الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد يناير 1998 / عدد يناير1998- المثلث، وما تبقى

عدد يناير1998- المثلث، وما تبقى

المثلث، وما تبقى

أحمد‏ ‏زرزور

– 1 –

هكذا، ‏رقتـك‏ ‏الكاسرة‏ ‏لم‏ ‏تلـحـق‏ ‏بالخامسة‏ ‏والأربعين‏.‏

رقتك‏ ‏التى ‏يناسـبها‏ ‏الآن‏: ‏الإمساك‏ ‏الحقيقى،

من‏ ‏قبل‏: ‏مـررت‏ ‏سريعآ‏ ‏بنداءات‏ ‏الأجساد‏..‏

‏(‏إفضاءات‏ ‏كثيرة‏ ‏لم‏ ‏تتمهـل،

دمغ‏ ‏غنائية‏ ‏لم‏ ‏تتأمل، ‏

كان‏ ‏الترقـب‏ ‏حـريتي

والتربـص‏ ‏خطاب‏ ‏وهـم‏)‏

‏”‏إعانة‏ ‏الشئون‏”[1]‏ وأمى ‏التى ‏غـسـلـت‏ ‏ومـلأت‏ ‏للمهاجرين‏”[2]: ‏

أكملت‏ ‏مثلـث‏ ‏الولوغ،

ندهتنى ‏وندهتها‏: ‏الخطوات‏ ‏الفائرة‏

مع‏ ‏ذلك‏ ‏حـرمنى ‏خوفى ‏اللـعـب‏ ‏الحى.‏

الإنزالات‏ ‏السريعـة‏ ‏بدأت‏ ‏يومها‏..‏

‏(‏كل‏ ‏الذين‏ ‏جعلونى ‏غـفـلا‏: ‏لن‏ ‏أسامحهم،

أنا‏ ‏المركوون‏ ‏الآن

فى ‏رائحة، ‏قديمها‏ ‏يـحسـني، ‏

وعلى ‏الورق، ‏جديـد‏ ‏ها‏ ‏يـخـرج‏ ‏لي

لسانه‏)‏

‏- 2-‏

‏- “‏إن‏ ‏روحـك‏ ‏تتجـه‏ ‏إلى ‏الألم‏ ‏يا‏ ‏ولدي‏”,‏

هكذا‏ ‏لم‏ ‏أسمع‏ ‏نفسي، ‏أدمنـت‏ ‏سلسلة‏ ‏من‏ ‏حتميات‏..‏

‏(‏واحدة‏ ‏ماتت، ‏

وتزوجـت‏ ‏الأخري

الثلثة‏ ‏فـهمـت‏ ‏فغادرت‏ ‏تاركة‏ ‏دبـورها‏  ‏

الضاحك،

الباقيات‏ ‏استمتعن‏ ‏بالمـخـتـلـف‏ ‏الخجول‏:‏

هظولهن‏ ‏على ‏مقـربة‏ ‏ولم‏ ‏أصدق‏)‏

كان‏ ‏الصدأ‏ ‏يأكل‏ ‏فراشتى ‏المشتومة،

ويومماص‏ ‏بعد‏ ‏يوم‏ ‏تدنو‏ ‏من‏ ‏مقبرة‏ ‏الأفيال‏.‏

‏ -3-‏

لذا، ‏أيتها‏ ‏الكتف‏ ‏أرحميني، ‏

دعينى ‏أقـريء‏ ‏صدرك‏ ‏الغاضب‏:‏

اهتزازاته‏ ‏ظـلـمـتـني

بثـه‏ ‏لم‏ ‏ير‏ ‏أعدائى ‏ولم‏ ‏يسمع‏ ‏الرجـل‏ ‏الذي

أخصوه‏.‏

دعيننى ‏أقـرى ‏الأشقـر‏ ‏المتأخـر‏:‏

القصائد‏ ‏محولة‏ ‏للإنقاذ، ‏على ‏الأقل

لا‏ ‏أقرأ‏ ‏ما‏ ‏تبقى ‏من‏ ‏أرواح

أقرأ‏ ‏ما‏ ‏تبقى ‏من‏ ‏دخان‏.‏

[1] – إعانة الشئون الإجتماعية للوالدين.

[2] – مهاجرو مدن القنان ايام حرب الإستنزاف الذين أقاموا فى قريتى بالمنوفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *