الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد أكتوبر 1981 / أكتوبر1981-الموقف التجريدى والموقف العيانى عند جولدشتاين د. يسرية أمين

أكتوبر1981-الموقف التجريدى والموقف العيانى عند جولدشتاين د. يسرية أمين

الموقف التجريدى والموقف العيانى

عند جولدشتاين

د. يسرية أمين

تقدم هذه الدراسة نبذة عن مفهوم كل من الموقف العيانى والموقف التجريدى من خلال نظرية جولد شتاين، فهو فرض تنظيرى ينبع من نظرة كلية الى الانسان. وجولدشتاين يتخذ من الموقف ككل اساسا يصف من خلاله ما يحدث فى السواء وفى المرض، فهو لا يصف التفكير ولا العواطف وأنما يضعنا أمام موقف الانسان. وجدير بالذكر أن هذا التفكير الكلى قد نشأ من دراسة حالات التلف العضوى للمخ والمحدد ـ فى أكثر الأحيان ـ تشريحيا .

كيرت جولد شتاين(1878 ـ 1965) تعلم بألمانيا حول نهاية القرن التاسع عشر، وهو مثل كريبلين وبلوير تلقى تدريبه فى الطب ثم تخصص فى الأمراض العصبية والأمراض النفسية، ولقد أمضى فترة طويلة من حياته فى دراسة الآثار المترتبة عن التلف العضوى للمخ، وجولدشتاين معروف فى دراساته للطبيعة الانسانية بوفائه وانتمائه وتأييده للاتجاه العضوانىorganismic ، الكلى، ذلك التيار الذى يسعى الى الوصول الى نظرة كلية للانسان دفعة واحدة بدلا من محاولة فهم الأجزاء كل على حدة ثم وضعها مع بعضها البعض، ولا شك أن ارتباط جولدشتاين المبكر بسيكولوجية الجشتالت والفينومينولوجيا والوجودية كان له أثر كبير فى بلورة تفكيره وفى تشكيل منهجه، ولقد أهتم جولدشتاين اهتماما واضحا بالأمور والقضايا الفلسفية طوال حياته، واستطاع أن يولف بين الجانب التجريبى فى حياته العملية وبين معارفه الفلسفية وانتهى من خلال دراسته الممتدة والعديدة لآلاف المرضى الى أن النظرة الفلسفية هى جزء هام لتفهم ماهية الكائن الحى.

الموقف العيانى والموقف التجريدى:

لقد لاحظ جولدشتاين أثناء دراساته للمرضى المصابين بتلف عضوى فى المخ أن هذا الأخير يؤدى الى العديد من التغيرات فى السلوك التى لها علاقات متبادلة مع بعضها البعض، بدلا من ظهور تغيرات معزولة أو غير مترابطة، ولقد استخلص جولدشتاين من ذلك أن تلف المخ يؤدى الى اعادة بناء الشخصية كلها، ولقد بحث جولدشتاين عن مبدأ واحد يستوعب ما يحدث فى السواء وفى المرض ويكون قادرا على تفسيره، وتوصل الى أن هذا المبدا الموحد بين الحالتين هو أن المرضى المصابين بتلف عضوى فى المخ قد فقدوا الموقف التجريدى، وكنتيجة مترتبة على ذلك فهم ينقلبون الى الموقف العيانى، وجولدشتاين قد نظر الى الموقف التجريدى والموقف العيانى كما لو كانا طريقتين متفرعتين تفرعا ثنائيا لاستقبال الوسط والتفاعل معه .

ولابد من وقفه أمام كلمة” موقف “فى نظرية جولدشتاين، فهو باختياره لهذا اللفظ للتعبير عن فكرته فى التحول من النشاط العقلى المرضى السوى الى النشاط العقلى المرضى فى حالات تلف المخ العضوى أنما يؤكد على نظرته للكائن الحى على أنه وحدة كلية تتفاعل مع الحدث من خلال موقف معين يتخذه هذا الأخير ككل، فلا يمكن أن تفصل أجزاءه المتصلة بعضها عن بعض، أذ أن ما يحدث فى جزء منه لابد وأن يؤثر على الأجزاء الأخرى، ولابد أن ينتج عن ذلك موقف كلى مختلف. فجولدشتاين ـ معتمدا على عمله الممتد مع المرضى المصابين بتلف عضوى فى المخ وهؤلاء الذين يعانون من اضطرابات اللغة قد ذهب الى الاعتقاد ـ وباقتناع متزايد ـ أن جميع أوجه الحياة، سواء أكانت أعراض او حالات مرضية أو أى من ألأشكال المختلفة للسلوك الشخصى، يمكن أن تقيم من خلال النظر الى الكائن الحى ككل، وجولدشتاين فى نفس الوقت قد زود من تأكيده، من خلال دراساته وملاحظاته، الى أن الاتجاه الذرى غير قادر بصورة قاطعة على تفهم الكائن الحى تفهما حقيقيا، فهو يعتقد أن تلك الدراسات الجزئية يمكن أن تزودنا بعدد لا حصر له من المعلومات والحقائق بطريقة ما ولكنها تبقى دائما ناقصة .

محكات كل من الموقف التجريدى والموقف العيانى :

لقد أعتقد جولدشتاين أن تجربة الشخص المباشرة أو الفورية لأى موضوع هى” حدث فريد”، وأن الاستجابة للموضوع على أساس أنه حامل لصفات يمكن تجريدها منه لاتحدث بصورة فورية اومباشرة وانما بالتأمل فى الموضوع، ولقد سمى جولدشتاين الاستجابة المباشرة أو الفورية استجابة عيانية، وقد اضاف أنه يستدل منها على الموقف العيانى، وعلى العكس من ذلك فان الاستجابة التأملية المعبر عنها فى صورة الصفات المجردة لهذا الموضوع أنما تكون استجابة مجردة قائمة على الموقف التجريدى. ويصف جولدشتاين كل من الموقف التجريدى والموقف العيانى قائلا:( فى الموقف التجريدى نحن لا نتوجه نحو الموضوع الفردى وأنما نحو فئة أو مجموعة يكون الموضوع بالنسبة لها حادثا ممثلا.

أما فى الموقف العيانى فيكون الفعل محددا بالاحساسات اللحظية التى تنتقل عن طريق الحواس وهذا الموقف يكون أكثر ارتباطا بالواقع المباشر من الأول فنحن نتوجه نحو الشئ العيانى فى تفرده المعين) “بولز وجولدشتاين 1938 ” .

ولقد اشار جولدشتاين الى صفتين مميزتين للمثير كثيرا ما يقودا الانتباه فى الموقف العيانى، الصفة الأولى هى الاستعمال العملى للموضوع أو الموقف الذى يقع فيه الموضوع، والصفة الثانية هى الحساسية الاستقبالية المنبعثة خاصة من ” بريق حسى معين كلون أو شكل أو أى مواصفات أخرى للموضوع ” .

أن السلوك التجريدى، على النقيض من السلوك العيانى، هو تأملى من حيث كونه يشير الى قرار واعى للاستجابة للموضوع على أنه حامل لصفات معينة، فى حين أن الاستجابة فى الموقف العيانى تكون استجابة لمثيرات حسية غير متميزة. فالشخص الذى يرمى الى الموقف التجريدى يختار الصفة التى سوف يستجيب لها عن عمد وبفعل الارادة، وعلى العكس من ذلك، فان المريض المحدد بالموقف العيانى يستجيب بطريقة لا إرادية تماثل رد الفعل العكسى، لصفات المثير التى تصل إلى انتباهه، فهو غير قادر على اختيار وجهة الموضوع التى يستجيب لها، وبدلا من ذلك فهو يتنازل بطريقة سلبية ولا إرادية لمتطلبات المثير كما يعيشها فى التجربة المباشرة أو الفورية، فهو ” مرتبط بالمثير” Stimulus bound حيث يقول جولدشتاين ” هكذا فان الموقف العيانى يمكن اعتباره استسلاما سلبيا لمجموعة الاحساسات ” .

وفى مكان آخر يضيف ” أن الموقف التجريدى … يملى نشاطا وأعيا بمعنى التأمل والوعى واحساس الفرد بما يفعل . فنحن نتجاوز به الوجود الممثل فى الواقع المادى المعاش مباشرة، أو الوجهة المعينة أو الانطباع الحسى… أن الموقف التجريدى هو الأساس لأنماط السلوك الواعى والارادى ” ” جولد شتاين وشيرار، 1941″

ولابد أن نقف وقفة لنشير لتفرد جولد شتاين بتفسيره للاستجابة التجريدية، اذ أن معظم علماء النفس يعرفون الاستجابة التجريدية بأنها تلك التى تتطلب تمييز واختيار ملكة معينة لسلسلة من المثيرات، فى حين أن جولد شتاين يؤكد على وجود صفتين أوليتين مميزتين للاستجابة التجريدية، فهى تأملية وارادية، فى حين أن الاستجابة العيانية لا تأملية ولا ارادية، وهكذا نجد أن جولدشتاين قد تأثر تأثرا كبيرا وهاما بعاملى الإرادة والوعى فى الموقف التجريدى حتى أنه يتجاهل عملية التجريد الحقيقية “أن أى نوع من التجريد الظاهرى الذى لا يحتوى على إرادة واعية ليس تجريدا نهائياً. “جولدين شتاين وشيرار، 1941″.

ولقد وصف جولدشتاين انماطا من السلوك العيانى من خلال ملاحظته للمرضى فى تأدية أختبار تصنيفات الموضوع، ذلك الاختبار الذى صممه جلبGelb ، جولد شتاينGoldstein ، فيجل Weigl، وشيرار Scheerer والذى يطلب فيه أن تصنف أدواته حسب أى علاقة مشتركة، وهنالك طرق مختلفة لتصنيف هذه الأدوات تبعا للاسم أو الاستعمال أو اللون أو الشكل او المادة أو الموقف.

1 ـ التشبث الشديد بالأطار الموقفى:

فان المريض فى هذه الحالة يستجيب للمثيرات من خلال العلاقات التى تربطها فى موقف معين بدلا من النظر الى الصفات المجردة للمثيرات،فمثلا قد يقول المريض أن مجموعة من اللعب التى تكون مجموعة معينة مرتبطة ببعضها لأنها توجد فى مكان واحد كالعلبة التى تحتويها( اللعب) مثلا .

2 ـ عدم القدرة على اتخاذ وضع الاستعداد العقلى اللازم للمبادأة فى فعل ما :

فالمريض كثيرا ما يورى صعوبة فى بدء فعل ما أو اكماله، فاذا ما طلب من مريض أن يصنف قطعا من الخشب تشترك فى الشكل على أساس الشكل بعد تصنيفها حسب اللون، بعد الانتهاء من تصنيفها حسب اللون فان المريض فى هذه الحالة يجد صعوبة فى الانتقال من الموقف العقلى اللازم للتصنيف حسب اللون الى الموقف العقلى اللازم لتصنيف القطع حسب الشكل .

3 ـ الانتقال غير الملائم :

لقد استدل جولدشتاين فى بعض الأحيان على الموقف العيانى من التنقل الشديد من أساس للتصنيف الى أساس آخر دون أن يكون المريض قادرا على استكمال أيهما .

4 ـ فقد السلوك التشبيهىas if behaviour :

وهو عدم القدرة على الاستجابة لمثير بطريقة تشبيهية ” كما لو كان كذا ” فهو يستجيب للمثير فقط بالطريقة التى يعيشه بها فى اللحظة المباشرة، فمثلا هو غير قادر على أن يتظاهر بأنه يشرب من كوب ماء فارغ .

5 ـ فقد المعانى التجريدية للكلمات :

فالمريض الذى يقتصر على الموقف العيانى يستطيع أن يستعمل الكلمة لكى يشير الى موضوع معين وليس الى مجاميع وفئات، وبالاضافة الى ذلك فان المريض كثيرا مايضفى على الكلمة معنى مأخوذا من تجربة مرت عليه بخصوص هذه الكلمة .

6 ـ عدم القدرة على ترابط وتكامل المثيرات المختلفة :

فالمريض لا يكون قادرا على تحرير نفسه من الموضوع والتأمل فى صفاته .

7 ـ عدم القدرة على تجريد الصفات المشتركة أو تكوين مفاهيم:

هذا السلوك يكون متميزا بعدم القدرة على الوصول الى صيغة مشتركة لأشياء متشابهة فى بعض الأوجه ومختلفة فى البعض الآخر. وبالرغم من أن جولدشتاين قد أعتمد فى تمييزه لهذا النوع من السلوك العيانى على التعريف التقليدى للتجريد، ذلك القائم على أساس النظر الى صفة للموضوع منفصلة عن الموضوع ذاته الحامل لتلك الصفة، فهو لم يشر نصا الى أهمية الارادة والوعى قى ذلك الموقف، الا أنه يمكن أن نستنتج ذلك لأن الفرد فى حاجة الى الارادة والوعى فى بحثه عن الصفة المجردة للموضوع ذاته.

الموقف العيانى فى الفصام وفى حالات تلف المخ العضوى :

أن جولدشتاين لم يقصر ظهور الموقف العيانى على حالات تلف المخ العضوى، وأنما أشار فى كتاباته المبكرة الى وجودها فى حالات الفصام، وهكذا فهو قد أشار الى أن المرضى الفصاميين والمرضى المصابين بتلف عضوى فى المخ بفقدون الموقف التجريدى. ولقد استطاع جولدشتاين فى كتاباته المتأخرة أن يتعرف على التمييز بين فقد الموقف التجريدى الذى يحدث فى حالات التلف العضوى للمخ، وبين التداخل معهinterferenca with الذى يبدو كظاهرة متغيرة فى الفصام، فهو يضيف” أن الملاحظة الاكلينيكية تظهر أن السلوك العيانى لا يطفو فوق السطح فى جميع الأحوال، وان نفس المريض الفصامى يمكن أن يبدو منه نقص فى التجريد وأحيانا لا يظهر، وأن هذا التغيير من عدمه يعتمد على نوع الطلبات التى يواجه بها المريض” ( جولدشتاين،1952). وهو يضيف فى مكان آخر” أن مستوى ونوع العيانية فى الفصام لا يماثلانهما فى حالات تلف المخ العضوى، فعلى حين نجد أن هذه الأخيرة تورى تفككا فى اتجاه العيانية التى تبدو فى صورة بسيطة وفارغة من المعنى، نجد أن الفصامى يعانى من نقص مما ثل ولكن بالاضافة الى ذلك… فان أفكاره الشخصية تتدخل فى أدائه وتؤثر عليه …” . هكذا نجد أن جولدشتاين يشير الى التداخل عند الفصامى بين الأفكار النابعة من المثير وتلك الأمور المتعلقة بمشاكله الذاتية .

وهناك نقطة مرتبطة بهذا الموضوع، وهى أنه اذا كان جولد شتاين قد فسر النقص فى حالات التلف العضوى للمخ وفى حالات الفصام بنفس المبدأ، فهل هذا يعنى أن جولدشتاين يعزو الفصام الى سبب عضوى؟ ويبدو أن تناول جولدشتاين لهذا الموضوع لم يكن واضحا بل وكان متناقضا. فهو فى كتاباته الأولى أشار الى أن هناك للأسباب العضوية نصيب فى الفصام، ولكنه فى كتاباته الأخيرة عدل تماما عن هذا الموقف وتحول الى الاعتقاد فى الأسباب النفسية المسئولة عن ظهور الموقف العيانى فى الفصام مفسرا اياه على أساس أنه ميكانيزم دفاعى ضد القلق .

واستكمالا لهذا الموضوع أود أن أشير الى نقطتين هامتين :

الأولى : الخاصة بوصف التفكير عند المريض الفصامى من خلال منظور جولد شتاين، فلا أدرى كيف أصبحت التجريدية والعيانية تنسب الى التفكير، فى حين أننا لو أردنا أن نكون أوفياء لأفكار وتراث هذا العالم والفيلسوف، فلابد أن تبين أنه أنما كان يعنى موقفا وليس تفكيرا فقط، فالحديث أذا ينبغى أن يكون عن الموقف العيانى والموقف التجريدى لا عن التفكير كوظيفة منفصلة حيث أن النشاط العقلى هو الوسط الذى ينقل الينا بوضوح العيانية والتجريد، أما أن نقصر حديثه على التفكير فأننا نرى فى ذلك ظلما لثراء واتساع نظرية جولدشتاين، باعتبار أن نظرته كانت جزئية فى حين أن بدايته ومنتهاه كانا دائما من منطلق كلى بالضرورة .

أما النقطة الثانية التى أود أن أشير اليها فهى تاكيده على الوعى والإرادة فى الموقف التجريدى، فهو بذلك يريد أن نلتفت الى أن هذا الموقف التجريدى فى التعامل مع الوسط هو قائم على أساس تسلسل وتفاعل مجموعة من الترابطات والعوامل الممثلة فى   داخل الانسان، تلك الأشياء التى يوجهها الفرد وينظمها بواسطة ارادته الموجهة نحو هدف معين، فتلك العملية تتطلب أن يتحرر الفرد فى ارتباطه بالأوجه العيانية للموضوع، وبهذا فإن الاستجابة التجريدية تختلف كل الاختلاف عن تلك الاستجابة العيانية القصيرة المدى والتى تشبه رد الفعل العكسى لصفات المثير العيانية، وهنالك كتاب قد وصفوا درجات أولية من التجريد( أودولف ماير وارييتى) .

تظهر فى الكائنات الحية التى تقع على أوئل السلم التطورى بالنسبة للجهاز العصبى من حيث أنها تمتلك نخاعا شوكيا، وهذا النوع من النشاط التجريدى يماثل ردود الفعل العكسية الشرطية. وأذا ما نظرنا الى الاشارتين السابقتين ـ الأولى الخاصة بأهمية الوعى والارادة فى نظرية جولدشتاين، والثانية الخاصة بوجود أنواع أولية من النشاط التجريدى ـ فأننا يمكن أن نقول أن هنالك مستويات للتجريد، وأن النشاط التجريدى الأولى الذى أشرنا اليه ربما يقابل نشاط الموقف العيانى عند جولدشتاين الذى أراد باشارته الى أهمية الوعى والارادة فى الموقف التجريدى أن يشد انتباهنا الى أن وجود هذا النوع من النشاط التجريدى يأتى على قمة مستوياته وأننا لنجد فى الحياة السوية مستويات مختلفة للموقف التجريدى تعلو فى مستواها التطورى كلما برز فيه عاملا الوعى والارادة وكذلك فأننا نجد مستويات مختلفة للموقف العيانى تدنو فى مستواها كلما ارتبطت بالأوجه العيانية للمثير .

المراجــع

– Bolles’ M and Goldstein, K(1938) A study of the impairment of “abstract behavior “ in schizophrenic patients. Psychiatric Quarterty, 12,42 – 65

– Goldsteim, K and Scheerer,M(1941) Abstract and concrete behavior:

An experimental study with special tests. Psychological Monographs,53

(2. whole no 239) .

– Goldstein,K.(1944) Methodological approach to the study of schizo- phrenic thought disorders.In J.S Kasanin(ed), Language and Thought in Schizophrenia. New York:W .W.Norton.

– Goldstein, K.(1953) Tests of abstract and concrete behavior. In A. Weider(Ed) Contributions Toward Medical Psychology, Vol, II. New York : Ronald Press.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *