الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد يوليو 1987 / يوليو1987- الحصار‏ ‏فى ‏مربع‏ ‏الظل‏

يوليو1987- الحصار‏ ‏فى ‏مربع‏ ‏الظل‏

الحصار‏ ‏فى ‏مربع‏ ‏الظل‏

رضا‏ ‏الكاشف

هذه‏ ‏ليست‏ ‏أول‏ ‏مرة‏ ‏أحاول‏ – ‏وكل‏ ‏مرة‏ ‏تبوء‏ ‏محاولاتى ‏بالفشل‏.. ‏لذلك‏ ‏أصبحت‏ ‏لا‏ ‏أحس‏ ‏بوجودى.. ‏لا‏ ‏أشعر‏ ‏أننى ‏مخلوق‏ ‏بشرى ‏يتحرك‏ ‏دون‏ ‏خوف‏.. ‏بلا‏ ‏قيود‏ ..” ‏تستشرى ‏السحب‏ ‏السوداء‏ ‏فيتهاوى ‏تحت‏ ‏ضرباتها‏ ‏صفو‏ ‏السماء‏ ‏ولا‏ ‏يبقى ‏من‏ ‏هذا‏ ‏الصفاء‏ ‏الا‏ ‏نقط‏ ‏ضئيلة‏ ‏متناثرة‏”.. ‏يحتوينى ‏الظلام‏ ‏ويغرقنى.. ‏لا‏ ‏يريدون‏ ‏لى ‏الخروج‏ ‏حيث‏ (‏الهواء‏) ‏ننعم‏ ‏بنسائمه‏.. ‏يفك‏ ‏طوق‏ ‏الاخنتاق‏.. ‏ليكون‏ ‏ذريعة‏ ‏للحوار‏.. ‏لكن‏ ‏الهواء‏ ‏صفوه‏ ‏معكر‏.. ‏وكل‏ ‏الأشياء‏ ‏أراها‏ ‏تتحرك‏ ‏تحركا‏ ‏غير‏ ‏طبيعى.. ‏وتملكنى ‏الرعب‏ ‏خوفا‏ ‏من‏ ‏زيادة‏ ‏المرارة‏.. ‏واهتزت‏ ‏السماء‏ ‏فوقى.. ‏وارتفعت‏ ‏الأصوات‏.. ‏الجميع‏ ‏يحاول‏ ‏جاهدا‏ ‏جذب‏ ‏النظر‏ ‏اليه‏.. ‏كل‏ ‏متهم‏ ‏يحمل‏ ‏كتابة‏.. ‏والأماكن‏ ‏المغلقة‏ ‏والتى ‏شلها‏ ‏الخرس‏ ‏أصبحت‏ ‏عالية‏ ‏الصوت‏ ‏حتى ‏عنان‏ ‏السماء‏ .. ‏والملصقات‏ ‏على ‏الحوائط‏ ‏تقول‏ ‏ما‏ ‏لم‏ ‏نره‏… ‏حتى ‏عندما‏ ‏نظرت‏ ‏فى ‏مرأة‏ ‏أحد‏ ‏الحوانيت‏ ‏عكست‏ ‏وجها‏ ‏غير‏ ‏وجهى ‏الذى ‏ألفته‏.. ‏وأنا‏ ‏سائر‏ ‏على ‏غير‏ ‏هدى.. ‏يقابلنى ‏الجميع‏ ‏فى ‏ود‏ ‏حار‏.. ‏يستوضحونى ‏الأمر‏ ‏والراى… ‏وكيفية‏ ‏النهوض‏ ‏بالأزمة‏ ‏الاقتصادية‏… ‏ومشكلة‏ ‏الصحراء‏.. ‏والعمالة‏ .. ‏و‏….‏

ويقابلنى ‏آخرون‏ .. ‏حن‏ ‏الذين‏ ‏نسير‏ ‏نحو‏ ‏هدف‏ ‏استقرارك‏ … ‏وكل‏ ‏ما‏ ‏تراه‏ ‏ينمو‏….‏

وآخرون‏ ‏يلتفون‏ ‏حول‏ (…..) ‏وهذا‏ ‏هو‏ ‏الحل‏ …….‏

وآخرون‏ ‏يطلقون‏ ‏على ‏أنفسهم‏ ‏أنهم‏ ‏أصحاب‏ ‏التبشير‏ ‏والتنوير‏.. ‏و‏ .. ‏شعور‏ ‏مخدر‏ ‏ونشوة‏ ‏زائفة‏ .. ‏محاصر‏ ‏أنا‏ … ‏ومساحة‏ ‏ظلى ‏معتمة‏ …‏

حيث‏ ‏لن‏ ‏تعد‏ ‏ملامح‏ ‏الأشياء‏ ‏واضحة‏ .. ‏ومسافة‏ ‏الالتقاء‏ ‏لم‏ ‏أكن‏ ‏أتصورها‏ ‏بهذا‏ ‏الاتساع‏.. ” ‏وتتقعقع‏ ‏السحب‏ ‏السود‏ ‏راعدة‏.. ‏فترتجف‏ ‏هلعا‏ ‏نقط‏ ‏الصفاء‏ ‏المتناثرة‏ ‏فى ‏السماء‏.. ‏تبدأ‏ ‏السحب‏ ‏السود‏ ‏فى ‏التهامها‏ ‏واحدة‏ ‏فواحدة‏”… ‏احساس‏ ‏يجتاحنى ‏بفقدان‏ ‏التوزان‏.. ‏ضياع‏ ‏الصوت‏ ‏بين‏ ‏الحلم‏ ‏والغيبوبة‏.. ‏الحلم‏ ‏الذى ” ‏عندما‏ ‏تلتقى ‏السفن‏ ‏فى ‏عرض‏ ‏البحر‏ .. ‏تتعارف‏، ‏تتعاون‏، ‏وتمد‏ ‏كل‏ ‏منها‏ ‏للأخرى ‏ذراعا‏ ‏من‏ ‏نور‏” … ‏لكن‏ ‏سرعان‏ ‏ما‏  ‏لاح‏  ‏الحلم‏  ‏كسراب‏ .. ‏وألملم‏ ‏وعى ‏لأعى…  ‏ذكريات‏ ‏اختناق‏ ‏حادة‏ ‏تنبعث‏ .. ‏تتدافع‏ ‏رؤى ‏متداخلة‏ ‏لوجوه‏ ‏قادمة‏…‏

فهل‏ ‏فيهم‏ ‏من‏ ‏يزيل‏ ‏الظلام‏ ‏؟‏!‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *