الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد يناير 1987 / يناير1987- أهكذا بغير معجزة…! (متتالية شعرية)

يناير1987- أهكذا بغير معجزة…! (متتالية شعرية)

متتالية  شعرية

أهكذا‏ ‏بغير‏ ‏معجزة‏….!‏

عباس‏ ‏الصهبى

‏(‏الحركة‏ ‏الأولى‏)‏

طويلة‏…. ‏شوارع‏ ‏المدينة

طويلة‏… ‏بغير‏ ‏فائدة

‏ ‏ما‏ ‏الفرق‏ ‏بين‏ ‏شارع‏ ‏وآخر؟

ما‏ ‏الفرق‏ ‏بين‏ ‏راكب‏ ‏وسائر؟

ونظرة‏ ‏الخوف‏…‏

التى ‏تكسو‏ ‏العيون‏….‏

واحدة‏!‏

ما‏ ‏الفائدة؟‏!‏

أسير‏ ‏فى ‏شوراع‏ ‏المدينة

فتلتوى…‏

وعندما‏ ‏يأتى ‏المساء

يلدغنى ‏ثعبان‏ ‏يأس‏ ‏قاتل

أهرب‏ ‏من‏ ‏نفسي

فلا‏ ‏يفتك‏ ‏بي

مقهى… ‏على ‏الميدان

وشـاي

وثلة‏ ‏من‏ ‏تعساء‏ ‏الأبرياء

أهتف‏ ‏فيهم‏:‏

‏( ‏لمن‏ ‏يكون‏ ‏الانتماء؟

للأرض‏…. ‏أم‏ ‏يكون‏ ‏للسماء؟

للجذر‏… ‏أم‏ ‏للزهرة‏… ‏العطاء؟

لمن‏ ‏يكون‏ ‏الانتماء؟

لمن؟‏)!‏

‏( ‏الحركة‏ ‏الثانية‏)‏

ألقاك‏ ‏فى ‏قتامة‏ ‏المساء‏…‏

يا‏ ‏حبيبتى….‏

نجما‏.. ‏يضئ‏ ‏وحشتي

وبلسما‏.. ‏يشفى ‏جراح‏ ‏غربتي

وقصة‏.. ‏أنسى ‏بها‏ ‏كل‏ ‏المآسي

الحب‏ ‏رقة‏…‏

فما‏ ‏لحبنا‏ ‏المولود‏…. ‏قاس؟‏!‏

يود‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏رغم‏ ‏كل‏ ‏شئ

لا‏ ‏الخوف‏… ‏لا‏ ‏الرياء‏.. ‏لا‏ ‏الشتاء‏… ‏يوقفه

يود‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏صادقا‏…‏

ولو‏ ‏بدا‏….‏

بوجهه‏ ‏الذى ‏لا‏ ‏نعرفه

تنسين‏ ‏فى ‏يدى….‏

ذراعك‏ ‏التى…..‏

كأنها‏ ‏شراع

أقودها‏/ ‏تقودني

فنعبر‏ ‏الضياع

نسخر‏ ‏من‏ ‏شوراع‏ ‏المدينة‏ ‏الطويلة

نعبرها‏… ‏فى ‏قبلتين

نجتازها‏ ‏بطولها‏.. ‏خلال‏ ‏ترنيمة

بلبلين‏ ‏حائرين‏ ‏حالمين

من‏ ‏قال‏ ‏أنها‏ ‏طويلة‏…‏

لم‏ ‏يضطرم‏ ‏بالشوق‏ ‏قلبه

ولم‏ ‏الحب‏!‏

‏( ‏الحركة‏ ‏الثالثة‏)‏

‏ ‏مازال‏ ‏وجهك‏ ‏المدور‏ ‏الصغير‏..‏

ياحبيبتى…. ‏يزورني

فى ‏جرأة‏ ‏البراءة‏ ‏المقتحمة

يدخل‏ ‏غرفتى… ‏

يلومني

وقد‏ ‏سقطت‏ .. ‏فى ‏الفراش‏..‏

مثخنا‏ ‏بالحمى… ‏

يسألني‏:‏

‏( ‏الى ‏متى ‏نظل‏ ‏هكذا؟

وكيف‏ ‏نعبر‏ ‏السيول‏….‏

دون‏ ‏أن‏ ‏تغرقنا؟

وهل‏ ‏يقاوم‏ ‏الصقيع‏ ‏دفء‏ ‏قلب‏..‏

نابض‏ ‏بالحب‏…‏

دون‏ ‏معجزة؟‏)!‏

‏- ‏حبيبتى..‏

‏ ‏طريقنا‏ ‏محدد

مكاننا‏: ‏بالخندق‏ ‏المرصود

شعارنا‏: ‏لن‏ ‏يسقط‏ ‏الجديد‏…‏

فى ‏الأكمنة‏ ‏القديمة

‏ ‏وحبنا‏: ‏اليد‏ ‏التى ‏تلوى ‏عنان‏…‏

المستحيل

فات‏ ‏أوان‏ ‏المعجزات

وهو‏ ‏فى ‏انتظار‏ ‏معجزة

عصر‏ ‏الشوراع‏ ‏الطويلة‏/ ‏الطويلة‏ ‏التى…‏

لا‏ ‏تلتقى…‏

الا‏ ‏لكى ‏تفرق‏ ‏الخطى…‏

عن‏ ‏الخطي

فلتحذرى….‏

حبيبتى….‏

شوراع‏ ‏المدينة‏!‏

‏( ‏الحركة‏ ‏الأخيرة‏)‏

هأنت‏ ‏قلتها‏…‏

بمنتهى ‏البساطة‏:‏

‏( ‏لن‏ ‏نلتقى….‏

لأننا‏….. ‏لن‏ ‏نلتقي‏)!‏

كارثة‏ ‏مروعة

لأننى… ‏بمنتهى ‏البساطة‏…‏

قبلت‏ ‏ألا‏ ‏نلتقى…..‏

لأننا‏.. ‏لن‏ ‏نلتقي‏!‏

لكننا‏..‏

برغم‏ ‏أسوار‏ ‏الخداع‏…‏

تلتقى ‏عيوننا

عيناك‏… ‏يا‏ ‏حبيبتى….‏

مزيج‏ ‏لون‏ ‏البحر‏ ‏والشفق

وتسألاننى.. ‏عن‏ ‏الحب‏ ‏الذى..‏

لم‏ ‏يشتعل

لكنه‏ ‏احترق

مازالتا‏… ‏فى ‏سقف‏ ‏غرفتى..‏

أمام‏ ‏شرفتى…‏

وفى ‏جيوب‏ ‏سترتي

لحوحتين‏ ‏تتبعاننى….‏

اذا‏ ‏خرجت‏…‏

كى ‏أتوه‏ ‏بالشوراع‏ ‏الطويلة

وتسرعان‏…..‏

تفتحان‏ ‏لى ‏اشارات‏ ‏المرور‏ ‏للضياع

وتسبقاننى……‏

الى ‏المقهى ‏العتيق‏….‏

تدخلان‏….‏

تستقران‏ ‏أمام‏ ‏مقعدى ‏الأثير

فتسخران‏…‏

حين‏ ‏تطلبان‏…‏

فى ‏شماتة‏… ‏لقلبى..‏

أقداح‏ ‏شاي

تتبعها

أقداح‏ ‏شاي

أرشفها‏… ‏ترشفنى… ‏يرشفنا

يظل‏ ‏كوب‏ ‏الشاى…‏

فى ‏مدينتى……‏

أدفز‏ ‏من‏ ‏نبضات‏ ‏ألف‏ ‏حب

هو‏ ‏الذى ‏رأيته‏…‏

وسط‏ ‏دروبها‏….‏

يقاوم‏ ‏الصقيع‏ ‏فى ‏شراسه

للشاى… ‏وحده‏…‏

حبيبتى / ‏مدينتي

وألف‏ ‏معذرة‏ ….‏

يكون‏ ‏الانتماء‏!‏

‏****‏

أول‏ ‏شتاء‏ 1987

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *