يوليو1983- لزومية الصمت

لزومية الصمت

عبد المنعم مطاوع[1]

فى الليـل

بكيت صباى …..

كان نعشه الرمادى يتهادى على طريق طويل.

جسر بجانب البحر الغامض .

وشواهد السواعد الشصية تتعلق فى تشبث بغطاء نعشى

*****

كان الحزن يرين على زهرات الطين

وعلى أشواك الطيارة ……

وعلى أوراق الزوارق

وعند حافة الأفق الدامى ؛

كانت شمس مختنقة …….

ورتقات المغيب ترقش السماء بندف من الريبة والأنكار ……

*****

كنت أعلم ان العالم يملؤنى بالحزن …

يحثو على هامتى التراب ـ وينفض ريشه الملون على …

ويغمس فى قرارى مرقمه الجارح …..

*****

كنت أعلم أننى امتداد بلا توقف

اغتراب بلا لزوم .

وفى حنايا صدرى الصغير؛

كانت الملامح الغريقة…؛ كانت الدماء المجسدة …

والألق الخابى .

*****

أحنيت هامتى للشمس فى الصباح دون خوف .

مددت ساعدى فى النهر دون شوق .

وربما غمست أقدامى فى العيون التى أحببت ..

مشت على خاطرى ! ……

فقد كنت أسودا لكل عين …..

خمريا لكل رهبه

وشارخا لبنات جنسى المراهقات ….

*****

كنت كلما جلست فى أعتاب واحدة ترتق ثوبها

البنفسجى الأسود

تمر من حلقى ………

تحبنى وتزدرينى ..

لكننى فى كل يوم أكبر فى أناملى

أرسم فى مزالق الرأس خريطة التمرد ……

وفى مهابتى السقيمة انكسار .

*****

كان القمر يبيت فى عظامى

يسدل الشعاع فى حده المغامر ،

وينطلى حديدا صدئا .

*****

وربما كانت للنسيم شوفة تملؤ الفخذين ،

أعيش فى ديمومة السهاد تائها …

*****

ومرة غربنى حصان الوحدة فى مشارف الخفوف ……

أركبنى ظهيرة القيظ ،

وبللنى بندى العروق ….

وصرت واحدا مخدشا ،

يهزنى الواقع القابل ……

يرجنى الفراغ

*****

بكرت يا نهر الصبا أجدل قاعك الرهيب …

ضفائر من حبال نبتك اللزج ،

أعقد فيها أسى غرق !‍

[1]  –  فنان تشكيلى ومصور وشاعر، توفى فى 25 فبراير 1982 ودفن بدسوق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *