الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد ابريل 1983 / ابريل1983-قصة‏ ‏قصيرة‏ حـــلـم

ابريل1983-قصة‏ ‏قصيرة‏ حـــلـم

قصة‏ ‏قصيرة‏

حـــلـم

‏ثروت‏ ‏البحر

لم‏ ‏أكن‏ ‏على‏ ‏علم‏ ‏بوجهة‏ ‏محدودة‏ ‏أو‏ ‏مكان‏ ‏أو‏ ‏طريق‏. ‏كنت‏ ‏أحاول‏ ‏الاتصال‏ ‏بأحد‏ ‏الفنانين‏ ‏القدامى‏. ‏لا‏ ‏أعلم‏ ‏الزمن‏ ‏بدقة‏ ‏لكنه‏ ‏ليس‏ ‏بعيدا‏ ‏ربما‏ ‏فى‏ ‏أوائل‏ ‏هذا‏ ‏القرن‏ ‏وكان‏ ‏الكيان‏ ‏الذى‏ ‏أستشعره‏ ‏أننى ‏أحلم‏ ‏أو‏ ‏أننى‏ ‏روح‏ ‏فقط‏ ‏تسبح‏ ‏بحرية‏ ‏فى‏ ‏الزمن‏ ‏فالروح‏ ‏تسرى‏ ‏فى‏ ‏الكائنات‏ ‏سريان‏ ‏العصارة‏ ‏فى‏ ‏الشجر‏.. ‏وكنت‏ ‏أسال‏ ‏عن‏ ‏الأتيليه‏ ‏القديم‏ ‏أو‏ ‏الناحية‏ ‏التى‏ ‏يقطنها‏ ‏الكتاب‏ ‏والفنانون‏ ‏فى‏ ‏حى ‏من‏ ‏أحياء‏ ‏القاهرة‏ ‏القديمة‏.. ‏التى ‏أجد‏ ‏فيها‏ ‏تجانسا‏ ‏وتداخلا‏ ‏بين‏ ‏الهدوء‏ ‏والفقر‏ ‏والبساطة‏ ‏مجرد‏ ‏عمل‏ ‏بدون‏ ‏ازعاج‏ ‏عمل‏ ‏لا‏ ‏يعرف‏ ‏الجديد‏ ‏ولا‏ ‏نزعات‏ ‏الزهر‏ ‏ولا‏ ‏العلم‏ ‏الحديث‏, ‏كان‏ ‏علما‏ ‏آخر‏, ‏وعثرت‏ ‏على‏ ‏نحات‏ ‏كان‏  ‏يصنع‏ ‏زخارف‏ ‏وقوالب‏ ‏من‏ ‏الجرانيت‏ ‏والجص‏ ‏ولا‏ ‏تستطيع‏ ‏تبينه‏ ‏فى ‏حجرته‏ ‏التى ‏اختلط‏ ‏فيها‏ ‏هو‏ ‏والآلات‏ ‏البسيطة‏ ‏والمناخ‏ ‏والأتربة‏ ‏كلهم‏ ‏على ‏شاكلة‏ ‏واحدة‏ ‏وكان‏ ‏مندمجا‏ ‏فى‏ ‏عمله‏ ‏اندماج‏ ‏النائم‏ ‏فى ‏الحلم‏ ‏وحاولت‏ ‏أن‏ ‏آساله‏ ‏عن‏ ‏صديقى‏ ‏وأجابنى‏ ‏فى ‏صمت‏ ‏دون‏ ‏كلمة‏ ‏واحدة‏ ‏ولكنى‏ ‏فهمت‏ ‏من‏ ‏عينيه‏ ‏وفوجئت‏ ‏أننى ‏لم‏ ‏أساله‏ ‏أصلا‏ ‏فقط‏ ‏كنت‏ ‏أفكر‏ ‏فى ‏السؤال‏ ‏حين‏ ‏عرفت‏ ‏الاجابة‏ ‏منه‏ ‏بنفس‏ ‏المنطق‏ ‏والطريقة‏ ‏فعدت‏ ‏ثانية‏ ‏الى ‏ممر‏ ‏آخر‏ ‏فقد‏ ‏كان‏ ‏المبنى‏ ‏غريبا‏ ‏كديكورات‏ ‏أحد‏ ‏أفلام‏ ‏فللينى ‏السرية‏.. ‏بحيث‏ ‏يصبح‏ ‏من‏ ‏الخطأ‏ ‏وصف‏ ‏الأشياء‏ ‏بل‏ ‏توصف‏ ‏الحالة‏ ‏التى‏ ‏ترى‏ ‏بها‏. ‏بنفس‏ ‏طريقة‏ ‏حديثى‏ ‏مع‏ ‏النحات‏ ‏الذى ‏لم‏ ‏تصدر‏ ‏عنه‏ ‏كلمة‏ ‏واحدة‏.‏

وسأحاول‏ ‏وصف‏ ‏ما‏ ‏رأيت‏ ‏رغم‏ ‏ما‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏من‏ ‏مغالطة‏ ‏فما‏ ‏رأيته‏ ‏لا‏ ‏يخضع‏ ‏للرؤية‏ ‏وحدها‏ ‏بل‏ ‏يمتد‏ ‏الى ‏درجة‏ ‏الاضاءة‏ ‏الغريبة‏ ‏والى ‏الهدوء‏ ‏غير‏ ‏العادى‏ ‏والصفاء‏ ‏والروائح‏. ‏كان‏ ‏يشبه‏ ‏بسطة‏ ‏السلم‏ ‏دون‏ ‏درابزين‏ ‏ومن‏ ‏الأخشاب‏ ‏طبعا‏ ‏والسلم‏ ‏من‏ ‏الطوب‏ ‏اللبن‏ ‏ويسمون‏ ‏هذا‏ ‏فى ‏الريف السباط‏ ‏وفى‏ ‏ظهر‏ ‏الحائط‏ حائط ‏البسطة‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏ثقب‏ ‏يوصل‏ ‏الى‏ ‏ما‏ ‏لا‏ ‏أعلم‏ ‏ربما‏ ‏ممر‏ ‏أو‏ ‏ما‏ ‏يشبه‏ ‏مكتبة‏ ‏الاسكندرية‏ ‏القديمة‏ ‏أسفل‏ ‏عمود‏ ‏السوارى ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏ضوء‏ ‏عام‏ ‏وضوء‏ ‏نابع‏ ‏من‏ ‏الأشياء‏ ‏كالدفء‏.. ‏لكن‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏لم‏ ‏أشعر‏ ‏بارتياح‏ ‏مكثف‏ ‏كانت‏ ‏تبدو‏ ‏لى‏ ‏كماخور‏ ‏فقد‏ ‏وجدت‏ ‏أحد‏ ‏الناس‏ ‏غارقا‏ ‏فى ‏الظلال‏ ‏والظلمة‏ ‏وحوله‏ ‏هراديب‏ ‏كثيرة‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تعد‏ ‏ملابس‏ ‏أو‏ ‏كليما‏ ‏أو‏ ‏شيئا‏ ‏يعمله‏ ‏كان‏ ‏يشبه‏ ‏دودة‏ ‏القز‏ ‏فى‏ ‏حركته‏ ‏غارقا‏ ‏فى ‏أشباح‏ ‏ضوء‏ ‏ينير‏ ‏ذاتيا‏ ‏كظلال‏ ‏حسن‏ ‏سليمان‏*‏ وكان‏ ‏يبدو‏ ‏كأحد‏ ‏الحواة‏ ‏العجائز أو المهرجين المتقاعدين لأنه أجابنى عن صديقى الفنان بأنه غير موجود هنا وأنه مجنون طيب وضحك بخبث طبيعى ولاحظت أم أمراة أطلت من الفتحة التى فى الحائط ونادت ابنتها وتحدثا معا عن شكلى كما لو كنت عريسا يصلح للزواج منها أو ذكرا غريبا قادما الى العش وتبينت فى وسط كومة الهراديب أنها ليست أقمشة وبقايا سجاد وكليم وخيوط أن فى بيتها أسدا يلوك فى هدوء شيئا ما ومنهمكا وحتى لم يلتفت نحوى رغم وجوده على بعد سنتيمرات ويبدو كواحد منهم… فقطعت حديثى المتصل وعلمت لم كنت أراهم كمهرجى سيرك فقير أو  ماخور لا بد وأنهم فطنوا لعدم احساسى بوجود الأسد وأننى ربما أفزع حين أتبينه.. وفعلا قطع الاتصال حين تبينته وهبطت الدرج فوجدت أبوابا كثيرة فى صالة المساكن القديمة.

والحق أن كل هذا تم فى لمحة كالحلم.. ويمكن لى أن أتحدث طويلا عن الأحلام.. وعن السباحة فى الزمن الحقيقى بحرية بعيدا عن قيود حالة البلاهة العادية كما لو كانت الأحلام كالعطر من أزهار البرتقال ليس لها علاقة بساق أو جذور شجرة البرتقال. أعنى علاقة مادية محسوبة بالأرقام أو حسب القوانين البشرية المتعارف عليها.. فالمعرفة هنا لم تكن تقع خارج الحواس.. كانت الحواس هى المعرفة أو هى على أقل تقدير هى السبيل الى المعرفة.. مثلما يبلغ النمل رسالة لا أدرى كيف ولكنها تصل وتصبح ايجابية مع المجموع وخروجا عن هذه الحالة التى لم أكن قادرا على التواصل معها كثيرا.. فقد برز احساس أساسى وحيوى.. أننى غريب ولا بد وأن أجد مكانا أبيت فيه فطرقت أحد الأبواب كان لابد أن أبيت فى مكان.. ولم يفتح أحد.. وكان الباب غير موصد ككل الأبواب هنا.. بل وكل شئ. فوجدت صالة. شرفة زجاجية بها كنبة قديمة وكسوة بالية وانا لا أعرف كلمة قديمة هنا لأننى من زمن حديث .. بل لأن الأشياء كلها فى حد ذاتها كانت قديمة .. وطللت من الشرفة فوجدت الشارع يشبه حوشا فسيحا نسبيا فى ضوء الفجر والزرقة المحببة الى كان هناك بقعتان دافئتان تتحركان بهدوء على أرضية هذا المكان الذى يبدو كمسرح حقيقى كانتا لبؤتين أو أسدين يجولان فى هدوء كالكلاب الوادعة . . كما لو كانا كفخيرى الدرك . ورغم أن هذا  البيت كان يبدو مستعملا أى معاشا فيه الا أنه بمقياس آخر مكان يبدو خاليا أيضا فهممت بالخروج وجذبت الباب فى نفس الوقت الذى وجدته يدفع برفق الى الداخل.. وانفتح لأجد رجلا ربعا ممتلئا فى الحلقة الخامسة. يبدو على شئ من البساطة والانسجام على المكان.. ويلبس بدلة ضيقة كالتى يخيطها أحيانا ترزى عربى… كان يبدو من النوع المسالم البسيط الذى لا يوجد بحيوية الا ثمن الخبز ولا يبدأ بشجار ولا يوجد فى يديه الا أفطار أو عشاء أو قلة أو كتبا بدون غلاف وقد فوجئ بى لكنه اعتذر بسرعة كمن اخطأ الشقة فأخبرته: بل أنا الضيف فقد طرقت الباب فوجدته مفتوحا ثم هذا الشرح بدون كلمة أيضا وكان رده باترا بدون كلمة بل مشيرا بيده الممتدة الى الخارج ما يفيد” بره” لكنه لم ينطقها وحاولت أفهامه عن مقصدى وبحثى عن فلان الساكن هنا ويبدو أن طريقتنا فى التخاطب قد عكرت صفو هذا العالم الذى يبدو كعالم الأرواح. أو كالقرين الموازى للحياة المصرية.. فقد خرجت أمرأة طويلة عريضة ورفعية تشبه المومسات الرخيصة ذات ملامح غليظة مستهلكة واخبرته أن عليه الا يسكن أحدا فوق شقتها يهتز وابتسمت بفجور ولأول مرة أكتشف أنه فى كل هذا المكان لا توجد مطابخ ولا أى مظهر من مظاهر الحياة اليومية التى أعرفها.. بل لا توجد أى روائح.. وفوجئت أن الرجل ابتسم لكلامها.. بثقة شديدة وبتفاهم ومودة وابتدأ التداعى كنت بين لحظة وأخرى أسقط فى حالة التداعى هذه.

حين ينساب الزمن محملا بالأحداث المقارنة قابلت فيها عشرات الأصدقاء والمواقف الاجتماعية والسياسية ويمكن أن أصف هذه الحالة بأن رائحة الوطن كانت تتخلل كل شئ وتبدو متداخلة فى كل حجرة وكل نظرة واتجاه كما لو كان كل شئ خرج لتوه من الحياة السرية التى تشكل رحيق كل مناخ وفهمت فى لحظة واحدة أشياء جديدة من الثبات المعمارى للآثار وابى الهول وعيونه والايقاع الزمنى لمن يسمونهم البلداء.. الذين تستوى لديهم الحياة الدنيا والحياة بعد الموت والزمن والأحداث حياة سرية لها ايقاع واحد بلا اى رتوش ولا أدرى لماذا وردت على ذهنى مفارقات مضحكة بين هذا التماسك المسرحى الفريد بين كل شئ بين النص غير المكتوب والعمارة وكل هذا الديكور المسرحى لا ادرى كيف أنساب الى ذهنى مع حديث عن استجلاب حكام لكرة القدم من الخارج وعن البوتيكات وعن بداية السلام التى أصابت الشارع القديم بالشلل. فلم تعد لديه اى فرصة للمقاومة وهو بالتالى يقاوم عن طريق الثبات داخل الحياة السرية للوطن. رغم أن الدولارات تأكل الروح. وتحيل بلدا كبورسعيد كانت الأسر تأوى العائدين من سيناء بعد الهزيمة وكانت النساء تحمل الطعام الى المعسكرات والماء والتحم الجميع فى بوتقة واحدة دون أى تنظيم وحتى حالات الزواج والحب والموت واللقاء والوداع والآمال هناك أثمرت تخطيا مصريا للحياة السرية الى دفء دنيوى قاوم العالم وهز الناس وطنيا وقرب الناس من بلدهم حين يعيدون اكتشافها واكتشاف أنفسهم. ثم وثب الى ذهنى فجأة هذه الكلمات كلافتة “أنه لايمكن العمل لصالح الوطن دون الحفاظ على الحياة السرية فى نموها الطبيعى” وتذكرت أولاد البلد فى السويس حين كانوا  يدخنون الشيشة على القنال واليهود فى المقابل هناك لكنهم كانوا يدخنونها فى صمت وكان كل واحد منهم ممسك بخرطوم ينتهى الى أنبوب يتصل بالحياة السرية كان التداعى يمر فى ذهنى كشريط سريع عن البلدة وتقلب الدفْ والروابط فى نسيجها بين حياة أو جمود أو توقف وتغير الديكورات السياسية والمبيدات الحديثة التى تقضى على الهوام والنبات وكل هذه النياشين والكواكب الذهبية والمعلبات والفراخ المجمدة التى هبطت علينا دون جهد يذكر وتذكرت المرأة التى اخبرت هذا الرجل الذى ما زال مشيرا بأصبعه الى الخارج حين أخبرته أن اهتزاز السرير يصنع حركة ولاحظت أن كل التداعى الذى مر بخاطرى ونحن ما زلنا وقوفا بالباب قد حمل الى وجهه نوع من التفاؤل المشوب بالحذر ولاحظت أنه على كل شئ من التعلم… لكنه يستلهم من الحياة السرية للوطن كل رصيده فى اتخاذ القرارات السليمة وكان يدعونى للحوار على طريقة أخرى غير الجدل.. كانت المعلومات تفد الى ذهنى وكأن عروقى موصلة  بالحياة السرية وافقت على همس عن أن  الجرانيت لا يخشى الرطوبة ولا ارتفاع المناسيب الجوفية ولا الزمن ولا عبث الأطفال. ولأول مرة اكتشف أن محدثى الواقف أمامى كالتمثال مشيرا بأصبعه.. يشبه تماما تمثال شيخ البلد الخشبى فى المتحف المصرى. ولكنه بدون عصا.. وكان الصبح قد انتشر وتغيرت الحال تماما.. فخرجت من الحلم كمن خرج من بطن أمه… واسلمت نفسى لضجيج الترام والمترو وكلاكسات السيارات وصياح المذياع ورنين أجراس الاسعاف والمطافئ والنجدة والبوليس وأزيز الطائرات والقطارات والزحام والشمس اللزجة التى يفوح حولها رائحة القار والبنزين وعادم السيارت ويلفنى الزحام والزحام  وأغرق فى الوحدة وصوت المذياع عاليا فى حديث أجوف عن الوحدة الوطنية وعن الرخاء يتخلله بين حين وآخر اعلانات عن مساحيق للتجميل والسبورت كولا والشويبس وشامبو بالنخاع وشامبو بالبيض وشامبو بالتفاح وشامبو بالفراولة بينما كانت أعين الفقراء تعكس قهر آلاف السنوات كبئر عميقة تمتد كلما نظرت فيها وتسلبك ارادتك كالتنويم المغناطيسى وكالطفل الذى مد يده الى برطمان البندق وغرف كمية كبيرة لا يستطيع أن يخرج يده بها كلها.. كان يتجاذبه العطش العميق والبئر الملئ ولتزاحم الأفكار كان من الصعب الانحياز لفكرة واحدة ولوفرة ما يمكن أن يقال.. ولعدم جدوى الكلام اطبق الصمت بلا منازع. وصارت العيون مريبة ومستدرجة مليئة تدفعك الى النسيان والى التذكر كالمنوم مغناطيسيا.. ولا تفيق الا على اتجاه مغاير من الحديث.. كأن يهتز الكون مثلا.. ويتم تصحيح الأمور بلمسه مفاجئه سحرية كمصباح علاء الدين أو كتجلى ليلة القدر.. وكأن الروابط مع الطبيعة ككائن حى تتجه الى التلاشى وتصبح الشرعية نوعا من البدائية أم أنه نوع من افطام أو انقطاع الحبل السرى الرابط بين زمنين أو كيانين أو عصرين لا سبيل الى الاتصال بينهما الا بمعجزة الهية تقع فى الزمن المفقود.. التائة بين زمنين.

ثروت البحر*

مارس 1982

*  واحد من أبرز الفنانين التشكيليين المصريين يشتهر فى تصويره بالرماديات والظلال.

* فنان تشكيلى سكنرى، وشاعر ديوانه الأول بعنوان ” أحاديث عائلية “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *