الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة: 11-8-2017

حوار/بريد الجمعة: 11-8-2017

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 11-8-2017

السنة العاشرة

العدد: 3632 

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

يتوالى الفضل والخير

فى وهج وعى يقظ: يواصل إبداع التلقى وشجاعة المشاركة هذا العدد المحدود من بناتى وأبنائى كـَرَمهم وحضورَهم.

بارك الله فيهم وأعاننا جميعا.

*****

جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (27)

مقتطفات من كتاب:”حكمة المجانين” (14)

د. مريم سامح

المقتطف:  (111) أن تستسلم للكمون مرغما مؤقتا: يتيح لك فرصة أن تلد نفسك بعزم جديد متى أتيحت الفرصة.

هذا أفضل من أن تموت سرا وانت تنعى حظك وكأنك تقاوم لتعيش.

التعليق: ارجو توضيحاً اكثر للفرق بين الاستسلام للكمون حتى تحين فرصة، والموت سرا؟ اشعر داخلى أنى اتذوّق الفرق واختبرته، لكن اتوق إلى المزيد من الرؤية..

د. يحيى:           

اعتذر لكل أصدقاء البريد المشاركين يا مريم عن الاستجابة لطلب الشرح،  خشية أن أفسد إبداع التلقى، وقد تعلمين كم أفـْـقـَـدَ الشرح شاعرية كلٍّ من ديوانىْ “سر اللعبة”، و”أغوار النفس”، حين شرحتهما فى مئات الصحفات (الأول: دراسة فى علم السيكوباثولوجى، والثانى: فقه العلاقات البشرية) صحيح أن هذه الحٍِكَم أو الأقوال التى أنشرها الآن ليست شعرا، ومع ذلك فإننى أخشى أن أشرحها فأحرِمَ المتلقى من المشاركة فى إبداعها بطريقته.

ثم دعينى أذّكـّرك بأصل مـُـنطلق الإيقاع الحيوى الذى أصبح يمثل كل فكرى بل وجودى: فما لم يتناوب “الكمون” مع “البسط”، وما لم يتناوب “التفكيك” مع “إعادة التشكيل” فلا نمو ولا إبداع، والحكمة هنا تنبهنا ألا نخشى الكمون أو نتجنبه أو نجهضه، فهو أحد ذراعـَىْ هذا الإيقاع، وعلينا أن نفرح بحتمية “البسط والتشكيل” بقدر ما نرعى طور “الحـَمـْل والكمون” فى الإعداد له، أى للبسط الثرى الذى هو نتاج الكمون النشط.

هل يعجبك هذا يا مريم؟!! بالله عليك ألم يـُفسد الشرحُ؟!!

أظن أنه أبعدك لا قرّبك أكثر! فعذرا.

د. مريم سامح

المقتطف:  (114)إياك‏ ‏والمغالاة فى نقد‏ ‏الزيف‏ ‏إلاّ‏ ‏أن‏ تجد نفسك فى موقف فاعل يقول: و “أنا‏” “أغيّره‏” “‏الآن‏” “بفعل‏” “‏كذا‏،

فإن‏ ‏رأيت‏ ‏عجزك‏ ‏فتعاون‏ ‏مع‏ ‏العاجزين‏ ‏ ‏ ‏تزيد‏ ‏قدرتكم‏ ‏معاً،

‏أما إذا‏ ‏أصررت‏ ‏على ‏الاكتفاء بالأحكام والشجب، فأغلق‏ ‏فمك..،

‏هذا‏ ‏أطيب.

التعليق: شجّعنى جزء “إن رأيت عجزك فتعاون مع العاجزين تزيد قدرتكم معاً” على بذل الجهد فى ايجاد بدائل اخرى للنمو …..

د. يحيى:           

اعذرينى يا ابنتى لقد حسبت أن ثم خطأ مطبعياً حدث فى آخر رسالتك

فقد حذفت آخر ثلاث كلمات لأنها لم تصلنى وخشيت أن أعجز عن الرد

المناسب.

شكرا للتعليق.

******

جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (29)

  مقتطفات من كتاب: “حكمة المجانين” (16)

أ. اسلام محمد

المقتطف: (142) الفن‏ ‏هو‏ ‏نتاج‏ ‏المساحة‏ ‏بين‏ ‏الرؤية‏ ‏الواعية ‏‏والقدرة‏ ‏العملية‏، مع امتلاك أدوات حاذقة.

التعليق: الفن ستار يخفى وراءه المصير….. وفى حسنه والحذق فيه بديع المصير أو حسن المآلات

د. يحيى:           

أميل ألا أصف الفن بالحسن أو القبح

وإن جاز أن يوصف بالحذق والجمال فى مقابل عدم الاتقان والتسطيح

الفن إما فن أو لا فن

إما إبداع أو لا إبداع.

******

  جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (31) مقتطفات من كتاب: “حكمة المجانين” (18) (فتح أقفال القلوب)

د. رجائى الجميل

الفن هو رؤية متجاوزة للواقع تنبت من عين الامر الواقع

وهو رقصة حياة تتناسب عكسيا مع كل قيود ومعوقات الحياة

وهو وحدة قاسية لا يتحملها الفنان نفسه اذا لم يتوالف معها وبها ومنها الى ولادة جديدة

وهو مقود حتمى لتوجيه الدفة التى قد لا يتبعها هو نفسه اذ اجهضها بعجزه

واخيرا الفن على احسن فروضه هو مصباح لا يغنى عن السعى والكدح وسط وبرغم كل جحافل العجز.

د. يحيى:           

نصٌ على نصٌ

شكراً.

أ. إسلام محمد

وما أجمل جدلية العلم والفن مع إتخاذ الحذر وقلة الحكم والقرارات

إليكم هذه:-

عينا الفتي تتشبع من سهد الحزن…..وقلبه ينبض ….يدق رقصا….فماذا عنه من فصم وإختلاف؟……إنها معادلة البأس والأمل الحيوي…..تدخل الأحزان إلي عينيه……يقاوم….يصارع شؤمها…..فتخرج موجات قلبه بالكاد طربا……وإنها الرغبة بقلب الفتي

د. يحيى:           

لتتواصل إلى الفعل ما أمكن ذلك، وهو ممكن دائما.

******

الأربعاء الحر: أحوال وأهوال (56)

د. مريم سامح

المتقطف: فلماذا لا تصرف نظرك عن عبور البحر وتواصل التحديق فى السماء؟

التعليق: حقاً؟؟

فاجأنى تعليقك وايقظ شيئاً داخلى مُنهَك من سعى معيّن..

د. يحيى:           

أحترم الانهاك لأنه علامة على جـِدّية السعى

لكننى لا أرحب به طويلا فإيجابيته تتحدد بقدرته على توليد طاقات جديدة

بالسلامة.

(على فكرة يا مريم: ما رأيك أن نضم باب “أحوال وأهوال” إلى حكم المجانين ولو فى السر؟!) دعينى أسمح لنفسى بإعادة نشر هذه النشرة لأهمية تعليقك الذى لن يصل إلى الأصدقاء الذين لم يقرأوا النشرة الأصلية.

نشرة الإربعاء 2-8-2017

******

فى رحاب نجيب محفوظ قراءة الحلم (30) تقاسيم على اللحن الأساسى

د. مريم سامح

هنا فى النشرة هى أول خبرة لى فى أن اقرأ تناصاً، واشاركك بهجة اكتشافى لجمال تداخل رؤيتين لموقف، يتكاملان و يعبران كل منهما عن كاتبه..

لأول وهلة تخيلت أن الجوع هو لطعام، فوجدتكما تتنقلان بين كذا جوع آخر..

د. يحيى:           

فرحت بك وأنا أتعرف عليك كقارئة ناقدة مبدعة تربط وتقارن وتشجع.

******

بريد الجمعة

د. سارة فوزى

طريف هذا العنوان كثيراً فقد ذكرتى بأيام خوالٍ كنت مفتونة فيها ببريد الجمعة للراحل المعلم أ.عبد الوهاب مطاوع. وكم كنت معجبة بذلك التواصل الإنسانى الرائع . (كانت أمينتى وقتها أن يكون عدد الجمعة فى جريدة الأهرام كله بريد الجمعة)، وكم تمنيت  أن أعيش تلك التجربة الإنسانية الرائعة فكنت أكتب رسائل إلى مجهول أبوح فيها بما فى قلبى لعلها تهتدى طريقها إلى أحدهم يوما ما.

أحكى ذلك لأعبر لك عن امتنانى أن أتحت لى تلك الفرصة لتحقيق أمنية طوتها السنون وتاهت وسط الأمانى.

لا تعلم سيدى الفاضل كم فرحت بردك على تعليقى، ردك لم يكن كلاما مسترسلا لأداء واجب مفروض بل كان صادقاً أشد الصدق، ووصلتنى كل كلمة فيه .

أذكر كلماتك كلمة كلمة، ولا أنفك عن مطالعتها بين الفينة والفينة فرحة بها،  كلماتك زادتنى شرفا وتيها لحضورى فى وعيك بالقدر الذى جعلك تفتقدنى. أطربنى أكثر وأكثر.

خجلت من نفسى كثيراً حين قلت لى معاتباً “أفتقدتك يا ابنتى” ولا أعلم كفارة لما فعلت سوى أن أحافظ على ذلك الاتصال – الذى طالما تمنيته – مهما كانت الظروف . الامتنان موصول لن يقطع د.يحيى.

د. يحيى:           

وأنا كذلك.

******

جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (26) مقتطفات من كتاب: “حكمة المجانين” (13)

د. سارة فوزى

المقتطف: ومتى كانت غير ذلك”

التعليق: هذا ما قصدته حين عللت تأخيرى عن التعليق على النشرات بأنى استثقلتها.

استثقالى لها لم يكن استخفافى أبداً، ولكن قلما يجد المرء ما يخترق القلب اختراقا.

أقتبس من الملحمة الرائعى العظيم عبد الرحمن الشرقاوى فى “الحسين ثائراً” حين قال “الكلمة نور” كلماتك نور يا د. يحيى ولعلى اعتدت الظلمة مؤخراً فأصابت قلبى صدمة العمى اللحظى حين رأيت كلماتك فتوقفت، ولكنى بدأت آلف النور الآن، الله لا يحرمنا من تجليات اسمه النور علينا، وأعوذ به من ظلمة القلوب.

د. يحيى:           

“الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ”

منه نستهدى

وبه نهتدى.

د. سارة فوزى

المقتطف : (101) إذا‏ ‏سمعت‏ ‏كلاما‏ ‏محرفا‏ ‏عن‏ ‏الحقيقة، ‏فاعلم‏ ‏أنهم‏ ‏يخافون‏ ‏منها،.. ‏ولا‏ ‏تخشَ ‏على ‏الماس‏ ‏من‏ ‏الزجاج‏.‏

التعليق: كلماتك ذكرتنى بالآية (17) من سورة الرعد: “أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ”

د. يحيى:           

وهذا وحده يجيب أفضل على السؤال اللحوح: “من الذى يبقى؟ وماذا يبقى؟””

رجـَحَ أخيرا أن البقاء “للأنفع” لا “للأقوى” ولا “للأذكى” ولا “للأقدر” تحايلاً، ولا “للأخبث مناورة”.

“الأنفع”: لنفسه وجنسه ونوعه وللحياة والإبداع إيماناً “إليه”.

“الأنفع” هو الأقدر تكافلا مع نوعه ومع الطبيعة ومع كل الأحياء، “إليه”.

د. سارة فوزى

المقتطف : (105) أنصاف‏ ‏الحلول:

‏ ‏تـُـنهك‏ ‏القوى، ‏وتُجهض‏ ‏الثورة‏، وتُشوِّه‏ ‏المسيرة،

‏فإذا‏ ‏رضيتَ‏ ‏بها‏ ‏لعجزٍ‏ ‏فيك،‏

‏ فلا‏ ‏تزيـّنها‏ ‏لمن‏ ‏يحاول‏ ‏المستحيل‏ ليكون ممكنا.

التعليق: هل أنصاف الحلول حلٌ شرعىٌ ناضجٌ حقا أم حيلة من لا حيلة له من باب مالا يُدرّك كله لا يـُتـَرك كله؟

“العجز فيك” هل تقصد بها لومه فإيلامه لاستسلامه لعجزه أم تقصد أنه واعٍ بعجزه قابل له ومن ثم فأنصاف الحلول هى حل بالتبعية؟

د. يحيى:           

غالبا أقصد إيقاظه : آمـِلاً فى أن ينتبه فيستمر

أغلب من أعرف يخلط بين “جدل المتناقضات” لتخليق “ولاف أعلى”، وبين “الحـَـلـْـوَسـَـط”، (وأنا فضلتُ إضغام الكلمة فى لفظ واحد “الحـَـلـْـوَسـَـط حتى تفيد الجمود والسكون فتفزع منه).

د. سارة فوزى

المقتطف : (106) بعد‏ ‏منتصف‏ ‏الطريق‏ ‏لا تَقُلْ‏ ‏لأحد‏ ‏ماذا‏ ‏يفعل، ولكن‏ ‏انصحه‏ ‏ماذا‏ ‏يترك،

‏فإذا‏ ‏استمر‏ ‏فى ‏تساؤله‏ ‏أو‏ ‏تردده، ‏أو‏ ‏استئذانه، فاسمع‏ ‏منه‏ ‏ولا‏ ‏تقل‏ ‏شيئا، ربما يتحدَّد اختياره.‏

التعليق: فى معظم الأحيان يكون كل ما نحتاجه هو أذن منصته وفم أبكم.

د. يحيى:           

هذا صحيح.

د. سارة فوزى

المقتطف : (108) إن‏ ‏إطالة‏ ‏الصراع‏ ‏بين‏ ‏أجزائك‏: هو‏ ‏تأجيل‏ ‏لوجودك الواحد المتناوِبْ، فاحذر‏ ‏أن‏ ‏تــُنهـِك‏ ‏قواك‏ وأنت تحسب أنك تقاتل، إبدأ بأىِّ منكم، وسوف يكتمل الفريق: مع التناوب، والنبض، وسط الناس، وبهم.

التعليق: فى مرحلة ما من عمرى توهمت أنه لا ينبغى أن يكون هناك صراع من الأساس لأنه من المفترض أن يسود شخص كيان واحد فقط لا يتغير (حينها كنت أحترف مثالية حمقاء) ولم أدرك ذلك الخطأ المعرفى إلا قريبا.

وأيضا”وجودك الواحد” أحسست بها جداً .. كلمة الواحد أثرت فىّ جدا، “المتناوب” أنارت فهمى كثيراً .. اختيار موفق واعٍ

د. يحيى:    

لقد وصلك ما أردتُ يا سارة بالسلامة

الحمد لله.

******

جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى(22) 

مقتطفات من كتاب: ”حكمة المجانين” (9) (فتح أقفال القلوب)

د. سارة فوزى

المقتطف : (69) لا تتنازل‏ ‏عن‏ ‏نجاحك، …. فإذا‏ ‏فعلتَ..، ‏

فأنت‏ ‏لا‏ ‏تستأهله.‏

النجاح‏ ‏امتحان‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏الفشل.‏

التعليق: أتفق معك، فى رأيى النجاح تمحيص للنفس  البشرية.

د. يحيى:           

هذا صحيح

وسوف يظل الفشل ضمن مراحل المسيرة على أرض الواقع، والحاذق هو من يلتحف به دون الركون إليه، وليكملها إلى ما شاء الله.

د. سارة فوزى

المقتطف : (70) الفشل‏ ‏يحفز‏ ‏لنجاحٍ‏ ‏قادم‏،

ولكن‏ ‏النجاح‏ ‏قد يلهيك عن احتمال الفشل القادم،…. فاحذرْ واحذرْ

التعليق: ما صرت استعذبه فى الفشل تلك المشاعر بداخلى الترقبة لحصول النجاح، ووقعها على نفسى كوقع كأس ماء بارد على حلق ظامىء فى نهار شديد الحرارة.

“النجاح قد يلهيك عن احتمال فشل قادم”: عن تجربة صادقة .. النجاح يعمى وللأسف لا تحصل الرؤية إلا بعد لطمة إفاقة.

د. يحيى:           

أدعو الله أن تواصلى

فالطريق طويل بلا نهاية فى أفق “الآن”

لهذا جاءت “محورية” الإيمان بالغيب” دفـْعاً لا يتوقف.

د. سارة فوزى

المقتطف : (71) لو نجحت أن تواصل السعى:

وسط‏ ‏صحارى ‏الغموض‏، وبين صخور‏ ‏العجز الملساء‏،

‏ ومع ضيق‏ ‏زاوية‏ ‏الرؤية‏،

ومع مثابرة الصبر على مواصلة‏ ‏الفعل‏ ‏القاصر:

فسوف تعرف كيف ‏يتزايد‏ ‏تواضع‏ ‏الإنسان،

‏ ‏ فيعلو، حتى رغما عنه: إلى ما يستأهله.

التعليق: صورك الفنية المبدعة تأسرنى والله!

يحضرنى الآن وكل حين تقع فيه عينى على صورك تلك – كلمة جماهير الست لها حين يبلغ الطرب منهم مبلغه “إيه الحلاوة دى! عظمة على عظمة”.

أقولها لك مرة ثانية ويبدو أنها لن تكون الأخيرة “الصمت فى حرم الجمال جمال”

د. يحيى:           

وصلتنى طيبتكِ الثرية

بارك الله فيك ولك.

د. سارة فوزى

المقتطف :  (73) تستطيع أن تحب: دون استئذان من تحب،

ودون معرفته،

ودون أن يحبك،

ودون أن يستعملك،

ودون أن تستعمله،

ودون أن تخبره،

 ودون أن يحولَ ذلك أن تحب غيره، وغيره، ونفسك.

التعليق: يا لتجريدك للحب من كل تلك القيود التى ذكرتها، والتى وضعتْ ألف حاجز وحاجز بين الناس وبين الحب..

كلما مررت على كلمة بـ “دون” فى تلك الحكمة أحس بالخفة أكثر حتى أحسست عند أخر جملة أنى تحررت حتى أكاد أطير.

د. يحيى:           

إليه

أَصـْـل كل شىء

وغاية كل وجود

هو الأول والآخر.

د. سارة فوزى

المقتطف : (74) من‏ ‏شدة قسوة ‏أعباء‏ ‏المشى ‏وحيدا‏ ‏ضد‏ ‏التيار‏، ‏أصبحتُ‏ ‏أشك‏ ‏فى ‏كل‏ ‏من‏ ‏يقول‏ ‏بذلك‏، خصوصا‏ ‏إن‏ ‏كان‏ ‏مازال‏ ‏فى “سنة‏ ‏أولى ‏رؤية‏”.

التعليق: المشى ضد التيار فى حد ذاته قاسيا، أضف عليه وحدة الطريق.

 كلماتك أدمعت عينى وأنا أقرأها من شدة ما أوجعتنى!

هو قاس حقا يا د. يحيى ، هو أشد من القاسى بكثير لا ينتهى، فى حقيقة الأمر كلمة “القسوة” أهون شأنا من أن تعطى تلك المشاعر  حقها وصفا، ما يهون على المرء “نور البصيرة” رؤيته المتجردة والمجردة من كل ما يشوبها وينقصها، أشفق معك على من هم فى “سنة أولى رؤية” ولهول ما قاسيته فى هذا الطريق أوافقك فى شكـِّـك.

د. يحيى:           

المؤلم الرائع هو أنها مدرسة ليس لأعلى فصولها نهاية.

د. سارة فوزى

المقتطف : (75) حتى تحافظ على نبض حركتك واصِِل التدريب على:

 ‏أن‏ ‏تمتلكََ:‏ ‏دون‏ ‏أن تنسى من أين وإلى مَنْ،

‏ وأن تعرفَ: دون أن تتوقفْ.

وأن تحبَّ: دون انتظار مقابل من نفس المصدرْ،

وأن تقولَ: دون أن تقدِّس قولك.

وأن تـُنصتَ: دون أن تسارع بالترجمة إلى منظومتك.

التعليق: خمس نصائح تكتب بماء الذهب، قلت فأوفيت، ونصحت فأجزلت، بدأت أجرب بعضها وأتخذه منهاجاً ثابتا فى حياتى، والله لم أشعر بمعنى الحياة إلى منذ ذلك الحين.

د. يحيى:           

ماذا جرى يا سارة يا ابنتى؟

أقرأ تعليقك بعد النص، وكأنك أنتِ التى كتبت النص، لا أنا

الحمد لله

يارب تقدرين المواصلة.

******

جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (21)

 مقتطفات من كتاب:”حكمة المجانين” (8) (فتح أقفال القلوب)

 د. سارة فوزى

المقتطف: حين أقرأ ما كتبتُ من عشرات السنين، أتمنى أن أفعل ما يصلنى منه الآن!!

 التعليق: أستحسن كثيرا إقدامك على إعادة عرض ما كتبته فى الماضى وتنقيحك إياه بما تجود به القريحة، ومما اختزنت فى الوعى من رؤى وخبرات، فهو إن دل فإنما يدل على سعى صادق ودؤوب منك للكمال وهو دأب كل من أراد أن يخلف أثراً .

أسألك عن “أتمنى”: ولما التمنى؟!

د. يحيى:           

يبدو أننى لم يعد يهمنى أن أترك أثراً بقدر ما يهمنى أن أحافظ على ما يمكن أن يؤثر فى الناس يوما ما: نفعاً ما،

وله الأمر من قبل ومن بعد.

أما عن التمنى فأنا غير ملتزم بالأصل اللغوى الذى قصره على الرجاء فيما لا يتحقق، فهو عملية نشطة مستمرة أبداً.

د. سارة فوزى

المقتطف: (57) إذا‏ ‏كنت‏ ‏تدعى ‏تجنب‏ ‏النجاح‏، ‏..

فلماذا‏ ‏تشكو من‏ ‏الفشل‏ ‏الذى ‏اخترته‏ ‏ضمنا؟

التعليق: أعلم  – وعلمى فى الحياة قليل – أن هناك من البشر من يختار الفشل ويتلذذ به تلذذ الناجح بنجاحه، ولكن مالا أستطيع إدراكه هل اختياره للفشل هو تجنب للنجاح ضمنيا وبالتبعية لاستحالة اجتماع الأضداد فى نفس ذات الوقت أم أن هناك حقا من يتجنب النجاح؟!

لا أستطيع تخيل وجود مثل هذه الفئة، وأعجز عن الإحساس بهم وتقمصهم على حد قولك لنا دائما

د. يحيى:           

من حقك العجز عن تقمصهم

ومن حقهم أن يعيشوا ما اختاروا

وعليهم أن يدفعوا الثمن حتى لو لم ينتبهوا إلى ذلك

“وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى”

د. سارة فوزى

المقتطف: (58) النجاح الذى ينسيك ما بذلتَ لتحقيقه:

هو نجاح من نوع أفضل.

التعليق: لقد التبس على الأمر، ما علموه لنا منذ نعومة أظافرنا ومما خبرناه فى حياتنا أن لحظة النجاح مهيبة، جميلة، ومبهجة بالقدر الذى ينسيك ويهون كل ما بذلك من أجله .

هل هناك نجاحا لا يفعل ذلك؟

د. يحيى:           

لعلى كنت أقصد أن أى جهد بـُذل مهما بلغ من إيلام واحتاج من صبر يصبح جديرا بدوره، حين يبقى فضله إذ يتجلى نجاحا فيتراجع الألم ونحن نلتقط الأنفاس، ونستنشق عبير النجاح الناتج عن كل مراحل الرحلة دون استثناء.

د. سارة فوزى

المقتطف: (59) إذا‏ ‏أصررت‏َََ ‏على ‏احترام‏ ‏شرفِ‏ ‏رؤيتك‏، ‏فلا‏ ‏تشكُ‏ ‏من‏ ‏صقيع‏ ‏وحدتك‏،

وانتظر‏ ‏حتى ‏يتسرب‏ ‏الدفء‏ ‏الحانى ‏إلى ‏أعماقك‏،

وحينئذ سوف تستطيع أن تقبل ‏ ‏الكل‏ ‏المتناقض‏ ‏بداخلك ‏و‏من‏ ‏حولك‏..،

‏مسألة‏ ‏وقت‏ ‏فلا‏ ‏تتعجّل.

التعليق: آه يا د.يحيى .. والله إن كلماتك لا يكفها ألف آه وآه

إذا لم تخرج مثل هذه الكلمات للنور .. فما الذى يستحق أن يخرج؟!

تعجز لغتى عن وصف ما اعتمل فى نفسى إثر قراءة حكمتك هذه، والله لا أغالى أبدا حين أثنى عليها، ولكنها اخترقت جدار قلبى حتى شغافه.

“شرف رؤيتك” والله إن الرؤية لتهون على النفس ما تلاقيه، وهى من تمام نعمة الله على عبده، ومن ذاق جمالها بصدق ولو لمرة عرف، ومن عرف اغترف.

استملحت إضافتك الشرف إلى الرؤية، فوالله إنها لشرف لا يعرف قدره إلا من رزقها، ربنا يرزقنا جميعا نور البصيرة.

“صقيع وحدتك” كلماتك تجبر بالكثير عنك سيدى الفاضل ، فلا يصف مثل تلك الصور بمثل هذه الدقة والبراعة فى اختيار الألفاظ والمعانى إلى من خبر هذه المشاعر بحق .

يتسرب الدفء الحانى” صورة ذهنية مبدعة وانتقاء واع للألفاظ والتشبيهات، لقد أوتيت حكمة وقدرة على توصيف المشاعر والخبرات بلغة ذكية مبدعة واعية أغبطك عليها.

هذه الحكمة تلخص فى ثلاثة سطور دورة حياتى منذ زمن تمر بى النائبة فتفعل بى أفاعليها فتبلغ منى الحيرة والاضطراب مبلغها ولكنى أعلم يقينا أن هناك دائما وجه آخر غائبا عنى فأصبر عن رؤيته ، ثم يبزغ نجمه فأرى، وأظل أفكر وأفكر فاتقبل ما أرى وأحترم شرف رؤيتى على حد قولك، وكلما اتسعت رؤيتى زادت إمعانا فى ألمى واشتد برد قلبى، ثم تأتى تلك اللحظة المنتظرة التى يتسرب فيها ذلك الدفء بحنوه كما تتسرب خيوط ضوء الشمس وسط ظلمة السماء معلنة قدوم الصبح.

تستطيع أن تقبل الكل المتناقض” وهذا هو القبول الجالب للسكينة

“مسألة وقت فلا تتعجل” أجزلت النصح حقاً.

د. يحيى:           

كفى يا سارة

كفى يا ابنتى

لقد آنستـِنـِى بما يكفى.

د. سارة فوزى

المقتطف: (60) النجاح الذى يضمك إلى نادى الناجحين دون غيرهم:

هو من نوعٍ ردىء.  

التعليق: فى رأيى هذا النوع من النجاح هو أساس أمراض القلوب وأمراض الشعوب

د. يحيى:           

هذا صحيح .

د. سارة فوزى

المقتطف: (61) النجاح الذى لا يحفزك إلى شىء أفضل من النجاح: هو نجاح ماسخ.

التعليق: هل هناك حقا من ينجح من أجل النجاح.. ما هذا البؤس!

أزيد على كلماتك “وصاحب هذا النجاح مثير للشفقة”

د. يحيى:           

هذا صحيح أيضا.

د. سارة فوزى

المقتطف: (62) أن تتعلم كيف تفشل: له نفس أهمية أن تتعلم كيف تنجح،……. وأحيانا أهَمّ.

التعليق: رؤية الفشل وتعلمه ، من أعظم الرؤى التى أرانيها الله فى حياتى الماضية والقادمة، وعن صدق تجربة، أنا لم أذق طعم نجاح حقيقى فى حياتى، إلا حين احترفت الفشل، لقد أرانى وجهاً للنجاج لم يتسنى لى رؤيتها قبلا

د. يحيى: 

توقفت قليلاً عند تعبير “احترفت الفشل”

لعلى لم أفهمه بالقدر الكافى

لا أحد يحترف الفشل يا ابنتى

كل ما علينا هو استيعابه لاستعماله لننطلق منه.

د. سارة فوزى

المقتطف:  (65) أحيانا‏ ‏ما‏ ‏يرهق‏ ‏النجاح‏ ‏أصحابه‏،

لدرجة أن ‏تصبح‏ ‏الصفقة‏ ‏فى ‏النهاية‏ ‏خاسرة‏ ‏فعلا.‏

التعليق: أشعر بالنجاح أحيانا كالأكلة، مرت على أوقات تمنيت فيها أن أكون لا شىء من ثقل ما حملنى النجاح.

د. يحيى:           

هذا صحيح

برغم أن الأمنية فى غير محلها.

د. سارة فوزى

المقتطف:  (66) إذا‏ ‏رأى ‏الآخرون‏ ‏نجاحك‏ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏تراه‏  ‏أنت‏،

فلابد‏ ‏أن‏ ‏كلا‏ ‏منكم‏ ‏ينظر‏ ‏إلى ‏شىء‏ ‏مختلف.

التعليق: لن أعلق عليها، هى قالت الكثير ، ووصلنى الكثير .

د. يحيى:           

بالسلامة.

د. سارة فوزى

المقتطف: (67) لو‏ ‏أعدت‏ ‏تنظيم‏ ‏عائد‏ ‏النجاح..

‏دون‏ ‏أن‏ ‏تنسى ‏الزمن‏، ‏والموت‏، ‏ما بعدهما‏،

لاستبانت‏ ‏الأمور‏، وتأكد‏ ‏العدل‏،

وتضاعف‏ ‏النجاح‏ ‏أضعافا‏ ‏كثيرة.‏

التعليق: لم أفهم: أو فهمت فهم “خايب على قدى” حقيقة أستحى منك أن أطلب الفهم لسببين: أولهما أنى بدأت أتقبل حيرتى وعدم فهمى وأعلل نفسى بالآمال أنى سأفهم يوما ما حتى يتسنى لى الصبر “الصبر الجميل” نفسى تغلى كالمرجل من شدة ما يحتدم فيها ولكنى قابلة فصابرة فأكثر ارتياحا وسكنا، فالشكر والامتنان موصول لله ثم لك على ما علمتنيه .

وثانيهما: أنى أشفق عليك سيدى من شرح هذه الدرر، وكما قلت لك سابقا وأكررها “الله لا يضطرك إلى ذلك”

د. يحيى:           

أعيد من فضلـِك:

إن شرح هذه الرسائل هى إفساد لها مثل شرح الشعر  الذى اضطررت إليه اضطراراً بالنسبة لديوانىْ “سر اللعبة”، وأغوار النفس” كما ذكرت فى بداية بريد اليوم فى الرد على الابنة مريم.

د. سارة فوزى

المقتطف:  (68) النجاح‏ ‏هو‏ نوع شريف من ‏العدوان،‏ ‏وهو بعض ما تسمح به آليات العصر،

ولكنه‏ ‏كثيرا‏ ‏ما يكون‏ ‏غير‏ ‏شريف‏،….إذا كانت آلياته غير نظيفة.

التعليق: النجاح هو نوع شريف من العدوان  أنت تعطيى لما ألفناه حولنا أبعادا جديدة تشرف النفس بمعان وصور تبعث الحياة من جديد فيما أماتته الرتابة ، ذكرتنى تلك الحكمة بالحكمة التى شبهت فيها روتين الحياة بالشمس.

د. يحيى:           

ربط جيد، شكراً.

******

حوار مع مولانا النفرى (248): من موقف “معرفة المعارف”

د. رجائى الجميل

حجة المعرفة هي ثقل المسؤلية بعد وقبل المعرفة.

وحجة العلم هي ظن العلم.

المعرفة ليس لها ادوات وهي كشف غير قابل للتعريف.

والعلم ادواته متغيرة وليس له حدود الا ادواته المحدودة.

د. يحيى:           

هذا طيب

د. رجائى الجميل

لم تظهري الا لتختفي

قدرك قدري

مكانك هناك

لا تهبطي

لم يتغير

لن يتغير

لغتك لا تنطق

رفعك مكانا عليا

نورك ينعكس من مصدره الي

يطمئني علي حتم

كل شيء.

د. يحيى:           

أهلاً.

أ. محمد الويشى

توقفت كتيرا امام العلم الذى ليس ضده الجهل، وتذكرت حجاب العلم وحجاب الجهل،
و ادركت الجهل حين يصبح نورا إلى علم حجابة اكثر خداعا من حجاب الجهل !

د. يحيى:           

هذا المقتطف يا محمد ليس خاصا بالعلم الذى ضده الجهل، وهو ما تناوله مولانا النفرى فى كثير من مواقفه، وحاورتـُهُ عنه فى عدد لا أذكره من النشرات، إن شئت رجعت إلى بعضها، مثلا: (نشرات: 5-1-2013 ، 6-4-2013 ، 13-4-2013 ، 20-4-2013)

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *