الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (38) تقاسيم على اللحن الأساسى

فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (38) تقاسيم على اللحن الأساسى

نشرة “الإنسان والتطور”13-4-2017

الخميس: 28-9-2017                 

السنة الحادية عشرة

العدد: 3680                          

فى رحاب نجيب محفوظ

قراءة أخرى للأحلام الأولى (38- 52)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (38)

فى ‏حجرتى ‏جالس‏ ‏أستمع‏ ‏إلى ‏أغنية‏ ‏يذيعها‏ ‏الفوغراف‏، ‏دخلت‏ ‏من‏ ‏الباب‏ ‏المفتوح‏ ‏فتاة‏ ‏فى ‏العشرين‏ ‏جميلة‏ ‏ورشيقة‏ ‏ومثيرة‏. ‏اكتسحتنى ‏دهشة‏ ‏ورغبة‏ ‏فقمت‏ ‏من‏ ‏مجلسى ‏واتجهت‏ ‏نحوها‏ ‏حتى ‏وقفت‏ ‏قبالتها‏. ‏وبهدوء‏ ‏مدت‏ ‏يدها‏ ‏بخطاب‏ ‏فتناولته‏ ‏ونظرت‏ ‏فيه‏ ‏ثم‏ ‏رددته‏ ‏إليها‏ ‏وأنا‏ ‏أقول‏ ‏لها‏ ‏إننى ‏لا‏ ‏أستطيع‏ ‏القراءة‏ ‏لضعف‏ ‏بصرى ‏وطلبت‏ ‏منها‏ ‏أن‏ ‏تقرأه‏ ‏هى ‏ولكنها‏ ‏اعتذرت‏ ‏بأنها‏ ‏لا‏ ‏تقرأ‏ ‏ولا‏ ‏تكتب‏ ‏وأن‏ ‏والدها‏ ‏كتبه‏ ‏للأمير‏ ‏المسطر‏ ‏اسمه‏ ‏على ‏الظرف‏ ‏ووصاها‏ ‏والدها‏ ‏قبل‏ ‏وفاته‏ ‏بأن‏ ‏تجيئنى ‏بالخطاب‏ ‏لأحمله‏ ‏إلى ‏الأمير‏، ‏وقلت‏ ‏لها‏ ‏ودهشتى ‏تتزايد‏ ‏إننى ‏لا‏ ‏أعرف‏ ‏الأمير‏ ‏ولا‏ ‏أى ‏أمير‏ ‏غيره‏ ‏وساورنى ‏الارتياب‏ ‏من‏ ‏ناحيتها‏ ‏وحاولت‏ ‏تغيير‏ ‏الموضوع‏ ‏ولكنها‏ ‏ذهبت‏.

وعندما‏ ‏كنت‏ ‏أعبر‏ ‏جسر‏ ‏قصر‏ ‏النيل‏ ‏فى ‏طريقى ‏إلى ‏عملى ‏ظهرت‏ ‏لى ‏عند‏ ‏نهايته‏ ‏فتجاهلتها‏ ‏ولكنها‏ ‏تبعتنى ‏مسافة‏ ‏غير‏ ‏قصيرة‏.‏

‏ ‏وعندما‏ ‏عدت‏ ‏إلى ‏مسكنى ‏وجدتها‏ ‏مستقرة‏. ‏حذرتها‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏تعود‏ ‏إلى ‏موضوع‏ ‏الخطاب‏ ‏والأمير‏. ‏ومر‏ ‏وقت‏ ‏طيب‏ ‏ولكنى ‏لم‏ ‏أخل‏ ‏من‏ ‏الوساوس‏. ‏والظاهر‏ ‏أنها‏ ‏لم‏ ‏تخل‏ ‏كذلك‏ ‏من‏ ‏مخاوف‏. ‏وكان‏ ‏واضحا‏ ‏أننا‏ ‏نريد‏ ‏الهرب‏ ‏بطريقة‏ ‏أو‏ ‏بأخرى‏.‏

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

ودق الباب الحارجى، وفتحت فتقدم شاب أنيق فى ملابس لامعة وكان يبدو من أهل السلطة لكننى استبعدت أن يكون من رجال الأمن أو شرطة الآداب، وسألنى عن اسمى كما سألها عن اسمها وأجبنا دون تردد وحين سأل عن العلاقة بيننا قلت له: أنها اختى  لكنه نظر فى أوراقه وقال لكن الأسماء التى ذكرتها تدل على اختلاف اسم الأب، فقلت له: إنها أختى من الأم، فسألنى وأين السيدة الوالدة، فقلت له: الله يرحمها، فنظر فى الأوراق وهز رأسه موافقا، وقال: “هذا صحيح”، مع أننى لم أذكر له اسمها من قبل، ثم قال لى: متى  وأين العزاء، فقلت فى مسجد عمر مكرم غدا بعد صلاة الجمعة، فتلفت حوله يمينا ويسارا وهو ينظر إلى الأثاث القديم المتواضع، وقال فى أدب مشفق، هكذا الوفاء، لكننى أشفق عليكما من تكاليف العزاء فى هذا المسجد ذى النجوم الخمس، وأنتم يبدو أنكم على قدر حالكم، مسجد عمر مكرم لا يعقد فيه العزاء، إلا عليه القوم، قلت: لكن أمى هى التى أوصت بذلك وتركت ما يسمح به، فقال: شكرا وسأبلغ الأمير تحياتك، فهو قد أرسلنى إليكما لأعبر عن عدم استطاعته الحضور شخصيا للعزاء.

ونظرت إليها فنظرت إلىّ،

وكانت العيون الأربعة تقول:

 “ياما انت كريم يا رب”.

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *