الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد يوليو 1986 / عدد يوليو1986-كتابة مــا من أين أبدأ والزمان بلا وطن

عدد يوليو1986-كتابة مــا من أين أبدأ والزمان بلا وطن

كتابة مــا

من أين أبدأ والزمان بلا وطن

محمد يحيى الرخاوى

-1-

استقر أخيرا على وجهه فى المرآة. كان قد صمم فى هذه المرة – مثل كل مرة – أن يدركه دفعة واحدة.

 وجده لوحة بلا ملامح

كان متاكدا من عبقريته، فى حين بدا وجهه صفحة من بياض لا لون له

منذ زمن بعيد، تذكر أن وجهه كان قد غرق فى جسمه حتى ذاب كره كل الألوان

حين فأجاته المرآة بحقيقته قرر أن ينام وينسى، وأنه لا داعى للعبقرية ما دام ميتا ميتا، وما دام عبقريا عبقريا.

لم يستقر بعد على الشئ الذى سيكون عبقريا فيه، كما لم يستطيع أن يعاقب الله، فقد تأكد أنه لا داعى.

-2-

 للزمان فوهة

للأمان أبهة

للوجد بعد المجد سور

راجعت أصلى / قلت لا مراد

ورجعت قلت لا طـريق

رجعت قلت لا لزوم

أحببت سجنى.

-3-

كان يريد أن يعرف وينتهى.

رب واحد ـ عالم واحد ـ جمال واحد ـ أنا واحد

كلمة واحدة لابد أن يفسر كل شئ لابد كلمة واحدة تحمل سرا واحدا وتصنع الخلود الذى قبل الحياة، بلا خطر يتجدد…

حركة واحدة لكل الخطوات. ” هل ستصيب فى المقتل؟؟ “

كلمة واحدة لكل اللغات ـ سر واحد لكل التاريخ ـ سر بلا شكل ـ كلمة بلا لغة ـ حياة بلا حركة، الكل فى لاشئ صمت وفقر واحد بلا أحد.

كلمة واحدة يمكن أن تحل اللغز لينتهى كل شئ فى لحظة مجد.

غرفة بلا باب ـ نوم بلا صحو ـ عالم آخر لغة اخرى ـ وأنا آخر صحو آخر، موت آخر.

موت واحد، اله واحد، دون بداية.

-4-

تبا لكم

طلعت عليكم شمسكم فى الليل

غاب النهار عن النهار

سقط القمر

من أين أبدا والزمان بلا وطن؟

شد الوجود وثاق كذبة

 وأنتحر

-5-

 من سعد عبد العظيم الى عيد عبد الحميد:

– ماذا تطلبون منى ؟؟

أنا لست هنا

-6-

من عيد عبد الحميد الى الشعب:

احذروا سعد عبد العظيم، أنه سياسى خطير، وربما يصبح تاجرا خبيثا، لا يغرنكم سكوته أو هدوؤه، أنه يبحث عن شئ خطير، ولكنه أعمى سيمسك السيف قريبا، واذا وجدنى أو وجدكم، سيحفر صدورنا بحثا عن شئ لا يعرفه، عن معنى واحد لكل الأشياء، أو ليجعلنا  نعبده، فاحذروه، احذروه، أنه أعمى، قارب الصمم، ربه الموت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *