الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد ابريل 1988 / عدد إبريل1988-عام الرماد الثالث (إلى نزيه أبوعفش )

عدد إبريل1988-عام الرماد الثالث (إلى نزيه أبوعفش )

عام الرماد الثالث

(إلى نزيه أبوعفش )

شعر: أحمد زرزور

(1)

أهكذا لم يعُد فى منزع دمى قوسٌ للمرأة

 التى تدخل عام رمادها الثالث،

وأنا أرهف روحى المغلّلة باضطراباتِ غرف النومِ:

ألى موسيقى نهدين بعيدين

تسحقهما رخاوة الآلات الحاسبة،

هنا احتَفَلتْ سحُبها الوثنيّة بإيمان أعضائى؛

اجترحتْ له آفاق هجراتٍ

ترصِّعها صلواتٌ تطرد مَحَاربيها

من ذاكرةِ الحظائر……..

هنا جرحت قوانين القصيدة

عدّلت من لياقة الشاعر

وحرّضتنى على الإطاحة بأفيال السرك

وبالذئاب الصغيرة التى تحدّق

فى ديكور الابتسام

هنا سألتنى عن بهاء أرخبيلاتى الثلاثة،

ساءلتنى عن غبطة السيِّدة المزمنة،

اصطحبتنى إلى جسد مبلل بدخان الشتاءِ

وأحرقتنى برفرفة أعضائها الصيفيّة

ثم توّجتنى شهيدا

على ضحكتها المتواطئة مع نشيجى

ومع زعيق المجالس المحلّيّة

(2)

الآن ينتحى برذاذ غيابها صَاعدا هَضَبة مُعْشبة

لاتتعجرفى أيتها الأمطار –

الفضاءات مزحومة بغناء آلهة تتعذب على

مرأى من طقطقة خيام الروح

ومسرى من غرغرة الأجساد المفروشة –

الأطفال يتقاذقون جمهوريّة لا تأكل أثدائها،

جمهوريّة متّحدة السّماء والأرض،

فاهطلى أيتها العينين –

علىعظام تتشبث بأديم جنون

يصوغ امرأة وحيدة فى حلمها

أراودها عن حزنها المردوم

 بأصباغ البنوك الاستثماريّة

والاكتشافات الُمخايِلة لحقول البترول

وهروب الكركدنات من الغابة

(3)

مرة قالت: احذر الكهرباء

وناولتنى يدا أوصلت المتصوفة بانقطاعتهم –

كان الله حاضرا تلك الرعدة

فأغفى سنَةًّ من فرح

محا – بعدها – ما خطّته وحشة العالم

فإلى متى يتوجّس الرجل الذى تحت الشجرة

وهو يتخيل دماءه ملقاة على أنوف وزراء الداخلية

وعلى ضفة نهر يحتضر؟

مرّة قلت : ألا تبصرين دما

وثياب امرأة – متهمٌ بهما؟

فهل تنعمين الآن بمرح

تتدافع إليه طمأنينة الرمل؟

صفى للقراّء مزج ذكورته بأنوثة آثرت

ألا تَخذل الأسطورة،

أو اعرُجى صوبَ ثقب فى سماء القلب –

وادخلى حالة قَطاف الكْرم

وإكتشفى لنا مدار مجرّات تقلب أوجهها فى

قدم مربعّ من شمس تتفحّم……..

(4)

لو كُشف لى الغطاء

ما ازددت دما راعفا فى نسغ صفصافة انحنت على سماء

مائية زغزغت صلبى ذات أرحام غامضة

= هى مظاهرات الروح – إذن –

لا الدودة ولا الفراشة

لا الحكومة ولا المعارضة

لا الزوجة ولا العشيقة

لا العَروض ولاعبره……

فهل تفهمين أيتها الكهرباء المصعوقة مجاز قصيدة

زَرعَتْ وردا بلديّا فى خشبِ

القوانينِ؟

– لماذ وقفت ضدّ “أسمدة الخشب”

والتمست للهذيان”امرأة”

تقرأ الغصون؟

– هى مظاهرات الجسد:

– ليتداعى البريق على الأعشاش

والخوذات

– لينهض الرجل صحراء وتنام

المرأة عزلاء

– لتستمتع الجيوش بمشروعاتها

المدنيّة، ولتجهش الحجارةّ

ببلاد تتمددً  أعضاؤها

على قدر ألحفة العروش

– ليلهو العصفور بعيدا ولم تحمرّ الوردة

ولترقص الروح على موسيقى آلة

حاسبة يجثو أمامها

نهدان رخيّان

(5)

…………….؛

اهكذا لم يعُدْ فى قوس دمى

منزعٌ لامرأة

تخرج من عام رمادها الثالث

1/1/88 – 15/2/1988

 بولاق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *