الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / أنواع العقول وتعدد مستويات الوعى

أنواع العقول وتعدد مستويات الوعى

يوميا” الإنسان والتطور

25- 12- 2007

العدد: 116

 

أنواع العقول وتعدد مستويات الوعى

مقدمة لقراءة فى كتاب:

أنواع العقول 

الطريق إلى فهم الوعى

دانييل دينيت1

تمهيد

لا أعرف ما الذى دعى المترجم،- الصديق د. مصطفى فهمى إبراهيم-  وهو من أبرع من ترجم العلوم إلى العربية،  أن يغير العنوان من أنواع العقول إلى تطور العقول، الفرق عندى ليس هينا، وقد سألته فى الندوة التى قمت فيها بمناقشة الكتاب، والتى عـُـقدت فى مارس 2004 “جمعية الطب النفسى التطورى والعمل الجماعى”، دار المقطم للصحة النفسية، سألته عن سبب تغيير العنوان،  فقال لى إن هذا المعنى (التطور) هو الذى وصله من الكتاب، وأنه  أقرب إلى تقبل القارئ العربي!

ولم أوافق.

العنوان باللغة الإنجليزية شديد البساطة والوضوح، ولا لبس فيه Kinds of minds  فما هو المبرر أن أجعله تطور العقول؟

قد يتبين مغزى احتجاجى من الأسئلة التى سوف أطرحها على القارئ قبل مناقشة الكتاب، وأثناء المناقشة.

من هذه الأسئلة :

  • هل خطر على بالك من قبل – عزيزى القارئ- أن يكون هناك للعقول أنواع؟
  • وهل لو كان للعقول أنواع فكيف تتخيل أن تكون ؟
  • وما مفهومك عن العقل (وليس بالضرورة تعريفك له) ؟
  • وهل لهذا المفهومعلاقة بما هو “وعى” ؟
  • وهل تتطور العقول؟

العنوان الفرعى لنفس الكتاب هو ” نحو فهم الوعى

حاول أن تجد بنفسك أسئلة تتعلق بما يحضرك حين تسمع كلمة “وعى”

شكرا.

دعنى أعرفك بالمؤلف الآن [2]

ولكن دعنى أسألك أيضا – عزيزى القارئ-  قبل أن أعرفك عليه :

ما رأيك ؟

من ترى أنه الأرجح بتأليف كتاب يحمل هذا الاسم ” أنواع العقول“، هل يكون :

o       طبيبا نفسيا،

o       أم عالم نفس،

o       أم معالجا نفسيا،

o       أم أستاذا  فى الأنثربولوجى

o       أم أستاذا  فى الفلسفة

o       أم أستاذا أو طبيبا فى المخ والأعصاب؟ 

o       أم فيلسوفا

o       أم أستاذا فى التشريح أو الفسيولوجيا أو الأنثربولوجيا

o       ………

المؤلف هو أستاذ فى الفلسفة

لعل هذا يذكرنا بكارل ياسبرز- صاحب كتاب السيكوباثولوجيا العامة General Psychopathology  أعرق كتاب فى الموضوع منذ 1923 –  الذى بدأ طبيبا نفسيا، ثم انتهى أستاذا فى الفلسفة

دانييل دينيت – مؤلف الكتاب – هو أستاذ للفلسفة حاليا قسم فلسفة العلوم فى لندن (ولم يكن أبدا طبيبا نفسيا أو له علاقة عملية إكلينيكية بالمخ والأعصاب).

وقد كان محاضرا ثم أستاذا مساعدا فى الفلسفة جامعة كاليفورنيا

وقد استقبلتُ ـ شخصيا –  هذا الكتاب  باعتبار كاتبه  فيلسوفا صرفا[3]

وحمدت الله أنه شخصيا أقر بذلك (أنظربعد)

لماذا  كل هذا التمهيد وهذه التساؤلات البادئة؟

بصراحة لأننى أخاف أن تستقبل – عزيزى القارئ- الموضوع بغير ما هو؟

نحن : عامة الناس، وكثير من المختصين،  نتصور أن هناك موضوعات شديدة التخصص لا يصح أن يكتب فيها (يفتى فيها) إلا أهل الاختصاص، ومن بينها – على ما أعتقد- ما يمس من قريب أو بعيد “موضوع العقول

أقر بصراحة أننى تبينت  أن كثيرا من مرضاى يعرفون عن هذا الموضوع “العقول” (بالجمع وليس المفرد) أكثر بكثير مما يعرفه المختصون.

إن هذا الجمع “العقول” يقربنا من الموضوع المثار فى هذه اليومية منذ بدأت تقريبا عن “تعدد الذوات“، (وما يوازيها من “تعدد المنظومات” وأخيرا بحسب لغة العلم المعرفى العصبى “تعدد حالات العقلmental states وهى الكلمة المرادفة تقريبا لما يسمى فى التحليل التفاعلاتى حالات الذات [4]Ego states

الكتاب لا يتصل بهذه القضية مباشرة إلا من منظورى شخصيا كما سيأتى فى العرض والمناقشة

“أنا فيلسوف ولست عالما”

من أهم ما وصلنى من الكاتب حتى طمأننى أنه  قالها بصريح العبارة “أنا فيلسوف، ولست عالما”[5]، هذا كلامه بالحرف الواحد، أهمية هذه الجملة عندى جعلتنى أقرأه على أنه فيلسوف وليس أستاذ فلسفة، وقد فرحت أنه ليس عالما (بالمعنى الذى نفاه غالبا وإلا كان اختنق بمنهج أعتقد أنه كان سيحول بينه وبين أن يثرينا بكل ما أثرانا به هكذا:

فى آخر سطورالكتاب عاد المؤلف يقول:

“..ولما كان هذا الكتاب لفيلسوف، فإنه ينتهى ، لا بالإجابات ، وإنما ينتهى بنُسخ معدلة من الأسئلة نفسها، وهى على نوع أفضل”.

 المؤلف هنا يطمئننى أيضا على أن  ما كنت أقوم به فى أبحاثى، وإشرافى على الأبحاث[6] كان صوابا، لكنه يصيغه صياغة أرقى، بأن يجعل نفس الأسئلة معلقة بلا إجابة، ولكن “مصاغة بنسخ معدلة على نحو أفضل”

لا توجد أجوبة حاسمة إلا كدليل على  الجهل الحاسم

حتى الأسئلة الدينية حين نضع لها أجوبة يقينية مغلقة، نجنى بها على سعى الوعى الفردى، بل والجمعى،  إلى ما بعدها، إلى وجه الله.

يضيف المؤلف أيضا فى نهاية كتابه نتيجة أخرى إلى ما خرج به من خلال الجهد قائلا “…أو على الأقل ، فإنه يمكننا ونحن فى استكشافنا المتطور لأنواع العقول، أن نرى بعض المسارات فنتبعها، وبعض الشراك فنتجنبها”

هذا فى ذاته جيد أيضا، حتى لو ظلت الأسئلة معلقة بلا إجابة.

الاستعمال الشعبى لكلمة “عقل”، والتمحك الدينى بها:

إذا نحن نظرنا إلى كلمة عقل وكيف نستعملها على المستوى الشعبى، وعلى المستوى الدينى الرسمى التسطيحى، لوجدنا أنفسنا فى حاجة إلى أن تعلم من دينيت بعض ما علمنا

فى الحديث العادى فيما بيننا نسمع هذه العبارة “… هو ربنا عرفوه بإيه؟ فتأتى الإجابة : “بالعقل؟” ويقفل النقاش على هذه البديهية.

أعتقد أن الحس الشعبى لا يقصد العقل الذى يعنيه العالم النحرير الذى يجلس على مكتبه يحسب الأمور بالمنطق، وإنما يقول الحس الشعبى هذه الإجابة عادة تكملة لحوار سابق “هوا حد شاف ربنا؟ قال لك لأه،….. قال أمال ربنا عرفوه بإيه؟  قالّك بالعقل”،  الحس الشعبى لا يقصد العقل الممنطق السببى الخطى، لكنه فى الأغلب يقصد البديهة اليقظة، والوعى المتلقى.

إننا لا نعرف ربنا بالعقل كما شاع عن ذلك عند العلماء والمناطقة.

فى شبابى، وفى فترة الشك الباكر (حول الخامسة عشر)، حاول أحد أصدقائى الأكبر سنا أن يقنعنى بوجود الله سبحانه وتعالى من بعض مقولات علم الكلام، وأخذ يثبت لى البداية وكيف يمكن أن تكون، وأنها  إما بالدور أو بالتسلسل (على ما أذكر) ..حتى كاد شكى ينقلب إلى نفى يقينى، لولا أن شيخا أميا طيبا كان يعمل خفيرا لحظيرة مواشينا، حين طرحت عليه أسئلتى نفسها بعد أن ختم صلاة العشاء، راح يثبت لى أن الله سبحانه موجود واحدٌ أحد، بان قال لى:” يا إبنى دا هو نفسه (يقصد ربنا) بيقول “قل هو الله أحد”، عايز حاجة أكتر من كده؟

ساعتها هدأت سريرتى، وعرفت فعلا أننى لا أريد حاجة أكتر من “كده”، وشعرت كم يمكن أن يجنى علم مثل علم الكلام على حقيقة الوعى البسيط بحقيقة وجود الله سبحانه،

حين عددت الممكن المستحيل والمستحيل الممكن، فى يومية16-12-2007 ألمحت إلى هذه المسألة: كنت أقصد  أن عقلنا الحديث أعجز من أن يثبت وجود الله إلا تعسفا وتلفيقا. ليس معنى هذا أن عقلنا البدائى هو الأقدر على إثباته،  لكن الذى يستوعب وجود الله سبحانه بالمعنى الحقيقى الحاضر فى الداخل والخارج، هى كل “أنواع” عقولنا مجتمعة معا، فى لحظة، فلحظات، لها أثر باق، قابلة للتجلى بيقين منير،  بلا  حاجة إلى إثبات عقلى بالمعنى الشائع.

يجرنا هذا الغموض حول كلمة “عقل” و “عقول” إلى مقولة أخرى يفرح بها كثير من المسلمين فرحا سطحيا سريعا، وكأنهم حسموا موقع ديننا من هذه المسألة حين يعلنون فى كل مجال ودون تردد “إن الإسلام هو دين العقل”، وكثير منهم يضيف – علنا أو سرا- إن الإسلام بالذات هو دين العقل، وهات يا استشهاد بالآيات التى وردت فيها كلمة العقل، ويعقلون، ويتفكرون، يرددونها بعيدا عن سياقها أحيانا، ومستندين إلى تفسيرها المكتوب المحدود أحيانا أخرى، وكأنهم بذلك قد اطمأنوا إلى أن ديننا هو  الدين الحق لأنه دين العقل(!!)

لو علم هؤلاء الطيبون – على أحسن الفروض- أن المسألة لم تعد بهذه البساطة، وأن ما يسمى عقلا – على الأقل من منطلق ما يستعملون من أبجدية – قد تراجع إلى مكانة  شديدة التواضع، إذن  لتراجعوا كثيرا عن هذا الحماس، الذى أعتقد أنه هو هو  الذى يدفع فريقا آخر إلى ممارسة وترويج تلك البدعة الخطرة التى يسمونها “التفسير العلمى للقرآن”، وكأن المقدس الأول هو ما يسمى العلم (من وجهة نظرهم) وبالتالى فكل ما يقره ما يمكن أن يسمى “العقل العلمى” هو مقدس أيضا (دون التصريح بذلك أو الوعى به) ، ومن ثم إذا اتفق فهمهم أو تفسيرهم للقرآن الكريم مع هذا المقدس (العقل العلمى- مع أنه لا يوجد شىء بهذا الاسم) فهذا يثبت (لهم لا شعوريا)  أن القرآن له نفس القدسية – استغفر الله العظيم- ثم قد يضيفون فرحين بأن (للقرآن الكريم)  حق السبق. (نؤجل الدخول فى مناقشة ذلك أكثر من ذلك)

إذا كان الله سبحانه وتعالى لا يمكن إثبات وجوده  بهذه الجزئية من وسائلنا المعرفية التى أسميناها العقل، طالما نحن نتحدث عن “عقل واحد”، فبم يـُثبت ؟

 لا أريد أن أسارع بالرأى، لأنه منذ هدانى  رد غفيرنا العجوز إلى الإجابة، وأنا لا أحتاج أن أخوض فى هذه المسألة بالألفاظ، لكن مع خبرتى مؤخرا فى قراءاتى للمتصوفة، وتاريخ التصوف الذى قدمنا منه بعض المقتطفات،ثم مخاطرتى بقراءة موازية مع إبن قس طبيب نفسى (هو د. إيهاب الخراط)  مجتهدين فى استلهام  بعض مواقف مولانا “النفرى”عرفت من خلال هذا وذاك كيف أعيد صياغة مثل هذه الأسئلة بشكل يقترب مما أشار إليه دينيت وهو يختتم كتابه، حيث يظل السؤال سؤالا أرقى، فيصبح قادرا على دفع أقوى، وكدح أعلى، مما يمكن أن يمكننا ونحن نواصل الكدح والسعى: لا إلى الإثبات السطحى، ولكنه يمكن أن يمكننا من ( كما قال دينيت) : “….. أن نرى بعض المسارات فنتبعها، وبعض الشراك فنتجنبها“.

إذن ماذا؟

إذا كان هذا الكتاب لا يتحدث عن العقل بالمعنى الذى يستعمله الحس الشعبى العام،

 ثم هو لا يتحدث عن العقل بالمعنى الذى يستعمله المفسرون المعجميون السائرون ثبوتا  فى المحل

 ثم هو لا يستعمله لفظ “العقل” بالمعنى الذى يستعمله أطباء المخ والأعصاب،

 ولا أطباء علم نفس السلوك وما شابه،

 ولا أطباء الطب النفسى الكيميائى الأحدث

 فبأى معنى يستعمل دينيت كلمة ، “عقل”، ثم يجمعها إلى “عقول” ثم يصنفها إلى “أنواع” فيسمى كتابه أنواع العقول  kinds of minds بلا لبس ولا تردد؟

ما ليس هو !

لقد بدأت فى ندوة مناقشة هذا الكتاب بنفى ما قد يتبادر إلى الذهن من مجرد ذكر كلمة “عقل” (وقد أضفت الآن  بندين اثنين) على الوجه التالى:

العقل –هنا على الأقل – ليس هو

  1. ليس هو ما يرد فى تعريف كلمة “عقل” فى المعاجم
  2. ليس هو القطب الآخر الذى يقع على أقصى الطرف النقيض لما يسمى عاطفة (العقل) < === > (العاطفة)
  3. ليس هو ما يستعمل فى ما يصح وما لا يصح (بالمنطق الأرسطى مثلا)
  4. ليس هو ما نطمئن إليه بعد حل تمرين هندسة بتطبيق نظريات هندسية محكمة، ونحن نتنهد قائلين “وهو المطلوب إثباته”
  5. ليس هو ما نستعمله جاهزا ونحن نتحدث عن نتائج تجربة علمية ثبتت صحتها المرة تلو المرة
  6. ليس هو ما يقابل ما يقوم به حاسوب مهما بلغت دقته

ثم تحرجت من هذا النفى القاطع، فأضفت هذه الجملة بعد كل هذا النفى هكذا

“يمكنك أنت – إن شئت – أن تضيف كلمة “فقط” بعد كل ما ليس هو، فتصبح الجمل المنفية – بعد التعديل – على الوجه التالى :

  1. ليس هو “فقط” ما يرد فى تعريف كلمة “عقل” فى المعاجم
  2. ليس هو “فقط” القطب الآخر الذى يقع على أقصى الطرف النقيض لما يسمى عاطفة : (العقل) < === > (العاطفة)
  3. ليس هو “فقط” ما يستعمل فى ما يصح وما لا يصح (بالمنطق الأرسطى مثلا)
  4. ليس هو “فقط” ما نطمئن إليه بعد حل تمرين هندسة بتطبيق نظريات هندسية محكمة، ونحن نتنهد قائلين “وهو المطلوب إثباته”
  5. ليس هو “فقط” ما نستعمله جاهزا ونحن نتحدث عن نتائج تجربة علمية ثبتت صحتها المرة تلو المرة
  6. ليس هو “فقط” ما يقابل ما يقوم به حاسوب مهما بلغت دقته

العقل والوعى

العقول التى تكلم عنها الكتاب، ترجع إلى ما قبل الإنسان بردح طويل، قبل ظهور ما يسمى “المخ أصلا”، ومن هنا – ربما- حدث الترادف بين ما هو “وعى” (من وجهة نظرالكاتب) وما هو “عقل”. إن  من أهم الأسباب التى جعلتنى أحب هذا الكتاب وكاتبه هو دفاعه  الموضوعى عن نظرية النشوء والارتقاء وأصل الأنواع لداروين (ووالاس)، جنبا إلى جنب مع شجاعته وهو يقتحم تلك المنطقة التى لا يكون الإنسان إنسانا إلا بها، ألا وهى منطقة الوعى

معظم أعمال المؤلف التى شدتنى إليه هى إنجازاته  فيما يتعلق بالتطور (الداروينى خاصة) ومستقبل تطور الإنسان المعرفى والبيولوجى، وأيضا إسهاماته فى فحص مسألة علاقة الوعى بالعقل،  وكل ذلك هو ما لا أتصور أن طبيبا نفسيا يمكن أن يمارس مهنته بما ينبغى كما ينبغى ، دون أن يلم بها .[7]

     كسرُ  وحدتى، جنبا إلى جنب مع تعرية جهلى،  جاءا  من أن هذه الموضوعات هى  من أهم ما شغل حياتى طوال نصف قرن على الأقل

ما الحكاية بالضبط؟

كيف همّش الأطباء النفسيون هذا الموضوع المحورىالوعى” هكذا ؟

كيف رفعه السلوكيون من كل كتب علم النفس السلوكى بلا تردد (هو، وموضوع  الإرادة غالبا) ؟

ماذا يتبقى فى الإنسان لنتعرف عليه إذا لم نعرف ماذا نعنى بالوعى، وكيف الإرادة؟

فى هذا الكتاب، تحدث دينيت ببساطة وجرأة عن  منظومة، ومنظومات،  فى التركيب الحيوى، هى اقرب ما تكون إلى الوعى كما نعرفه عند الإنسان، لكنه لم يشر تحديدا إلى ما نسميه  حاليا “الوعى بالوعى”،

وقد رادف دينيت – تقريبا – بين ما هو وعى، وما هو عقل، وأشار إلى احتمال أن يكون إنكارنا  لوجود الوعى (العقل)  عند أسلافنا من الأحياء هو أقرب إلى العمل اللاأخلاقى.

  • فكيف كان ذلك؟
  • وماذا ترتب على ذلك؟
  • وما علاقة “أنواع العقول” التى قدمها بحالات العقل states of mind التى قال بها مؤخرا علم المعرفة العصبى cognitive neuroscience[8] وبحالات الذات  Ego states؟

وثمة أسئلة أخرى قد لا تحتاج إلى مناقشة قبل الدخول فى جوهر موضوع الكتاب، مثل :

  1. هل هو كتاب فى التطور (تطور العقول كما رأى المترجم، أو تطور الوعى)؟
  2. هل هو كتاب فى الفلسفة يطرح أسئلة أكثر مما يعرض إجابات؟ يقدم فروضا مثيرة للجدل ثم يعلق الأمر – أمانة- دون أن يحسمها؟
  3. هل هو كتاب يبحث فى ماهية العلاقة بين الوعى والعقل ؟
  4. هل هو كتاب فى المنهج يقدم منهجا مساعدا نحن أحوج ما نكون إليه؟
  5. هل لِمَـا عرضه من آراء، وفروض، ونتائج، ورؤى، أهمية عملية تطبيقية سواء فى الممارسة الإكلينيكية ؟ أو فى الحياة العادية؟

نأمل أن نناقش هذه الاحتمالات دون الوعد بحسم الإجابة كما علمنا

كل ما نرجوه – كما أرجو أن تكون هذه المقدمة قد نبهتنا إليه- هو أن نتحمل مسئولية السؤال، مهما تأخرت إجابته دون إلغائه ابتداء، بالاستغناء عنه، أو بإجابة ليست بلغته؟

هذا ما سوف نحاوله فى حلقات قادمة لم نعد قادرين على أن نحددها بشكل حاسم (مثل غيرها من الوعود)

لكن أرجو أن يكون قارئنا (زائرنا) قد اعتاد مثل ذلك.

 وأن يثق – معى – فى مصداقية  مثلنا الشعبى  الجميل الذى  يقول :

 “طولة العمر تبلغ الأمل”

 

[1] Kinds of Minds Towards Understanding of Consciousness    Daniel C. Dennet 1996 الكتاب المترجم صادر عن “المكتبة الأكاديمية” القاهرة  2003

[2]على فكرة ، أنا أحببته جدا، ولم أقرأ له غير هذا الكتاب، وإن كنت قد زرت موقعه ووجدته شديد الثراء، ولم أجد فرصة كافية لتغطيته

[3]وعندى تفرقة واضحة بين أستاذ الفلسفة والفيلسوف

[4]  لا أريد أن أشير إلى ما جاء فى بريد/حوار الجمعة حول هذه القضية، وما عرضناه فى لعبة “أنا واحد ولا كتير” من متطوعين أسوياء، وسوف نعرض محتويات مجمعة نوعيا لهذا الموضوع وغيره  لحصيلة الشهور الأربعة منذ بدأت اليومية  فى نهاية هذا الشهر

[5] –   scientists I am a philosopher not a

[6] كنت دائما أعتقد وأنا أقوم بأبحاثى أو أشرف على زملائى الأصغر، أن البحث الجيد إذْ يبدأ بفرض محدد يصبح جديرا بالتقدير والثناء إذا انتهى بفروض أكثر وعْـدا، وأوسع رحابة، كنت أفضل ذلك دائما عن مجرد إثبات الفرض أو نفيه،

[7] – من أهم أعمال الكاتب فى هذين المجالين ما يلى :

 العمل الأول “معاودة المواجهة لمشكلة الوعى”

               هل استطعنا أن ننجح فى شرح ماهية “الوعى” أم ليس بعد؟

“Facing Backward on the problem of consciousness”

Are we explaining consciousness yet?

 Cognition 79 (2001) 221-237

العمل الثانى:

أين أنا من صحوة داروين

In Darwin’s Wake, Where ِm I ?

APA Proceedings The American  Philosophical Association.

العمل الثالث (كتابه الأسبق) : عن الوعى أيضا وفلسفة القصدية

Selected PUBLICATIONS:  

              Content and Consciousness, 1994

Philosophy of Intentionality

أما أحدث محاضراته (حول نشر هذا الكتاب) فهى محاضرة فى اليونسكو عن

اكتشاف من يمكن أن نكونه !

“Discovering Who We Can Be” presented at UNESCO Milan, Italy, November 17, 2001

[8] المؤلف رئيس تحرير مشارك فى دورية “علم الأعصاب المعرفى” Cognitive Neuroscience

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *