الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (73) مقتطفات من كتاب: “فتح أقفال القلوب” (60) (حكمة المجانين)

جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (73) مقتطفات من كتاب: “فتح أقفال القلوب” (60) (حكمة المجانين)

نشرة “الإنسان والتطور”غلاف الكتاب الثانى فتح اقفال القلوب

الأثنين: 13-11-2017                         

السنة الحادية عشرة

العدد:  3726

    جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (73)  

    مقتطفات من كتاب:

   “فتح أقفال القلوب” (60)

(سابقا: حكمة المجانين) (1)

مقدمة

وهل يبقى بعد ذلك قيمة لكلمة “حرية”؟

طبعا يبقى ونصف:

دون حاجة إلى ذكر الكلمة نفسها غالبا!

(510)

حين يتمادى الاغتراب،

وتنفصل الرموز وتستقل

ويتأجــَّل التشكيل،

ويتمادى التراجـُع:

تصبح الحرية القصوى هى الجنون الذى يقتلها فى النهاية لحساب التناثر غير المسئول،

فينفيها من جذورها.

(511)

الجنون هو الحرية المتاحة لإجهاض الحرية.

(512)

الناس‏ ‏تخاف‏ ‏من‏ ‏المجنون‏ ‏وتكرهه‏ ‏لأنه‏ ‏يحرك‏ ‏فى ‏نفوسهم‏ ‏حقهم فى الحرية،

وفى نفس الوقت ينذرهم بمآل مثل مآله لمن يجرؤ أن يستعملها.

(513)

أحيانا‏ ‏يكون‏ ‏الجنون..‏فرصة‏ ‏لاختبار مدى تحمـُّـلنا لحرية لا نعرفها، ومع ذلك فإن حكمنا على المجنون دون نقض أو احترام، يحرمه ويحرمنا من تجربة حقيقية .

(514)

ربما‏ ‏يُحْجَزُ‏ ‏المريض‏ ‏أحيانا‏ ‏بعيدا‏ ‏عن‏ ‏المجتمع، ‏ليمارس حريته بعيدا عن إثارة مثلها عند الآخرين،

وليس بالضرورة: لحمايته أو ‏لحماية‏ ‏المجتمع‏ ‏من‏ ‏خطره.‏

(515)

يقال‏ ‏إن‏ ‏الجنون‏ “قرارٌ‏ ‏واختيار‏”، ‏

ولكن‏ ‏هذا‏ ‏القرار‏ ‏لا‏ ‏يُعلن‏ ‏ويتأكد‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏حدوث‏ ‏الشرخ‏ ‏الذى ‏يعلـِن‏ ‏ويكشف‏ ‏الاختيارات‏ ‏الداخلية‏ التى بدأت فى توقيت سابق،

فهو من أخبث وأخطر وأعمق أنواع الحرية غير المسئولة.

(516)

إذا‏ ‏أحببتَ‏ ‏المجنون‏ ‏فاسأله‏ – ‏دون‏ ‏اتهام‏- ‏عن‏ ‏سبب‏ ‏اختياره‏ ‏الجنون..، ‏

فإذا‏ ‏كنتَ‏ ‏صادقا‏ ‏فسيجيبك‏ ‏ويعلـِّمك‏ جانبا آخر من ‏أحوال‏ ‏الدنيا ونفسه ونفسك،

‏على ‏شرط‏ ‏ألا تستسلم لوجهة نظرهْ،

ولا ترفضها، لعلكما تفعلان شيئا معا لكما، غير اختياره الأوّل،

هذا ‏إذا لم تنزعج وتتراجع،

أو ينسحب هو رغما عنكما.

(517)

الفرد‏ ‏العادى ‏يرفض‏ ‏فكرة‏ ‏أن‏ ‏الجنون‏ “‏اختيار‏” ‏ليظل‏ ‏يحتفظ‏ ‏لنفسه‏ – ‏دون‏ ‏لوم‏- ‏بهذا‏ ‏المَهـْرَب‏‏:

حين يـُضطرُّ أن يلجأ إلى أن يختاره سرًّا .

[1] – أنظر نشرة 3-9-2017

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *