الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد ابريل 1987 / عدد إبريل1987-ذكرى ‏قديمة

عدد إبريل1987-ذكرى ‏قديمة

ذكرى ‏قديمة

رجب الصاوى

تحت‏ ‏الركام‏ ‏مابقيتشى ‏باتاوى

‏ ‏وفى‏ ‏ضامه‏ ‏تحت‏ ‏الضلمة‏ ‏ماتت‏ ‏حياتي

أيه‏ ‏اللى ‏فاضل‏ ‏من‏ ‏بقايا‏ ‏ذكرياتي

الذل‏ .. ‏ولا‏ ‏المهانة

باكتب‏ ‏عن‏ ‏التفاح‏ ‏كأنى ‏جاهاتى ‏

تلتين‏ ‏جسد‏ …….‏

تلتين‏ ‏عذاب‏ ……‏

أبيض‏ ‏بلون‏ ‏طعم‏ ‏الغياب

زى ‏العجايز‏ ‏على ‏الطريق‏ ‏فى الشمس

وباعنى ‏للحزن‏ ‏اللى ‏زى ‏الكيف

زمان‏ ‏يا‏ ‏هوى ..‏

‏ ‏أيه‏ ‏اللى ‏فاضل‏ ‏من‏ ‏بقايا‏ ‏النزيف

أيه‏ ‏اللى ‏فاضل‏ ‏من‏ ‏بكايا‏ ‏اللى ‏جاي

غير‏ ‏الحنين‏ ‏باللمس

لو‏ ‏حافتكر‏ .. ‏حابقى ‏أكيد‏ ‏نساي

لما‏ ‏أتقابلنا‏ ‏سوا

وقسمنا‏ ‏بايدينا‏ ‏الرغيف

والنسمة‏ ‏لعبت‏ ‏بالورق‏ ‏تحت‏ ‏الرصيف

كان‏ ‏الكلام‏ ‏أجمل‏ ‏من‏ ‏الدنيا

أجمل‏ ‏كتير‏ ‏من‏ ‏الحلم

‏ ‏والجهل‏ ‏بيطبطب‏ ‏عليه‏ ‏العلم

‏ ‏ماكانشى ‏ريحة‏ ‏فى ‏السما

وماكانشى ‏شباكي

اللى ‏ابتدا‏ ‏فى ‏سيرة‏ ‏الأحلام

واللى ‏انتهى ‏من‏ ‏رحلة‏ ‏الأيام

بيقوللى ‏مايهمش‏ …‏

كتر‏ ‏الكلام‏ ‏يدوش

حب‏ ‏الحقيقة‏ ‏زى ‏حب‏ ‏الضلام‏.‏

‏****‏

أيه‏ ‏اللى ‏عايزه‏ ‏من‏ ‏كلامى ‏ومن‏ ‏سكاتي

مش‏ ‏قادر‏ ‏أهرب‏ ‏من‏ ‏حكاياتي

أحلامك‏ ‏المنفية‏ ‏تحت‏ ‏الضل

كان‏ ‏اسمها‏ ‏فى ‏الشمس‏ ‏أغنية

لما‏ ‏أتهلكت‏ ‏بحبر‏ ‏أوراقك

وبحب‏ ‏أشيائك

دلوقتى ‏بيبان‏ ‏اشتياقك

على ‏كل‏ ‏كلمة‏ ‏بحرف‏ ‏مجنونة

‏ ‏باسمع‏ ‏ساعات‏ ‏الذل‏ ‏تحت‏ ‏الحيطان

زى ‏اللى ‏كان‏ ‏ساكت‏ ‏ومستغرب

زى ‏اللى ‏كان‏ ‏قاعد‏ ‏فى ‏ضل‏ ‏الجنينة

عمال‏ ‏بيحلم‏ ‏بالحديد‏ ‏يخضر

وبالبعيد‏ ‏اللى ‏مش‏ ‏عايز‏ ‏يقرب

‏ ‏قالوا‏ ‏عليه‏ ‏مجنون‏ ‏ومتغرب

مابقاش‏ ‏يبان‏ ‏فى ‏الضلمة‏ ‏تحت‏ ‏القبر

ما‏ ‏بقاش‏ ‏يبان‏ ..‏

مش‏ ‏قلت‏ ‏لك‏ …‏

دلوقتى ‏بس‏ ‏بتقرى ‏أسراري

اللى ‏اكتفت‏ ‏بالوهم‏ ‏عيشه‏ ‏ومكان

واللى ‏ابتدت‏ ‏تحلم‏ ‏بضل‏ ‏الوطن

‏ ‏واحنا‏ ‏اللى ‏عارفين‏ ‏الوطن‏ ‏من‏ ‏زمان

عايشين‏ ‏عشانك‏ ..‏

خايفين‏ ‏نموت‏ ‏من‏ ‏الغل‏ ‏قبل‏ ‏الأوان

أنت‏ ‏اللى ‏دايما‏ ‏صوره‏ ‏تحت‏ ‏الحيطان

زى ‏الرياح‏ ‏العتيدة‏.. ‏بتفتحى ‏لى ‏المسالك

وتهزى ‏بايديكى ‏الرموش‏ ‏البليدة

ويمسك‏ ‏صوابعنا‏ ‏الألم

ياريتنا‏ ‏نعرفلك‏ ‏طريق‏ ‏الخلاص

ياريتنا‏ ‏نعرفلك‏ ‏طريق‏ ‏الندم

نحسب‏ ‏سنين‏ ‏الخيانة‏ ‏اللى ‏اسمها‏ ‏اخلاص

بالثانية‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏الرصاص

ما‏ ‏يخش‏ ‏فى ‏الجرح‏ ‏اللى ‏غاص‏ …‏

واللى ‏أتملى ‏بالدم‏.‏

‏*****‏

كنا‏ ‏ابتدينا‏ ‏نعد‏ ‏فى ‏سنين‏ ‏الغياب

ورجعنا‏ ‏نتعذب

والذكريات‏ ‏عماله‏ ‏تتسرسب

زى ‏اللى ‏بيدور‏ ‏عليها‏ ‏السراب

‏ ‏ومافيش‏ ‏أمل‏ ‏فى ‏البعد‏ ‏أو‏ ‏فى ‏الغياب

لما‏ ‏اتفتح‏ ‏فى ‏الدنيا‏ ‏باب‏ ‏للألم

أنا‏ ‏كنت‏ ‏واقف‏ ‏أول‏ ‏الطوابير

لابس‏ ‏حرير‏ .. ‏وباعدى ‏م‏ ‏الشارع

زى ‏الطيور‏ ‏عششت‏ ‏فوق‏ ‏التل

زى ‏الى ‏بانى ‏فى ‏الحياة‏ ‏معتقل

أو‏ ‏سجن‏ ‏مكسور‏ ‏البيبان

كل‏ ‏اللى ‏حبيته‏ ‏أتقتل

واللى ‏بنيته‏ ‏أختل

ومافيش‏ ‏أمل‏ ‏فى ‏البعد‏ ‏أو‏ ‏فى ‏الغياب

من‏ ‏دنيا‏ ‏تايهه‏ ‏فى ‏بحر‏ ‏تايه

‏ ‏من‏ ‏موج‏ ‏بيتشطر‏ ‏على ‏ورقه

تحت‏ ‏البكا‏ ‏اللى ‏ينور‏ ‏القنديل

حلم‏ ‏الليالى ‏الطويل

وباحس‏ ‏بنجوم‏ ‏السما‏ ‏بتنكسر

‏ ‏مع‏ ‏أنى ‏عايش‏ ‏فى ‏زمان‏ ‏المستحيل

مع‏ ‏أنى ‏مش‏ ‏عايش

‏ ‏مابقاش‏ ‏يبان‏ ‏الا‏ ‏ضعيف‏ ‏النظر

والليل‏ ‏بكا‏ ‏من‏ ‏شوقه‏ ‏للدنيا

من‏ ‏جرحه‏ ‏علمنى ‏السهر

وما‏ ‏فيش‏ ‏أمل‏ ‏فى ‏البعد‏ ‏أو‏ ‏فى ‏الغياب

‏.. ‏وأنا‏ ‏اللى ‏ماشى ‏تحت‏ ‏تقل‏ ‏الخريف

لما‏ ‏ابتدأ‏ ‏يزحف‏ ‏معايا‏ ‏القمر

يرميلى ‏من‏ ‏ضوئه‏ ‏المخيف

لما‏ ‏ابتدأ‏ .. ‏وأنطفي

أجمل‏ ‏ما‏ ‏فيا‏ .. ‏اختفي

أجمل‏ ‏ما‏ ‏فيكى .. ‏راح

وبقينا‏ ‏نشبه‏ ‏للمدى ‏والبراح‏.‏

أكتوبر‏ 1986‏

‏ ‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *