الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة أخرى للأحلام الأولى (41- 52): نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ) الحلم‏ (41)

قراءة أخرى للأحلام الأولى (41- 52): نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ) الحلم‏ (41)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 19-10-2017

السنة الحادية عشرة

العدد: 3701

فى رحاب نجيب محفوظ

قراءة أخرى للأحلام الأولى (41- 52)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى”

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (41)

قال‏ ‏لى ‏السمسار‏: ‏لا‏ ‏تضجر‏ ‏ولا‏ ‏تيأس‏ ‏يلزمك‏ ‏الصبر‏ ‏الجميل‏. ‏وكنت‏ ‏أعرف‏ ‏أنه‏ ‏على ‏علم‏ ‏بسر‏ ‏قلقى. ‏وأننى ‏مهدد‏ ‏بأن‏ ‏أفقد‏ ‏المأوى ‏وأجد‏ ‏نفسى ‏فى ‏الطريق‏. ‏قلت‏ ‏له‏ ‏بأننى ‏رأيت‏ ‏من‏ ‏المساكن‏ ‏عدد‏ ‏شعر‏ ‏رأسى، ‏ولكن‏ ‏الأسعار‏ ‏دائما‏ ‏فوق‏ ‏قدرتى. ‏وما‏ ‏هذه‏ ‏المساكن‏ ‏الخيالية‏ ‏التى ‏يقدر‏ ‏ثمن‏ ‏الشقة‏ ‏فيها‏ ‏بالمليون‏. ‏والعجيب‏ ‏أنه‏ ‏أكد‏ ‏لى ‏أن‏ ‏أربع‏ ‏زميلات‏ ‏لى ‏يملكن‏ ‏شققا‏ًً ‏فى ‏هذه‏ ‏المساكن‏ ‏الخيالية‏. ‏وغبطهن‏ ‏على ‏قدراتهن‏ ‏الخارقة،‏ ‏وقال ‏لى ‏الرجل‏ ‏إن‏ ‏الأمل‏ ‏الأخير‏ ‏فى ‏عمارة‏ ‏الحاج‏ ‏على ‏بحى ‏الحسين‏ ‏وأن‏ ‏علينا‏ ‏أن‏ ‏ننتظر‏ ‏عودته‏ ‏من‏ ‏الحج‏ ‏وقلت‏ ‏له‏ ‏إننى ‏أذكره‏ ‏من‏ ‏أيام‏ ‏إقامتنا‏ ‏فى ‏الحى ‏العتيق‏ ‏وإننى ‏كنت‏ ‏أشترى ‏منه‏ ‏الفول‏ ‏أحياناً‏ ‏بنفسى ‏فضحك‏ ‏الرجل‏ ‏وقال‏ ‏إن‏ ‏هذا‏ ‏ما‏ ‏يقوله‏ ‏الكثيرون‏ ‏ممن‏ ‏يرجون‏ ‏امتلاك‏ ‏شقة‏ ‏فى ‏عمارته‏ ‏الجديدة‏.‏

قلت‏ ‏بخوف‏: ‏إنه‏ ‏الأمل‏ ‏الأخير‏.‏

فقال‏ ‏بلهجة‏ ‏مشجعة‏ ‘عليك‏ ‏بالصبر‏ ‏الجميل‏’.‏

التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

وانتظرت حتى سمعت بعودة الحاج على ، وذهبت إليه مع السمسار، وحين ألمحت إلى علاقتى به أيام كنت أشترى منه الفول ، زغر لى السمسار زغرة ذات مغزى، وجذبنى من يدى بعيدا، وحين انفردنا قال لى أننى ساذج، وأن الحاج يثور إذا ما ذكره أحد بتاريخه هذا، ففهمت ولمت نفسى ، فاكمل السمسار أن عنده اقتراح أكثر وعدا ومكسبا، وعرض على أن أتزوج إحدى الزميلات الأربع اللاتى احتجزن الشقق فى العمارة الأولى، فدهشت وسألته، ألسن متزوجات، فأجاب بالنفى، فقلت له فلمَ يحتجزن الشقق إذن، فقال مقهقها، لصاحب النصيب مثلك، وحين سألته عن سمعتهن، وكيف حصلت الواحدة على ما يمكنها من الشراء هكذا قال، وماذا يهمك من ذلك المهم الشقة، فشكرته وأنا أفكر.

ثم عدت فى اليوم التالى وسألته إن كان يعرف أرقام الشقق التى تسكنها ولو إحداهن، فذكر لى رقما منها، لكنه نبهنى ألا أحاول اليوم بالذات، وضربت بقوله عرض الحائط وصعدت ودققت جرس الشقة التى ذكر لى رقمها وإذا بالحاج “على” هو الذى يفتح لى الباب، وحمدت الله أنه لم يتعرف على وجهى، واعتذرت بأنى أخطأت العنوان وانصرفت.

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *