الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (44) تقاسيم على اللحن الأساسى

فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (44) تقاسيم على اللحن الأساسى

نشرة “الإنسان والتطور”محفوظ

الخميس:  9-11-2017

السنة الحادية عشرة

العدد:   3722                        

فى رحاب نجيب محفوظ

قراءة أخرى للأحلام الأولى (44- 52)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (44)

وجدت‏ ‏نفسى ‏جالسا‏ ‏أمام‏ ‏مكتب‏ ‏وزير‏ ‏الداخلية‏. ‏منذ‏ ‏أيام‏ ‏قلائل‏ ‏كان‏ ‏زميلى ‏فى ‏الجريدة‏، ‏وكان‏ ‏اختياره‏ ‏وزيرا‏ ‏للداخلية‏ ‏مفاجأة‏، ‏وانتهزت‏ ‏الفرصة‏ ‏وطلبت‏ ‏مقابلته‏ ‏فاستقبلنى ‏بمودة‏ ‏وترحاب‏ ‏وعرضت‏ ‏عليه‏ ‏مطلبى ‏وهو‏ ‏توصية‏ ‏لرجل‏ ‏أعمال‏ ‏معروف‏ ‏بصداقته‏ ‏له،‏ ‏لأُختار‏ ‏فى ‏وظيفة‏ ‏معينة‏ ‏فى ‏شركة‏ ‏من‏ ‏شركاته‏. ‏وكتب‏ ‏بخط‏ ‏يده‏ ‏التوصية‏ ‏المطلوبة‏ ‏وانتهت‏ ‏المقابلة‏ ‏على ‏أحسن‏ ‏حال‏.

‏وفى ‏مساء‏ ‏اليوم‏ ‏نفسه‏ ‏وأنا‏ ‏أمشى ‏على ‏شاطئ‏ ‏النيل‏ ‏اعترضنى ‏رجل‏ ‏ممن‏ ‏نسمع‏ ‏عنهم‏ ‏فى ‏الصحف‏، ‏وأشهر‏ ‏على ‏سلاحا‏ ‏وسلب‏ ‏منى ‏نقودى‏، ‏كانت‏ ‏فى ‏حدود‏ ‏خمسين‏ ‏جنيها‏.‏

رجعت‏ ‏إلى ‏منزلى ‏مضطربا‏ ‏ولكنى ‏لم‏ ‏اتخذ‏ ‏أى ‏إجراء‏ ‏يؤثر‏ ‏فى ‏الميعاد‏ ‏الذى ‏حدده‏ ‏لى ‏رجل‏ ‏الأعمال‏، ‏وعند‏ ‏الضحى ‏كنت‏ ‏فى ‏مكتبه،‏ ‏وبعد‏ ‏دقائق‏ ‏سمح‏ ‏لى ‏بالدخول‏‏ ‏وقدمت‏ ‏التوصية‏‏، ولكنى ‏تجمدت‏ ‏فى ‏موقفى ‏لحظة‏ ‏غاية‏ ‏فى ‏الحرج‏. ‏قلت‏ ‏فى ‏نفسى “رباه‏.. ‏إنه‏ ‏اللص‏ ‏الذى ‏سرقنى ‏أو‏ ‏أخوه‏ ‏التوأم‏”.

‏ودارت‏ ‏بى ‏الأرض‏.‏ 

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

ولم أقدم ورقة التوصية، لكنه بدا أنه تعرف على وجهى وبادرنى قائلا: إن سيادة الوزير قد أبلغنى بمسألتك، وقد أعددت لك ما تريد على شرط واحد وهو ألا تذكر لأحد ما حدث لك أمس، فتأكدت أنه هو هو الذى قطع طريقى ونشل محفظتى، ولم أسأله عن ماذا يعنى بما حدث أمس، ومن أين له أو لمعالى الوزير أن يعرفانه، وقدمت له وأنا متردد أوراقى التى أعددتها لهذه المقابلة، وبها التوصية، وتاريخ ما شغلت من قبل من أعمال، فأخذها وقلّب فيها، وفجأة دق الجرس، ودخل أثنان من الحراس وأمرهم أن يمسكوا بى لأنى أحمل أوراقا مزورة، وأن معالى وزير الداخلية هو الذى اتصل به وأبلغه بقدومى وحذره منى، وأمرهم أن يعملوا اللازم، فرحت أحاول أن أدافع عن نفسى وأشرح موقفى لكن أحدهم كَمَّمَ فمى، وحين نظرت إلى الخلف وهم يجرونى جرا وجدت حزمة أوراقى والرجل يلقيها فى صندوق القمامة، فحمدت الله أنه أعدم دليل التزوير المزعوم، واختلط علىّ الواقع بالخيال وسلمت أمرى لله.

 

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *