجع ونناقش النتائج، ونسمح بمناقشة الدرجات، ومن ثم نسمح بتعديل التقييم، (وكلام من هذا، أنظر بعد)، وأظن أننا اجتهدنا – كما سيرد – بقدر ما استطعنا حتى يصبح البحث بحثا قابلا للمناقشة.

وحين انتقلت فى الرسالة من مقدمة “منهج البحث عامة” إلى تفاصيل أسئلة المقابلة تراجعت فرحتى بالتدريج حتى كادت تختفى، ثم ظهرت من جديد حين خطرت لى فكرة أنها فرصة للنقد الذاتى ولو بعد حوالى أربعة عقود، جرى فيها ما جرى بالنسبة لخبرتى، وفكرى، وتنظيرى، وفروضى، وكتاباتى، مما يمكن أن يسمح لى بنقد مفيد قد يقلل من قيمة ما وصلنا إليه سابقا من نتائج لكن لا أظن أنه سوف يغير موقفى من تمسكى بأولوية المنهج الإكلينيكى، وتقديرى لما فعل الباحث وفعلنا.

لم أجد فى مقدمة التقديم التى وردت قبل ذكر تفاصيل الأسئلة المقترحة لكل وظيفة من وظائف الأنا ما يحتاج إلى نقد شديد أو حتى تغيير طفيف، وهكذا استعدت فرحتى بموقفنا من خلال إعادة قراءتها والتأكد من تمسكنا ومنذ البداية بأولوية المنطلق الإكلينيكى.

سوف أكتفى اليوم بتقديم ما جاء فى ملحق (1) بالرسالة، ومع أنه ملحق إلا أننى اعتبرته من جوهر البحث، ولا أعرف لماذا جعله الباحث ملحقا وليس فى صلب الطريقة فى متن الرسالة (ربما تحسبا لنقد المناقشين)

 الملحق (1) معنون بالعربية لكن عنوانه بالأنجليزية دون العربية:

An Interview Guide for the Clinical Assessment of Ego Functions

فترجمتها أنا الآن إلى:     “المرشد للتقييم الإكلينيكى لوظائف الذات”

…………..

…………..

(2) وظيفة هذا الدليل هى الإرشاد والتوجيه فقط، وعلى المقابل (الفاحص) أن يراعى المرونة، واستخدام خبراته السابقة، وطريقته فى إجراء المقابلة الإكلينيكية (الطبنفسية)، بحيث لا يتقيد بصياغة الأسئلة أو ترتيبها، مع الحق فى إضافة أسئلة مناسبة، وذلك حسب حالة المريض، وقدرته على التعبير، ومدى تقبله وتعاونه، وله الحق كذلك فى تتبع تفاصيل بعض الإجابات كلما رأى ان ذلك مفيدا فى الكشف عن وظائف الأنا، ولكن يجب التنبيه بأن ذلك لا يعنى الخروج عن الهدف، وهو الحصول على معلومات مناسبة وكافية لتقويم الإثنى عشر وظيفة بطريقة يعتمد عليها بدرجة معقولة، وعلى ذلك فإن نوع المقابلة فى هذه الحالة هو أقرب ما يكون إلى “المقابلة المحددة جزئيا” (semi-structured interview)

(3) تقويم وظيفة ما لا يعتمد فقط على الإجابات عن الأسئلة المندرجة تحت هذه الوظيفة، (سوف تنشر الأسبوع القادم مع نقدها) وإنما يجب أن تؤخذ فى الاعتبار الإجابات عن الأسئلة المندرجة تحت الوظائف الأخرى. مثال ذلك “عمليات التفكير” (thought processes) والتى يجب أن يراعى فى تقويمها مدى انتباه المريض أثناء المقابلة، وقدرته على التذكر وعلى تتبع الأسئلة وفهمها، ودرجة الترابط والتسلسل والوضوح فى إجاباته مع تناسبها مع الأسئلة الموجهة، وكذلك “الوظيفة الدفاعية(Defensive functioning)  “وميكانيزمات الدفاع” (Defense mechanisms) تحتاج لتقويمها إلى الأخذ فى الاعتبار جميع الإجابات على كل الأسئلة.

(4) ملاحظة سلوك المريض أثناء المقابلة تضيف معلومات هامة ومفيدة فى التقويم بجانب إجابات على الأسئلة.

(5) هذه الأسئلة وضعت أساسا للكشف عن “المستوى الحالى” (current level) لوظائف الآنا.

(6) لم توضع أسئلة محددة للكشف عن ميكانيزمات الدفاع النوعية (مثل الإسقاط الإنكار، والكبت،…)، وإنما اعتمدنا فى تقويمها على إجابات المريض على جميع الأسئلة، وكذلك ردود فعله وسلوكه أثناء المقابلة كلها.

(وبعد 9/1/2016)

يلاحظ مدى المرونة واتساع المساحة التى تُرِكَت للفاحص ليتحرك فيها بكل حرية، ربما اعتمادا على أن التقييم فى النهاية سوف يكون حسب تقدير الأربع خبراء المقيِّمِيين معا.

وهذا ما سوف ننشره غدا لنتمم تقديم المنهج الإكلينيكى “شبه المقنن” كما أسماه الباحث لعل هناك من يرى اتباعه، أو يتبرع بتعديله والإضافة إليه، أو ينقده نقدا أقسى.

هذا، وقد قام الباحث بعد ذلك بإجراء تقييم موضوعى لتقدير مدى الاتفاق بين المحكمين، الأمر الذى ظهرت منه درجة طيبة من الاتفاق ودرجة مقبولة ومهمة من الاختلاف ومن الثبات فيما بينهم،

 وهذا ضمن ما سوف نعرضه فى نشرة الغد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *