الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفرى (253) : من موقف “المطلع”

حوار مع مولانا النفرى (253) : من موقف “المطلع”

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء:  12-9-2017

السنة الحادية عشرة

العدد:  3664

 

  حوار مع مولانا النفرى (253)

من موقف “المطلع”

مقدمة:

منذ ستة أشهر يا مولانا بتاريخ 7/3/2017 قرأت لك من موقف “الحجاب” ما أفرحنى حين تعرفت من خلال حوارى معك الطريق إلى أنه: خلافا عن المزاعم المستوردة عن “إثبات الذات” أو “تحقيق الذات“، كما نستورد آلياتها من أولياء أمورنا فى الشمال والغرب جاء فى تلك النشرة: “إذا كنـَت لى: فأنت بى، وإذا كنت بى: فأنت لك”

فقلت لك يا مولانا آنذاك:

“أكون له”؟!!! وهل يمكن أن أتلكأ فى قبول هذا الفضل وهذه الرحمة، إن لم أكن له أكون لمن؟ “أكون له”!! هذا غاية ما يمكن أن يحلم به من يريد وجهه،

 وإذا به يزيدنى من فضله وهو يبين لى أننى حين أكون له: أكون “به” “فأكوننى” لى!!

يا خبر!! إذن فهذا هو الطريق الأسلم والأجمل والأشرف لأكون لى، وحين أكون لى عبر هذا السبيل كما خلقنى: أكون له بفضله وكدحى، فأكون به برحمته ورضاه، فأكون لى …، ….، …..، فأكون له..،  فأكون به، فأكون لى… ولا تتوقف السلسلة أبدا.

اليوم يزداد فضله وضوحا، ويسطع الطريق بمزيد من الإضافة لمزيد من نفى الشرك.

وذلك من موقف “المطلع” حين أبلغتنا يا مولانا أنه قال لك:

إن أردتنى بكل شىء

 وأردت بى كل شىء

علـَّمتك علماً لا يستطيعه الكون

تـَعلـَّمنـَا، فانتبهنا، فاتقينا يا مولانا من كثير مما قاله لك فى مواقف كثيرة رهطاً هائلاً من ألعاب الشرك وخفاياه، حتى احتد سمعنا فكدنا نسمع “دبيب النملة”،

 لكن يصلنى اليوم إضافة خاصة من بْعدين ربما أعاناننى على مزيد من اليقظة، ربطاً بما هدانا إليه من الموقف السابق إعادته..، أقول اليوم: فأواصل قولى لك يا مولانا:

أن أريده بكل شىء، لا بديل ولا نقصان، حتى لو بدا لى أننى أريد هذا الشىء لذاته، لكن لا مفر من أن يكون أى شىء هو فى نهاية النهاية وسيلة إليه، مهما بدا بعيدا عن ذلك خاصة فى البداية، وإلا سقطتُ فى امتحان “سنة أولى”.

أما “امتحان سنة ثانية” فهو:

أن أريد به كل شىء، إذْ لا حول ولا قوة إلا به فى أى شىء وفى كل شىء، فهو وسيلتى وسبيلى إلى ما أريد،

 كل ما أريد، إنْ لم يوصِّل إليه: فأنا لا أريده.

وهكذا تستمر الحلقة به إليه، به إليه، مرورا يا مولانا بما ينفع الناس،

 ولا ينفع الناس ويبقى إلا ما كان به، وصار إليه.

هل بهذا أطمئن إلى أن الشرك أصبح أبعد قليلا.

ولأن المسألة شديدة الصعوبة إذا كنا نعنى “بكل شىء” “كل شىء” فعلا: فإن من يجتاز امتحان سنة أولى ثم سنة ثانية بكدحه  وحذره، وبصيرته فإن ربنا يجزيه بأن يعلـّمه من خلال أمره “أن يقرأ وربه الأَكْرَمُ”  “الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ” يعلمه علما لا يستطيعه الكون.

 طبعا، وهل يستطيع الكون أن يـَعـْـلـَم ما علمه ربنا لعبدٍ رضى عنه هكذا: حين استطاع أن يخلص له هكذا: وهو يريد منه كل شىء ويريد به كل شىء..

“قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ”

…. “وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ”.

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *