الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد أكتوبر 1987 مارس 1988 / عدد اكتوبر1987-مارس1988-فى رثاء شاعر ما

عدد اكتوبر1987-مارس1988-فى رثاء شاعر ما

فى رثاء شاعر ما

عادل عبد الحميد

قتيلً هنا فوق الخريطة ،

منْ قد يسحبُ الحبلَ عن عنقك؟

ومن سوفَ يجنى عنكَ تمرَ الخديعة،

من يغرَّد كى يستبدل الخنجر المسموم ،

بالياسمين المنضوى تحتَهُ السَُم البرئُ حبيبةَّ؟

.. لرأسك أن يستلقى الآن تحت الرمل منُطفئاً،

أنت الذى حاولتك الأغنيات ،

فحاولت الصدى من دم وتعب

وفاوضتها لمّا تخطتك بالحلم المرير حتى،

ألأّ تبيت على طوى

 فهل يشعل الندمُ الغناء من العدم ؟

…. وحيداً على هذا الخراب المُهندس….

منْ؟!

 خريفٌ لنا ،

ليلٌ يخطٌ المدى …….

 ماذا لهم ؟

هل عروشٌ من عظامك،

 أم دمُك

….وهل وردة تلك التى بين أيديهم ،

 أم الشعر يُعلن فتنة الدمَّ

 أم وتُر ؟

………….

 قتيل هنا فوقَ الخريطة،

 تركع للعظام وللقتلْة

………….

سلامٌ ،

وتعزفُ لحنك الآنَ بين مضاربِ القوم ،

 تتقنُ دورك الغامض المكرورَ ،

 تسألُ هذا العرش عن فرج سدى

 وتسأل هذا الدَّم عن وجعُ  ………..

                                سُدى

  فمن ذا يقايضُك الحطام على ماذا ؟

…… وفى الصبح ،

 تلبسُ وجهكَ الدموىَّ،

وتغمدُ السيفَ فى الطلَّ

 ظلاٌم ،

وكنت نُسائل الظلمات نشورَ سنبلةٍ ،

وتنصَّب الجوعَ مئذنة

وللفقراء تقولُ :

 قمحٌ جديدٌ مقبلّ من سيوفكم

….. كلاٌم وترقدُ ،

 قبرُكَ الآن منشغلٌ عن الأغنياتِ ،

إلى الأرض خضرتها

إلى الشمس بعضاً من هواء الطواحين ،

التى أهدرت عمرَك

…؛ فنْم فى سلام  هانىء البال ،

ممتشقا جبينَ التعازى والرثاءِ ،

 حسابُ البنكِ فى جيب أرملةِ الفقيدِ ،

 وصورةُ  عاشقٍ ينتعلُكْ

 وفى الصبح ،

تلبسُ وجهكِ الدموىَّ ،

 وتُغمدُ السيَّف فى الطلّ المعلََّل بالشمس الأخيرة ،

ثَّم تُعلَّبُ الجرحَ ، تحفظه على صخرة القلب المدلَّل ،

تُطعمُهُ قصيدتكَ : الطَّوى

****

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *