الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد يوليو 1986 / عدد يوليو1986-شعـر امرأة الخنادق

عدد يوليو1986-شعـر امرأة الخنادق

شعـر

امرأة الخنادق

حسن النجار

– 1 –

العصافير تمضى الى البحر عارية

وأنا أبتنى وطنى فى انتصافة المسافة

بين القصيدة والبحر

أعطى يدى فرصة كى تدير خرائطها

فى الظلام، وابتدئ الرقص،

أعدو الى حيث يهتز فى جسدى

شجر لا يرى.

ما لهذى البرية لا يشتهى نومهما

فأحدق فى النورس الحجرى المباغت

يطلع من جهة البحر يسمعنى خشخشات

الطلوع ……..

يحدثنى جسدى أن أراود غرناطة المستحيل

فاضرب فى ليلها خيمة

وأقيم الصلاة الى مطلع الفجر،

نادى المؤذن..

لم يك غير دم فى الشوارع

يسأل عن طارق بن زياد

وعن شارع ليس يفضى الى البحر

والأرض متسع للفرار.

***

( ظلال مدينة تمحى، وعين لا ترى غير انتصاف الليل،

خيل عافها الشعراء والأصوات بعض

صدى،

وتجم خارج فى الليل يكشف عن قوافل

تقطع الصحراء . . لا يروى لها ظمأ

تموت الأرض لو تلد

تباع المرأة الابدية الخضراء

فى الاسواق جارية،

يباع الجند

والرايات أصلح ما تكون وسادة للنوم،

والشعراء قد ذهبوا)

– 2 –

أضع القميص على الشجر

وأطل من باب التجلد

(لو تصير الأرض مائدة

فأطعم نسلها الشعراء)

أبدا وقفتى بين الصبابة وانكسار القلب،

أدخل فى دم امرأة الخرائط. .

هذه امرأة يطول لها انتظار الواقفين

وأعبر فيك قنطرة البلاد الى البلاد

أفتاح الأرض التى أكلت تصباها فى

انتظار الجند

ادخل فى دم امرأة الخنادق

– 3 –

متى تخرج الأرض عن صمتها ؟

وتدير الكلام على القلب

تبنى لنا صرحها العربى الذى يستجار

به،

وفضاء. .

فنشهر أسماءنا فى الفضاء المرابط

نمتشق الخيل حتى احتراق القصيدة

أو ندخل الموت كالفاتحين؟

– 4 –

معى الآن سيفى القديم وراية

ومخلاه ليل طويل المفاوز

وظل بلاد تأبطت فيها الهواء الذى

يقتنى،

وكتابا تهجدت فيه قصيدة ليل الفتوحات،

غرناطة تدخل الآن مجلسنا

تطرح الثوب عن لحمها

وتقوم الى الرقص خضراء

فاتنة الروح

تشبهنا فى ليالى الهرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *