الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة التحرير / هل يعرف الإخوان حقيقة الإسلام ووعوده: طريقا إلى الله؟

هل يعرف الإخوان حقيقة الإسلام ووعوده: طريقا إلى الله؟

جريدة التحرير

28-7-2012

تعتعة التحرير

هل يعرف الإخوان حقيقة الإسلام ووعوده: طريقا إلى الله؟

رمضان كريم:

لا أظن!! ولا أنا طبعا أعرف، لكننى مسلم أحاول، وأحب دينى جدا، مثل كل من يحب دينه جدا، وعلمنى حبى هذا أنه أول الطريق إلى الله، فإن لم يوصلنى إلى ربى داخلى إليهم، إليه، فادخلى فى عبادى، فهو ليس الإسلام الذى أحبه وأفخر به، والطريق إلى الله هو طريق ذهاب إليه وعودة  منه، الطريق إلى الله ليس تصوفا ولا تقشفا ولا ترديدا لما نسمع عن معنى هذا النص أو ذاك من المعاجم، ولا هو ما يقوله هذا المقال الحالى، ماذا تنفع الكلمات؟

الطريق إلى الله هو نوعية حياة مختلفة تماما عن تلك التى نسمع عنها هذه الأيام، البضاعة المعروضة حاليا عبر العالم بضاعة مضروبة مهما برقت وتطاولت فى البنيان، بضاعة لها تاريخ انتهاء صلاحية قصيرة العمر، سواء كانت تلك التى همشت الدين فالإيمان خوفا من رجال الدين فاصطنعت معركة مع أصل الوجود وشرفه، أو تلك التى اختزلت الدين إلى ما تعرف من شعارات ونصوص جامدة، وهى منظومة لا تقبل أن نعيد النظر فى حقيقة الفطرة وتجلياتها ووعودها وإبداعها “ربى كما خلقتنى” لنعرف طريقنا إليه أوضح وأجمل، فراحت تطبق  أيديولوجية دينية سابقة التجهيز، ترص لبناتها القديمة الصلبة الواحدة فوق الأخرى كأنها إذ تتعالى فى مئذنة بلا مسجد، سوف تصل إلى الله، قد يرتفع البناء شامخا وتعلق عليه راية مزورة اسمها الإسلام، لكن سوف يجد الصاعد فيها صدره ضيقا حرجا كلما ازداد صعودا غبيا.

الطريق إلى الله يبدأ من “هنا والآن”، من واقع احترام “ربى كما خلقتنى”، ومن ثم رفض الشرك الأخفى على النفس من دبيب النملة، لنلتحم – معا- فى توجه ضام نحو محور من التوحيد الذى يجمعنا حول واحد أحد بلا شريك.

كل الشعارات المطروحة من أول “الإسلام هو الحل”، إلى “الديمقراطية هى الحل” هى شعارات لفظية تتجاوز أصل المسألة وروعة الوجود البشرى.

ظللت أكتب فى هذا كله لأكثر من ثلاثين عاما ولا أحد يعلق إلا بعض أفاضل الأفاضل مثل د. زقزوق وبعض أحاديثى مع شيخى نجيب محفوظ وأصدقائه الكرام، وشيخى هذا حاول أن يعلمنا أبسط لغة وأجملها من واقع الواقع طريقا إلى الله، حتى أنه راح يقرص آذاننا جميعا وهو ينبهنا أنه حتى لو كان الإخوان هم الحل من خلال محنة الديمقراطية التى هى أحسن الأسوأ، فهذا هو الواقع الذى سوف يوصلنا فى نهاية النهاية إلى أبدع ما فينا، إلى الله.

 حين أتيحت الفرصة أخيرا لما يسمى التيار الإسلامى أن يختبر نفسه فى موقع المسئولية العملية فنختبره، تصورت أن القضية سوف تتضح: ليحيا من يحيا عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، دعوت الله أن يهدى بعض رجاله ونسائه إلى بعض ما اهتديت إليه من روعة هذا الدين، وكل دين لم يتشوه، نحو الإيمان، بدءًا من توفير المستوى الأول للوجود البشرى العادى الكريم العامل العابد السائر إليه، حتى الارتقاء بهذا الوجود إلى ما خلق له طريقا إليه، بدءًا من الاقتصاد الوطنى المستقل، إلى الاحترام الآدمى بالعدل والعمل، إلى الإبداع البشرى النامى إلى وجه الله.

رحت أقلب فى أوراقى وجمعت كثيرا مما كتبت وتمنيت أن أرسل للسيد رئيس الجمهورية أو المرشد العام أو أى ممن يهمه الأمر طلبا متواضعا – ولو عن طريق ديوان المظالم- أطلب فيه أن يخصص أربع ساعات ليقرأ بعض ما كتب مواطن مسلم عادى وصلته بعض معالم إسلامه كدحا لوجه ربه، يمارس عبادته بأن يحمل مسئولية الوقت والكلمة والإصرار والمثابرة ليوصلها لأصحابها من كل منفذ وبكل لغة، لكننى تأكدت –تقريبا- أن أحدا منهم ليس عنده وقت. إذن فلا مفر من أن أقتطف بعض ما كتبت قديما ثم حديثا كعينة للتجربة، وحين يُطلب منى النص كاملا أو شرحا لاحقا فأنا تحت أمرهم بلا أدنى أمل فى أن يصل إليهم ما أريد بطريقة عملية لا تسمح باستهال الوصف بالتصوف أو الرومانسية أو المثالية فأنا استلهم فكرى من برامج البقاء الحيوى بفضل الله نحو رب العاملين.

نص قديم: الأهرام : 14-5-1999 بعنوان: العولمة ونوعية الحياة

“….أن الحياة تختلف كل الإختلاف إذا كان الله موجوداً عنها إن لم يكن موجوداً‏. هناك نوعان أساسيان من الوجود البشرى:

النوع الأول هو النوع الذى يقف مغرورا فخوراً لينتهى عند أعلى نقطة فوق هامة الإنسان وقد زانه عقله ولمعته أدواته‏(وهو ما يمثله اغلب ما يسمى الحضارة الغربية الشمالية التكنولوجية، الخ‏).‏

والنوع الثانى هو الذى تمثله الحضارات الايمانية التوحيدية التواصلية المنتجة المبدعة القادرة النابضة الممتدة إلى ما لا يحد من وجودها عقل مغرور، أو وصاية قوة متغرسطة‏.‏

وأتصور أن وجودنا نحن المصريين مثلاً الممتد من ألاف السنين مشدوداً بالخلود دائراً حول التوحيد، مازال يمثل أو يمكن أن يمثل هذا النوع الأول،

…..

نحن أحوج ما نكون إلى برامج، ومبرمجين يضعون ماهية الإنسان الممتد فى الإعتبار، فيصيغون لنا أدوات إختبار تصنف إنجازاتنا الفردية والجماعية لنعرف أول بأول إن كانت تسير فى الإتجاه الصحيح الذى يعمق إنسانية الإنسان ساعيا إلا ما خلق به وما خلق له كدحا لنلاقيه.

نص حديث: التحرير: 24-9-2011: “الإسلام هو الحل”

  • إن “الإيمان” هو الذى يعمِّق ويموضع صلة الوعى البشرى بالوعى المطلق سعيا إلى وجه الحق تعالى وهو يهدينا ليس فقط إلى حقوقنا، بل إلى واجباتنا نحو الحفاظ على الحياةوبالذات على نوعنا هذا المسمى “الجنس البشرى” الذى اكرمه ربنا بحمل أمانة بقائه عبر رحمته بما أرسله لنا من رسل لا يفرق بين أحد منهم
  • إن أى اجتهاد عملى جزئى صغير، إنما يؤكد الربط بين أصغر المهام الحياتية وبين أكبر عمل مما يسمى حمل الأمانة، وهو إسهام رائع فى قضية التطور من أول “إزاحة الأذى عن الطريق” إلى “اتقان الإبداع الطليق” إلى الإنتاج لحفظ كرامة البشر واستقلالهم مرورا بإتقان تعليم الصغير ألا يقبل عقله إلا ما خلقه الله له.

ولنا عودة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *