الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة التحرير / حرية صينى (مضروبة)، وديمقراطية أمريكانى (مسرطنة)

حرية صينى (مضروبة)، وديمقراطية أمريكانى (مسرطنة)

جريدة التحرير

 16-7-2011

تعتعة التحرير

حرية صينى (مضروبة)، وديمقراطية أمريكانى (مسرطنة)

-1-

قالت البنت لأخيها: ما هذا؟

قال أخوها: هذا ماذا؟

قالت: هذا الكلام الكثير

قال: ماله؟

قالت: هل تفهم ما يقولون؟

قال: هم يقولون ما لا يحتاج إلى فهم

قالت: تعنى ماذا؟

قال: أعنى أن المهم عندهم أن يقولوه، لا أن نفهمه

قالت: إذن لماذا يقولونه؟

قال: لكى نفهمه

فالت: لقد جننت ؟ هل نحن سنفهم ما لا يعنيهم أن نفهمه؟

قال: طبعا ، نحن أذكى، لأننا نشترى أدمغتنا ولا نحاول أن نفهمه أصلا

قالت: فلماذا نلتفت إليه ابتداء؟

قال: يجوز  نفهمه

قالت: لنصنع به ماذا؟

قال: إيش عرفنى؟

-2-

قالت البنت لصاحبتها: هذه هى البداية

قالت صاحبتها: بداية ماذا؟

قالت البنت: بداية الحرية

قالت صاحبتها: حرية تعنى ماذا ؟

قال البنت:  إسألى أبانا

قالت صاحبتها: أبانا الذى فى السماوات؟

قالت البنت: أبانا الذى فى حجرة التليفزيون

قالت صاحبتها: ومن أين له أن يعرف؟

قالت البنت: من التليفزيون

-3-

قالت البنت لأبيها: ماذا تشاهد؟

قال أبوها: ما ترين

قالت البنت: لا أعرف ما هذا ، إعلان أم توك شو؟

قال أبوها: ماذا تقصدين؟

قالت: أنا أسأل حضرتك

قال: أنا لا أعرف الفرق بينهما، هو فى الأغلب إعلان

قالت البنت: فلماذ تجلس منتبها كل هذا الانتباه؟

قال أبوها: لأعرف الفرق

قالت: البنت: اسم الله على حضرتك!

قال أبوها: ماذا تقولين يا بنت؟!!

قالت البنت: أدعو لك بطول العمر

قال أبوها: شكرا يا حبيبتى

قالت: كما أدعو أيضا للرئيس

قال أبوها: أى رئيس؟ هل انتخبوه؟

قالت البنت: نعم

قال أبوها: من الذى فاز

قالت: جمال مبارك

قال أبوها: أخيرا، ويقولون توريث؟ ها هو قد فاز دون أن يكون أبوه رئيسا

قالت البنت: كان رئيسا سابقا

قال أبوها: وهل يعتبر هذا توريثا أيضا؟

قالت البنت: لقد أفتوا بذلك

قال أبوها: ومن الذى أفتى؟

قالت البنت: أمريكا

قال: على أى أساس؟

قالت: قدوة ببشار الأسد وأبيه

قال: لكن الأسد الكبير كان قد مات

قالت البنت: فأصبح رئيسا سابقا، وتم التوريث

قال أبوها: ولكن ما لأمريكا بنا؟ ما لها هى؟

قالت البنت: بعد اتفاقها مع الإخوان، وافقت الوثيقة على إعطائها حق الفتوى

قال أبوها: أية وثيقة؟

قالت البنت: إيش عرفنى، هم يقولون أن الوثيقة تعطيها حق الفتوى

قال أبوها: حق الفتوى أم حق “الفيتو”؟

قالت البنت: وهل هناك فرق؟!

-4-

قالت البنت لأخيها: نريد أن نبنى هذا البلد معا

قال: عندك حق، أنا أشعر مثلك بالضبط لكننى لا أعرف ماذا افعل

قالت: نعمل مثل الصين

قال: وماذا تعمل الصين؟

قالت: تصنعِّ وتزرع، وتبنى، وتصدِّر

قال: آه صحيح، لكن ليس عندهم حرية

قالت: سمعت أن عندها حرية ضربت بها الفساد أولا، ثم راحت تنتج وتصنع وتزرع وتصدر وتتحدى

قال أخوها: حرية صينى؟!!

قالت البنت: غالبا

قال أخوها: فلماذا هذه الاشاعات أن البضاعة الصينية مضروبة؟

قالت: من الحقد

قال أخوها: دعينا نفحص البضاعة المعروضة

قالت: فرّجنى

قال: خذى عندك!: حرية “الاستقلال الاقتصادى”، وحرية “الإبداع”، وحرية “العلاقة بربنا”، وحرية “الكلام”، وحرية “المظاهرات”.

قالت: وما هو الصنف المعروض فى ميدان التحرير؟

قال: كل هذه الأصناف

قالت: وماذا سنختار منها؟

قال: نحن نحتاجها جميعا، والمفروض أن نحسن ترتيبها والتنقل فيما بينها

قالت البنت: تعنى الدستور أولا أم الانتخابات أولا؟

قال: الله يخيبك، ليكن الجن الأزرق أولا، وسوف نلحق بما نستحق من واقع ما ننتج، ونصنع، نزرع، ونعبد، ونبدع

قالت البنت: إعمل معروفا: قل ماذا نفعل الآن؟

قال أخوها: نفعل كل ذلك معا

قالت البنت: كيف؟

قال: أخوها: إيش عرفنى ؟

-5-

قالت البنت لصاحبتها: وهل أنت تعرفين؟

قالت صاحبتها: أعرف ماذا؟

قالت: أية حرية تلزمنا أولا؟

قالت صاحبتها: وهل توجد أنواع للحرية

قالت: طبعا، أخى قال لى إنه توجد حريات كثيرة، أرخصها الحرية الصينى

قالت صاحبتها، لا يا اختى، أنا لا أثق فى البضاعة الصينى

قالت: يبدو أنها أفضل من الديمقراطية الأمريكية المسرطنة

قالت صاحبتها: المـ ماذا؟

قالت البنت: المسرطنة!!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *