الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / بريد/حوار الجمعة (يوم السبت) بقية

بريد/حوار الجمعة (يوم السبت) بقية

يوميا: “الإنسان والتطور”

 22-9-2007 

بريد/حوار الجمعة (يوم السبت) بقية

امتد بنا بريد/ حوار أمس، برغم قلة عدد المحاورين، حتى احتلّ “يومية” اليوم، ولابد أن نجد مخرجا آخر إذا ما زاد العدد، مع أننى – والحق يقال – وجدت فى هذا الحوار فائدة ونبضا لم أشعر بهما وأنا أكتب ابتداءً مقالا أو رأيا.

وبداية: أكرر اعتذارى لما فقد منى هنا وهناك، وللترتيب العشوائى الذى سوف أرتب به حوار اليوم، ثم الظلم الذى يقع على المحاور (المراسل) الضيف الذى نحاوره بلا حوار، فقط أنبه على أولوية هذا الضيف الكريم الذى قد يجد أننا اقتطفنا منه ما شَوَّه رأيه أو خرج به إلى غير ما كان يريد، أولويته فى مواصلة الحوار  لاحقا بالتصحيح أو بالرد أو بالاحتجاج.

ثم هيا إلى ما تبقى

أولا: محمد كامل   (43 سنة) (9-7-2007)

 (فى تعليق على مقالة “نستعمل الواقع، لا نستسلم له”)

… كل جملة أريد أن أعلق عليها أوراقا وأحبارا، والله نأمل فى غد أفضل وجيل أفضل لهذه البلاد ….. إلخ

د. يحيى:

… أرسلت لك أيها العزيز ما استطعت من ردود بشكل شخصى مباشر لعلها وصلتك، وبها ما تيسر لى من آراء شاكرة مقدرة، واسمح لى أن أعبر عن احترامى لك واختلافى معك أحيانا، كما أشكرك بشكل خاص على مثابرتك وتشجعيك.

ثم أنى أتصور – لفرط كرمك وانتظامك فى الكتابة والتعليق – أن كل الردود التى رددتها أمس واليوم هى تخصك شخصيا بشكل أو بآخر.

****

محمد كامل (8-9-2007)

“… وأظن أن ليس هناك فلاسفة فى أوربا، وان كان فهم متوارون خلف عولمة الأفكار التى عمت العالم كله. الفيلسوف كائن من نوع آخر يعيش فى عالم غير عالمنا وهذا العالم ليس له وجود الآن.

ليتنى قرأت زكى نجيب محمود حتى يكون ردى أو تعليقى ليس فقيرا.

د. يحيى:

إسمح لى ألا أوافقك، ففرص الإبداع التى تولدّ فلاسفة فى أوربا والعالم أكبر بكثير جدا مما عندنا، وأحسب أن الفلسفة الآن تنتعش ليس بإفراز فلاسفة جدد، وهذا وراد، وإنما بتفعيل دورها فى الفعل اليومى من جهة (وهذا عكس قولك: الفيلسوف كائن من نوع آخر، يعيش فى عالم غير عالمنا .. إلخ)، ثم إن الفلسفة الآن تحاول التوفيق بينها وبين العلوم الأحدث وخاصة العلم المعرفى، والعلم المعرفى العصبى، وعلوم الشواش والتركيبة، والطبيعة الحديثة، والرياضة الحديثة، وأيضا مع التصوف (الإبداعى المعرفى) الذى تنازلنا عن حقنا فيه مع أننى أتصور أنه ثروة فلسفية بلا حدود، وقد تتاح الفرصة لنا هنا مع استمرار “البث والحوار” لتفصيل مفيد فى هذا الشأن.

ثم إنى شخصيا لم أقرأ كل أعمال المرحوم أستاذنا زكى نجيب محمود، وأخشى أن يؤخذ رأيى العابر على أنه انتقاص من قدره أو دوره، وسوف أحاول أن أنفى هذه الشبهة إذا ما أتيحت الفرصة.

****

محمد كامل: (11-9)

(تعليق مطول على مقالة “المجرمون أولى بالمواجهة”، يتحفظ فيه الصديق محمد على شكى فى دور المخابرات الأمريكية فى أحداث 11-9)

د. يحيى:

ردّا على تحفظك على التشكيك فى دور مخابرات الولايات المتحدة فى أحداث 11/9، وأيضا على استشهادك بأن بن لادن نسب هذا العمل إلى رجاله، أفيدك أننى أحترم هذا الرأى واسمح لنفسى بالتحفظ عليه دون رفض مطلق، ويبدو أن علىّ أن أوضح ما لم يتضح فى المقال وهو أننى لا أتمادى كثيرا فى تبرئة بن لادن، فهو الوجه الآخر للسيد دبليو بوش وهما ومن إليهما يمثلون شرا واحد، لكن بوش أخطر على البشر لأنه يملك قوى الدمار الشامل المشروع وغير المشروع معا، وعلى عينك يا تاجر (أعنى يا قاتل).

محمد كامل: (19-9)

 فى تعليق على مقالة ” رسالة عمرها 31 عاما – بعد  لقاء عابر”

.. أثناء قراءتي لهذا الخطاب المفعم بالعاطفه (تبينت كيف أنه) واضح جدا تأثرك بهذا الشخص بسبب روحي، وهو ما قد استشعرته انا و أحببته و اجللتْه، وقد جاء شخص واحد في بالي اعتبرت انه خير مثال، و أنه الرجل الاكثر أهميه في تصوير و تمثيل فكر خطابك وهو الاستاذ عمرو خالد.

لا أعرف ما هو رأيك في تجربة عمرو خالد في إصلاح مفاهيم الامة، أرجو ان تثير مخيلتي بحديثك النهم.

د. يحيى:

عزيزى الصديق محمد. أرجو أن تقبل اعتذارى عن إبداء رأيى تفصيلا فى الإبن عمرو خالد، فأنا لم اتابع نشاطه الأحدث فالأحدث والذى عَّددته فى خطابك (ولم أنشره هنا لطوله) وخاصة حواره مع مفيد فوزى فى إحدى الفضائيات، وأعتقد أنه ظاهرة إيجابية بمعنى محدود، وأن تجاوزاته (ويمكن دعوة الصديق المشارك فى هذا الحوار الابن د. زكى سالم للإسهام فى ذلك فقد لمحت له رأيا مهما فى عدد قريب فى الدستور) وربما يذكرنى نشاط عمرو الإيجابى بمحاولات د. مصطفى محمود الحالمة للتفسير العلمى للقرآن، وكلاهما جعل بعض مقولات الإسلام – خاصة للشباب – أبسط وأقرب، فبدا الإسلام من ناحية أكثر علمانية، ومن ناحية أخرى أكثر رشاقة وشبابية، وأنا ليس عندى اعتراض لا على حسن النية، ولا على استقطاب الشباب إلى إيمان هم فى أشد الحاجة إليه، بديلا عن اندفاعت واحتمالات أخرى، لكن لا، ليس هكذا، ولا هذا هو غاية المراد.

للأمانة لابد أن أعترف أن للأمور – عندى –جانب آخر، نقدا وتحفظا وقد حاولت من قبل تفسير “ظاهرة عمرو خالد” (وليس شخصه) وخاصة فى بداية ظهورها، وقد كتبت عنها ما أتوقع أنك لا توافقنى عليه أصلا فى الوفد “المغزى السياسى لظاهرة عمرو خالد”، ولم أتراجع كثيرا عن رأيى، وإن دعوت له ولى بالتوفيق والمغفرة معا.

ربما نكون فى أشد الحاجة إلى هذا المستوى للدفاع عن الدين وتسويق إيجابيات الإيمان، لكن السقف الذى يضعونا تحته سواء بالتفسير العلمى الاختزالى لنص ملهم مضئ، أم بالترويج العاطفى الحالم لدين يدعو للكدح والإبداع بلا نهاية، هذا أو ذاك هو أقل بكثير من الحاجة المعاصرة لإسهام الإسلام بالاختراقات الإبداعية إيمانيا، والتى علينا أن نعرف كيف نكتشفها لننهل منها ظاهرها وباطنها معا، مما تجلى خاصة فى عطاء وخبرات متصوفينا الذين أهملناهم، أو تنكرنا لهم، بل كفّرنا بعضهم قديما وحديثا (على فكرة أنا لا يعجبنى تصنيفى أحيانا متصوفا ما فائدة التصنيف أصلا خاصة فيما لا أدعيه).

****

ثانيا: د. أسامة عرفة (16-9-2007)

د. أسامة:  التعليق على مقالى (الخوف) (14-9 / 15-9)

عذرا مازالت تعليقاتى شخصية لكن هذا هو المتاح لى الآن.

د. يحيى:

وهل هناك يا أسامة شئ غير شخصى، المهم ألا يكون الشخصى على حساب العام، الأغانى التى أوجهها للأطفال (داخلنا فى الأغلب) انتهت إحداها بقولى

… كل واحد هوّه نفسُهْ

بس نفسه هيّا برضه كلنا

مالى وعيه بربناً

 المهم .. هات ما عندك وهو شخصى لنجعله عاما “معا”.

د. أسامة: 

أنا زهقت من الخوف .. الخوف عَلَى والخوف مِنْ، أكاد أرفض الخوف رغم موضوعيته وروعته الوظيفية وأيضا أرفض التهور

تلك المنطقة بين الخوف والتهور، ماذا تكون بعيدا عن التعقل والجمود

د. يحيى:

بعيد عن الجمود نعم، أما التعقل فلم يصلنى ما تقصد به تحديدا، وعموما معظم التعقل الذى عانيته فى نفسى وفى غيرى كان هو الطريق السرى إلى الجمود، ماذا تضيف هنا بالله عليك فى هذا، دعنى أتساءل معك

د. أسامة:

فلنسميها التحفز .. إذا أنا متحفز

د. يحيى:

إقرارك بموضوعية الخوف هو البداية، سواء كان “الخوف منْ”، أو “الخوف عَلَىّ”، وتنبهك للفرق بين رفض الخوف والتهور (التهلكة) شديد الأهمية ولكن من الذى يستطيع أن يحسمها بأمانة؟ المبررات بلا حدود – أرجو إلا تستدرج لوضع تعريفات جيدة جدا، لكنها قد تكون مجرد تعريفات أوفقك على التحفز … ولكن ….

د. أسامة: 

ولكنى أتساءل متحفز لماذا، مشكلة لو الواحد فضل متحفز وبس

د. يحيى:

ربنا يخليك، صعّبتها .. وحذرتنا معاً، إلى متى نظل فى وضع  ستاند باى هذا؟؟.

****

د. أسامة:  التاريخ 17-9

التعليق على… مقال”حركية الأسطورة الذاتية نحو المطلق”……

كثيرا ما أتامل اللحظة الأخيرة قبل الموت إذا ماانتبهت على أني لم أحقق ماظللت أحلم به أو أن ما حققته لم يكن ما كان ينبغي )إن صح التعبير بعد ما تحقق (لا أستطيع تخيل حجم الألم حينها، و ما إن كان الموت سيريحنى منه أم يزيده  ربما تكون القناعة بأن ما تحقق إلى الآن هو نهاية للمطاف ربما تتجدد كل لحظة أفضل من الحلم بالآتي الذي ربما لا يأتي، ربما الأهم و الفاصل هو اتجاه مؤشر الحركة بصرف النظر عن محطة الوصول أو اللا وصول  الحمد لله .. أستغفر الله

د. يحيى:

شكراً أسامة لمتابعتك,

أظن مسألة “الموت” وليس مجرد “اللحظة التى قبل الموت” هى المسألة الأهم برغم سطحية تناولها، واغتراب متناوليها، ولا أحسب أنها لحظة “مؤلمة” بالمعنى الذى ذكرت، كما لا أظن أن الموت راحة (بمعنى السكون أو السكوت).

شغلتنى هذه المسألة طول عمرى – طبعا – لكن تركز الانشغال بها فى العشر سنوات الأخيرة ليس لأننى أقترب منه بما يعلنِهُ عمرى، أو ربما لأننى أقترب منه، من يدرى؟

 الوعى بالموت يا أسامة هو الذى يعطى للحياة معنى. النظر فى إشكالة الموت ارتبط عندى بدعوة لفحص العلاقة بين الوعى الخاص والوعى الكونى نحو الله… وهذا أمر يطول شرحه قد أرجع له وأنا أكتب “مقتطف وموقف” من كتاب مترجم (حوالى 400 صفحة) اسمه “الموت والوجود”، طبعاً لم أحلّ المشكلة، هذا غير وراد، وربما هو غير جائز، ثم إنها من المشاكل التى تكمن روعتها فى أنها غير قابلة للحل أصلاً، خصوصاً الحل الوعظى المتعجل، لكن المحاولة مستمرة وهذا هو ما سيحاسبنا الله عليه: علينا أن نستعد لأسئلته عن: متى توقفنا ؟ ولماذا؟ وهل توقفنا قبل أن يقرر سبحانه لحظة النهاية، فَمِتنَا قبل أن نموت؟ أم أننا نسعى منتظرين أوامره تعالى؟ فلنستعد للإجابة معا، وكلّ علىِ حدة.

رمضان كريم

****

التاريخ 17-9-2007

د.أسامة:

(تعليقا على افتقادى التعليق والمشاركة فى مقال “الدعوة عامة” حين تساءلت .. “إيه الحكاية”؟ حكاية عدم ورود تعليقات كافية.

د. أسامة:

“… ربما هو الصمت فى بداية الجروب (المجموعة) ربما زى نسبة الحضور للإدلاء بالأصوات فى صناديق الانتخابات صبراً مولانا.

د. يحيى:

عندك حق يا شيخ، يبدو أننى أتعجّل، ثم أننى حين بدأت الرد أمس واليوم فوجئت بكل تلك التعقيبات التى استغرقت كل هذه المساحة، ولكن دعنا نقدم للناس (الذين لا يعرفون العلاج الجمعى (الجروب) معلومة هى: أن الجلسة التى تبلغ 90 دقيقة تبدأ أحيانا بصمت “مفعم” (كما يقول صلاح عبد الصبور) قد يطول إلى عشرين دقيقة، وقد تتم فيه حوارات أروع من الكلام، أما التشبيه بالعزوف عن الانتخابات فهذا صمت موضوعى … آخر، له دلالته أيضا، لا محل لمناقشتها هنا.

أما دعوتك للصبر يا أسامة فطبعا هذا أمر لا مفر منه، وهل تعرف عنى غير ذلك؟ على ألا يكون صبر الانتظار، وإنما صبر “الشحن“..

د. أسامة: 

أقترح إضافة باب أسبوعى عن الواقع اليومى فى مصر، إن جاز لمثلى أن يطلب ذلك، لا يكون نقدا أو كلاما إنما تحت بند “ماذا بعد” .. مصر “ماذا بعد”؟

وإن كنت على يقين أن الحكاية كلها ليست مصر فقط، إذْ ماذا بعدً ضِمْن الإنسانية كلها، ماذا بعد؟

 د. يحيى:

أرجو أن تقرأ ردى على الابن مصطفى حسين لاحقا بشأن اقتراحه عن “الواقع اليومى”. أنا أتصور أن ذلك واجب فعلا، لكن هناك من يقوم به بشكل آخر، وبقية اقتراحك “ماذا بعد الناس كلها” هو ما نحاوله فعلا هنا والآن، أليس كذلك؟

د. أسامة:  تعقيبا على رسالة عمرها 21 (يوم 18-9)

عذرا والدى، الرسالة عمرهها 31 سنة وليس 21 ولكنها رسالة لكل العصور، وأقصد العصور الشبيهة بعصرنا، التى تواجه تحدٍّ َ يحتاج من قرن إلى قرنين لإحداث ما ينبغى كما ينبغى

لكن هل يكفى جهد الأفراد المتوازى ربما فى البدايا فقط والتى قد تستغرق ما يزيد عن النصف؟

 د. يحيى:

شكرا لتصحيح التاريخ، وهذا ربما يعطى قيمة أكبر للرسالة ..، عندى تحفظ على تعبير “الموازى” .. فهل تسمح بإضافة، “المتكثف/الضام” معاً مهما كان متوازيا فى رؤيتنا اللحظية الآن.

د. أسامة: 

سُنسْأل أمام الله سبحانه وتعالى

هل أنكرنا الظلم ايا كان لونه او جنسه أو دينه؟

هل رغبنا العدل؟

هل دعونا لإقامة العدل؟

هل سعينا لإقامة العدل؟

التغيير مسئولية جماعية فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم سلبا أو أيجابا؟

 د. يحيى:

ردّ طيب، ولنتذكر أن العْدل وليس “العادل” هو اسم الله

****

مصطفى حسن (43  سنة)

مصطفى:  (9-7-2007) تعليق على مقالة “الورطة (أكمل ..أم أتوقف)

“… ثم أنتهز هذه الفرصة لأهنئك أولا بهذا المنحنى الجديد …. إلخ”

“.. وأعرج إلى الاحساس بالوحدة – ما تبدد منها وانكسر، وما زاد منها ولم ينكسر – لأقول لك إننى لا أستغرب وحدتك كما أننى آلفها فى نفسى وفيمن حولى فى زماننا الحالى، بل إن العزلة – فى رأيى – قد تكون شعار كل من لديه بعضا من إبداع ما”

د. يحيى:

يصلنى يا مصطفى (لأنى أعرفك ابنا متدربا يقظا ماهرا) حماسك بشكل يقلقنى أحيانا، أفرح به وأتحفظ عليه، ولا أوافقك على أن العزلة قد تكون شعار من لديه بعضا من الإبداع.

فمن ناحية: العزلة غير الوحدة، ومن ناحية أخرى لا العزلة ولا الوحدة ينبغى أن تكون شعارا، ومن ناحية ثالثة: فأنا انتمى – كما تعرف – لفرضٍ يقول إن كل إنسان هو مبدع دون استثناء، وقد صدر لى مؤخرا كتاب “جدلية الوجود وحركية الإبداع” تجده فى الموقع فيه شرح مسهب لهذه القضية فى فصل جدلية الجنون والإبداع.

الوحدة (التى ليست مرادفة للعزلة) يا مصطفى، هى طور من أطوار وجودنا فى نبض حيوى متصل، نحن ننسحب لننطلق، أما وحدتى التى أشرت إليها فى المقال فأرجو أن تقرأ ردى عليها فى حوارى مع أسماء أمس، وأذكرك بقول “وينكت” الرائع ان من أروع مراحل النضج أن تكون “وحيداً – مع” to be alone with، “..” ورطتى الحالية يا مصطفى هى ما زنقت نفسى هنا هكذا.

مصطفى:

“.. لا أحسب نفسى متفلسفا حين أقول “أنا فى ورطة إذن أنا موجود”

د. يحيى:

أوافقك من حيث المبدأ، وإن كانت الورطة غير اللخمة غير الحيرة غير “تحمل الغموض”، ولهذا حديث آخر، فلا نفرح كثيرا بالورطة فى ذاتها، إلا أن نحاول أن نخترقها إلى ورطات أكثر دفعاً.

مصطفى:  (10-9-2007)

“.. وعلى كل من يعتقد أنه صاحب رسالة ما فى الحياة – أو هكذا قدَرَه الفعلى – أن يستمر فى إرسال رسالته مع تحديث طريقة الإرسال على الموجة المناسبة لضمان وصولها للأشخاص المعنيين”.

د. يحيى:

لا أخفى عليك يا مصطفى أننى لا أعتقد اننى صاحب رسالة ولا يحزنون، وإن كنت لا أستطيع أن أنكر ذلك، فمن خبرتى مع مرضاى ونفسى انتهيت إلى تصديق كويلهو فى ساحر الصحراء، وجوزيف كامبل فى سلطان الأسطورة، أن كل واحد له أسطورته الخاصة ويمكنك أن ترجع إلى يومية “حركية الأسطورة الذاتية” (16-9-2007) ففيه هذا المعنى أكثر تفصيلا، وأعتقد أن الأسطورة الذاتية تحمل من بين معالمها “الرسالة الذاتية” التى تكمن بداخلنا منذ الولادة وتلح علينا لتوصليها لأصحابها بمسئوليه حملها أمانة، فانظر معى مدى شطارتنا البشعة فى إجهاضها بشكل أو بآخر.

مصطفى: (9-9-2007)

تعليق على مقالة “الشرق الأوسط/ زكى نجيب محمود”

“… لا شك فى أن الدكتور زكى نجيب محمود من أبرز المفكرين فى العصر الحديث”،

“.. إن الحديث عن زكى نجيب محمود كفيلسوف لم يأخذ حقه الإعلامى فى مصر والعالم العربى”

د. يحيى:

واحدة واحدة يا مصطفى، “من أبرز المفكرين فى العصر الحديث!! “لو قلت المفكرين العرب أو المصريين لكان قولك أكثر قبولا لى برغم تحفظى حتى على ذلك، ولعلمك أنا لا أنكر فضله طبعا”

مصطفى: 

“.. أن تركيز المفكرين على مفاهيم من نوعية “الشرق – أوسطية” واحد من عمليات الموالفة لاستيعاب التزواج بين الحضارات المختلفة”.

د. يحيى:

لا يا شيخ!! .. الفرق بين التوليف (الموالفة) والتلفيق يصل أحيانا للفرق بين العمليات التى أسميها “قص ولزق” وبين الجدل الخلاّق، والتفرقة ضرورية وتبدو أحيانا صعبة، وقد بينت هذا فى نقدى لكتاب الشرق الفنان حتى بالغت، ويمكنك أن تعيد قراءته فى أرشيف هذه اليوميات يا أخى وفيه أغلب مخاوفى.

مصطفى: 

“.. ما أود أن ألتقى به فى باب “يوميا: الإنسان والتطور” قد يكون أبسط من ذلك بكثير، وذلك فيما يتعلق بتناولكم للهموم اليومية للإنسان المصرى بشكل خاص، فى ضوء ما يعيشه من مجريات أحداث يومية ضاغطة، الله عز وجل هو الأعلم بمداها”.

د. يحيى:

أنا لم الزم نفسى هنا بالهموم اليومية بوجه خاص، حيث أنى أشعر أنها مهمة يقوم بها غيرى أفضل، ومع ذلك فأنا لا أضعها جانبا أبدا، لكننى ألاحظ أن تكرار اجترارها تناولها بالكلام مع استمرار تفاقمها وزيادتها هو بعيد عن الموضوعية (ربما)، كما أننى لا أتعمد التطرق إلى القضايا “المجعلصة”، راجع مجلة الإنسان والتطور إن شئت وكل أعدادها فى الموقع  وخاصة افتتاحية العدد الأول يناير 1980، وأيضا المقال الأول فى نفس العدد لتعرف طبيعة ما نهتم به، دون البعد عن الهموم اليومية.

مصطفى: 

“.. أرجو أن يتسع صدرك للرأى الآخر كما عودتنا”

د. يحيى:

حاضر يا مصطفى، كما “أرجو أن يتسع أنت ايضا صدرك للرأى الآخر”.

****

ردود سريعة موجزة

إيمان حسن الصباغ  

 إيمان الصباغ: (18-7-2007)

أولا أود أن اشكر كل من ساهم فى إعداد هذا الموقع، إذا سمحت لى يا دكتور يحيى أن اعتبر حضرتك بمثابة الاب الذى نستشيره فى بعض الأمور فأنا فتاة …..” إلخ

د. يحيى:

عزيزتى إيمان:

“آسف يا ابنتى، واسمحى لى أن أبين للجميع عن طريق أسفى هذا، أن الردود الطبية الخاصة، والشخصية ليست ضمن أولويات هذه الزاوية  للأسف. نحن نتحاور هنا فى هذه القضايا العامة وقد سمّع فى حياتنا الخاصة، وفقك الله إلى خير السبل للإجابة على أسئلتك .. بالسلامة”

****

د. مى الرخاوى  

 د. مى: (16-7-2007)

(تعليق على يومية : لعبة الخوف)

أبى: “اقتبس لعبتك عن الخوف لأمارسها مع أطفالى بالمركز فهم يشاركوننى ألعاباً كثيرة من التى تعلمتها منك، لكنى أعتقد أن ما وصلنى من المقالتين يجب أن أستخدمه لأبنائى وبناتى بنفس الألفاظ. شكراً”.

د. يحيى:

“أنا الذى أشكرك يا مَىْ .. ربنا يخليك وينفع بك، بناتك وأبنائك وهم فى تكاثر مضطرد، أنت ابنتى من ظهرى، وفرحتى بما تفعلين، وإفادتك هكذا مما أقدمه للناس كافة، تطمئننى أنك ابنتى بمعنى أشمل. الحمد لله.

****

د. زكى سالم 

كم أسعدنى أن تخصص يوم الخميس لنجيب محفوظ ربنا يوفقك

د. يحيى:

عزيزى د. زكى (“زكىَ” هكذا أفضل)

شكرا لاستمرار تشجيعك.

لعلك لاحظت أنك مدعو مثل كل من كتبوا فى مجلة الإنسان والتطور – ومن ترى من أصدقاء جدد، للنشر فى ركن “المحررون والضيوف – الإنسان والتطور”، وهو الموجود فى الموقع على جانب من هذه اليومية، ويعتبر الشكل الالكترونى  للمجلة ولعلك تعلم كم أنى آمل أن يكون امتدادا للمجلة التى أحببْتَها وأسهمتَ فيها.

كما أرجو أن يكون قد وصلك… خاصة بعد قراءتك موضوع اليوم الخميس 20 سبتمبر، كبداية لــ “دورية نقد محفوظ الأسبوعية”، وصلك أنك بالذات مدعو للاسهام فى هذه الدورية، ربما بما يلى:    

أولا: نقد ما أجتهد فيه أنا شخصيا إذا سمح وقتك ووجدت ما يستأهل.

ثانيا:  نقد ما نشر عن شيخنا سابقا أو لاحقا (نقدا أو قذْفا ولا مؤاخذه، مثل ما ألمحت إليه فى كلمتك فى الدستور أمس).

 ثالثا: ما ترى وتقترح غير ذلك.

هذا بالإضافة إلى أنى آمل أن تجد أنت والمريدون فرصة لتسجيل ما رصدتْ ذاكرتنا أو أوراقنا من جوانب صحبتنا له، مما يمكن أن يتجمع  بهدوء، لعله ينير بعض جوانب هذا العالم الزاخر: “نجيب محفوظ” بعد رحيله، (بداهةً: ليس كل ما يصلنا هو قابل للنشر، أمانةً ومسئولية).

أما السادة النقاد “الذين هم” فقد لا يصلهم أصلا ما نحاول، لعله خيرا.

كما ارجو يا زكى يا أخى أن تمر على ما تمّ أمس واليوم من حوارات، ففيها كثير مما يحتاج لإسهامك غير ما خصصناه لنقد شيخنا بعد أن أعيتنا الحيلة مع الحكومة لإصدار هذه الدورية يا شيخ.

شكرا وربنا يخليك ولا يحرمنا منك.

***

د. سناء:

(تعليق بالانجليزية) على قصيدة ” بدال ما يثور يفنّ”

د. يحيى:

التعليق بالانجليزية، وانا أعرف كثيرا من الشباب لا يكتب على حاسوبه إلا بالانجليزية، وأنا لا أرفض ذلك لكننى أتحفظ عليه، وقد كدت أنشر نصه بالانجليزية لأنه أثلجنى، لكن التعليق فيه كثير من الثناء الطيب الذى منه مثلا: (شكرا لأنك متفتح على أفكارك ووجدانك وأحيانا ضعفك) – طمائتنى يا سناء رؤيتك هذه لما أفعله، وما أحاوله، كما طمأنتنى أن ما يصل إلى الناس، هو أكبر مما أتصور، الناس ياسناء وليس فقط تلاميذى وأبنائى وبناتى فى المهنة.

****

رامى عادل: (………)

د. يحيى:

خطاباته يا رامى كلها

“…. حماس، وإخلاص ، وتقدير وطيبة وعواطف جياشة،  إلى أن قلت:

فماذا نفعل لنجعل للتواصل عمق؟ ماذا نفعل إذا لم نجد الآخر؟

اعذرنى يا رامى يا إبنى، فقد غمرتَنى بتعليقاتك الساخنة الآملة المتدفقة، وأنا إذْ أشكرك، أرجو أن تسامحنى وانت تقرأ نوع الحوار الذى يمكن أن تعم فائدته على الآخرين ثم إنى اقتطفت جملتك السابقة لأن عندى عليها تعليق كالآتى:

المسألة ليست تعليمات نفعلها أو لا نفعلها حتى نجعل للتواصل عمقا ومعنى، المسألة أننا نساهم فى تطوير نوعية الحياة التى نحياها معاً، وأن نعمق التواصل فيما بيننا عن طريق يجمعنا معاً: من الناس إلى الكون إلى الله ، وليس عن طريق ما يلهينا فى بعضنا ينتظر كل منا ما ليس عند الآخر بإلحاح أعمى .. ولنا عودة، وهذه هى يومية الغد إن شاء الله التواصل بين البشر!

****

محمد أحمد الرخاوى: (7-9-2007)

تعليق على مقالة : “يا خبر لعله خير”

د. محمد:

الوعى الذى أقصده هو فتح المنافذ بين كل ما هو داخل وكل ما هو خارج ثم تحمل المعرفة والألم، ثم احترام الضعف دون الاستسلام له إلا مرحليا، ثم الوثوق بصحبة مبدع الوجود فى الاتجاه منه وإليه كل من تثقل عليه الأمانة فيأبى إلا أن يحملها فهو واع.

أرى أن أزمة الانسان الحالية هى فى رفضه لحمل الأمانة فهى شرف وجوده، غرور وغباء العلم والمال فيما يسمى العالم الأول لا يضاهيه إلا غرور وغباء التجمد الميت لظاهر الأديان فى العالم الثانى إلى العاشر.

إذن ماذا؟

 ليس عندى أمل فى بقاء “عكس الانقراض” إلا اذا تحرك الوعى الجمعى لبنى آدم يصحبه العمل الجمعى (وليس الجماعى) إلى حتم التوجه إلى حمل الأمانة.

قال سيدنا نوح، “رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارا” والكفر هنا هو فى رفض حمل الأمانة مع سيدنا نوح وإلا فالمسيرة الحالية هى إلى: “إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ”.

د. يحيى:

بصراحة يا محمد كنت أود أن أنشر الرد الخاص الذى أرسلته لك، والذى ذكرت فيه أن علىّ أن أرد لك حقك علانية حتى لا يصدق علىّ المثل القائل ” تشتمنى فى شارع وتصالحنى فى عطفة”، ومع ذلك لن أفعل حتى لا تبدو المسألة “عائلية” أكثر من اللازم؟ أما عن تساؤلك هذا، فأحسب أن ظهور هذه المساحة اليومية وغيرها مما هو أهم منها آلاف المرات هو بعض الإجابة على سؤالك، إن لم نقتصر على تبادل الألفاظ، كلامك صعب لكنه وصلنى، فهل تشرح أكثر؟

محمد أحمد الرخاوى:

… أعنى التفاعل الآنى الجدلى بين ما ينمو إلى السطح – بعد الكشف – من تأكيد المعنى بقداسة طلاقة الحق، لم أقصد “كل” بمعنى اختزال الكدح الحتمى للوصول إلى تجليات كل طبقات وتنويعات الوعى فى رحلة جدلية تكاملية تبدأ من الله مبدع الوجود ولا تنتهى عنده، فهو لم يبدع الوجود إلا لنبدعه معه إليه إذا صَدَقْنا.

د. يحيى:

ياليتنى ما سألتك، تصورتُ أنك سوف تسهلها، لكنه كلام جاد أيضا، وهو كلام مهم، لكننى متحفظ على إمكانية توصيله وتوظيفه، وأصر على محكات لقياسه على أرض الواقع بشكل أو بآخر، أنا أقبله بحذر شديد، وأفرح بنهاية الفقرة فرحا هائلا  حين تقول “.. فهو “سبحانه” لم يبدع الوجود إلا لنبدعه معه إليه إذا صدقنا”

ياليت

هيا بنا

“عالبركة”!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *