الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد أكتوبر 1987 مارس 1988 / عدد أكتوبر1987-مارس1988ليفى شتراوس: اللقاء بين العلم والأسطورة

عدد أكتوبر1987-مارس1988ليفى شتراوس: اللقاء بين العلم والأسطورة

ليفى شتراوس: اللقاء بين العلم والأسطورة

الفصل الثانى: التفكير “البدائى” والعقل المتحضر

ترجمة: د. عصام اللباد

ان تلك الشعوب التى اعتدنا أن نطلق عليها” بدائية” لا ينبغى أن تسمى كذلك، إذ من الأفضل أن نطلق عليها اصطلاح الشعوب التى لم تعرف الكتابة، لأننى أعتقد ان هذا هو الواقع العامل الذى يميزها عنا، ولتلك الشعوب اسلوب فى التفكير تم تفسيره بطريقتين كلتاهما – فى رأيى خاطئ بنفس الدرجة .

فالطريقة الأولى: تعتبر أن هذا التفكير ذو نوعية متواضعة المرتبة، وقليل الشأن إلى حدا ما ، وأنه يفتقر إلى التجديد والدفعة .

وتتوارد إلى ذهنى الآن، كمثال لهذه الطريقة، أعمال مالينوفسكى فى مجال الأنثروبولوجيا المعاصرة .

وهنا حالا يجب على أن أقوم بالتعبير عن شدة احترامى له، فأنا أعتبره عالما انثروبولوجيا عظيما ـ وأنا لا أنوى انتقاده، أو التقليل من شأن إسهاماته – ولكن يعتقد مالينوفسكى بالنسبة لتفكير الشعوب التى قام هو بدراستها أو بقول أعم تفكير تلك المجموعات التى هم مادة الدراسة فى علم الأنثروبولوجيا تلك المجموعات السكانية(التى تعرف الكتابة) يعتقد أن تفكير هذه الشعوب قد تحدد، أو هو يتحدد بحاجات الحياة الأساسية، وكان يؤمن بان فى إمكاننا تفسير مؤسساتهم الاجتماعية، ومعتقداتهم وأساطيرهم وكل ما شابه، إذا ما عرفنا ان وجود أى شعب – مهما كان  – يتحدد بالحاجات المعيشية الصرفة، كإيجاد مايقيم أودهم ويرضى دوافعهم الجنسية وما إلى ذلك، وهذا الافتراض الشائع جدا هو ما يندرج فى الأنثروبولوجيا تحت اسم الوظيفة .

أما الطريقة الثانية: فلا تعتبر هذا النوع من الفكر ذا مرتبة أدنى، وإنما تعتبره اساسا نوعا مختلفا، وتمثل أعمال ليفى برول Levi Bruhl هذا التناول الذى اعتبر أن الاختلاف الأساسى بين التفكير” البدائى” وبين التفكير الحديث، هو أن الأول محدد تماما بالعواطف والتمثلات representations  الغامضة، أى أن مفهوم مالينوفسكى كان مفهوما نفعيا، وكان الآخر عاطفيا وجدانيا،وماحاولت انا إيضاحه هو: أن أفكار الشعوب التى لم تعرف الكتابة هى أفكار غير مجزأة، غير منحازة، وغير قياسية من ناحية، وهذا يمثل اختلافا عن ليفى برول وما حاولت توضحيه فى كتابى” الطوطمية”Totemism والعقل الهمجى& Savage mimed على سبيل المثال، أن هؤلاء الناس نعتبرهم عادة أكثر إذعانا لحاجة عدم الموت جوعا، ولحاجة الاستمرار فى البقاء فحسب تحت ظروف مادية قاسية، هم قادرون تماما، من ناحية على التفكير بتلك الطريقة غير المجزأة، غير المنحازة، غير القياسية، وانهم يتحركون وفقا للرغبة فى والحاجة إلى فهم العالم من حولهم وفهم طبيعته، وأيضا فهم المجتمع.

ومن الناحية الأخرى فهم يسلكون – فى سبيل الوصول إلى تلك الغاية – مسلك فيلسوف او حتى مسلك عالم ، وفقا لعمليات عقلية تماما .

وهذا هو الفرض الأساسى الذى أطرحه، وأود حالا أن استبعد أحد المفاهيم الخاطئة. فالقول بأن طريقة ما فى التفكير هى طريقة غير مجزأة – غير منحازة – غير قاسية، ,تنها عقلية، لا يعنى على الإطلاق أنها مكافئة للتفكير العلمى – فتلك الطريقة تظل بالطبع – مختلفة لأنها تهدف إلى الوصول باقصر الطرق الممكنة – إلى فهم عام للكون، ليس فهما عاما فقط وإنما كليا أيضا – فهى تفترض ضمناَ أنك إن لم تفهم كل شئ فانك لن تستطيع أن تفسر أى شئ – ويتناقض هذا تماما مع التفكير العلمى الذى يتقدم خطوة فخطوة محاولا إعطاء توضحيات وشروح … الخ فالتفكير العلمى – كما قال ديكارت – يهدف إلى تقسيم الصعوبة إلى اجزاء تتعدد بقدر ما يكون هذا التعدد ضروى للحل .

وعلى هذا، فأن ذلك الطموح الشمولى للعقل الهمجى إنما يختلف تماما عن وسائل التفكير العلمى والفارق الأكبر – قطعا – هو أن هذا الطموح لم يحرز نجاحا. فبينما نحن قادرون من خلال التفكير العلمى، على تحقيق السيطرة على الطبيعة، وأنا لست بحاجة لتوضيح هذه النقطة البالغة الوضوح، فإن الأسطورة لم تنجح فى إعطاء الإنسان قوة مادية يسيطر بها على بيئته، ولكنها، وهذا هام للغاية، تعطيه إحساسا خادعا بأنه يستطيع فهم الكون، أو أنه يفهمه بالفعل، وهذا بالقطع ليس إلا خدعة .

ومع ذلك فإنه يجب علينا كمفكرين علميين أن نلاحظ أننا لا نستخدم سوى قدراَ ضئيلا جدا من قدراتنا العقلية، نستخدم ما تستلزمه حرفتنا، أو ما تغرقنا فيه مواقف معينة فى لحظات معينة، فمثلا إذا استغرق أحدنا لمدة عشرين عاما أو أكثر فى دراسة الطرق التى تعمل بها نظم الأساطير ووصلات القرابة، فانه يقوم تبعا لذلك باستخدام هذا الجزء من قدراته العقلية، ولكننا لا نستطيع أن نطالب كلا منا بأن يهتم بالشئ نفسه تماما، وهكذا يقوم كل منا باستخدام جزء معين من القدرات العقلية التى نملكها حسب ما يحتاجه هو أقل وبقدر أكبر مما كنا نفعل فى الماضى إلا أنها ليست نفس النوع تماما من القدرات العقلية .

فنحن مثلا نقوم الآن باستخدام قدر أقل من ادراكاتنا الحسية، وقد واجهتنى مشكلة فى أثناء قيامى بكتابة الصياغة الأولى لكتابى” مقدمة إلى علم دراسة الأساطير” وكانت قادرة على رؤية كوكب الزهرة فى ضوء  النهار الساطع.

وكان هذا أمرا مستحيلا وغير قابل للتصديق بالمرة بالنسبة لى، فقمت بطرح هذا على متخصصى علم الفلك الذين أخبرونى أننا لا نرى هذا الكوكب فعلا، إلا أن باستطاعتنا ذلك لو عرفنا كمية الضوء المنبعثة منه فى ضوء النهار الساطع، وعلى هذا فإن استطاعة بعض الناس أن يروه لا تصبح شيئا عصيا على التصديق تماما، وفيما بعد نظرت إلى بعض المخطوطات البحرية القديمة التى تنتمى إلى نفس حضارتنا، وأتضح لى أن البحارة فى الماضى كانوا على ما يبدو قادرين على رؤية هذا الكوكب بدقة فى تماما ضوء النهار، ومن المحتمل أننا ما زلنا نستطيع ذلك لو قمنا بتدريب عيوننا .

وينطبق هذا تماما على معرفتنا بالنباتات والحيوانات فالناس الذين لم يعرفوا الكتابة، لهم معرفة دقيقة ورائعة ببيئتهم، وبكل قدراتهم – أما نحن فقد فقدنا ذلك ولكن هذا لم يكن بلا مقابل. فنحن الآن على سبيل المثال قادرون على قيادة مركبة دون أن نصطدم فى كل لحظة، ونحن نقوم فى المساء إدارة اجهزة الراديو والتليفزيون وهذا يتضمن تدريبا لقدرات عقلية لم تمتلكها الشعوب البدائية، لأنها لم تكن بحاجة إليها وأنا أومن أنهم بالامكانات الكامنة التى امتلكوها كانوا قادرين على تغيير نوعية عقولهم. ولكنهم لم يكونوا فى حاجة إلى ذلك ، فى ظل ذلك النوع من الحياة، تلك العلاقة بالطبيعة التى عاشوها، فإنه من المستحيل تنمية كل القدرات العقلية التى يمتلكها الجنس البشرى دفعة واحدة ، وإنما يمكن استعمال قطاع صغير منها- فقط – وهذا القطاع يختلف وفقا للثقافة…. وهذا كل ما فى الأمر.

وربما كان أحد الاستنتاجات العديدة للأبحاث الأنثروبولوجية أن العقل البشرى واحد فى كل مكان، وأنه يمتلك القدرات نفسها. هذا دون إغفال الاختلافات الثقافية بين أجزاء الجنس البشرى العديدة، وانا اعتقد أن هذا استنتاجا يمكن قبوله كل مكان .

كما أنى لا أعتقد أن الثقافات قد حاولت بطريقة منظمة أو منهجية أن تتميز عن بعضها البعض. فالواقع أنه منذ مئات الألوف من السنين لم يكن تعداد الجنس البشرى على الأرض كبيرا، وإنما كانت هناك جماعات صغيرة تحيا بمعزل، ولهذا كان طبيعيا أن تنمو خصائصهم، ,ان يصيروا مختلفين عن بعضهم. ولم يكن هذا التميز شيئا مخططا سلفا وإنما كان نتيجة بسيطة لتلك الظروف التى سادت لزمن طويل جدا.

وهنا، لا احب أن يساور أحداَ اعتقاد بأن هذا شئ ضار فى حد ذاته، أو أن هذه الاختلافات يجب لها أن تزول، فهى فى حقيقة الأمر شئ شديد الخصوبة ومثمر للغاية

فالتقدم لم يتم احرازه من خلال التباين والاختلاف ومن المحتمل أن يكون ما يهددنا الآن هو ما نطلق عليه فرط الاتصال Overcommunication أو النزوع إلى معرفة ما يجرى ، بدقة، فى كل الأجزاء المختلفة من العالم، من أى نقطة فيه، لهذا فإنه يتحتم على الثقافة حى تصبح هى نفسها بالفعل، ولكى تقدم شيئا، أن تقتنع هى وأعضاؤها بأصالتها، وأن يروا، بعض الشئ، تفوقها على الثقافات الأخرى، فنحن الآن مهددون بفقد كل الأصالة بسبب اتجاهنا أن نصبح مستهلكين، قادرين على استهلاك أى شئ يرد من أى نقطة فى العالم، ومن كل ثقافة، ولن تصبح ثقافتنا قادرة على تقديم أى شئ إلا فى ظل ظروف تواصل أقل Under communication .

إننا نستطيع الآن بسهولة تصور هذا الموقف الذى تصبح فيه هناك ثقافة واحدة فقط، وحضارة واحدة فقط ، على سطح الأرض كلها. إلا أننى لا أعتقد أن هذا  سيحدث، لأن هناك دائما ميولاَ متناقصة وتعمل باستمرار – نحو التجانس والتوحيد من ناحية، ونحو تميزات جديدة من ناحية أخرى ـ وأنه كلما ازداد الاتجاه نحو تجانس ما ، ازدادت خطوط التميزات الداخلية ظهورا ووضوحا. وأن ما يتم كسبانه على احد المستويات، سرعان ماتتم خسارته على مستوى آخر، وهذه هى مشاعرى الخاصة التى لا أملك أى دليل واضح على عمليات جدليتها، إلا أننى لا أرى كيف يمكن للجنس أن يعيش فى الواقع دون بعض التباينات الداخلية.

والآن، دعونا نتناول تلك الأسطورة من غرب كندا عن الزحاف Scate (1) الذى كان يحاول الانتصار على الريح الغربية والسيطرة عليها، والذى نجح فى تحقيق ذلك . إنها قصة تلك الفترة التى مرت بالأرض قبل ظهور البشرية، حين كانت الحيوانات والبشر غير متميزة فى الواقع عن بعضها البعض، وكان الجنس الموجود نصف بشرى ونصف حيوانى، كان الكل مستاءا بشدة من الرياح، خاصة الشريرة منها التى كانت تهب طوال الوقت، فيتعذر معها عليهم صيد الأسماك وجمع القواقع البحرية من الشاطئ، لهذا فقد قرر الجميع محاربة هذه الرياح، واجبارها على اتخاذ سلوك أكثر لينا وتأدبا. فكونت كتيبة اشتراكية فيها عدد من “الحيوانات/البشر” أو                 “البشر/ الحيوانات” وضمت الزحافات Skates التى أدت دورا هاما فى أسر الريح  الجنوبية، ولم تستطيع تلك الرياح الآسرة أن تتحرر إلا بعد أن وعدت بعدم الهبوب هكذا طوال الوقت، إنما من وقت لآخر، أو فى أوقات معينة من السنة، أو يوما بعد يوم، فيتمكن الجنس البشرى أن يزاول أنشطته وأعماله فى الوقت الآخر.

وهذه القصة لم تحدث أبدا بالطبع، ولكن الاكتفاء هكذا باعتبارها سخفا تاما، أو بأنها ليست إلا إبداعا خياليا نسجه عاقل مصاب بالهذيان هو ما يجب علينا أن نتفاداه بل ينبغى علينا أن نأخذ هذه القصة مأخذ الجد، وأن نتساءل:

لماذا الزحافات؟ ولماذا الرياح الجنوبية ؟

وعندما ننظر من قرب إلى تلك المادة الأسطورية كماتمت روايتها بالضبط، نلاحظ أن الزحاف يتصرف طبقا لخصائص محددة بدقة – وأن تلك الخصائص نوعان فهو: أولا: ناعم البطن، محرشف الظهر، يشبه الأسماك المفلطحة. وهو: ثانيا: يحمل هذا النوع من الخواص التى يسهل للزحاف النجاح المظفر فى الفرار عند مواجهة الحيوانات الأخرى، إن الزحاف يبدو هائل الحجم عندما يرى من أعلى أو أسفل وأنه رفيع وقليل السمك للغاية عندما يرى من أحد الجانبين. وقد يعتقد الصائد المهاجم أن تسديد سهم وقتله شيئا هينا بسبب ضخامة حجمه، ولكنه بمجرد أن يوجه سهمه، يستطيع الزحاف أن يستدير فجاة فإن اختيار الأسطورة للزحاف سببه هو أن هذا الحيوان – إذا ما اعتبرته، من إحدى وجهات النظر أو من الأخرى، قادرا على إعطائها – دعونى استعمل مصطلحات السيبرنطيقا – استجابة” نعم” أو” لا” أنه قادر على التواجد فى حالتين غير متصلتين، أحداهما إيجابية، والأخرى سلبية. إن استخدام الزحاف فى الاسطورة – بالرغم من أنى لا أحب حقيقة أن أركز على تلك المقارنة كثيرا – يشبه استخدام عناصر الحاسبات الإلكترونية الحديثة التى يمكنها حل مشكلات عويصة بإضافة سلسلة من إجابات” نعم” أو ” لا” .

ومن وجهة النظر الامبريقية فإن الخطأ والاستجابة يبدوان واضحين – فكيف يكمن لسمكة أن تواجه الرياح؟ إلا أننا من وجهة نظر منطقية نستطيع فهم سبب استخدام صور استعيرت من الخبرة وهذه هى أصالة التفكير الأسطورى – فهو يقوم بدور الأفكار المفهوميةConceptual  thoughts فالحيوان الذى يقوم بعمليات – يمكن أن نسميها ثنائية Binary يستطيع أن يقيم علاقة بمشكلة هى أيضا ثنائية، وهذا من وجهه نظر منطقية، فهبوب الرياح الجنوبية طوال العام يجعل الحياة غير محتملة بالنسبة للجنس البشرى – ولكن عند هبوبها يوما واحدا فقط كل يومين -” نعم ” فى يوم ” لا” فى يوم آخر، وهكذا فإن نوعا من الحلول الوسط بين حاجات الجنس البشرى وبين الظروف التى تسود عالم الطبيعة تصبح ممكنه، فهناك إذن علاقة بين الزحاف الشبه حيوانى، وبين نوع المشكلة التى تحاول الاسطورة أن تجد لها حلا .

إن تلك القصة ليست حقيقية من وجهة النظر العلمية، إلا أنه يمكننا فهم خصائص الأسطورة الآن فقط ، حيث أصبحت السيبرنطيقا والحاسبات الإلكترونية موجودة فى دنيا العلم، مما يمكننا من فهم العمليات الثنائية التى أستخدمها بالفعل فى التفكير الأسطورة، وفهم ما كنا غير قادرين على فهمه قبل أن نألف فكرة العمليات المزدوجة هو الوضع الراهن للتفكير العلمى .

والآن، لا أود أن يساورك اعتقاد أننى أضع التفسير العلمى والتفسير الأسطورى على قدم المساواة – فما اقوله هو أن عظمة وتفوق التفسير العلمى ليس فى انجازه العلمى والعقلانى فقط، ولكن فى أنه أصبح قادرا، ليس فقط على تفسير شرعيته ومصداقيته، ولكن أيضا على تفسير شرعية وصحة التفكير الأسطورى إلى حد ما، وهذا مانراه الآن أكثر وأكثر، وما يهم هو أننا نصبح الآن أكثر وأكثر اهتماما بالجانب النوعى، وأن العلم الذى كان له نظرة كمية صرفة فى القرن السابع عشر وحتى القرن التاسع عشر، بدأ الان فى ربط واستيعاب الجانب النوعى للواقع أيضا – وهذا وسوف يمكننا بلا شك من فهم اشياء عديدة، ذات قيمة داخل التفكير الأسطورى – وكانت فى الماضى عرضة للأهمال، باعتبارها عبثية – عشوائية، وخالية من المعنى ، وهذا الاتجاه سوف يقودنا إلى الاعتقاد بأن الفجوة المستحيلة بين الحياة والفكر التى قبلها الازدواج الفلسفى للقرن السابع عشر كأمر واقع مسلم به، هى فى الواقع غير موجودة، كما أننا إذا سرنا نحو الاعتقاد بأن ما يحدث داخل عقولنا هو شئ لا يختلف جوهريا ولا يختلف أساسا عن الظاهرة الأصلية للحياة نفسها كذلك إذا ما آمنا بعد كل هذا بأن التغلب على هذا النوع  من الفجوات ليس مستحيلا على الجنس البشرى من  ناحية، وعلى كل الكائنات الحية ” ليس الحيوانات فقط وإنما النباتات أيضا” من ناحية أخرى، فقد نصل إلى حكمة ” إن صح التعبير ” أكبر مما نعتقد أن بإمكاننا الوصول إليها.

****

[1] – حيوان خرافى – يطلق الاسم الآن على بعض أنواع الثعابين والزواحف كإسم شائع للنوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *