الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد يناير 1986 / عدد يناير1986-السفر الملون: بوردتيه! الليل حلفاء الجياع

عدد يناير1986-السفر الملون: بوردتيه! الليل حلفاء الجياع

السفر الملون : بوردتيه!

الليل حلفاء الجياع

صلابة العينين يدهما الخريف

وبحر الصمت ينفض ريشه الصخرى

تلك رقطاء البلادة تحتفى بالقبرات الهاجعات

ينام العاشق المرتد موبوءا برقصته

يسير الوقت جنديا خفيف الوزن والقلب

كان صوت شجيرة الأفق المندى بالهوى يخبو

نساء الموت يجتزن السلالم

حاملات ظلمة الأرماس والظل البغيض

كل شئ صار يكتب ليله

        وصلابة العينين

       والذكرى

وريقات منداة بلون الصبح والتبغ

تحاصر وجه من يأتى خفيا فى الظلام

رعدة بيضاء تغمر جسم أمى

راح  بط الدار يغفو فى سلام

راح ليل العطف يدخل ساحة الصمت الطويل

نجمة الأحزان تلسع ساعد النوام

ايبة وريقاتى

وذاهبة لحيظاتى

ونائمة حمامة وجدى البرى

ومثل عاشقة تراوغ عنة الناى الطرى بصوت عاشقها

مضى قلبى

أروض فهد أهـوائى وأشرعتى وكل منائر العمر

شقنى الوعد الذى ينسى شجيرته بقلبى

عادنى الوجد الشبيه بمقلة خضراء

قال للعينين والشفتين والقلب المكور فى انحنائى

انه وتت الذين بحبهم يزهو الفضاء

ثم ينكر زهوه كالخائن الممتد أوبئة

 وينكرنى

          وينسانى

يحطم قبعات العشب فوق الرأس

 خط تحت القلب خطا

نزكما الليمونة الحمقاء فى وهج الظهيرة

أيها المنذور للخمر الردئ

وساحة الشعراء  

     والسلوى

      وأبراج الحمام

انه الوقت

قلنسوة يبقعها التردى

فائض ثوبا يحتمى بروائح ما عادها الوهج المعاند

وقاسمنى سرير الماء

يحتمى الغجرى بالشطآن

مرتديا عباءته وبلواه ونافذة اشتهائه

يمضى فى الخرائب نسر أزمنة بعيدة

يشعل الكفين

    ثم يرتد حريقا

يرسم الوقت الخرافى خيولا

                 ووعـولا

يترجـم

ارتعاشة وجنة الأنثى

تكور نهدها الوترى

يرسم

كيف يصبح نبعها ثرا

كيف يحتقن التأوه داميا

يرتدى الغجـــرى حقويه

يرتل سورة الترحال فى اللحم الفخيم

ثم يحتد

ويمضى

روع الأعشاب بالقدمين

أردية النساء المثقلات بلحمهن

تفر فاغرة ملاستها

نكهة الليمون فى شفتيه حارقة

وطائر القلبين يذهب فى العباب

“هذه امرأة ستقضم فى المساء النهد شوقا

   هذه أنثى التردد تنحنى لعتامة الأشواق

هذا وجه من فى الصدر ينمو وجده عشبا وقرميدا

هذا الباب فاتحة الدخول”

كان موج البحر فاتنة تفر من ارتعاشة نهدها الغجرى

كان الوقت نافذة يسورها الغناء

كل شئ فى كثافته يجاهر باسمه السرى

أرى قلبى يسابقنى ويدخلنى تويج الجسم

وكان ناموس الوصايا يرتدى السنط ويمضى

ساحتى سيفان يلتصقان

أدفع بابها الموعود بالنزو والشجى

ترتد خائفة لقلعتها

وفى النهدين سكين سيدخلنى

يموء بعينها القط الأليف

فكاه يصطكان ترحابا ورعبا

 وبين توجس النهدين، برفع رأسه النزو المضئ

تستدير قيامة رقطاء ناهدة شجية

استدير مع ارتعاد فراشها

أمزق الوقت الثقيل

ملاسة الثوب

انحناء غنائها للموت

أحتفى بشجيرة تنمو بحقوى الخرافيين

أدهمها

وأرحل فى كثافة لحمها الطينى

شققها امتزاج غنائنا

ترتدينى ثم تنضونى وتبكى

أرتدى الوقت

افتراع حديقة القلب المبرأ

أنتمى لسقيفتى وتراث أمى

أعرج لاهثا متباعد الأطراف موسوسا

كان كون يعليه المطوى من أخبار عشاقه

كان صمت الوقت سارية لعاشقة تغاوت

حين بط العطف غادر فرشه كمشاغب موهوب

دار أمى ضج بالخبز السخين وعودتى

فى الصباح الشاهق الجبهة

جاء السائرون على رمال الموت والذهب الثقيل وضجة العربات

اشعلوا خشبى طويلا ووئيدا

حدثونى عن هديل الصمت فى أجفان نسوتهم

فأنبئت وأعلنت

كل من حادثتهم بفجيعتى وشجيرتى؛ صمتوا

وفى العينين شاحنة وقنينة

وفى الكفين زهو التبغ والهزء وخاتمتى

كان عبدالله

يحنى قلبه للنخل

يرفض زهوهم

ويجئ مرتديا شجيراتى وصوتى

أعلن شارتى وحديث اسرائى

كان صبح الله ورديا

وكف الله تلبسنى العباءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *