الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ نص اللحن الأساسى:(نجيب محفوظ) قراءة الحلم (26)

فى رحاب نجيب محفوظ نص اللحن الأساسى:(نجيب محفوظ) قراءة الحلم (26)

 نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس:  6-7 -201713-4-2017

السنة العاشرة

العدد:  3596                               

فى رحاب نجيب محفوظ

قراءة أخرى للأحلام الأولى (26- 52)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نواصل تقديم الــ 52 حلما الأولى بأسلوب: “التناصّ النقدى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (26)

جمعنا‏ ‏مقهى ‏بلدى، ‏وقص‏ ‏علينا‏ ‏صاحبى ‏قصة‏ ‏بوليسية‏ ‏من‏ ‏تأليفه‏.. ‏وقبيل‏ ‏الختام‏ ‏دعانا‏ ‏إلى ‏الكشف‏ ‏عن‏ ‏القاتل‏. ‏ومن‏ يفز‏ ‏يُعفى ‏مِن‏ دفع‏ ‏ثمن‏ ‏طلبه‏، ‏ووفقت‏ ‏إلى ‏الإجابة‏ ‏الصحيحة‏ ‏وسعدت‏ ‏بذلك‏ ‏غاية‏ ‏السعادة‏. ‏وبعد‏ ‏ساعة‏ ‏استأذنت‏ ‏فى ‏العودة‏ ‏إلى ‏بيتى. ‏ولانشغالى ‏بنجاحى ‏تهت‏ ‏فسرت‏ ‏فى ‏طرق‏ ‏حتى ‏وجدت‏ ‏نفسى ‏أخيرا‏ ‏أمام‏ ‏المقهى ‏مما‏ ‏أثار‏ ‏ضحك‏ ‏الجميع‏، ‏وتطوع‏ ‏أحدهم‏ ‏فأوصلنى ‏إلى ‏بيتى ‏وودعنى ‏وانصرف‏.

‏وبيتى ‏مكون‏ ‏من‏ ‏طابق‏ ‏واحد‏ ‏وحديقة‏ ‏صغيرة‏ ‏وشرعت‏ ‏فى ‏خلع‏ ‏ملابسى ‏ولما‏ ‏صرت‏ ‏بملابسى ‏الداخلية‏ ‏لاحظت‏ ‏أن‏ ‏خطا‏ ‏من‏ ‏التراب‏ ‏يتساقط‏ ‏من‏ ‏أحد‏ ‏أركان‏ ‏الغرفة‏.. ‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏المنظر‏ ‏قد‏ ‏ورد‏ ‏فى ‏القصة‏ ‏التى ‏ألفها‏ ‏صاحبنا‏ ‏وكان‏ ‏نذيرا‏ ‏بسقوط‏ ‏البيت‏ ‏على ‏من‏ ‏فيه‏ ‏فبكيت‏ ‏أن‏ ‏بيتى ‏الصغير‏ ‏سينقض‏ ‏فوق‏ ‏رأسى. ‏وملكنى ‏الفزع‏ ‏فغادرت‏ ‏البيت‏ ‏بسرعة‏ ‏ولهوجة‏ ‏واستزادة‏ ‏فى ‏الأمان‏ ‏انطلقت‏ ‏بعيدا‏ ‏عن‏ ‏البيت‏ ‏بأقصى ‏سرعة‏ ‏فى ‏الهواء‏ ‏الطلق‏.‏

التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

لم أعرف إلى أين أذهب، وظللت ألف وأدور وأنا أتذكر القاص والقصة، وقلت يا ليتنى لم أفز ، ولم أكن سوف أخسر إلا ثمن مشروبى، أما الآن، وأنا الفائز، فقد أخسر بيتى كله، وأنا ليس لى ملجأ سواه، ودفعتنى قدماى إلى حيث لا أدرى حتى وجدت نفسى أمام المقهى من جديد، وكان راوى القصة ما زال جالسا ومن حوله بقية الأصدقاء، وتعجبوا لعودتى للمرة الثانية، وحسبَ من أوصلنى أنه قد أوصلنى إلى العنوان الخطأ، لكننى طمأنته وحكيت له ما حدث، فقال راوى القصة إنه سعيد أن يصل تأثير القصة إلى هذه الدررجة، وأن فوزى يدل على سعة خيالى.

 وحلّ بى: رعب هائل وشعرت أن هذا الراوى بلطجى مأجور من قبل صاحب البيت حتى أخلى منزلى الصغير ذى الطابق الواحد، ويبنى مكانه عمارة، وبدون أى تردد هجمت عليه فوقع على الأرض بكرسيه، وتحّوطنى الجلوس وخلصوه منى وهم مذهولين من المفاجأة، لكننى اندفعت من جديد أقَبُّل رأسه وأنا أبكى بكل حرقه والجميع يحاول تهدئتى بلا طائل.

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *