الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفرى (255) : من موقف “الأعمال”

حوار مع مولانا النفرى (255) : من موقف “الأعمال”

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء:  26-9-2017

السنة الحادية عشرة

العدد:  3678

  حوار مع مولانا النفرى (255)

من موقف “الأعمال”

وقال مولانا النفرى أنه:

 وقال لى:

زِن ِ العلم بميزان النية

وزِن ِ العمل بميزان الإخلاص

فقلت لمولانا:

توقفت طويلا يا مولانا أمام هذه الموازين واحترت، ولم أجرؤ أن أعترض، أعترض على مـَنْ؟ لكن من حقى يا مولانا أن أقول لك ما آلت إليه بعض مضامين هذين اللفظين الذين جعلهما لنا موازين للعلم والعمل.

النية يا مولانا أصبحت وسيلة البعد عن “هنا والآن”، هذا البعد الذى تعرفتُ عليه من خلال التركيز فى مهنتى على “إذن ماذا؟”، وأيضا هى ارتبطت عندى باجابة من أطلب منهم أداء ما يصلح ونصلح به فيجيب أنه “سوف أحاول” فأقول له إما أن توافق ونبدأ الآن، أو لا داعى للاتفاق أصلا، ويتردد، وأحيانا يقدّم “المشيـئة” بمعناها السلبى، فأصاب بخيبة أمل بلا حدود، فكيف يا مولانا أزِنُ العلم بميزان النية، وقد آلت بعض صورها إلى مثل ذلك، ثم إننا تعلمنا عند بدء الصلاة أن النية محلها القلب، والقلوب يا مولانا أصبح عليها من الرَّان والأقفال ما يشككنا فى الإعتماد على كفاءتها حتى نختبر قدرتها على احتواء مكيال الإخلاص الذى هو أهم موازينه، ثم كيف بالله يا مولانا أزن العلم بميزان النية إلا إن كان للنية معنى أعرق وأبقى مما شاع فيها وعنها حالا.

ثم كيف تكون النية حتى لو كانت الأعمق والأكثر رسوخا هى ميزان العلم، والعلم كما نبهـّتنا، أو نبـَّهـَكَ فنبهتنا: يحتاج لشروطٍ ومواصفات أكثر كثيرا مما التصقت به معانيه فى المعاجم أو حتى المعامل، العلم يا مولانا فى محنة هائلة، ولم أتصالح على “العلم”، إلا حين تعلمت من مواقفك أن ثمَّ علم ليس ضده الجهل، وأن ثم جهل هو معرفة قصوى.

وحين انتقلت إلى بقية الفقرة، توقفت أيضا عند العمل والإخلاص، حيث ما بلغنى مما آل حالنا إليه أن الإخلاص لا يكفى ميزانا للعمل، وإنما هو “الإنجاز” بدءًا من الآن، فهو الأوْلى أن نكيل به، أما علاقة الإخلاص بالإنجاز فهى واردة ومهمة، وعلينا نحن أن نبحث عنها، وحين يكون الإنجاز، أى إنجاز مجرد مرحلة، فهو يعلن مهمة “مرحلة” العمل، فوجب حضور الإخلاص حتى نطمئن أنه عمل لن يجرجرنى إلى التوقف عنده، أو مهما حقق غاية قصوى، وإلا دخل الشرك عليه من خلال ذلك، هنا وجب الإخلاص نفيا للشرك إذا غرنى عملى أو أنسانى أنه “له” خالصا فى كل صوره، وأنه يولـِّد أعمالاً فأعمالاً “إليه”، هنا وجب الإخلاص لنفـْىِ الشرك، دائما أبداً.

وعليه قصد السبيل.

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *