الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة التحرير / أسئلة مُـتعتعة قديمة، وأسئلة ساخنة جديدة

أسئلة مُـتعتعة قديمة، وأسئلة ساخنة جديدة

 جريدة التحرير

17-9-2011

تعتعة التحرير

أسئلة مُـتعتعة قديمة، وأسئلة ساخنة جديدة

…. حين رحت أبحث فى أوراقى، أحاول ان أجيب عن السؤال المتكرر “كيف تكوّن وعى هؤلاء الشباب” وجدت هذه التعتعة وقد نشرت فى الدستور الحقيقى بتاريخ 8 – 3- 2006  وقد  احتوت مجموعات أسئلة بلا إجابات، وقد اشترطتُ على  القارئ آنذاك ألا يطالبنى بالإجابة على أى منها، حتى نتعلم معا التدريب على ممارسة  “ثقافة السؤال والتساؤل” نداوى بها مضاعفات “ثقافة الاستسلام للإجابات الجاهزة البلهاء”.

 بعد مرور خمس سنوات، ومع غمر الأسئلة عن التغيير وماذا حدث للمصريين، وماذا حدث…الخ؟ لم أجدنى فى حال أفضل تسمح لى بالإجابة على الأسئلة القديمة ناهيك عما وصلنى وقفز إلىّ من أسئلة جديدة يمكن أن تجدد الأسئلة القديمة، وربما تحفزنى والقارئ إلى ما تيسر من حركة هادية نافعة، سواء أجبنا عليها أم لا.

ومادام السؤال ما زال قائما وقد تدعم بغيره، فسوف أنشر مجموعات الأسئلة القديمة مضافا إليها بعد كل مجموعة بضعة أسئلة جديدة ، دون المساس بالقديم ، اللهم إلا وضع نقط مكان أقل القليل الذى حذف، ووضع قوسين حول ما أضيف لتوضيح السياق أو التوقيت .

مجموعة الأسئلة الأولى(2005):

من الذى يمثل الشعب المصرى الآن؟ (سنة 2005): مشاهدوا مباريات كأس الأمم الأفريقية، أم أهالى ضحايا العبارة؟ أم مربو الدواجن المضارين بكلٍّ من حقائق شفافية الحكومة جدا، ورعب المسئولين، ثم هلع الناس؟ وما علاقة المنظرة بالشفافية …؟ أمْ أنه (الشعب) هو منتفعوا الحزب الوطنى؟ دون سواهم؟ أم أنهم حزب المحجبات الملتزمات والسائبات معا؟ أم أنهم الشباب مرتدى كاسكيتات محمد عطية (ستار أكاديمى)؟ أم هم سكان ورواد القرى السياحية على الساحل الشمالى والعين السخنة؟ أم هم فلاحو قرية أم جمّص مركز ملوى او كفرعليم مركز بركة السبع؟

الجواب الجاهز يقول إن الشعب هو كل هؤلاء!! فيقفز السؤال التالى يتحدى: ليكن. فماذا عن حكومتنا السنية ؟ تمثل مَنْ مِن كل هؤلاء؟ 

التحديث (2011 الاسئلة الساخنة الجديدة)

… أم هم (الشعب) رواد التحرير؟ أم معتصموا ماسبيرو، أم أبناء مبارك، أم السلفيون، أم الجماعات الصوفية العزمية، أم الجماعات الصوفية الرسمية غيرالعزمية ؟ أم الجماعة الصوفية فى مولد السيدة زينب؟ أم الجماعة الإسلامية ؟ أم حركة 6 مايو؟ أم شباب الفيس بوك؟ أم كتبة الصحف وضيوف التوك شو؟ أم المسجلون فى قوائم الأحزاب؟ أم الذين سوف يحتلون مقاعد مجلس الشعب والشورى بقانون الانتخابات الجديد؟ أم الفلاح الذى ينحنى على فأسه 12 ساعة يوميا وهو لا يعرف شيئا عن الذى يحتل المقعد المخصص باسمه فى مجلس الشعب؟

المجموعة الثانية؟ (2005)

…. ومن هم ناخبوا الإخوان المسلمون؟ ثم من هم الإخوان المسلمون حالا؟ وما علاقتهم بجمود الأصوليين ولو فى الأزهر؟ وماذا تريد أمريكا بالضبط قبل وبعد البترول؟  وما هو حجم وضحايا الهولوكوست الجديد (فى العراق وأفغانستان)؟ ومن المستفيد مما يجرى فى العراق وليبيا ونيجيريا؟ ……… وماذا فعلت وزارة التربية والتعليم بالمدرسين الذين حصل تلاميذهم على شهادة الإعدادية دون أن يفكَّوا الخط؟ وما هو المقابل للجنة والنار فى الديانة البوذية؟ وهل ستُقبل توبة معالى الوزير السابق “أشرف مطاوع عبد الستار”!! إذا تبرع بأمواله التى جمعها أثناء الوزارة للأعمال الخيرية؟

التحديث (2011 الاسئلة الساخنةالجديدة)

… وهل “الإسلام هو الحل” فقط  لما آل إليه حال المسلمين دون سائر البشر؟ وإلى أى مدى ينبغى أن يشعر المسلم أنه مسئول عن ما انتهت إليه  البشرية من تشوه وتدهور بسبب القوى العولمية المالية الكانيبالية القاتلة المهددة بالانقراض؟ وكيف سيمنع الإسلام – باعتباره  الحل –  تمادى هذه القيم التى يروج لها هذا النظام العالمى الجديد (علما بأن الإسلام -بعكس الوصاة عليه-  قادر على ذلك مثل أى دين لم يتشوه)، ومتى يقوم الإسلام الحقيقى بحماية الأضعف والأكثر غفلة من مسلمين وغير مسلمين من الاحتقار والاستعمال والتهميش والتشييء؟ وكيف يعود الإيمان دون وصاية سلطة سياسة حلا جذريا فى مواجهة تلك القوى الانقراضية؟ ولماذا كان الغطاء الجوى على  ليبيا بالذات وليست سوريا ولا غزة وإسرائيل؟ وماذا سوف تقول  لرب العالمين حين يسألك عن دورك الذى قمت به بعد أن اهتديت إليه، قمت به من خلال دينك لخير كل الناس، وخاصة من لم يهتد ويدخل فى دينك؟ وما عقاب المدرسين الذين يملون الإجابات لطلبتهم العاديين فى الامتحانات لتتحسن شكل نتائج مدارسهم أمام الإدارة التعليمية فالوزارة، وما حساب أهل هؤلاء التلاميذ أمام الله، على فرحتهم بذلك؟ وإلى أى مدى يخرب مثل هذا التصرف التعليم والأخلاق والدين ، ثم الإنتاج والإبداع على المدى الطويل؟

المجموعة الثالثة (2005):

كم واحد فى مركز كفر الزيات يقرأ الأهرام الاقتصادى؟ وما علاقة ما يدور فى أتيليه القاهرة بأسعار الأسماك السليمة والمسمومة؟….. وأين يقع قصر دبليو بوش فى الجنة؟ وهل شارون يتذكر من قتل من أبرياء الأبرياء فى فترات إفاقته من غيبوبته؟ وهل سيدخل برتراند رسل، أو جارثيا ماركيز، أو تولستوى النار؟ ثم ماذا عن طاغور و برنارد شو؟ … وكيف سيتحسن اقتصاد مصر بعد أن يتزوج الشاب جمال مبارك جميلة الجميلات؟ وإلى أى مدى يتسطح خيال الأطفال بواسطة برامج الأطفال (المحلية)؟

التحديث (2011 الاسئلة الساخنةالجديدة)

.. وهل سيرشح جمال مبارك لو حكم له بالبراءة نفسه ولو فى مجلس الشعب؟ أم سيهاجر فورا ويكتب مذكراته ولا يجد من يشتريها أو يقرأها، وماذا سيفعل علاء مبارك بعد عودته من العمرة بعد قضاء مدة العقوبة؟ وهل ستتحجب السيدة سوزان مبارك؟ وهل سيغفر الله لزوجها؟

أسئلة خاتمة (2005)

لمن أكتب هذه الأسئلة؟ وبأى حق يريد منى القارئ أن أجيب عليها دونه؟

 ………….، ومتى أتوقف عن عدم التوقف؟

التحديث (2011 الاسئلة الساخنةالجديدة)

… وهل هذه المحاولة الآن، هى مضيعة للوقت لا أكثر؟ وماذ يتبقى  فى الوعى فاعلا من كل هذه الأسئلة؟ وهل هذا وقت السخرية وإضاعة الوقت؟ وهل هذه سخرية فقط؟  ألا يمكن أن تكون أكثر فائدة  من توصيف الأطباء النفسيين للصوص والقتلة توصيفا مرضيا؟ ثم ألا يمكن أن يساعد ذلك على ضبط إيقاع مواصلة المحاولة لتكتمل الثورة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *