الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ إعادة تقديم الأحلام المتبقية (53 – 210) الحلم (56)

فى رحاب نجيب محفوظ إعادة تقديم الأحلام المتبقية (53 – 210) الحلم (56)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:1-2-2018محفوظ

السنة الحادية عشرة

العدد:   3806                   

 

 فى رحاب نجيب محفوظ

إعادة تقديم الأحلام المتبقية (53 – 210)

تقاسيم على اللحن الأساسى

 نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

  الحلم‏ (56)

غادرت‏ ‏البيت‏ ‏الكبير‏ ‏الذى ‏ينتظر‏ ‏فيه‏ ‏كل‏ ‏رجل‏ ‏بذاته‏ ‏فلا‏ ‏يعرف‏ ‏أحداً‏ ‏من‏ ‏الآخرين‏. ‏وشعرت‏ ‏بشئ‏ ‏من‏ ‏الأمان‏ ‏بعد‏ ‏القلق‏.‏

غير‏ ‏أن‏ ‏شعور‏ ‏الأمان‏ ‏لم‏ ‏يدم‏ ‏طويلا‏، ‏فخيل‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏آخرين‏ ‏يتبعوننى، ‏ونظرت‏ ‏خلفى ‏أخذت‏ ‏فى ‏الجرى، ‏فرأيت‏ ‏عن‏ ‏بعد‏ ‏جماعة‏ ‏قادمة‏ ‏ملوحة‏ ‏بأيديها‏ ‏فى ‏الهواء‏.

‏فأوسعت‏ ‏الخطى ‏حتى ‏أخذت‏ ‏فى ‏الجرى‏. ‏ورأيت‏ ‏فى ‏الطريق‏ ‏بيتا‏ ‏وكان‏ ‏هناك ‏من‏ ‏يدعونى ‏فهرعت‏ ‏من‏ ‏فورى ‏إليه‏ ‏ووجدت‏ ‏أهله‏ ‏وكأنهم‏ ‏عائدون‏ ‏من‏ ‏الخارج‏ ‏فهم‏ ‏ينظمون‏ ‏الأشياء‏ ‏ويزيلون‏ ‏عنها‏ ‏الغبار‏، ‏ولم‏ ‏يدهش‏ ‏أحد‏ ‏لحضورى ‏أمامهم‏ ‏فنظروا‏ ‏لوجهى ‏ودودين‏ ‏فى ‏وجوههم‏ ‏وأحاديثهم‏ ‏وابتسامتهم‏.. ‏ونسيت‏ ‏فى ‏تلك‏ ‏اللحظة‏ ‏الزاحفين‏ ‏ورائى‏.‏

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

….. رحت أساعدهم فى ترتيب البيت وكأنى من أهله، وأنا أسترق النظر للجميلة الشابة التى تتفجر أنوثة وعذوبة حتى لاحَظَتْ، فخيل إلىّ أنها تغمز لى بعينها اليسرى، وتشير إلى حجرة فى آخر الطرقة، مضت إليها وهى واثقة أننى سوف أتبعها، دخلتُ وراءها وبدلا من أن أجد ما تصورت وجدتنى فى البيت الكبير الذى أشعرنى يوما بالأمان، لكن أهله تغيروا وحلّ محلهم أولئك الذين كانوا يتبعوننى، ويلوحون فى الهواء، أو لعلهم يشبهونهم تماما، مرقت الجميلة فيما بينهم فأوسعوا لها حتى خرجت من باب آخر فى نهاية الصالة، لم أجد على وجوهم ما توقعت، لا شكّ، ولا اتهام، ولا تهديد، ولا شئ،

ومع ذلك لم أطمئن، وفى نفس الوقت لم أنزعج … ما هذه الأجراس التى تدق من بعيد، نحن لسنا يوم أحد، وأنا لم أتوضأ بعد،  وشعرت أن صلاة الجماعة ستفوتنى.

 

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *