الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفرى (260) من موقف “التقرير”

حوار مع مولانا النفرى (260) من موقف “التقرير”

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء:  31-10-2017

السنة الحادية عشرة

العدد:  3713

  حوار مع مولانا النفرى (260)

من موقف “التقرير”

وقال مولانا النفرى أنه:

 وقال لى:

الوقفة خروج الاسم عن الحرف، وعما ائتلف منه وانـْـفـَـرق

فقلت لمولانا:

حين كتبت ما أسميته: “مقامات”، لم أكن أعرف أن ما كتبتـُـهُ يستأهل أن يدرج شعرا أصلاً،

لم أكن أعرف يا مولانا كيف يخرج الاسم عن الحرف، وعما ائتلف منه وانفرق

وطبعا لم أكن أجرؤ أن أتصور أننى أقترب من الوقفة

يبدو يا مولانا أننا يمكن أن “نقف” دون أن نعرف أنها “وقفة”،

وإليك بعض ما كان منى دون أن أقصد،

 مع الاعتذار.

كتبت منذ حوالى ثلاثين عاماً يا مولانا ما يلى:

…….

‏…….

يا‏ ‏أيها‏ ‏الرعبُ‏ ‏المكوَّم‏ ‏عند‏ ‏جذرِ‏ ‏القولِ، ‏شوكِ‏ ‏الوصْـل‏، ‏غـورِ‏ ‏الصـد، ‏قـِف‏.ْ‏

‏ ‏لاتـُلــقِنى ‏تحتَ‏ ‏السـنـابكِ‏ ‏والخيولُ‏ ‏مـًطـْهـَمَهْ.‏

‏قفْ،‏ ‏واختبئْ‏ ‏خـلـف‏ ‏الوفـاء‏ ‏النـابـتِ‏ ‏المـتـعـدِّد‏ ‏الوجـهِ‏ ‏الملوَّن‏ ‏أحـرفا‏

                                                              ‏لا‏ ‏تـنـطفئْ‏…، ‏

لا‏ ‏تكتملْ‏.‏

قفْ‏.

‏لا‏ ‏تـطـلب‏ ‏الأخـرى ‏المزيـَّن‏ ‏حرفـُها‏ ‏ببريق‏ِ ‏وعـىِ ‏الطـيـفِ‏

                                                  لمَّـا‏ ‏يـكـتـمـل‏ْْ.‏

لا‏ ‏لـم‏ ‏يـُـقــل‏ ‏بعدُ‏ ‏الذى ‏لا‏ ‏يـرتـسـم‏ْْ ‏أبدا‏، ‏لأن‏ ‏الـرسـم‏ ‏ضدُّ ‏الإسـم‏،

‏ضدّ‏ ‏الحـرف‏، ‏ضـدّ ‏العـيـن‏: ‏ضدّ ‏الحق، ضدّ ‏الوجـد‏ ‏سـهـمـا‏ ‏يُغـــمد‏ ‏الجُمَل‏

 ‏المفيدة‏ ‏فى ‏الرمـال‏ ‏الزاحفهْ‏.‏

يا‏ ‏حولُ: ‏ماذا‏ ‏حــوَّلــكْ؟

فى ‏أىِّ ‏شـبـه‏ِ ‏القـارةِ‏ ‏المنـسـيـَّةِ‏ ‏الرُّبعِ‏ ‏المكوَّم‏ ‏خاليا‏ًً ‏خلفَ‏ ‏الشبكْ؟‏

فى ‏ أىِّ ‏شـكـل‏ ‏صوَّركْ؟‏

فى ‏شـكـل‏ ‏عنقاء‏ِ ‏اليمامـةِ‏ ‏أيقظتْ‏ ‏نَـَومَ‏ ‏المـطـأطـئ ‏رأسَــه‏ ‏خـلـفَ‏ ‏السـِّياج‏

 ‏يـنـاهـزُ‏ ‏العـمـرَ‏ ‏الذى ‏قـد‏ ‏أفـرَزَكْ؟

فبأىِّ ‏آلاءِ‏ ‏الحياةِ‏ ‏البـِــكـْــر‏ ‏عـاهَـدَكَ‏ ‏الـذى ‏لا‏ ‏يـمـلكُ‏ ‏العـهـدَ‏ ‏الـذى ‏قـد‏ ‏كـانَ‏ ‏لـكْ؟

أُمــدُدْ‏ ‏يمينـَـك‏ ‏خـلـف‏ََ ‏وهـم‏ ‏البُعد‏، ‏بـعــدَ‏ ‏البعد‏ِ ‏عـمّـا‏ ‏أنـتَ‏ فيه الآنَ،

 ليس الآنَ إلاَّ مـَـن سَلَكْ.‏

ما‏ ‏أحـلـكـك‏ !‏

من قصيدة: “كومة رعب”

(ديوان: مقامات 1989 لم ينشر)

وقبل، ذلك يا مولانا كتبت على لسان حال أحد أصدقائى المجانين ما يقترب من نفس الموقف، كتبت ما يلى:

…….

…….

أحكى ‏فى ‏صمتٍ‏ ‏عن‏ ‏شئٍ ‏لا‏ ‏يُحكى ‏

عن‏ ‏إحساسٍ‏ ‏ليس‏ ‏له‏ ‏اسم‏ْ ‏

إحساسٍ‏ ‏يفقد‏ ‏معناه، ‏إن‏ ‏سكن‏ ا‏للفظ ْ ا‏لميت‏.                

شئ ‏يتكور‏ ‏فى ‏جوفى ‏

يمشى ‏بين‏ ‏ضلوعى ‏

يصّاعد‏ ‏حتى ‏حلقى ‏

فأكاد‏ ‏أحـِسُّ‏ ‏به‏ ‏يقفز‏ُ ‏من‏ ‏شفتىّ

وفتحت‏ ‏فمي‏:‏

‏لم‏ ‏أسمع‏ ‏الا‏ ‏نفسا‏ًً ‏يتردد‏ْْ ‏

إلا‏ ‏نبضَ‏ ‏عروقى ‏

وبحثتُ‏ ‏عن‏ ‏الألف‏ ‏الممدودة‏ْ ‏

وعن‏ ‏الهاءْ‏ ‏

وصرختُ‏ ‏بأعلى ‏صمـْـتـِـى ‏

لم‏ ‏يسمعنى ‏السادة

وارتـَـدَّتْ‏ ‏تلك‏ ‏الألف‏ ‏الممدودةُ‏ ‏مهزومةْ ْ‏ ‏

تطعنُنى ‏فى ‏قلبّى ‏

وتدحرجتِ‏ ‏الهاءُ‏ ‏العمياءُ‏ ‏ككرة‏ ‏الصلب‏..، ‏

داخل‏ ‏أعماقى

من قصيدة:

“وهتفت بأعلى صمتى”

(كتبت سنة 1972 ونشرت فى ديوان سر اللعبة: 1978)

وبعد

لا أزعم يا مولانا أنها كانت وقفة

ربما كنت أتحسس طريقى إليها ، ولمـَّـا أصل بعد إلى بعض أطرافها.

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *