الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (36) تقاسيم على اللحن الأساسى

فى رحاب نجيب محفوظ قراءة أخرى للحلم (36) تقاسيم على اللحن الأساسى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:   14-9-2017

السنة الحادية عشرة

العدد:   3666                        

13-4-2017فى رحاب نجيب محفوظ

قراءة أخرى للأحلام الأولى (36- 52)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (36)

جمعنا‏ ‏بهو‏ ‏ما‏. ‏ثمة‏ ‏وجوه‏ ‏أراها‏ ‏لأول‏ ‏مرة‏ ‏ووجوه‏ ‏أعرفها‏ ‏جيدا‏ًً ‏من‏ ‏الزملاء‏. ‏وكنا‏ ‏ننتظر‏ ‏إعلان‏ ‏نتيجة‏ ‏يا‏ ‏نصيب‏. ‏وأعلنت‏ ‏النتيجة‏ ‏وكنت‏ ‏الرابح‏ ‏وكانت‏ ‏الجائزة‏ ‏فيلا‏ ‏حديثة‏ ‏وحصل‏ ‏زياط‏ ‏وتعليقات‏ ‏وتهانى. لم‏ ‏تستطع‏ ‏وجوه‏ ‏كثيرة‏ ‏أن‏ ‏تخفى ‏كمدها‏. ‏وقال‏ ‏لى ‏كثيرون‏ ‏إنه‏ ‏فوز‏ ‏ولكنه‏ ‏خازوق‏ ‏من‏ ‏أين‏ ‏لك‏ ‏المال‏ ‏لتأثيثها‏ ‏وتوفير‏ ‏الخدم‏ ‏اللازمين‏ ‏لها‏ ‏واستهلاكات‏ ‏الماء‏ ‏والكهرباء‏ ‏وخدمة‏ ‏حوض‏ ‏السباحة‏ ‏والتكييف‏ ‏الخ‏.‏

الحق‏ ‏أن‏ الحلم ‏ ‏مازال‏ ‏حلما‏ًً ‏وها‏ ‏أنا‏ ‏أتفقد‏ ‏الفيلا‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏تقريبا‏ًً ‏وأرجع‏ ‏بالخيبة‏ ‏والحسرات‏. ‏واستغل‏ ‏أناس‏ ‏قلة‏ ‏خبرتى ‏وأقنعونى ‏ببيعها‏ ‏واشتروها‏ ‏بثمن‏ ‏فرحت‏ ‏به‏ ‏ساعات‏ ‏حتى ‏تبين‏ ‏لى ‏أننى ‏خدعت‏ ‏وسرقت‏.‏

وحدث‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏أن‏ ‏خلت‏ ‏وظيفة‏ ‏مدير‏ ‏عام‏ ‏وكثر‏ ‏التزاحم‏ ‏حولها‏ ‏والمرشحون‏ ‏وبطاقات‏ ‏ذوى ‏النفوذ‏ ‏وقابلت‏ ‏الوزير‏ ‏وقلت‏ ‏له‏ ‏إننى ‏لا‏ ‏وسيط‏ ‏لى ‏سواه‏ ‏ولكنه‏ ‏قال‏ ‏لى ‏إنك‏ ‏لم‏ ‏تستطع‏ ‏أن‏ ‏تحافظ‏ ‏على ‏مالك‏ ‏الخاص‏ ‏فكيف‏ أ‏أتمنك‏ ‏على ‏المال‏ ‏العام‏.‏

وصرت‏ ‏نادرة‏ ‏ومثالا‏ًً ‏فطلبت‏ ‏ضم‏ ‏المدة‏ ‏الباقية‏ ‏لى ‏فى ‏الخدمة‏ ‏إلى ‏خدمتى ‏وإحالتى ‏إلى ‏المعاش‏ ‏وأخيرا‏ ‏وجدت‏ ‏الطمأنينة‏ ‏فى ‏موضع‏ ‏لا‏ ‏يتطلع‏ ‏إليه‏ ‏طماع‏ ‏ولا‏ ‏ينظر‏ ‏إليه‏ ‏ذوو‏ ‏الطموح‏.‏

التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

… وحين جاءنى المكلف بالموقع الذى لا يتطلع إليه طماع، ولا ينظر إليه ذوو الطموح، وسألنى عن هويتى، قلت له: أنت أدرى بها، قال: أنت رجل طيب انسحبت رعبا من اختبار حمل أمانة مادية حياتية خائبة، ونسيت أنك تصديت لحمل الأمانة الأصل بأقل قدر من المسئولية، قلت له: لم يكن لى خيار، أنا تنازلت عن حظى خوفا من عجزى، فأكملوا على خيبتى بطردى، قال لى هل ترغب أن تعود؟ قلت: أعود إلى أين؟ قال: تجرب حظك مرة أخرى قلت: أجرب حظى فى ماذا؟ فى الجائزة أم فى الوظيفة؟ قال: فى أى منهما، أو فيهما معا، قال ذلك واختفى، فرحت أتحسس الرطوبة من تحتى والظلام من حولى، ولاح لى بريق شعاع يظهر ويختفى، يتسحب من شق قديم فى جدار حولى، وصرخت بأعلى صوتى “لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين”

وصحوت وأنا لا أكاد أصدق.   

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *