الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد ابريل 1982 / عدد أبريل 1982 : مقتطف وموقف: المقتطف: ضيافة الحزن:

عدد أبريل 1982 : مقتطف وموقف: المقتطف: ضيافة الحزن:

عدد أبريل 1982

مقتطف وموقف

المقتطف: ضيافة الحزن:

قال ذو الرمة:

وكنت اذا ما الهم ضاف قريته               مواكبة، ينضو الرعان ذميلها

الموقف:

علاقتنا بالحزن علاقة محزنة، ومسئولية الأطباء النفسيين والتليفزيون مسئولية خطيرة فى هذا الأمر، واذا حرمنا حق الحزن… فماذا يتبقى لنا من حقوق( بحق)، بمجرد أن يأتى الحزن أو الهم أو التفكير أو الصمت حتى نهجم على من تجرأ وفعلها “مالك، ماذا هناك، لا….لا….لا….لا…هيا بنا نفضها” فاذا لم يفضها فلابد أن يعاقب بالذهاب الى الطبيب النفسى (الفعلى أو الهادى) ثم هات يا حبوب ” قلة الاكتئاب”.

وهذا المقتطف يعلمنا اشياء كثيرة ضد كل هذا التدهور وامتهان العواطف الانسانية.

1- فالهم جزء من الحياة، يأتى ويضيف نفسه دون أذن( ضاف)، وبالتالى فان لم يكن له سبب فيكفى أنه يأتى.

2- ومادام هو يأتى، وهو جزء من الوجود الحى الرائى لما يجرى، فلنكرمه اكرام الضيف بالمواكبة، والمواكبة التى هى التعريف الحقيقى لما يسمى العلاج النفسى تعنى” السير معا “، فلا مبالغة ولا اعتمادية ولا معارك وهمية.

3- واذ يكرم الهم، لا فرحة به، ولا تسليما، وانما مواكبة وحقا، يقل وينضوى فى حينه من خلال قبوله كضيف مكرم الى وداع.

****

وفى العلاج النفسى- الجمعى خاصة- لا يحسب شفاء ولا تقدم نحو شفاء الا إذا مر المريض بمرحلة الحزن اليقظ الدالة على بدء الوعى باستيعاب التناقض.

فهل ياترى نتعلم أن نعيد النظر فى حقنا فى الحزن – وخلافه – كعلامة على الطريق الصحيح، كحتم يعلن صدق خطو الحياة؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *