الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد يوليو 1986 / عدد يوليو1986-وقفت فى ثقب والدينا براح

عدد يوليو1986-وقفت فى ثقب والدينا براح

وقفت فى ثقب والدينا براح

اعتدال عثمان

قال لى: أمامك بحر

فخطيت

قال لى: أمامك نار

فقدحت شرار القلب

قال لى: العقل تيهاء

فسافرت فى اللاعودة

قالى لى: لا تقرب أحراش الجسم

فتشهيت ثمر الغابات الوحشية

قال لى: جعلنا بينك وبين القلم ومايسطر حجاب، وفى الحجاب ثقب ينفذ منه ماء ونار، ويؤتى شراب المر وثمار الحنظل، وهى زادك فىالرحيل، وحضورك فى الغياب، وغيابك فى الحضور.

 وتركنى فى سواد بهيم

وفى السواد  البهيم شربت مر الراح ولا ارتياح، وطمعت خبز الحنظل وكأنه خواء الحشاء، والبحر نار على نار.

وفى السواد البهيم غاب الكل الا واحد، ونظرت فرأيت الواحد كثر، والكثر انشقوا نصفين، نصف قلة تضاءل حتى صار فى حجم ذرة تنفذ من ثقب أبرة، وهم يلعبون فى رياض العشق ثم يتعثرون فى مهاوى الدروب، ونصف كثرة يأكلون أنفسهم بما يشترون ويبيعون. والكل يؤوب فى آخر النهار جثثا تتضاجع فتنقسم الى شباه وأشباه بغير حياة والموت ليل اخطبوطى يزحف بألف قدم وساق.

نظرت فملأنى الحزن وتفطر القلب

قلت: سبحان من يخرج الحى من الميت

قال: الحى يخرج من ثقب

قلت: فى الأبرة ثقب، وبين القلم وما يسطر ثقب، فاعطنى ضيق العبارة.

واذا بالعبارة تضيق وتنقبض أنفاسى وشعرة الروح تنسل.. فى ثقب الحجاب وتنفذ، واذا بالدينا براح والقلم يتفلت فى سماء الورق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *