الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / إعادة تقديم الأحلام المتبقية (53 – 210) فى رحاب نجيب محفوظ الحلم‏ (55)

إعادة تقديم الأحلام المتبقية (53 – 210) فى رحاب نجيب محفوظ الحلم‏ (55)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:25-1-2018

السنة الحادية عشرةمحفوظ

العدد:   3799                   

 فى رحاب نجيب محفوظ

إعادة تقديم الأحلام المتبقية (53 – 210)

تقاسيم على اللحن الأساسى

 

 استجابة لطلب بعض الأصدقاء أن يواصلوا قراءة نقد الأحلام بنفس هذه الطريقة قررت أن أعيد نشر بقية الأحلام الأولى حتى 210 بنفس طريقة “التناص” أو تقاسيم على اللحن الأساسى، مع التذكرة بأن هذا العمل هو أقرب إلى الشعر،

ولا ينقد الشعر إلا شعرا.

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

  الحلم‏ (55)

تحتدم‏ ‏المناقشة‏ ‏بين‏ ‏امرأة‏ ‏ورجل‏ ‏وأبنائها‏ ‏الخمسة‏ ‏حول‏ ‏حق‏ ‏الأم‏ ‏التى ‏تجاوزت‏ ‏الستين‏ ‏فى ‏الحب‏ ‏والحياة‏.‏ وتخطت‏ ‏المناقشة‏ ‏الأسوار‏ ‏فصارت‏ ‏حديث‏ ‏الجيران‏.‏

‏ ‏يقول‏ ‏البعض‏ ‏إنه‏ ‏حب‏ ‏زائف‏ ‏بين‏ ‏عجوز‏ ‏وشاب‏ ‏فى ‏سن‏ ‏أبنائها‏ ‏طمعا‏ًً ‏فى ‏المال‏ ‏الذى ‏ورثته‏ ‏عن‏ ‏زوجها‏. ‏ويقول‏ ‏البعض‏ ‏إنه‏ ‏ليس‏ ‏للإنسان‏ ‏إلا‏ ‏ما‏ ‏يقدر‏ ‏له‏ ‏من‏ ‏الحياة‏ ‏والحب‏ ‏خاصة‏ ‏حتى ‏ولو‏ ‏أدى ‏ذلك‏ ‏إلى ‏دفع‏ ‏الثمن‏ ‏باهظا‏. ‏وبدا‏ ‏الأمر‏ ‏فى ‏نظر‏ ‏الشبان‏ ‏الخمسة‏ ‏مصيبة‏ ‏لها‏، ‏وكان‏ ‏من‏ ‏قتل‏ ‏الأم‏ ‏البائسة‏ ‏ووقف‏ ‏الأبناء‏ ‏الخمسة‏ ‏فى ‏قفص‏ ‏الاتهام‏. ‏وتوزعت‏ ‏التهمة‏ ‏عليهم‏ ‏من‏ ‏التنفيذ‏ ‏للمشاركة‏ ‏للتخطيط‏.‏

وكان‏ ‏التحقيق‏ ‏فيها‏ ‏والمرافعات‏ ‏حامية‏ ‏إذ‏ ‏كانت‏ ‏مفرداتها‏ ‏الأمومة،‏ ‏والبر‏، ‏والشرف،‏ ‏والسمعة‏، ‏والتقاليد‏ ‏ومازلت‏ ‏أذكر‏ ‏وجوههم‏ ‏وأقوالهم‏ ‏كما‏ ‏لازلت‏ ‏أذكر‏ ‏المرحومة‏ ‏أيام‏ ‏كانت‏ ‏تتحدى ‏العمر‏ ‏والألسنة‏، ‏وتسير‏ ‏متبرجة‏ ‏تتبختر‏.‏

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

….. ثم أجد نفسى خارجاً من مسجد سيدى عبد الرحيم القناوى، لأكتشف أن الحذاء الذى التقطتّه ليس حذائى، أتلفتُ  حولى فإذا بحذائى يمسك به آخر، ولدقة الشبه شككت فى نفسى وخجلت أن ألفت نظره، لكن على الباب لم يدخل الحذاء فى رجلى،  فنبهته فابتسم، وتبادلنا الأحذية والاعتذارات، وخيل إلىّ أننى أعرف هذا الوجه جيدا جدا.

اكتشفنا أن وجهتنا واحدة وهى السوق القديم، سِرْنا إليه معا ونحن  نتقارب فى حذر،  وتبادلنا الحديث حتى تشجعتُ وسألته عن أبيه فقال تعيش انت منذ أكثر من عشر سنوات؛ فتأكدت أنه هو، وزاد حرجى فلم  أجرؤ أن أسأله عن إخوته فقد حضرتنى قضية أمهم وما كان بشأنها وشأنهم.

 أما عن سبب مجيئه هنا فقد حكى لى دون أن أساله أنه يمر بأزمة منذ زواجه، وأنهم أرشدوه على عنوان امرأة هنا تفك الأعمال وأشياء أخرى، ثم فجأة وكأنه يقرأ أفكارى أخبرنى وكأنه يطمئننى أن تحليل المادة النووية للجنين الذى وجدوه فى جثة أمه عند التشريح أثبت أن الجنين من أبيه شخصيا، برغم طول المدة، ولم أفهم ولم أعقب.

سألته عن إخوته بعد قضاء المدة، فقال إن اثنين سافرا إلى العراق واختفت أخبارهما، والثالث يعمل مبيض محارة فى إيطاليا، أما الرابع فقد فاز فى قرعة الهجرة إلى أمريكا، مع أنه لا يعرف كلمة انجليزية واحدة.

ولم يخبرنى ولم أسأله عن نفسه لكنه أضاف:

 أما أنا، فكما ترى، هذا هو عملى الأساسى.

وافترقنا وأنا أترحم على أبيه،

 ‏ولازلت‏ ‏أذكر‏ ‏المرحومة‏ ومرحها الجميل وحبها للحياة.

 

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *