الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ : قراءة أخرى للأحلام الأولى (31- 52) : تقاسيم على اللحن الأساسى

فى رحاب نجيب محفوظ : قراءة أخرى للأحلام الأولى (31- 52) : تقاسيم على اللحن الأساسى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:  10-8 -2017

السنة العاشرة

العدد: 3631                                    

13-4-2017

فى رحاب نجيب محفوظ

قراءة أخرى للأحلام الأولى (31- 52)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (31)

أمتطى ‏حماراً‏ ‏يسير‏ ‏بى ‏وسط‏ ‏الحقول‏ ‏خطوات‏ ‏رتيبة‏ ‏وأنا‏ ‏خال‏ ‏من‏ ‏المشاعر‏ ‏تحت‏ ‏أشعة‏ ‏شمس‏ ‏الخريف‏ ‏وترامى ‏إلينا‏ ‏نباح‏ ‏كلب‏ ‏فتوقف‏ ‏الحمار‏ ‏فنخسته‏ ‏بكعبى ‏فعاد‏ ‏إلى ‏السير‏ ‏ويعود‏ ‏النباح‏ ‏ ‏فأحدد‏ ‏بصرى ‏لأرى ‏الرجل‏ ‏الذى ‏أقصده‏. ‏وظهرت‏ ‏امرأة‏ ‏محاطة‏ ‏بالعديد‏ ‏من‏ ‏الكلاب‏ ‏فهتفت‏ْْ ‏فيها‏ ‏لتكف‏ ‏عن‏ ‏النباح‏ ‏فأذعنت‏ ‏لها‏، ‏فسلمتُ، ‏وقلت‏ ‏إنى ‏قادم‏ ‏لمقابلة‏ ‏الشيخ‏ ‏بناء‏ ‏على ‏خطابين‏ ‏متبادلين‏. ‏قالت‏ ‏المرأة‏ ‏إنها‏ ‏صاحبة‏ ‏الأمر‏ ‏الأخير‏ ‏وأنها‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تقدم‏ ‏الخدمات‏ ‏المطلوبة‏ ‏كما‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تفنى ‏من‏ ‏تشاء‏ ‏إن‏ ‏حرضت‏ ‏عليه‏ ‏الكلاب‏.‏

فقلت‏ ‏إننى ‏جئت‏ ‏للسلام‏ ‏لا‏ ‏للحرب‏ ‏وإنى ‏أريد‏ ‏عملا‏ًً. ‏وأشارت‏ ‏إلى ‏فنزلت‏ ‏عن‏ ‏ظهر‏ ‏الحمار‏ ‏ووقفت‏ ‏أمامها‏ ‏فى ‏خشوع‏ ‏وسارت‏ ‏وتبعتها‏ ‏ومن‏ ‏خلفى ‏الحمار‏ ‏تحيط‏ ‏بنا‏ ‏الكلاب‏ ‏ووقفت‏ ‏أمام‏ ‏مبنى ‏صغير‏ ‏فتوقف‏ ‏الركب‏ ‏كله‏ ‏وأمرتنى ‏بالدخول‏ ‏فدخلت‏ ‏وقالت‏ ‏لى ‏أن‏ ‏أنتظر‏ ‏فى ‏الداخل‏ ‏وحذرتنى ‏من‏ ‏الخروج‏ ‏إلى ‏الكلاب‏ ‏التى ‏لا‏ ‏ترحم‏ ‏فسألتها‏ ‏حتى ‏متى ‏ألبى. ‏وماذا‏ ‏عن‏ ‏العمل‏. ‏وأن‏ ‏الشيخ‏ ‏وعدنى ‏خيراً‏ ‏ولكنها‏ ‏لم‏ ‏تحفل‏ ‏بكلامى ‏وامتطت‏ ‏الحمار‏ ‏وذهبت‏ ‏تاركة‏ ‏الكلاب‏ ‏حول‏ ‏المبنى. ‏وكانت‏ ‏ترسل‏ ‏إلى ‏باحتياجاتى ‏مع‏ ‏رجال‏ ‏أشداء‏ ‏ولكنهم‏ ‏لا‏ ‏ينبسون‏ ‏بكلمة‏ ‏وأفكر‏ ‏أحيانا‏ ‏فى ‏الدخول‏ ‏مع‏ ‏الكلاب‏ ‏فى ‏معركة‏ ‏حياة‏ ‏أو‏ ‏موت‏. ‏ولكن‏ ‏يتغلب‏ ‏الأمل‏ ‏فأنتظر‏.‏

التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

وطال الانتظار، ولم تكف الكلاب عن النباح وسمعت ما يشبه نقاشا يدور بين الشيخ والمرأة فأرهفت السمع فوجدتهم يتناقشون فى أمرى، وأحسست أن مصيرى يتقرر دون سؤالى عن المهمة، واشتد نباح الكلاب فاختفت الأصوات وسطها، وفكرتُ فى الخروج، لكننى اقتربت من النافذة أولا لأتبين ما بالخارج، فسمعت حمارى ينهق وكأنه قد وجد ضالته، فنظرت من النافذة فوجدت أن المرأة قد امتطت صهوته وهو فى قمة النشوة، فتراجعت عن الخروج، وحين عدت أنظر من جديد إلى النافذة لمحت الشيخ وهو يقفز ليمتطى الحمار خلف المرأة وهى تستغرق فى الضحك .

 وذهبت إلى النافذة الخلفية فوجدت نفس المنظر، ولكن الشيخ هو الذى فى المقدمة والمرأة خلفه وهى تحيط وسطه بذراعيها، وتساءلت أهى امرأة واحدة أم اثنتين؟ وهل هو شيخ واحد أم اثنين؟ وهل حمارى قد تناسخ إلى حمارين؟

 وتباعدت أصوات نباح الكلاب، حتى اختفت، ثم سمعت دق دفوف آتية من بعيد، فاستبشرت خيراً ولم أكد أفتح الباب لأتاكد من طبيعة الزفة حتى انطلقت صفارة أمان طويلة مثل التى كنا نسمعها إعلانا لانتهاء الغارة أيام الحرب، ثم تلتها بعد انتهائها زعزوته طويلة  ممطوطة آتية من ناحية الزفة،

 فانشرح صدرى واستبشرت خيراً برغم كل شىء.

النشرة السابقة 1 النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *