الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/ بريد الجمعة

حوار/ بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 8-1-2016

السنة التاسعة

العدد: 3052 

حوار/ بريد الجمعة

المقدمة:

ما قلّ وقالْ.

*****

حالات وأحوال (21)

  تابع: رحلة التفكيك والتخليق (17)

حوار “بلدى” نَفْسِمْراضى!! (سيكوباثولوجى) (1)

تحت مظلة ثقافة الإيمان والوعى الضامّ

د. جون

المقتطف: د.يحيى: هو عارف كل حاجه

“محمد”: ماشى، بس حايعذرنى لما اشرح له.

التعليق: عندى سؤال ساذج شوية: حضرتك بتقول للمرضى دائما أن يعيش صح كما خلقنا الله. أوقات نقف موقف المتعجب إذا كان المريض به استعداد وراثى فكيف نصُححه إذا كانت الكسرة الإمراضية شديدة.

 د. يحيى:     

نحن لا نرث الأمراض النفسية واحدا واحدا، بمعنى أننا لا نرث مرضا نفسيا بذاته، وانت تعلم علاقتى بالبيولوجى والجينات واحترامى الشديد للاستعداد الوراثى، ولكن من خلال خبرتى الطويلة وحتى قبل أن يصلنى الفرض الذى يقول: إن الجين المسئول عن الفصام هو جين جيد تطورياً وهو يتجلى فى الإبداع كما ينتكس فى الفصام، بمعنى أن ظهور الفصام من خلال تأثير هذا الجين هو مسار سىء بالصدفة أو نتيجة لظروف التنشئة أو التزاوج المؤدى إلى ظهور تجليات نفس الجين فى شكل الفصام، نحن نرث زخم حركية بذاتها، وإيقاعية برامج ايقاعحيوية بذاتها، بل يبدو أننا نرث العمر الافتراضى لنشاط بعض هذه البرامج بمعنى مثلا: العمر الذى تستغرقه كل نوبة مرض بذاته فى عائلة بذاتها، بل إننا نرث أيضا مدى التعرض للنكسات وأحيانا مدى ونوع الاستجابة للعلاج، لكن كل ذلك ليس قدرا مكتوبا ثابتا وإلا ما ظهرت الأحياء بالتطور فعلى قدر حمل مسئوليات الفرد فالأجيال لكل ذلك يكون احتمال الإبداع أو الانقراض،  وعلى قدر مسئوليتنا فى حمل أمانة ما خلقنا به لنطوره يكون الطريق إليه عبر ما هو نحن.

كل هذه فروض تحققتُ مما يمكن أن يتحقق منها نسبيا أثناء ممارستى الإكلينيكية الممتدة، ومن معلومات وخبرات شخصية شديدة التنوع وربما الموضوعية، أرجو أن تتاح لى فرصة تجميعها وتدعيمها.

شكراً.

د. جون

المقتطف: غالبا فى ثقافتنا نجد حضور “الله” بدءًا من هنا والآن أمرا بديهيا وإيمانيا فى نفس الوقت، ويمكن مواكبة ذلك من منظور الوعى الممتد. مرة أخرى، وكما جاء فى المقدمة: المسألة مرتبطة بالثقافة الشعبية والثقافة الإيمانية المصرية والعربية غالبا، ذلك أنه يبدو أن لهذه الثقافة دور فى الانتماء إلى عملية استعادة الهارمونى، أى الشفاء، ولم أجد فى ممارستى مع ناسنا – إلا نادر– من يعترض على هذه اللغة أو يرفضها، وحتى الذين فى مرحلة الشك يلتقطون جذورها ويستشعرون ربحها فتصلهم جدواها التى لا تتعارض حتى مع شكوكهم (حتى يهتدوا أو لا يهتدون)، لكننى لاحظت أنهم إذا أمكنهم أن يكونوا أوصياء على تفكيرهم.

التعليق: أرى أن الله له دور كبير فى حوارك هذا ولكن لكل شخص فينا صور معينة عن الله سبحانه من تعليمه وتربيته ومن النماذج الأبوية فى حياته، فهناك نظرية عن أن الطفل يرى الله كيفما يرى أبيه!

 د. يحيى:     

أنا أتجنب الخوض مباشرة فى هذه المنطقة اللهم إلا مضطرا أحيانا وخاصة باللغة التى أتحاور بها مع مولانا النفرى أيام السبت (والآن يوم الأربعاء) من كل أسبوع، وقد كررت مرارا كيف أننى أتجنب استعمال اللغة الدينية المباشرة خشية سوء الفهم وسوء التأويل أو الدخول فى نقاشات فرعية بعيدا عن ما أرمى إليه، بل وعن الله إن شئت، وقد كررت أيضا كيف أن الإدراك بكل شموله ومستوياته هو المدخل إلى هذه المنطقة، وليس التفكير التجريدى ولا العقل الأحدث، كما نبهت إلى أن العقل الوجدانى الاعتمالى الذى هو أقرب فى الأديان المختلفة إلى ما يسمونه “القلوب التى تعقل” وفى العلوم الأحدث يتحدثون عن الأجساد التى تشارك فى الإبداع وعن العقل الوجدانى الاعتمالى، وهى أيضا الوسيلة إالى الطريق إليه، وكل ذلك مثبت واحدة واحدة فى النشرات السابقة، وغيرها فى الموقع.

أما فكرة أن كل واحد عنده صورة معينة عن الله، فهى فكرة صحيحة، وكل واحد هو مسئول عن فكرته هذه أمام نفسه، وأمام الحقيقة، وأمام الوعى، وأمام مسيرته، ومسيرة نوعه، وأمام نوع وجوده….الخ. علماً بأنه ليس له صورة أصلا إذْ ليس كمثله شىء، وهذا التعيين [1] لصورة محددة له هو – فى تقديرى- إعاقة للمسيرة إليه.

د. جون

المقتطف: عشان نِتلم، طبعاً ربنا زى ما حايحسبك حايحاسبنى، يعنى مثلا لو أنا ماجتش إنـِّهـَارْدَ أقابلك كان حايحاسبنى، إنت فاهم إيه، حايحاسبنى على الظاهر والباطن زيك تمام ولاحد حايشفع لى، حتى لو أنت سامحتنى إنى أتأخرت عليك.

التعليق: أرى أن المعالج (حضرتك) وعيك بالله يملأ كل تفاصيل علاجك للمرضى، أظن ده سبب مقولتك الشهيرة بشتغل على 1/  1000 .

 د. يحيى:     

يجوز

ولعل الرد السابق فيه ردّ ضمنى غير مباشر.

أ. منى محمد فؤاد

أنا فعلا مصدقة أن العيان فاهم الكلام الصعب ده وبيوصله أسرع من الدكاترة المشاهير.

 د. يحيى:     

طمأنتينى يا شيخة

الحمد لله.

أ. آية محمد حسن

صباح الخير يا د. يحيى

حضرتك أكدت على فكرة الحساب، وربنا مع “محمد”، هل التأكيد على الفكرة دى ممكن فى بعض الحالات يوصل للإحساس بالذنب وده يعطل علاجه؟ وكمان يعطل كبرانه، شكراً

 د. يحيى:     

كله إلا الاحساس بالذنب وسلبياته

برجاء قراءة اطروحتى عن الشعور بالذنب (الموسوعة النفسية”  حرف الذال “ذنــب” مجلة الإنسان والتطور: عدد ابريل –  سبتمبر 1988).

وأيضا النشرات التى حاورت فيها مولانا النفرى عن هذا الموضوع وهى كثيرة (نشرة: 17-1-2015، ونشرة 27-1-2008، ونشرة 28-1-2008، ونشرة 29-1-2008)   مثلا.

*****

حالات وأحوال (22)

تابع : رحلة التفكيك والتخليق (18)

حوار “بلدى” نَفْسِمْراضى!! (سيكوباثولوجى) (2)

تفعيل فاعلية الوجدان فى الوعى البينشخصى

د. جون

المقتطف: من فتره وانا باتخيل إن أنا هنا، وباقول، وقاعد أتكلم عادى، مفيش أى حاجه، وعادى عايز أقول حاجه للدكتور يحيى، أتخيل إنى قاعد كده وحاطط رجل على رجل، وباتكلم، وأنا جاى فى المواصلات وأنا فى البيت وأنا نايم وأنا صاحى مش فاهم يعنى أنا الحاجات دى بتتعبنى ساعات.

التعليق: أليست هذه إشارة إلى مدى حضور وعيك فى وعيه حتى بعد غياب شهور عديدة عنك.

 د. يحيى:     

وحضور وعيه فى وعيى أيضا

 غالبا.

 د. أحمد يوسف

وصلنى جدا صدق محمد فى وصف مشاعره المتناقضة وصعوبة ذلك على المعالجين عامة.

أرجو أن تكمل على نفس الصورة من التفصيل فى تعليق حضرتك على ما يحدث فى المقابلة.

 د. يحيى:     

حاضر.

*****

الأساس فى الطب النفسى: الافتراضات الأساسية الفصل السابع: 

 ملف الاضطرابات الجامعة (20) ‏الواحدية‏ ‏والذات‏ ‏والجسد‏

حتى نكون بشرا سويا (1)(ملاحظات وتساؤلات وعناصر)

أ. أمير منير

المقتطف: (أ) التفرقة بين المثيرات الخارجية والمثيرات الداخلية؛ أى التفرقة بين ما يصدر من خارج الشخص وبين ما ينبع من داخله.

التعليق: كيف يمكن ملاحظة ذلك للمريض حينما يكون الداخل والخارج لدية مضطرب ومختلط؟

د. يحيى:     

أرجو متابعة نفس الموضوع بالتفصيل يومى السبت والأحد من كل أسبوع.

أ. هدى أحمد

والدى العزيز د يحيي، اشكر لك هدا الموجز الدى و صفته حضرتك بالجيد جدا، ثم اما بعد، فيما يخص الوظيفة السادسه ( عمليات التفكير)، اعتقد انه حينما يفقد الوعى البينشخصى مع الاخر، حيث اوضحت حضرتك ان ركيزتيه هما الوجدان والادراك فهنا قد يحدث النشاز فى لحظه ما للادراك و لكن يظل الوجدان مدرك للواقع بطريقه او باخرى وهذا فى اعتقادى يعتمد على كفاءه الاجهزه الاوليه هدا ادا نحينا بطبيعه الحال الاوتونوميه الثانويه اى كل ما هم مكتسب،  واسمح لى انه قد يحضرنى فيما يخص مفردات هد الملف آيات كريمات ادكر منها، \”ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا\”، \”لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار\”، ما كدب الفؤاد ما راى \”، ثم الايه 46 سوره الحج

 د. يحيى:     

سوف أتناول هذه الوظائف واحدة واحدة بالتفصيل فى الأسابيع القادمة، برجاء المتابعة

هذا علماً بأننى أبحث عن عنوان آخر لهذه الوظائف مادمت مازلت قلقا من استعمال كلمة “الأنا” ترجمة لكلمة Ego

*****

الأساس فى الطب النفسى 

 الافتراضات الأساسية الفصل السابع: ملف الاضطرابات الجامعة (19)

 ‏الواحدية‏ ‏والذات‏ ‏والجسد‏ ….عن قوة الأنا ووظائفها

أ. هدى أحمد

والدى العزيز د.يحيى كل عام وحضرتك بخير بمناسبة العام الميلادى الجديد، نأمل فيه ان يكون خيرا للعالم اجمع، واود ان اشكر حضرتك على التعبير الدى استحدثته ونحته نحتا من العربيه الثريه (والتى هى لغة العقلوالحكمه) الشخصيه “فى اليتكون دائما “مقابل التعبير بالانجيلزيه فهو بالفعل فى اعتقادى اكثر دقه لتوصيف النمو المستمر للشخصيه

 د. يحيى:     

شكراً، وإن كنت أتوقع رفض هذا التعبير الجديد من الأغلبية

*****

[1]  –  Concretization

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *