الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة التحرير / الحزب الوطنى- الإخوانى 2007، (تحديث 2012)

الحزب الوطنى- الإخوانى 2007، (تحديث 2012)

جريدة التحرير

1-9-2012

تعتعة التحرير

الحزب الوطنى- الإخوانى 2007، (تحديث 2012)

(1)

قالت البنت: حزب يعنى ماذا يا أبى؟” قال أبوها دون أن يلتفت إليها:”حزب يعنى حزب”، قالت “يعنى ماذا بجد”؟ قال “يعنى، قصدى يعنى، حزب يعنى الحكومة”. قالت البنت: حكومة تعنى ماذا؟ قال: حكومة الحزب، ثم أردف، ما هذا الذى تشغلين نفسك به؟ كنت أحسب أن هذه أمور لا تخطر على بالكم هكذا، إنتهِـى من الواجب أولا  وسوف أجيبك على أسئلتك فيما بعد، قالت أنت تضحك علىّ مثل كل مرة، تماما مثل الحكومة، قال لها: ها أنت تعرفين الحكومة أحسن منى، من أين لك أن الحكومة تضحك علينا، قالت: من حضرتك، ومن أمى، ومن خالتى أم عوض زوجة عم على البواب ومن عم منصور البقال، كلكم تقولون ليل نهار، أن الحكومة تضحك علينا، ثم سمعت من أخى أن كل ذلك بسبب الحزب، حزب يعنى ماذا يا أبى؟ هل يجوز أنه السبب فعلا؟  قال لها يجوز، فى هذا الزمن كل شىء جائز.

(2)

قال أخوها الأكبر لأمه: هل الحكومة يا أمى هى الإخوان ، قالت الأم: إيش عرفنى؟ إسأل أباك، قال الولد:  أختى تقول إن أبى قال لها إن كل شىء جائز، قالت الأم: ربما، ما دام الاثنان هاجوا معا  على حكاية الحجاب هكذا، قال الشاب: أنت محجبة يا أمى من أجل الحكومة أم من أجل الإخوان؟ قالت له: لا هذا ولا ذاك، أنا محجبة لأنى محجبة ، وخلاص، إيش أدخل الحكومة أو الإخوان فى حجابى، قال: لا أعلم، أنا محتار. قالت الأم: عليك بأبيك يحل حيرتك، هو يدعى معرفة كل شىء .

(3)

قالت الأم للأب: ما للعيال هذه الأيام يسألوننى أسئلة ليس لى دخل بها، قال الرجل: ولا أنا، قالت الأم: أنت السبب، ألم أطالبك بالكف عن شراء الصحف، نحن أولى بثمنها، قال لها: وهل فى الصحف شىء؟ قالت: فلماذا تشتريها وتمضى أغلب وقتك تبحلق فيها؟ قال لها: هل تريديننى أن أتفرغ لمشاهدة مريلة مطبخ ست الحسن والجمال؟ قالت له: بطل قلة أدب أحسن لك، وحاول أن تجيب أولادك عما يسألونك عنه، قال لها: وهل أنا أعرف الإجابة؟ قالت له: اسم النبى حارسك  يا فالح.

 (4)

قالت البنت لأخيها: لماذا هم لا يفهموننا هكذا؟ قال لها: لأن أمورنا لا تعنيهم، قالت البنت: ولماذا خلفوننا إذن، قال أخوها: كانت الدنيا برد فخلفونا، بالصدفة، قالت البنت: يعنى ماذا؟ قال لها: حين تكبرين سوف تفهمين، قالت له: هكذا يقول لى أبى باستمرار، ناسيا أنه كبير وما زال لا يفهم شيئا، قال الولد: عيب هكذا، قالت البنت: هل يمكن أن يتصنع أبى أنه لا يفهم حتى لا تغضب منه الحكومة ؟ قال الولد: ماذا تقولين؟  الحكومة لا يغضبها حتى ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين ولا أمريكا بالعراق، ثم إنها مشغولة عنهم وعنا بالإخوان، قالت البنت: وهل هناك فرق؟ قال أخوها: فرق بين ماذا وماذا؟ قالت: بين الحكومة والإخوان، الاثنان يريداننى أن ألبس الحجاب وخلاص، قال الشاب: وهل ستلبسينه؟  قالت البنت: لا أعرف، قال لها ومتى  تعرفين؟ قالت إسأل أمى.

(5)

قال الولد لأخته: هل تعرفين لماذا خلعت أمى الحجاب؟ قالت البنت: لقد سألتها، وقالت لى كالعادة، إسألى أبوك، قال الشاب: وهل سألتينه ، قالت نعم، قال الشاب، وماذا قال؟ قالت ضحك، وأعطانى كتابا ضبطه معها فى الموضوع، وقد وضعت فيه ورقة منزوعة من الأهرام بها حديث واحدة اسمها الجبالى عن نفس الشئ، قال الشاب: ياخبر، هل أمى تقرأ كتبا؟ قالت البنت: وهل قراءة الكتب حرام، قال الشاب: لقد كنت أحسبها نسيت القراءة والكتابة برغم الليسانس، أضافت  البنت: لكنها قرأت، وفعلتْها، قال الولد: برافوا عليها، لكن كيف ستخرج إلى الشارع عارية هكذا؟ صاحت البنت: ماذا تقول؟ قال الشاب: ولا حاجة.

(6)

سالت البنت أمها: هل أنت مع الحكومة أم مع الإخوان؟

 قالت الأم: أنا مع ربنا .

قالت البنت: وهل هذا هو الذى جعلك تخلعين الحجاب؟

قالت الأم: نعم، ربما لأدعو عليهما هما الاثنين وأنا كاشفة رأسى، هكذا علمتنى أمى حتى تستجاب الدعوة.

قالت البنت: وأنا أريد أيضا أن أكون مع ربنا

قالت الأم: يا ليت

(التحديث: 30/8/2012)

قالت البنت لأمها: ألن ترجعى  للحجاب يا أمى؟ قالت الأم: ما الذى جاء بهذه السيرة من جديد، ألم ننتهى من هذا الموضوع من سنوات؟ قالت: لكن الأمور تغيرت، قالت: أية أمور؟ قالت: كل الأمور يا أمى هل انت لست هنا ؟ أم ماذا؟ قالت الأم: انت التى لست هنا، أنت التى نبهتنى من قديم أنه لا فرق بينهما، قالت البنت: بين مَنْ ومَنْ؟ قالت الأم: بين “الوطنى” و”الإخوان”، حين كنا نتكلم أن كلا منهما يستعمل حكاية الحجاب عند اللزوم، قالت البنت: أية لزوم؟ قالت الأم: لزوم أمريكا، قالت البنت: وإيش أدخل أمريكا فى الحجاب، قالت الأم: وإيش أدخل أوباما فى الإسلام!!؟ الشىء لزوم الشىء، قالت البنت: يعنى ماذا؟ قالت الأم: يعنى تونس لزوم ليبيا، وليبيا لزوم العراق، ومصر لزوم سوريا، قالت البنت: ما هذا كله يا أمى أنت تخلطين، أنا لست فاهمة شيئا، هل استدرجوك يا أمى إلى التفكير التآمرى:  قالت الأم: وهل ينبغى علىّ أن استورد فهّامة ديمقراطية أمريكية الصنع قبل أن اسمح لنفسى بفهم ما يجرى، وإلا اتهمت “بالتآمرى” هذا؟ قالت البنت: مازلت غير فاهمة، خلِّنَا فى سؤالى الأول، ماذا سوف تفعلين إذا فرضوا علينا الحجاب؟ قالت الأم: مَنْ هم؟ قالت البنت: حسب كلامك: “أمريكا”، قالت الأم: آه صحيح! لكننى لم أقل أمريكا أمريكا، أنا أقصد أمريكا المصالح واللعب الكبير قالت البنت: يعنى ماذا؟ قالت الأم: يخيل إلىّ أن الإخوان قد عملوا لهم توكيلا عاما أشهروه عند إله خصوصى لهم، قالت البنت: توكيلا بماذا؟ قالت الأم: توكيلا يختصون هم فيه بالبيع والشراء، والاستثمار ونحن لنا القروض والاستجداء والاستحمار، قالت البنت: طيب والجنة والنار؟ قالت الأم: هذه بضاعة محلية تركوها لهم يستعملونها فى الانتخابات. قالت البنت: استغفر الله العظيم!! الله يخيبك يا أمى

 قالت الأم: ماذا تقولين يا قليلة الآدب

 قالت البنت: آسفة يا أمى!!

 والله العظيم آسفة، لم أقصد!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *