الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / إعادة تقديم الأحلام المتبقية (53 – 210) فى رحاب نجيب محفوظ الحلم‏ (54)

إعادة تقديم الأحلام المتبقية (53 – 210) فى رحاب نجيب محفوظ الحلم‏ (54)

نشرة “الإنسان والتطور”

محفوظالخميس: 18-1-2018

السنة الحادية عشرة

العدد:   3792                   

 


إعادة تقديم الأحلام المتبقية (53 – 210) 
فى رحاب نجيب محفوظ

تقاسيم على اللحن الأساسى

استجابة لطلب بعض الأصدقاء أن يواصلوا بمتابعة هذه الطريقة فى النقد قررت أن أواصل نشر بقية الأحلام الأولى حتى 210 بنفس طريقة “التناص” أو تقاسيم على اللحن الأساسى مع التذكرة بأن هذا العمل هو أقرب إلى الشعر،

ولا ينقد الشعر إلا شعرا.

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (54)

فى ‏الحجرة‏ ‏المغلقة‏ ‏دار‏ ‏الحوار‏ ‏بينى ‏وبين‏ ‏المذيعة‏ ‏وكان‏ ‏الحديث‏ ‏عن‏ ‏الموسيقى ‏المحلية‏ ‏والأجنبية‏، ‏وعند‏ ‏بعض‏ ‏مراحل‏ ‏الحوار‏ ‏أقوم‏ ‏للبيانو‏ ‏وأعزف‏ ‏عليه‏ ‏بعض‏ ‏الألحان‏. ‏وكلما‏ ‏مر‏ وقت ‏فتح‏ ‏الباب‏ ‏ودخلت‏ ‏سيدة‏ ‏من‏ ‏أهل‏ ‏البيت‏ ‏لعلها‏ ‏أمى ‏أو‏ ‏أخرى ‏فى ‏منزلتها‏ ‏تقدم‏ ‏مشروبا‏ًً ‏وتذهب،‏ ‏ولكن‏ ‏وضح‏ ‏لنا‏ ‏أنها‏ ‏كانت‏ ‏تراقب‏ ‏خلوتنا‏ ‏بريبة‏.‏

وضقت‏ ‏ذرعا‏ًً ‏برقابتها‏ ‏فعزمت‏ ‏على ‏تحديها‏ ‏بصورة‏ ‏غير‏ ‏مسبوقة‏ ‏فما‏ ‏أن‏ ‏سمعت‏ ‏صوت‏ ‏الباب‏ ‏وهو‏ ‏يفتح‏ ‏حتى ‏اندفعت‏ ‏نحو‏ ‏المذيعة‏ ‏وضممتها‏ ‏إلى ‏صدرى‏.‏

ولم‏ ‏أعد‏ ‏أبالى ‏شيئا‏ًً ‏كما‏ ‏لم‏ ‏أجد‏ ‏غضاضة‏ ‏ما‏. ‏ولما‏ ‏انتهيت‏ ‏من‏ ‏التحدى ‏كانت‏ ‏المرأة‏ ‏قد‏ ‏اختفت‏ ‏من‏ ‏الحجرة‏ ‏بل‏ ‏ومن‏ ‏البيت‏ ‏كله‏.‏

التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

وصلنى صوت السيدة بعد أن اختفت، وهى تقول بلهجة حاسمة: ولكنها أختك، فتأكدت أن الصوت صوت أمى، لم أرد عليها لأننى كنت على يقين من أنها ليست أختى، حتى لو كانت هى ابنتها من بطنها.

 هذه المرأة تفسد كل شئ لصالحها هى دون سواها. قالت تؤكد من جديد: قلت لك إنها “حميدة أختك”، داخلنى شك جديد لأن اسم حميدة غير شائع (أو ربما ممنوع) بين المذيعات والممثلات.

وانتقل انتباهى إلى صوت طقطقة أرجل ثقيلة تتمشى فوق السقف الخشبى ذهابا وجيئة، نفس الخطوات، لكنها تصدر أنغاما متقطعة مختلفة، كأنها موسيقى سوداء فى خلفية قصيدة نثر شاعر مجهول.

 وجدتنى أقوم إلى البيانو لأعاود العزف لعله يطغى على هذه الطقطقة، فلم أجده فى مكانه، وحين عدت إلى الحجرة، لم أجد المذيعة أيضا.

راح  يتصاعد طرْقٌ على الباب، فأبتعد، فيزداد الطرق فأخاف أكثر أن أفتح خشية أن أواجه أيا من الوجهين، المذيعة أو أمى.

 أما أبى فكان مازال يتمشى على السطح يقرأ ورده كالعادة، فتزيد طقطقه الخشب، ويتسرب تراب قديم من السقف فى استحياء،

 فأزداد رعبا ولا أملك إلا أن أواصل الانتظار.

النشرة التالية 1

النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *