الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأربعاء الحر: أحوال وأهوال (82) العين‏ ‏السابعة: الدِّمعـة‏ ‏الحيرانة

الأربعاء الحر: أحوال وأهوال (82) العين‏ ‏السابعة: الدِّمعـة‏ ‏الحيرانة

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء:  31-1-2018

السنة الحادية عشرة

العدد:  4805

الأربعاء الحر:

أحوال وأهوال (82)

العين‏ ‏السابعة

الدِّمعـة‏ ‏الحيرانة

 31-1-2018

تمهيد:

كنت، حين أجلس صغيرا بجوار الساقية (الحلزونة) فى بلدنا أتعجب لماذا يُحكمون الغُما (الكيس المجدول على ناحيتين لتغطية نصف وجه البقرة الأعلى، وخاصة العينين) أثناء دورانها منفردة (أحيانا تدور مزدوجة فى صحبة أخرى!!) و”الناف” على رقبتها متصل بعمود محورى يقع فى مركز دائرة الساقية تماما. لم أعرف إلا مؤخرا أن حدس الفلاح المصرى قد وصل إلى أن هذه الطريقة توحى للبقرة أنها تسير قـُدُما فى خط مستقيم، فتنسى – أو هو يرجو بحدسه أن تنسى – أنها تدور فى نفس الدائرة طول الوقت، حين أدركت هذا أو تصورته، فزعت للخدعة، ورفضتها، لكننى حين عدت أتأملها، وجدت أن بها نوعا من الرحمة الخبيثة، التى يمكن أن تكون ضمن ما يسمى لؤم الفلاح المصرى (تنطق بعامية بلدنا “لؤن”، بمعنى الذكاء الخاص!!) الذى لم أكن أتصور أنه يشمل نشاط حدسه.

كنت أشاهد أيضا تلك البقرة الأخرى المربوطة فى شجرة التوت أو الجميز، تنتظر دورها بعد أن تجهد البقرة المغماة من الدوران مغمضة العينين، فتحل البقرة المربوطة محلها، وتنتقل البقرة المربوطة إلى الساقية، فى حين تربط البقرة التى كانت مغماة فى نفس الشجرة، لتأخذ قسطها من الراحة بعد أن يفكوا عنها غماها.

هذا المنظر وهذا التبديل واحتمالات المغزى هو الذى أوحى لى بهذا التشكيل الشعرى، وأنا أنظر فى هذه العين (غالبا فى المرآة).

 (1)‏

والعين‏ ‏الواعية‏ ‏الصاحية‏ ‏المليانة‏ ‏حُزْن‏.‏

‏…….‏

عمركشِى ‏شفتِ‏ ‏بقـَرَهْ  ‏واقفةْ‏ ‏لوًحْديهَا‏،‏

مربوطة‏ ‏فْ‏ ‏شجرة‏ ‏توتْ‏، ‏جنب‏ ‏الساقية‏،‏

‏ ‏وعْنـِيهَـا‏ ‏الصاحية‏ ‏تحتيها‏ ‏دمعةْ،‏

‏ ‏لا‏ ‏بتنزلْ‏ ‏ولا‏ ‏بتجفْ‏‏؟

عمّالة‏ ‏تْبُصّ‏ ‏لزميلتْهَا‏ ‏المربوطة ْ ‏فى ‏النـَّافْ‏،‏

والغُمَى ‏محبوك‏ْ ‏عالراسْ‏،‏

والحافِرْ ‏ ‏يُحْفُرْ‏ ‏فى ‏الأرضِ ‏السكـا  ‏اللِّى ‏مالهاش‏ْ ‏أوّل

‏ ‏ولا‏  آخـِرْ؟

(2)‏

والبقرة‏ ‏الواقفة‏ ‏تقول‏:‏

أنا‏ ‏كنت‏ ‏بالـِفْ‏ْ ‏ومشْ‏ ‏دَاريْـَةْ‏ ‏كان‏ ‏لازْمـِتُه‏ْ ‏إيه؟

بتشيلُوا‏ ‏الغُمَا‏ ‏من‏ ‏عَلَى ‏عينِى ‏وتْفكُّونىِ ‏ليهْ؟

عَلَشانْ‏ ‏أرْتَاحْ؟

هيـّـا  ‏دى ‏راحَـة‏ْْ ‏إنى ‏أشُـوفْ‏ ‏ده‏ ‏؟

لو‏ ‏حتى ‏لْبِسْت‏ ‏الغُمَى ‏تانى ‏مانـَا‏ ‏برضه‏ ‏حاشُوفْ‏.‏

وساعتها‏ ‏يا‏ ‏ناس‏:‏……..مش‏ ‏حاقْـدر‏ ‏ألفّ‏.‏

‏…. ‏ما‏ ‏هو‏ ‏لازمِ ‏الواحدْ‏ ‏ما‏ ‏يشوفشِى،‏

لو‏ ‏كانْ‏ ‏حايلِفْ‏.‏

(3)‏

الله‏ ‏يسامحكم‏، ‏دلوقتى:‏

لا‏ ‏انا‏ ‏قادرة‏ْْ ‏ارتاحْ‏،‏

ولا‏ ‏قادرة‏ ‏ألفْ‏.‏

لا‏ ‏الدمعه‏ ‏بْتِـنْزلْ‏،‏

ولا‏ ‏راضيةْ‏ ‏تجفْ

 

الكتاب الثالث: من وحى نقد العلاج النفسى

قراءة فى عيون الناس

(فقه العلاقات البشرية: خمسة عشر لوحة)

(تحت الطبع حاليا) ويطلب خلال شهر

من مكتبة الأنجلو المصرية – بالقاهرة

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *