الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد أكتوبر 1981 / أكتوبر1981-شعر أعيش بالأرض الخراب

أكتوبر1981-شعر أعيش بالأرض الخراب

شعر

أعيش بالأرض الخراب

يومية .. ساعة بساعة”

زينب عزب

وأعلم! أن تمضى مخدوعة

خير … من فقدان الذات المطبوعة

أن تخسر حلما أنعشها

خير .. من أن تخسر فكرا عايشها

هل تبصرها؟ لا تركز

تمشى فوق الاطراف على جبل، مهتز يلتف عليها دائرة، تخلو من مركز

من قطر …وزوايا … ألا الأوتار

تنصيفا ، لا تقبل

ان زمت، فالذبح

وأن انفرجت، فالجرح

أنى تتلفت، تلق جنون الصدح

وسنون القدح

لا تأبه! …… عجـل

فالأم تعيش، تدور مع الأرض؟

والأرض خــراب!……

أسمعها! تحكى، وتثرثر :

ليست تصبو، فتثيرك أوتتأثر

جئت بليــل

السـاعة تعـلن :

ميلاد النصف الثانى، للشهر المنقوص

ترمى باثنين :

يـوم … سـيكر

وبأنثى … سوف تصر

مع كل حدث

امتصتنى الآلام

تفرزنى …. هل تعرفنى ؟؟

لا تذهل ! …

ما عـدت أنا

لما أصدرت الحكم على

قبل التنفيذ …. تمهل

فالمشنوق له أن يطلب

هاتوا الكهنة

لتبـاركنى

ما دامت رباتى لم تشفع لى

تمهـل

هل تقبل تنظر

لا تتعجـل

تجد الطـفلة

لا يعرفها الوسواس

لا يحجبك الدساس

لا تـسأل ! ….

ليست تزجيك حساب

حتى همسات عتاب

وتكـــــن ……………

تخلع عنها زيف الوجدان

فترى بياع الصور المصنوعة

الضاربة الألوان

ها أصغر حبة

تملى الحــكم

ولها الغــلبة

أن عزت، أدعو النوم

أتحايل

فأعد حبيبات الزئبق

من تحت سرير الملك المحموم

فتغالطنى …. وتفر

فأعود، أعد بعيرأً من مصر، حتى أرض الله ..

بالعـــــــام المحــــروم

لم تمشى الخطو وئيدا ؟

الجندل تحمل أم كان حديدا ؟

ما الوقــت ؟………

يا للهـــــــــول !…….

أسطول الطيران الامريكى امتد

جسرا حتى اللـــــد

أدنــــــو…….. وأعــــد

تقذفنى، أسرع ….. أبعد

يا ويلى ….. تقترب

أفزع…… أصرخ….من؟ من؟

أتحسس……آ ….. هذا خلى

أتكوم …… أختبئ …….

الحضن، الحصن

يلتف……… يلف

أرمش ….. أستكشف

خيطا، ابيض أسود

والبرج الدلـو

نجمى يحمل

وبعيدا … يدلق

بالليل سرت أيامى تبتل

وأعيــش

انظر فى صورة يوما ما

من أيامى المحسوبة

الدوارة فوق تروس الأرض المنكوبة

الساعة الثامنة مساء

كم صحت بها

ــ أين العلبـة

= فرغت وسواها … لا أجد

ــ هاتى أخرى من أى مكان

وبأى الأثمــان

= اليــوم الأحد

ــ الألم الصاحى، لا يأخذ عطلة

والعلة لا تقبل علة

ربــاه !……

ما دام الشجن قدر

والفرح قدر

هل بالحبة فى حجم العدس

أمحو قدر النحس

والمكتوب على أعيش ؟

الكـل خــدر

مهما اختلفت أوصافه

وتباين وصـافه

آخر بصات الشمع الأحمر

يامن تجــــــرح

لا زلت أميز بين الألوان

والألحان وأعيش

الساعة الخامسة صباحا

أقبلت على الله

أتلو ما أهداه

أبحث عن شئ، أفقده

ران على قلبى، والقلب يهدهده

ألقى القلب عيون

فى وجل فيضان

بى تنبت تفاحة

فأحس الجــوع

تتحول صباره

أزداد خشــوع

اعرف أنى لازلت أعيش

الساعة السادسة صباحا

يأتى الإفطار

لا يتأخر ……

كوبان من الشاى السكر

درهم جبن، بكر

وجرام من شئ عسلى

أبتلع الحبات

ما تسلبنى بنهار

فى الغش، يحلو الوسن

فى موقد حب … ارقد

والليل الشتوى لنا يرقص

أطفئ ….. اطفئ

لهبأ ……لهبا …… انصهر ….. اخلص

قولى …….. لى ….. ياراحلة الليل

هل ما يتبقى …..من نار …. تغتصب أرض ….

والأرض خــراب؟..

بى سيحى ! يا أجنحة القمر الموءود

فى عين الفجر المولود

فأمام العين يمر خيال وردى

كلماتى يردى ……..

والأخرى يتخطفها طيف وهمى

هل ألحانى يحمى ؟!

فى اليقظة أم، فى رحلة غفو

أم فيما بين أعيش ؟………

فى الفجر

تكبير مآذن أربعة

حولى تتصايح !……

قـــــــم!.. حى !……..

استغفر …..وأحمد ….. سبح

فالنجمة طى

وملاهى الليل بشارعنا

يتسلل منها ، يترنح

لافرق !….

تخلو ، مما يرضى الرغبة

فجميعا، صابون، علب مرصوصة

بممرات الكلمات الممطوطة

ذات الأخبار المنقوصة

لا تحمل من تاريخ الأيام

الا مجرى الأرقام

والصور المحطوطة

أين ( العفريتة)؟

والأعلانات كئيبة

تفسد حلم صغارى بالأكذوبة

وتنال براءتهم

وتزاحمهم فى كل مكان

وتسد طريق الكلمات الحلوة

وتقول أنا القوة

وصدى الرنات الأعلى ، أغلى

لن يجد الأولاد

لما يلففنا خبر …. كان …كان

ما يحكى صدقا للأحفاد

عن أيام زمان

يوم بهوامشه، كنت أعيش

الساعة الثامنة صباحا :

فالى المذياع !…….

ومؤشره، كالطير المذبوح

يرقص رقصة …… درويش

ويغنى، وينوح

فى العزم، أرداه

ما أطعمه السقالات

تسند عودى

لأوفى للبيت عهودى

حتى يومى الموعود

وتمنيت …………

لو كنت، قدرت، لصمت الدهر

كل رواسى الأرض أقلقلها

وألهمهمة وفى نبسى

والروح تميت رغاب الحس

فى بلدى هذا، والأرض خراب

لو بالدين هذا ، والأرض خراب

لو بالدين أشاروا

قاموا …… صاموا

بغية تين ، زيتون ، بالجنة

وأندثر الطابور

ما هــذا ؟!……..

عند كنيسة ؟! ……..

ماذا يجرى ؟! ………

هل لازلت   أعيش ؟!………

الساعة السابعة صباحا

الباب يدق

دقات عشوائية

امسكت الصحف اليومية

وحللت الكلمات الصعبة

قــلبت …

نظرا فى المطبوعات

كم عبث … غث ملأ القرطاس

لا تتعجب ……

ما رق من الاحساس

ماغنى : حبا خيرا….. وجمال

فى الغد يدعوه، كل كتاب

مهما سعى خاب

*       *       *

من مكتبة ما …. أى كتاب يغرى

فى زمنى هذا

ياما حدثنى، عن صاحبه، ووشى

بالسر فشا …..

القطه ….. اجرى

أفتح ……. أطوى

وأعود ….. أضع

فالطفل رضع

مصات من أمه

ونقيع حشيش الأرض البور

ومزيجا ، بالقئ شبع

وأريت الطرفة فى ليلاتى

هل يقدر أعشى

أو من يرخى فى الشمس الرمشا

تنطبق الأهداب …..

فوق كتاب …..

هل أنا أحلم ………

أم صدقت الوهم ، وفيه أعيش ؟؟

آه … أسمع صوتا ما اشجاه

يأتينى .. ويبكينى مغنى الموسيقار الأول !….

” بالتبر لم بعتكم “

” بالتبن بعتونى “

فالزر ادير ……

أتناسى ، لأعيش

الساعة التاسعة صباحا :

وأغيب قليلا

وأقلب …. أرجو تعليلا :

الحب الابيض يذبحنى

لا قطرة دم

والخيط الناعم يخنقنى

أشجى الألحان كتم

آهاتى، منذ زمن

وكـأنى كنت أطالع مكتوبى

تأتينى أصداء دمن

وترجع بحة محبوبى

فاسد أذن …..

لأعيش ……

الساعة العاشرة صباحا :

وأفتش ……

اليد ….. رعشة عصفور

والعين أكثر من خطوة

فوق الرف فراغ

يرنو لى …….. بدعاء

نتبادل نظرتنا … أسفا … ورثاء

وأجرتم ………

سأعيش ……..

الساعة الثانية عشرا ظهرا :

وقتى مملول؟ أم مشغول؟ أم هادف ؟؟!

أمضى للهاتف ……

ما يسعى بين الأحباب !

ماهـذا ؟…

اما أن يخرس …..

أو تهذى سبعة السن

فى بوق واحد

سرا … لا تدفن

والدش به   يتدفق

والحبل يمد الجب بما أغدق

يصل

أسبرطة …… بالعباسية

وعطيلا ….. ببهية

بلقيس ….. بروميو

وهنا الأجراس ترن ….. ترن

فيلبيها سيد عشاق الجن

تتقطع أسلاك، بمواعيد غرام …. غى ياخى!. ياخى

هذا عبث ….. لا يجدى

أسمع ذى القصة أجمل

ها هى ذى ـ كليوباطرا ـ تسأل :

الليل أطل

هيا … يا حبى

فيرد عليها …..هس !….

الساعة الحادية عشرة قبل الظهر:

ماذا أفعل …..

لا أدرى ……

لست من الرسل

يأتينى من عند الله كتاب

لكنى أحمل طهر الكلمة

فيضا من ينبوع سماء

وأطوف بها الأسواق

أتدبر …….

الأسواق الظلمة …..

روغان ولا تخبر ……

أن ردت مكنونا فى الأصداف

ويطل ألينا، من نحنت شفاف

مهما طال مسير

لى ينفتح الباب يشير

يدعونى: ياأخت ….. هلا

يا أم …….. هلا

ياحب ……. هلا

ياذى الروح …… هلا

مهما رحبتم ………

هل انسى ما برح بى ؟

فى يوم العيد

يرمينى ، بهدية

ينعى لى خير بنية ……

ثم يواسينى ………

عشتم ………………

والألسن تحتد ……..

والقد يقد …

والشعر يشد ……

أنظر !….

لست المسئول ……

عن فصل القوات

………………………

تعطينا ظهرك يا شرطى ؟

حقا هو يصلح لوحا لعلامات مرو

لم لم يكتب فوق الشارة

من أم خراب …للأم الأولى

يذهب أسرع

والراكب لن يغرم أكثر

بقصاصته فى رفق يصرع

من البطل؟ فى هذا الفصل من الماساة ؟ ….

ومن الأول؟ فى هذا الفصل من الملهاة ؟

لست أنا …. لست أنا

لست أنا … هل أنت ؟!

ما أبشع أن نتنصل …..

نضحك، مما يبكينا … ونعيش

الساعة الثانية ظهرا :

أذهب للبرج ….

وأطل على الخلق

عجبا …

أنزل من برجى …. وأطرف

ألقى مخلوقات

عمى يسمعنا …. ياليلى

فتولول : يا للخائن

أين الحيات ؟

ردت تسجيلات

فى اللفات

مالى ذنب فى الانصات

والعداد يصيح .. بلا خجل

أدفع! أدفع ثمن الخلل

ما دمت تعيش

الساعة الواحدة ظهرا :

ماذا أفعل ؟!….

أخرج للشارع !

يفتح فاها …. يفغر شدقا

وتعرى بطنا …… وانشق

ولنا ألقى ………

تلا ….حجرا …….. جبلا

ويقطع ما اتصل

وأرى السيارات العامة

يكتظ بها حشد بشرى

قطعان …….

لم تك فى الحسبان

أين الشرطى؟! ……..

كيف مظاهرة ….. متنقلة تصرخ بالرأى العلنى

ولها يسمح أن تمشى …. وتمر

سمعا …….. وبصر

ماذا؟ تسخط ….. تلعن من ؟

الأيدى تمتد

وما أقسى أن نخرج من علبتنا

بالميراث التركى…..

ونعيش !!..

الساعة الثالثة بعد الظهر :

عافت نفسى كل الأكل

زادى ليس طعاما

أكلى …… مسلوق

أين الملح ؟

تأتى الحلوى بين يدى

والأقراص جميعا

وتشير القيلولة …..

الا الجن يقيل

استئذن … هل تسمح لى

لحظات أخطفها …..

فمع الجن أعيش

من الثالثة حتى المغرب

أنا وحدى!.

الصمت …. الصمت

يكفينى زادا

يرضينى …. خير رفيق

لكن لى … عينان …. ومرهقتان

ماذا تريان ؟!….

الورد الزاهر ما رويت ندى

حال الشوك يكف فضا

ثم النصل المشحون غدا

يدبحنى فى بطء ويعيد

معها أتعامل …….

أرنو….. أتامل …

وحشرات …..

أدنو أكثر . انظرها … أتمعن

بعدا …. قربا

هل انسلخ ….

وأعود الى دنياى؟!

أنظرها لا ألقاها

لابد … أخالط

بعض الجرثومات المصل الواقى

داء …. ودواء

قد يشفينى … قد يقتلنى بالترياق

هل تدرى أنى ما حصنت

الا بالأبيات ……

بالآيات ………

بتعاليم الجدات ….

وأخيرا بالحبات ……

ونسوا ذاتى ؟؟!…

هل تدرى ؟ …….

بيت الطفلة كان زجاج

بعيون الأبوين ترى الدنيا من خلفه

وعليه يخشى من خدش

هل تدرى ……

العش حجر ……..

فى أوج شجر

وعليه يخشى من نفث

سأعيش اليوم، كباقى الأيامهل أنتظر ؟ …..لا يعنينى، أن غدا يأتى بجديدفالصفحة ذات الخط الأسود

فى الغد، تحمل اسما

أمتنعت عنه …..

صفحات النور

فى يوم كانت ترجوه تعيش

الساعة الثامنة مساء :

أين العلبة ؟……

ليست هذى

فذه، والأرض خراب

اسأل عما تحملنا، يوم نسافر

وهناك أرى صحفى منشورة

وبيمناى كتابى …

وبروض الشعر أعيش

أنسى، أنى يوما عشت، بأرض خراب ….

.*         *           *

بل اسال عما تحوى ورقاتى

ألقيها فى حفرة

قد تغدو شجرة

تنقش فوق الأوراق.. على النهر

ما ضمت من شعرى ….

فيعيش …..

وأعيش به، تحت الشجرة

أين الرعب الأخضرطال اشتد تسمروانضم الى البطريقوالكل ….. الكل …

انطلق موالا ….. صفر

يمشى فى الخطو …. بكل طريق

طيبى لا ينشر

حتى لا ترفع تاجا وردة عمر يذبل

أو تحسو الطل …..

فتموت غرق …..

ما دامت لا زالت أنفاس

كالناس … بدينا الناس

لابد تعيش …..

من المغرب حتى العشاء :

غلقت الأبواب ……

فى وجه الريح الأخبث

لكن تصر ……

هبت تلهث …..

مرت تلهث …..

وأنا أتشبث …….

أرجو …حقلى أحرث …..

وأعيش ……

فى العشاء

كوب لبن ….. ” شيكولاته “

شئتم لى، لأعيش …..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *