الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (46) تقاسيم على اللحن الأساسى

فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (46) تقاسيم على اللحن الأساسى

نشرة “الإنسان والتطور”محفوظ

الخميس: 23-11-2017

السنة الحادية عشرة

العدد:   3736                   

فى رحاب نجيب محفوظ

قراءة أخرى للأحلام الأولى (46- 52)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (46)

جمعتنا‏ ‏حديقة‏. ‏درج‏ ‏صاحبنا‏ ‏يغنى ‏ونحن‏ ‏نسمع‏ ‏ونطرب‏ ‏ويعلو‏ ‏منا‏ ‏هتاف‏ ‏الوجد‏ ‏والاستحسان‏. ‏وأزعجنا‏ ‏العباد‏ ‏فشكونا‏ ‏إلى ‏الشرطة‏. ‏ورأينا‏ ‏الشرطة‏ ‏قادمة‏ ‏فتفرقنا‏ ‏لائذين‏ ‏بالفرار‏. ‏جريت‏ ‏فى ‏الاتجاه‏ ‏الذى ‏اتفق‏ ‏وكلما‏ ‏نظرت‏ ‏خلفى ‏رأيت‏ ‏الشرطى ‏يجرى ‏فى ‏إثرى ‏بكل‏ ‏قوة‏ ‏وإصرار‏، ‏وظهر‏ ‏لى ‏شخص‏ ‏يجرى ‏أمامى ‏وكأنه‏ ‏يفر‏ ‏منى‏. ‏من‏ ‏يكون‏ ‏ذلك‏ ‏الشخص؟‏ ‏ذكرتنى ‏رشاقته‏ ‏وجميل‏ ‏قوامه‏ ‏بالحبيبة‏. ‏وهكذا‏ ‏صعدنا‏ ‏البرج‏ ‏وفوق‏ ‏سطحه‏ ‏منتنى ‏النفس‏ ‏باحتضان‏ ‏حبيبتى ‏ولكنها‏ ‏تخطت‏ ‏السور‏ ‏وهوت‏ ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏العلو‏ ‏الشاهق‏ ‏إلى ‏الأرض‏. ‏فقدت‏ ‏عقلى ‏وزاد‏ ‏من‏ ‏تعاستى ‏اقتراب‏ ‏الشرطى ‏فوثبت‏ ‏من‏ ‏فوق‏ ‏السور‏ ‏وراء‏ ‏حبيبتى ‏توقعت‏ ‏أفظع‏ ‏ألم‏ ‏وكان‏ ‏لارتطامى ‏بالإرض‏ ‏دوى ‏مثل‏ ‏قنبلة‏ ‏لكنى ‏لم‏ ‏أشعر‏ ‏بأى ‏ألم‏. ‏وقمت‏ ‏واقفا‏ ‏فى ‏تمام‏ ‏الصحة‏. ‏تلفت‏ ‏فلم‏ ‏أجد‏ ‏لحبيبتى ‏أثرا‏ ‏ونظرت‏ ‏إلى ‏أعلى ‏البرج‏ ‏فرأيت‏ ‏الشرطى ‏يطل‏ ‏علينا‏ ‏وهو‏ ‏يغرق‏ ‏فى ‏الضحك‏.

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

 سمعت صوت كركرة ناعمة آتية من أعلى، دققت النظر فإذا بحبيبتى تقهقه وهى تلف يدها حول وسط الضابط وتشير إلىّ، تلفتّ حولى أبحث عن آثار ارتطامها بالأرض فلم أجد أى أثر يدل على أى ارتطام ، فركت عينى وقررت أن أعود للصعود إلى البرج، لكن قبل أن أفعل، عاد واقترب منى شرطى آخر صورة طبق الأصل من الأول حتى خيل إلى أنه نزل بـِـقوى سحرية أو أنه توأمه، وأشار هذا الآخر إلى عربة مصفحة كأنها بوليس النجدة ، ونزل منها أربعة جنود وتقدموا نحوى وأحاطونى من كل اتجاه، فتجمدت فى مكانى وكأنى قد أصبت بالشلل، لكنهم تخطونى ومضوا بعدى إلى فتاة جالسة على مقعد وهى تتأمل مياه النيل ولم أر إلا ظهرها، عدت أنظر إلى أعلى البرج لأتأكد أن فتاة الشاطئ ليست هى فتاتى فلم أجد الضابط ولم أجد  الفتاة، فانتابنى رعب جديد، وأطلقت ساقىّ للريح دون أن أتمادى فى تفسير أى مما يجرى، كما لم أحاول أن ألتفت ورائى، وإن كنت خمنت أن أحد التوأمين، أعنى الشرطيين: يواصل الجرى ورائى.

 

 النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *