الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد ابريل 1985 / ابريل1985-نظرية جديدة . . للشجر

ابريل1985-نظرية جديدة . . للشجر

نظرية جديدة . . للشجر

شعر: أحمد زرزور

(أ)

تغيب عنى يا سليمان الحكيم …

فتعجز الريح عن سبر الجذوع

تغيب أيها الحاضر فى دماء تهرب لحظة السقوط فى شرك النهد

****

تغيب أم تضيع؟

أنا أقول لك / فما حدث كان مبارزة بين تهتهة القصيدة،

وبين فقه البنت التى ضاجعتها العلل العائلية . .

فكيف ترى نتيجة الشهقة؟

أو تتوقع عاقبة الفحيح؟!

****

أنا ممسوخ – يا سيدى العارف بالتراجيديا – حجرا

ومذرو – إذا يلمسنى المطر – هشيم حسرة

ونثار تبكيت

لقد ضحكت أولا فى زمن النزوح الاضطرارى

ولكن . . . .

كيف غابت العاصمة المقدسة . . .

فضلت السيوف غبار نقع الخيول

؛ لتقصد “سدوم” امرأة حرفت خريطتها،

واستنفرت هالتها . . .

لأقع صريع سراب ساخن؟!!

آه . . . أنا البارد حد الدم

الثقيل حد الروح

الغافل حد أحكم الحكماء

وأشعر الشعراء

وأجل الكهنة ..!

… / … / …/ …

الآن ..

تطرحنى أجروميتك وراء أسطورة الورد

فأتمدد موحلا على رمضاء الخديعة…

ها هو القمر شامتا يهلل

يخلع عن جسده الأنثوى سترة المرابى المضيئة

لتبللنى إفرازاته الصدئة

فأمنحونى عفوكم أيها الملائكة المقهورون فى زنازينى . . .

؛ فأنا أسير إعلان مثير لامرأة عارية على ملصقات التعاويذ الريفية.

ونصائح الكتب الصفراء

و “حوقلات” زنادقة لم يكتشفوا السر…!

عفوكم أيها المسحوقون تحت هرولة شبقى…

؛ أنا عرفت سر الجذوع

أمسكت أبعد المجرات

وحصلت على وثيقة نادرة “للاستطيقا” المحرمة..

فامنحونى بركاتكم ثوبا

فهذا هو شرط الحلال الوحيد!

(ب)

من حقك الآن – إذن – أيها الجرح

 أن تتسع لا أن تبرأ!

أن تتفجع لا أن تهنأ برأد الضحى!

من حقك أن تنهزم ضاحكا

ولكنه “ضحك كالبكا”

ليس من حقك أن تستدعى الفصاحة

حيث هجرتها السواقى المخاتلة التى غمرت حقولك بالجراد

والكهولة المبكرة.

فلا‏ ‏تسأل‏ ‏عن‏ ‏العلة‏/ ‏المعلول‏ ‏أدري‏ ‏

ولا‏ ‏تستفسر‏ ‏عن‏ ‏الجنازات‏ / ‏فالجثمان‏ ‏أعلم‏ ‏بمرض‏ ‏الموت‏ ‏

أيها‏ ‏القاتل‏ ‏وردته‏ ‏المحسوبة‏.‏

من‏ ‏قال‏ ‏لك‏: ‏أن‏ ‏الدودة‏ ‏منها‏ ‏فيها؟

وأن‏ ‏نجم‏ ‏الزغاريد

يرسل‏ ‏فرح‏ ‏أشاراته‏ ‏من‏ ‏مدار‏ ‏ضفدع‏ ‏المستنقع‏..‏؟

وأن‏ ‏أعجاز‏ ‏الشفاء‏.‏

يكمن‏ ‏في‏ ‏الجناح‏ ‏الآخر‏ ‏للذبابة‏!‏؟

‏../../../ ‏

ها‏ ‏أنت‏ ‏تحرق‏ ‏الفراشات‏.‏

أكنت‏ ‏تعتقد‏ ‏أن‏ ‏الجرثومة‏ ‏الأولي‏ ‏تتقادم؟‏!‏

وأن‏ ‏النار‏ ‏الأولي‏ ‏تخمد؟‏!‏

وأن‏ ‏الكذبة‏ ‏الأولي‏ ‏ينمحي‏ ‏سوادها؟‏!‏

‏ ‏أطلع‏ ‏أذن‏ ‏واستطلع‏ ‏نجمة‏ ‏البلاء

وصل‏ ‏لها‏ ‏إذا‏ ‏كانت‏ ‏طقوسك‏ ‏ما‏ ‏تزال‏ ‏صالحة‏ ‏لدرء‏ ‏العدو‏

‏وانقاذ‏ ‏ماء‏ ‏القلب‏…‏

أو‏ ‏امض

وأكتب‏ ‏وصيتك‏ “‏التي‏ ‏لا‏ ‏مبرر‏ ‏لها”‏

فما‏ ‏الذي‏ ‏تحمله‏ ‏فروة‏ “‏الخماسين”!‏؟

‏(‏جـ‏)‏

‏ ‏أيها‏ ‏الرجل‏ ‏الخريف

اعتدل‏ ‏في‏ ‏الوضع‏ ‏نازفا

مرة‏ ‏واحدة‏ ‏كن‏ ‏معتدلا‏ – ‏أيها‏ ‏الدائم‏ ‏التعرج‏ ‏صوب ‏جهلك‏ ‏الاستوائي‏

 ‏وخذ‏ ‏امرأتك‏ “‏اللهبية”‏

واحملا‏ “‏حطب” ‏الأطفال‏ ‏القرابين

وصه‏…!‏

فقد‏ ‏قلت‏ ‏لي‏ ‏مرة‏ ‏إن‏ ‏فلسفة‏ ‏الأخضر‏ ‏تتفجر‏ ‏اشتعالا‏ ‏من‏ ‏صدرها

‏ ‏وأن‏ “‏روزنامة” ‏الحرية‏ ‏تحبو

ثم‏ ‏تختال‏ ‏عبر‏ ‏اهتزاز‏ ‏شفتها‏ ‏السفلي‏,

 ‏مع‏ ‏ارتعاش‏ ‏المقلتين‏ ‏واتساعهما‏…‏

فما‏ ‏الذى‏ ‏جعل‏ ‏القرنفلات‏ ‏تختفي‏ ‏دفعة‏ ‏واحدة؟

وما‏ ‏الذي‏ ‏نوم‏ ‏الشجر‏ ‏تحت‏ ‏سمع‏ ‏وبصر‏ ‏لحائه‏!!, ‏

وأذل‏ ‏الشعوب‏ ‏الراكضة‏ ‏في‏ ‏الأرض‏ – ‏رغما‏ ‏عن‏ ‏الجذور

وغصبا‏ ‏عن‏ ‏الآلهة‏-!‏؟

‏../../../..‏

قلت‏ ‏لي‏ ‏مرة‏: ‏ان‏ ‏الرؤساء‏ ‏يتوترون‏ ‏أمام‏ ‏الشاشة

مطالبين‏ – ‏ويمنتهي‏ ‏الحزم‏ – ‏

بانشاء‏ ‏الحدائق‏ ‏العامة‏ ‏في‏ ‏الميادين

لكي‏ ‏لا‏ ‏تجفل‏ ‏العصافير‏,‏

أو‏ ‏يتعب‏ “‏علم‏ ‏الجمال”…,‏

ويتعجل‏ ‏المرضي‏ ‏انصرام‏ ‏أرواحهم‏ ‏المتجعدة‏…!‏

قلت‏ ‏لي‏ ‏هذا‏ ‏وأنت ترفع‏ ‏راية‏ ‏الحزب

فما‏ ‏الذي‏ ‏يلوح‏ ‏من‏ ‏قريب‏ ‏حول‏ “‏سوبر‏ ‏ماركت” ‏القصر؟

أتري‏ ‏تلك‏ ‏الخيمة‏ ‏التي‏ ‏تطل‏ ‏من‏ ‏ثقوبها‏ “‏يارا”‏

وتلهو‏ ‏حول‏ ‏وتدها‏..‏؟

‏..,…,…‏

سقطت‏ ‏النظرية‏ – ‏أذن‏ – ‏أيها‏ ‏الديمقوقراطي‏ ‏الغر‏ ‏

وامتلأت‏  “‏الجلجلة” ‏بمصلوبيك

فاقذفني‏ ‏هيا‏…‏

اقذفني‏ ‏بمزاميرك‏ ‏الأخيرة

اقذفنيى… ‏

واسترح‏!‏

****

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *