الرئيسية / مجلة الإنسان والتطور / عدد أكتوبر 1980 / عدد أكتوبر 1980-الصديق جاد الرب…ومواصلة الحوار

عدد أكتوبر 1980-الصديق جاد الرب…ومواصلة الحوار

 

عدد أكتوبر 1980

الصديق جاد الرب.. ومواصلة الحوار

د. يحيى الرخاوى

كنا قد أنهينا حوارنا مع الأخ محمد جاد الرب فى العدد الماضى بأن استودعناه الله، بعد أن اقترحنا أن نتوقف قليلا لنلتقط قليلا الأنفاس ونتفق على كيفية مواصلة الحوار إن كان  ثمة ما يدعو

واستجاب الصديق كما توقعنا وكيف عن الفيضان

وأرسلت له خطابا أؤكد انتظارنا لما يريد، والتزامنا بتنفيذ ما يشاء فى حدود هدفنا المشترك.

وأرسل ردا رقيقا مازال يناشد فيه كل من يمكن أن يناشدو غيرهم، ومن ذلك قال:

 ” أخى دكتور: ……………

إن مقالتى التى أرسلتها للنشر بالكويت تناشد هيئة اليونسكو العربية كما تناشد المثقف العراقى التعاون لإعادة بناء بابل BABEL (هكذا كتبها كتبها) لأنه (حسب مقالتى الأخيرة يجب على أدباء القرية العربية أن يعيدوا بناء بابل ثم يعيدون بناء تقويم الزمان على أساس ينطلق من (عام اقرار حمورابى العدالة فى الأرض) وهو مقال يفصل الحركة فى هيئة مجلسين:

1 ـ مجلس الإسكيمو.. وهو مجلس القيادة وهنا فلقد استعرت الاسم من اسم شعب الاسكيمو لأن صديقنا ” رالف لينتون” صاحب كتاب ” شجرة الحضارة” يقول إن شعب اليونسكو ( لعله يقصد الاسكيمو والخطأ مطبعى) قد تمكن من إصلاح الساعات وهو لم يشاهد من قبل أى ساعة صالحة أو مكسورة.

2 ـ مجلس الآخ AAKH نسبة إلى أخناتون وهذا المجلس هو المجلس العام. القاعدة العريضة لأدباء القرية العربية.

إلى أن قال:

” إن لزوم الفكر للبشرية أمر على درجة من الأهمية تسبق أهمية الغذاء والدواء والكساء.

ويجب علينا أيها الأخ أن نبحث بإخلاص عن الثغرة التى نصنعها كبشر فى هذا الجدار الأصم.. وهذه البركة الآسنة، فالوضع الحالى فى مصر أو بلاد العرب عموما يصيب القلب ويدفعه إلى التوقف، لأن الحكومة هى قمة التخلف العقلى سواء هنا أو هناك.

ثم قال:

لابد من إعادة بناء الروح الديمقراطى تحت راية حمورابى.

ثم…………

إن البحث عن راية من التاريخ قد كان الحل الوحيد امام محمد وهو يرفع راية إبراهيم.. وقد  كان الأوحد أمام عيسى مسيح فلسطين وهو يرفع راية موسى، فالحاجة إلى الراية هى ذات الحاجة إلى الانتصار فى المعركة بين الحياة الآمبيا المفروضة على الفكر والعقل وبين حياة جديدة الإنسان فيها صاحب قلب لا يموت.

وإلى اللقاء……..

محمد جاد الرب

يا أخى

أرسلت إلى هذا الخطاب تصرخ متلويا من الألم كالعادة، ولم تكن الحرب قد قامت بين العراق وإيران، ولم يكن مجلس الشورى قد انتخب وفاز الحزب الوطنى فى جميع المحافظات دون منافس، ولم تكن اللحوم قد حظرا أكلها (لحوم المواشى فحسب)… وكان خطابك يقطر ألما، قلبى معك ولك وبك بعد هذا وما ستأتى به الأيام… ولكنى معك ومع هذا البلد ومع الاستقرار والاستمرار لأن ثقتى بالقدرة على التعلم من الخطأ بلا حدود.

ومعك فى  ضرورة البحث عن ثغرة فى الجدار الأصم، ولكن الأهم كيفية بناء الصرح الأشم.

ومعك فى أن لزوم الفكر للبشرية هو أمر على درجة من الأهمية تسبق كل شئ ولكنى لست  معك فى الحكاية “الراية” من التاريخ، حقا بلا تاريخ لا يوجد مستقبل، ولكنى مرعوب من الرايات والشعارات والأبطال.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *