الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد ابريل 1980 / ابريل1980-المسخ…والمرآة

ابريل1980-المسخ…والمرآة

المسخ ….. والمرآة

د. أسامة بهاء الدين

لاتنشر هذه المجلة – لضعف إمكانياتها – شعرا لأنه شعر، أولأنه جميل أو لأنه مثير، إذا لفعلت، ولقد يحدث، ولذلك فإن صفحاتهاتنشر شعرا صادقا وفلنمسه نثرا، فهى قضية ثانوية من منظور هدفنا المتواضع، وإذا كان أجمل الشعر أكذبه، فان أصدق الشعر آلمه …..

****

حين وعيت،

أدركت لـــكربى

أنى فاقد ساقى اليسرى،

ويدى اليمنى…………،

لا أسمع إلا أشتاتا،

لاأنظر إلا أحيانا،

لاأنظر إلا كفرا،

أو قرآنا ………،

لايفقه حتى موحيه بيانه،

حتى اليسرى مشلولة…..

إلا عن تغمية العين المكلولة،

لاتكمل أبداً مابدأت،

لا أسمع إلا أوهامى،

لاأفعل…… إلاأحلامى،

أو فى الأحلام،

لا أفتح عينى لأرى……..،

بل أفتحها كى أرسم للحاجة نبض خيالى .

****

ولعظم الـكرب، تململت الأطراف المفلوجة،

والأعصاب المبتورة،

وتمثل لجنون العقل  المنثور،

أن هناك بريق أمل،

يكمن داخل مرآة مسحورة،

****

( لاتنظر فى المرآة وإلا تفقد رشدك )،

واحتمل المسخ النظر لبضع ثوان،

هالته الرؤيا فارتعدت أشلاؤه

وتقيأ رعبا واشمئزازاً

وتهيأ للهرب كعادته

لكن المرآة الملعونة فى كل مكان،

فى الخلف وفى الأجناب،

بل حتى تحت  الأجفان،

والأمل الحلو يعاوده،

الأمل مياه تتراقص،

فى الأفق لعين الظمآن .

****

وقبلت تحدى هول الرؤيا،

والمسخ يحرك لى فى المرآة لسانه،

يرفع حاجبه،

يسخر منى،

يتمطى كسلا واستخفافا،

وتمثلت الرؤيا :

لو أن يدى اليمنى ( فى المرآة)

ترتفع عن العين اليسرى،

وببعض شظايا العظم  الملقى…….

تصنع ثقبا فى شمع الأذن الأخرى،

( أقصد غير المقطوعة)

بالبعض الآخر تصنع عـــكازاً .

****

( المسخ يداوم حركاته )

( ياأبله ماذا تجننى إلا الحسرة )

أنروم الألم مسيح العصر ؟

حباً فى الألم ؟

أيكون دليلك

مرآة مكسورة ؟ وجنونك ؟

ومشاعل بعض السحرة ؟

هب فرضاً أن الرؤيا ليست أضغاثاً وهلاوس،

هب أنك تأخذ مأخذ جد تلك الآمال،

كيف ستخطو فعلا ؟

والظهر ينوء بماضينا الحافل باللافعل ؟

لو صح تحديك،

لرأينا شيئاً آخر غير الأشعار،

والأدهى من أنك تتحدث …………. تتحدث،

أن الكلمات تزينها (هاء) الغائب،

وكأنك والمسخ اثنان،

و( أنا ) ليست أحدهما،

دعه إذن يفعل وتعالى …..

نتسول بالكلمات،

نلهو باللعب المبتكرة:

الرؤيا …. والواقع ….والفعل،

( يغمز سخرية هذذا الملعون)،

يخرب بيتك ( أصرخ ألماً … رعباًً … وتحدى )

أصعق

أصهر…. أنشطر ……. أولول،،،

أضعف…. أقوى ….أبكى،،،

أنتحب …..يعاودنى أملى …..،

مختلطاً بالخوف وبالألم،

أضطرب فيعظم خوفى ….،

يطغى………… وأناضله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *