الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (47) تقاسيم على اللحن الأساسى

فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (47) تقاسيم على اللحن الأساسى

نشرة “الإنسان والتطور”محفوظ

الخميس: 30-11-2017

السنة الحادية عشرة

العدد:   3743            

فى رحاب نجيب محفوظ

قراءة أخرى للأحلام الأولى (47- 52)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (47)

فى ‏الطريق‏ ‏لعب‏ ‏أمامى ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏الصبية‏ ‏فشعرت‏ ‏أنهم‏ ‏يضمرون‏ ‏لى ‏السوء‏. ‏وعجبت‏ ‏لأنه‏ ‏لم‏ ‏يحصل‏ ‏بينى ‏وبينهم‏ ‏ما‏ ‏يدعو‏ ‏إلى ‏ذلك‏، ‏وسرت‏ ‏فى ‏حذر‏ ‏وأنا‏ ‏أتذكر‏ ‏بدهشة‏ ‏حالى ‏عندما‏ ‏كنت‏ ‏فى ‏سنهم‏.‏

ووجدت‏ ‏أمامى ‏محلا‏ ‏كبيرا‏ ‏يعد‏ ‏ليكون‏ ‏محلا‏ ‏لبيع‏ ‏الحلوى ‏كما‏ ‏فهمت‏ ‏من‏ ‏لافتته‏ ‏الكبيرة‏، ‏وكان‏ ‏العمل‏ ‏على ‏أشده‏ ‏فى ‏إعداده‏ ‏فاقتربت‏ ‏منهم‏ ‏وسألتهم‏ ‘‏هل‏ ‏ستقدمون‏ ‏ضمن‏ ‏الحلوى ‏بقلاوة‏ ‏وكنافة‏’ ‏وكف‏ ‏العمال‏ ‏عن‏ ‏العمل‏ ‏واتجهوا‏ ‏بأنظارهم‏ ‏نحوى ‏وعلى ‏حين‏ ‏قهقه‏ ‏الصبية‏ ‏وصفروا‏. ‏وجاء‏ ‏من‏ ‏أقصى ‏المحل‏ ‏رجل‏ ‏بدا‏ ‏أنه‏ ‏صاحبه‏ ‏وسأل‏ ‘‏هل‏ ‏حقا‏ ‏مازال‏ ‏يوجد‏ ‏أناس‏ ‏يحبون‏ ‏البقلاوة‏ ‏والكنافة؟‏’ ‏وسرت‏ ‏بين‏ ‏العمال‏ ‏همهمة‏ ‏وراح‏ ‏الصبية‏ ‏يرقصون‏ ‏ويصفرون‏ ‏ويكورون‏ ‏قبضات‏ ‏أيديهم‏ ‏فى ‏وجهى‏.

التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

أخفيت وجهى وكأننى عملت عملة، وتقدمت إلى المحل ، وسألته أليس هو حلوانى، فأشار إلى اللافتة وقال ساخرا: أى نوع من الفسيخ تفضل ، قلت له أنا أتكلم جدا ، أليست البقلاوة والكنافة هى من الحلوى الشعبية المعروفة ، قال لم يعد مسموحا تداول من الحلوى الشعبية إلا العسلية وغزل البنات، قلت له فأين أجد محلا يبيع البقلاوة والكنافة، قال لى: أذهب وابحث عن طلبك فى دار الكتب، وانصرفت لأتجنب المزيد من السخرية وكنت بالمصادفة فى طريقى إلى دار الكتب، وطلبت كتابا فى تاريخ الكهسوس وحين أحضره لى المختص سألته مازحا إن كان فيه شىء عن البقلاوة والكنافة، فقال لى: لا أعلم إن كان الهكسوس كانوا يفضلون هذه الحلوى أم أنهم اكتشفوا أيضا فضل العسلية وغزل البنات، وضحك وانصرف. انصرفت وأنا أظن بنفسى الظنون، وحين صرت فى الشارع جعلت أتلفت خشية أن أجد مجموعة الصبيه ينتظروننى، لكن الشارع كان خاليا إلا من المارة العاديين فحمدت الله وأسرعت الخطى.

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *