ابريل1985- قصيدة الصمت

قصيدة‏ ‏الصمت

شعر: عباس الصهبى

كنت‏…‏

أحب‏ ‏الصمت

فالزهرة‏ ‏تشرق‏ ‏من‏ ‏برعمها‏…‏

المتفتح‏ ‏فى‏ ‏صمت

وصلاة‏ ‏العابد‏ ‏هامسة‏..‏

كالصمت

لكننى

منذ‏ ‏فارقت‏ ‏العينين‏ ‏الصافيتين

وتألمت

وتحطمت

أصبحت‏..‏

لا‏ ‏ألعن‏ ‏غير‏ ‏الصمت

أدركت‏..‏

أن‏ ‏الصمت‏ ‏العاجز‏.. ‏موت

وأنا‏ ..‏

أن‏ ‏الصمت‏ ‏العاجز‏.. ‏موت

وأنا‏..‏

أكره‏ ‏لغة‏ ‏الموت

‏***‏

حيتنى‏..‏

وككل‏ ‏صباح‏… ‏وجدتني

أتعبد‏ ‏فى ‏محراب‏ ‏الصمت

ونسيم‏ ‏الصبح‏ ‏الرائح‏ ‏والغادي

يسكب‏ ‏فى ‏أنفى ‏عطرا‏..‏

كنت‏ ‏له‏ ‏أدمنت

ضحكت‏..‏

فتبسمت

ورمت‏ ‏نظرتها‏..‏

تفتك‏ ‏بالأعماق‏ ‏المطعونة

انصال‏ ‏حناجر‏ ‏مسنونه

عدد‏ ‏الأهداب

حاولت‏ ‏مرارا‏…‏

ألا‏ ‏تصطدم‏ ‏النظرة‏ ‏بالنظرة

حتى ‏لا‏ ‏يتفجر‏ ‏فى ‏قلبينا‏…‏

ينبوع‏ ‏عذاب

لكنى ‏حين‏ ‏استسلمت‏..‏

لوقع‏ ‏النظرات‏… ‏الطعنات

فرت‏ ‏من‏ ‏رأسي‏..‏

أسراب‏ ‏الكلمات

فسكت‏..‏

وصوبت‏ ‏أنا‏ ‏الآخر‏ ‏نظره

كانت‏ ‏كالقطره

سقطت

غرقت‏..‏

فى ‏أمواج‏ ‏شواطئ‏…‏

عينيها

ولمحت‏ ‏على ‏ومض‏ ‏النظره

شيئا‏.. ‏أبصره‏ ‏أول‏ ‏مره

ما‏ ‏هذا؟

ماذا‏ ‏يحدث؟

بوحي‏.. ‏بوحى ‏يا‏ ‏شفتيها

هى ‏ذى‏.. ‏الآن‏..‏

قد‏ ‏اعتدلت‏ ‏فى ‏وقفتها

تمسك‏ ‏يدها‏ ‏اليسرى‏…‏

بحقيبتها

وتسلم‏.. ‏وتقول‏ “‏وداعا”..‏

وتقول‏..‏

تقول

تتحدث‏ ‏فى ‏موعد‏ ‏طائرة

عن‏ ‏زوج‏ – ‏لا‏ ‏تعرفه‏ – ‏ينتظر‏ ‏بصبر‏..‏

لتطير‏ ‏إليه

عن‏ ‏عش‏ ‏مضفور‏ ‏القش

لن‏ ‏يشقى ‏الالفان‏ ‏مرارا‏…‏

فى ‏نسجه

فتودعها‏.. ‏أعين‏ ‏أحباب‏ ‏ورفاق

وتحيط‏ ‏بها‏..‏

أحداق‏ ‏خلف‏ ‏الأحداق

تومض‏ ‏بالحسد‏ ‏المشتعل‏..‏

برغم‏ ‏رماد‏ ‏الانشفاق

أدركت‏ ‏الآن

ما‏ ‏كانت‏ ‏تعنيه‏ ‏منذ‏ ‏شهور

من‏ ‏أن‏ ‏الوقت‏ ‏يمر

والغصن‏ ‏الأخضر‏…‏

سوف‏ ‏يشيخ

والزهرة‏ ‏لن‏ ‏تصمد‏..‏

حين‏ ‏يجىء‏ ‏شتاء‏ ‏ممطر

***

خدعونى‏.. ‏إذ‏ ‏قالوا‏:‏

‏”‏إن‏ ‏الصمت‏.. ‏بلاغه”‏

حقا‏.. ‏أن‏ ‏الصمت‏ ‏بلاهه‏!‏

هاأنذا‏..‏

فى ‏الميدان‏ ‏الواسع‏ ‏وحدي

أشنق‏.. ‏صمتى

أتحسس‏.. ‏صوتى

لا‏ ‏صوت‏.. ‏ولا‏ ‏صمت

أصابتنى ‏لعنة‏ ‏من‏..‏

إذ‏ ‏شهدوا‏.. ‏سكتوا؟‏!‏

لا‏ ‏صمت‏.. ‏ولا‏ ‏صوت

لا‏ ‏صوت‏.. ‏ولا‏ ‏صمت

وأنا‏..‏

من‏ ‏كان‏ ‏يحب‏.. ‏الصمت

فالزهرة‏.. ‏تشرق‏ ‏من‏ ‏برعمها‏..‏

المتفتح‏ ‏فى ‏صمت

وصلاة‏ ‏العابد‏.. ‏هامسة

كالصمت

لكني‏..‏

مذ‏ ‏فارقت‏ ‏العينين‏ ‏الصافيتين

وتألمت

وتحطمت

أصبحت‏..‏

لا‏ ‏ألعن‏ ‏غير‏ ‏الصمت

أدركت‏..‏

أن‏ ‏الصمت‏ ‏العاجز‏ .. ‏موت

وأنا‏.. ‏أكره‏ ‏لغة‏ ‏الموت‏!‏

‏(‏أول شتاء 1985)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *